يواصل الإعلام المصري بكل أطيافه حملته التي جاوز عمرها الآن ثلاثة أشهر على كل ما هو جزائري، ورغم محاولة الظهور بالمظهر المسالم تزامنا مع بطولة إفريقيا لكرة اليد التي تحتضنها القاهرة الآن، وتغيير لهجة التعامل مع الأزمة التي صنعها الإعلام المصري ويريد الآن أن يوجهها حسب مبتغاه من خلال القول بأن العلاقات الجزائرية المصرية لم تتأثر أبدا وأن سبب ما حدث هو الشروق اليومي، كما فعل الشيخ إبراهيم حجازي سهرة أول أمس عندما استقبل مكالمة "تمثيلية كالعادة" من شخص قال إنه صحفي جزائري وهو نكرة قام بتهنئة منتخب الفراعنة والاعتراف بأنه أقوى من الخضر،
وقال إن الجزائريين يعترفون بذلك وهذه سنة الحياة ووصف الشروق اليومي برأس الفتنة واعتبرها هي التي ألهبت الفتيل .. والشيخ إبراهيم حجازي الذي "أمتعنا" فعلا منذ 19 نوفمبر الماضي من خلال إشرافه على غرفة العمليات الحربية واتصالاته بمختلف الجبهات يرفض قطعا أن يعلن الهدنة إلا حسب هواه والهوى السياسي، وهو الذي قال في العشرين من نوفمبر الماضي بالحرف الواحد بلسان الجنرال الحازم "اللي حيكلمني عن الأخوة مع الغزاير حأطع لسانه"، يعود الآن ليشيد بالجزائر وبأبنائها مع تحميل الشروق اليومي مسؤولية ما حدث من فتنة أرادها المصريون أن تكون أشد من القتل وهي كانت فعلا ودفع المصريون ثمنها ..
وحتى الإعلامي المصري لقناة أمبيسي في حصة صدى الملاعب رفض أول أمس في حصة مصالحة تحميل الإعلام المصري الثقيل مسؤولية ما حدث وركز على الشروق اليومي رغم أنه لم يذكرها بالاسم.. الغريب أن هذه الحملة على الشروق اليومي لم يقدم فيها لحد الآن أي دليل على ما ارتكبته جريدتنا التي لم تقم سوى بالدفاع عن الجزائريين عندما وصل السباب حد وصف الشعب بالحقير واللقيط وضرب كل رموزه من طرف فنانين وساسة ورياضيين وشعراء وقانونيين وليس من طرف صبية تم نقل صورهم عبر الشبكة العنكبوتية وهم يحرقون قميص منتخب الفراعنة.
التعامل الإعلامي المصري مع الأحداث الكبرى منذ زمن أخذ هذا المنحى "الحربائي" الذي يتلوّن بين اليوم وما يتبعه، وهو التعامل الذي رفضته الشروق اليومي التي صدمها الموقف الإعلامي المصري وهي التي سبق لها وأن استضافت رجال دين مصريين من أمثال عمرو خالد ورجال ثقافة مصريين من أمثال الشاعر أحمد فؤاد نجم ورجال إعلام ورياضة كرمتهم جميعا إيمانا منها بالعروبة، وعندما رأت أن الأمور تجاوزت الحد وبلغت القلب كانت ترد ولم يحدث أبدا وأن شتمت الشعب المصري قاطبة أو تاريخه أو الذين ماتوا في أرض سيناء، وهي لن تسير في الهدنة مع الذين تطاولوا على الجزائر من إعلاميين ولا يمكن أن يحلم عادل إمام أو محمود ياسين أو إيهاب توفيق أو يسرا أو الصحفي نصر القفاص أو غيرهم من الذين استقبلتهم الجزائر وقالوا عنها "نفاقا" في تسجيلات إعلامية إنها أحسن بلد وأطيب شعب قبل أن ينقلبوا "خبثا"، لن يحلموا بأن تطأ أقدامهم الجزائر مرة أخرى.
المصريون الذين تابعوا التناقضات الإعلامية المصرية على المباشر هم الذين يكشفون أنفسهم هذه الأيام، فالقناة التي قدمت سائق حافلة الخضر المزيف وهو يتهم اللاعبين بتكسير زجاج الحافلة والوزير جيار بالبلطجية عادت الآن لتقدم اعترافات المسؤول أبو ريدة الذي أقرّ بأن الحافلة الجزائرية تعرضت للرشق من مصريين واعترف أن أحداث الخرطوم كانت سطحية وتم تضخيمها من الإعلام المصري، وحتى شوبير الذي صام دهرا عن إهانة شهداء الجزائريين صار الآن يقول إنه يرفض المساس بالشهداء.. ويسير على النهج ذاته المعقد خالد الغندور والكاذب على البسطاء مصطفى عبدو في رحلة الهدنة التي تستثني الشروق اليومي.[img][/img]
http://www.echoroukonline.com/ara/thumbnail.php?file=sport/hidjazi_971018601.jpg&size=article_medium