منتدى التربية و التعليم تلمسان
اهلا بالزائر الكريم يرجى التسجيل للافادة و الاستفادة
سجل لتتمكن من تصفح المنتدى
منتدى التربية و التعليم تلمسان
اهلا بالزائر الكريم يرجى التسجيل للافادة و الاستفادة
سجل لتتمكن من تصفح المنتدى
منتدى التربية و التعليم تلمسان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التربية و التعليم تلمسان

لتحضير جيد للامتحانات و الاختبارات لجميع المستويات
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  العاب فلاشالعاب فلاش  
تعلم ادارة المنتدى انه تم فتح مؤسسة رياض باروتجي لبيع ادوات الحاسوب و الشبكة باسعار جد مناسبة على الرغبين في التواصل و تقديم اللطلبات ترك رسالة خاصة لمدير المنتدى
تعلم ادارة المنتدى انه تم فتح مؤسسة رياض باروتجي لبيع ادوات الحاسوب و الشبكة باسعار جد مناسبة على الرغبين في التواصل و تقديم اللطلبات ترك رسالة خاصة لمدير المنتدى
Awesome Hot Pink
Sharp Pointer
المواضيع الأخيرة
» حصرى تحويل رائع لirissat6800 hd الى جهاز AB CryptoBox 400HD وFerguson Ariva 102E-202E-52E HD
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالجمعة ديسمبر 06 2019, 00:54 من طرف saad sa

» أسطوانة الاعلام الآلي سنة أولى ثانوي علمي
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالجمعة أبريل 07 2017, 13:09 من طرف mhamedseray

» مذكرات تخرج في التاريخ
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالأحد يناير 08 2017, 23:30 من طرف hawarkmirza

» _ كــيفــيــة ادخــال شفرة الجزائر الارضية الجديدة على مختلف الاجهزة
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالسبت يناير 07 2017, 01:29 من طرف bobaker1992

» قرص خاص بالتدريس عن طريق المقاربة بالكفاءات
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالخميس نوفمبر 24 2016, 22:48 من طرف حسان عبدالله

» شروط و طلبات الاشراف للاعضاء
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالسبت سبتمبر 10 2016, 21:37 من طرف محمد عصام خليل

» فروض واختبارات لمادة العلوم الطبيعية ثانية ثانوي
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالجمعة فبراير 26 2016, 10:19 من طرف mhamedseray

» مواضيع مقترحة للسنة الخامسة ابتدائي لمادة دراسة النص
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالجمعة يناير 22 2016, 00:32 من طرف ouassila-2012

» قرص اللغة العربية
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالجمعة نوفمبر 27 2015, 13:57 من طرف بنت القالة

» القانون الأساسي لجمعية أولياء التلاميذ
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالأربعاء نوفمبر 25 2015, 13:40 من طرف belounis

» فروض واختبارات مقترحة في العلوم الطبيعية 4 متوسط
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالخميس نوفمبر 12 2015, 14:09 من طرف بدر الصافي

» مذكرة الانتقال من المخطط المحاسبي الوطني الى النظام المحاسبي المالي الجديد
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالأربعاء نوفمبر 11 2015, 00:29 من طرف rachid s

» كتاب رائع جدا فيزياء وكيمياء يشمل كل دروس 4 متوسط
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالسبت أغسطس 29 2015, 14:59 من طرف abbaz29

» لأساتذة الفيزياء...قرص شامل لكل ما تحتاجه لسنوات التعليم المتوسط الأربع
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالخميس أغسطس 27 2015, 01:49 من طرف abbaz29

» قرص في مادة الفيزياء حسب المنهاج
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالأربعاء أغسطس 26 2015, 20:02 من طرف mhamedseray

» قرص السبيل في العلوم الفيزيائية (دروس شاملة صوت و صورة)
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالسبت أغسطس 15 2015, 05:00 من طرف mhamedseray

» ملخص دروس الفيزياء في الفيزياء
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالأحد أغسطس 09 2015, 00:29 من طرف mhamedseray

» جميع دروس وتمارين محلولة فيزياء وكيمياء أولى ثانوي
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالسبت أغسطس 08 2015, 17:33 من طرف mhamedseray

» شاهد كيف تحصل ببساطة على "إنترنت مجاني" من القمر الأصطناعي؟
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالثلاثاء مايو 19 2015, 19:40 من طرف ocean

» قرص رائع في الفيزياء للسنة الرابعة
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالأحد مارس 22 2015, 22:06 من طرف sbaa

ساعة 258
عدد مساهماتك: 105
الملف البيانات الشخصية تفضيلات التوقيع الصورة الشخصية البيانات الأصدقاء و المنبوذين المواضيع المراقبة معلومات المفضلة الورقة الشخصية المواضيع والرسائل الرسائل الخاصة أفضل المواضيع لهذا اليوم مُساهماتك استعراض المواضيع التي لم يتم الرد عليها استعرض المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لي
سحابة الكلمات الدلالية
تحويل سريع جهاز متصفح
عدد مساهماتك: 105
الملف البيانات الشخصية تفضيلات التوقيع الصورة الشخصية البيانات الأصدقاء و المنبوذين المواضيع المراقبة معلومات المفضلة الورقة الشخصية المواضيع والرسائل الرسائل الخاصة أفضل المواضيع لهذا اليوم مُساهماتك استعراض المواضيع التي لم يتم الرد عليها استعرض المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لي
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 105 وننتظر المزيد

المواضيع الأكثر نشاطاً
الدولة العباسية
اكلات مغربية شهية
قرص خاص بالتدريس عن طريق المقاربة بالكفاءات
موسوعة الطب لتعميم الفائدة
Informatique
موسوعة الطب لتعميم الفائدة2
للتعليم الجامعي بحوث مذكرات مواقع هامة جدا
هل تعلم ’?
كلمة مدير المنتدى
اسطوانات تعليمية من الابتدائي الى الثانوي - موقع مهم -
pirate
United Kingdom Pointer

 

 تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نورهان
نائب المدير العام للمنتدى
نائب المدير العام للمنتدى
نورهان


عدد المساهمات : 12903
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 29

تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Empty
مُساهمةموضوع: تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً   تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً Emptyالسبت فبراير 20 2010, 09:36

تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً

تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً
تمت الإضافة بتاريخ : 22/12/2008م
الموافق : 24/12/1429 هـ

أ. وفاء مشهور



في هذه الظروف التي تقف فيها البشرية على حافة الدمار، بعد أن دمرت النفس البشرية وأصبحت تتخبط في تصوراتها وأنظمتها، قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)﴾ (الروم: 41)، إذا كان هذا هو حال البشرية اليوم من الفساد والانحلال فما هو الخلاص؟



إن الخلاص في تكوين مجتمع مسلم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويتحمل تكاليف الدعوة إلى الله، قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (104)﴾ (آل عمران)، وقد آمنا إيمانًا لا جدال فيه بأنه ليس هناك إلا هذه الفكرة التي تنقذ البشرية من هذا الدمار، ألا وهي الإسلام الحنيف ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا﴾ (المائدة: من الآية 3).



إننا نريد أن نربي أنفسنا، ليكون منا الأخ المسلم والأخت المسلمة في تفكيرها وعقيدتها، ونربي أنفسنا ليكون منا البيت المسلم فالمجتمع المسلم.. لقد أوضح الإسلام الأساليب التربوية التي تتناسب مع الفرد والأسرة والمجتمع، وبهذه المراحل استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكوِّن الجماعة الأولى.



فالقاعدة الأساسية لبناء الأمم هي إعداد الفرد، فإذا ما أحسنا تربيته كان ذلك بدايةً صحيحةً لتكوين المجتمع، ولقد اهتم الإسلام بالنشء، منذ وجوده على قيد الحياة، إلى أن يصير شابًّا قويًّا نافعًا.



ويبدأ اهتمام الإسلام بالنشء بحسن اختيار الزوجة؛ التي ستكون وعاءً لهذا الجنين، ثم محضنًا، ثم موجِّهًا وقدوة له.



وحين يأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم باختيار الزوجة لا يترك لنا حرية الاختيار؛ بحيث يختار كل رجل ما تشتهيه نفسه بغير قيود، بل حدَّد لنا الصفات التي يجب أن يضعها أمامه الشاب عند اختيار زوجته لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأريع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".



فالزوجة التي رشحها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم هي ذات الدين؛ بل هي المرأة الصالحة التي تستطيع أن تشارك الرجل في البيت المسلم، وإعداد نشء مسلم، وهي الزوجة المؤمنة التي تؤمن في قرارة نفسها بدورها الكبير، وأثرها الفعَّال، في جو الأسرة، وأنها في سلوكها وحكمتها وحسن مراقبتها لله، يمكن أن تجعل من بيتها جنةً وريحانةً، يحنّ إليها الزوج والأولاد، ليستريحوا من متاعب الحياة خارج البيت، وذات الدين الواعية التي تدرك مسئولية تربية الأولاد، وتحرص دائمًا على التعرف على الأسس التربوية الصحيحة، ومن هنا كانت التربية مهمة خطيرة في حياة الأسرة المسلمة، والأم خاصة لها دور عظيم في تربية تلك اللبنة، خاصةً أن الطفل يولد على فطرته، فإذا تهيَّأت له التربية الواعية نشأ الطفل على الإيمان والأخلاق الفاضلة، خاصةً إذا قدمت له الأساليب التربوية الصحيحة.



ويختلف دور الأم عن دور الأب في تربية الجيل، خاصةً في السنوات الأولى؛ لأن عاطفتها أقوى من عاطفة الأم؛ فهي أقرب إلى قلوب الأطفال، ولقد زوَّد الله تعالى الأم بعاطفة تساعدها على القيام بهذا الدور، ولقد ذهب المتخصِّصون التربويون على أن أثر غياب الأم على الأطفال أكبر من أثر غياب الأب.



مفاهيم أساسية لتربية النشء



على الأم أن تحرِّر نيتها وتخلص عملها التربوي لله، وأن الإخلاص أساس الإيمان، والإسلام لا يقبل العمل إلا به، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ (الطلاق: 2، 3)، وحين نسمع أو نقرأ عن ما يخططه أعداء الإسلام لغزو المرأة والطفل يدفعنا إلى استشعار المسئولية والتعرف على أصول تربية النشء والتصور السليم للقيام بالعملية التربوية.



ويوضح الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك قائلاً: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فمصدر المعرفة هنا مأخوذ من عند الله، أي القرآن والسنة؛ لذا كان تأثير أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم له نتائجه التربوية السريعة، على الرغم من الواقع الذي كانت تعيشه البشرية قبل الإسلام.



والخطر الذي يهدد العملية التربوية الآن أن فلسفة التعليم الحالية مأخوذة من تصور التربية الغربية، قد يتفق وتصور الغرب في تربية الفتاة مع أساليبهم ووسائلهم، أما التصور الإسلامي لتربية فتياتنا فإنه يختلف كثيرًا عما في الغرب.



وكان من نتاج هذه التبعية كمثال أننا نرى بصورة واضحة في الإعلام العربي أن الفتاة تردّد أنها حرة فيما تريد فعله.. نعم هي حرة عندهم تصاحب من تشاء، وتبيت عند من تشاء، وتلبس ما تشاء، بل هي حرة في كل شيء في حياتها، لكن هل هذا يتناسب مع شريعتنا الإسلامية؟! هل هذا نموذج يمكن أن نقدمه للفتاة المسلمة التي هي مسئولة أمام الله تعالى عن أفعالها، ومطالبة بالسير على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، فتتبع ما يأمرها به الإسلام؟!



تربية النشء بين الأصالة والتجديد



تقوم التربية الإسلامية أساسًا على الأصالة في مبادئها وقواعدها ومناهجها، ولم يتلقَّ المسلمون عبر العصور المتعاقبة نظريتها عن غيرهم، وإنما استمدوا أصول التربية من القرآن والسنة، وفي نفس الوقت لم يكونوا سلبيين إزاء الحضارات الغربية والعلوم الحديثة حتى أخذوا منها ما يتلاءم مع أوضاعهم، ووفق حاجاتهم، بعد أن صبغوا عليها طابعهم الخاص؛ لهذا صارت العلوم الأجنبية في نهاية الأمر علومًا إسلاميةً تشكِّل جانبًا من حضارة إسلامية متميزة.



وما يقال بالنسبة للعلوم الأجنبية يقال بالنسبة للتربية؛ فإن بعض نظم التربية الأجنبية يمكن أن يستفيد منها مسلمون وفق حاجاتهم المتجددة بعد تطويرها بأوضاعهم؛ حتى تصبح في آخر الأمر نتاجًا إقليميًّا ينبض بروح الإسلام ويُصبغ بصبغته العظيمة.

ولا غرابة في ذلك فقد وجدنا الإمام الغزالي يدعو إلى الانفتاح على العلوم الأجنبية والأخذ منها بما يتفق مع تعاليم ديننا، والإسلام لا يمانع من الانفتاح على تجارب الآخرين، سواءٌ أساليب تربوية أو نظم دراسية وفق حاجات المجتمع الإسلامي.

إن العمل بأصول تربية النشء يحمي المربين من الانزلاق وراء بعض الأساليب والوسائل التربوية التي قد تتعارض مع المنهج الإسلامي في التربية، ويجب أن نعرف أنه كلما كان هناك تناسق بين التصور الإسلامي في تربية النشء وبين الأسلوب المقدم ظهرت النتيجة المرجوَّة.

إن التصور الإسلامي لتربية الصبي هو الصحبة والصداقة وإحساسه بكيانه، فقد يكون التصور واضحًا، ولكن الأسلوب المستخدم لا يتناسب مع التصور الإسلامي، وإذا كنا قد أعطينا الصبي حقه في التعبير عن رأيه بشجاعة فهل استخدمنا معه أسلوب الحوار والمناقشة كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي جاء يستأذنه في الزنا؟ هل أعطينا له مكانته في المجتمع، وفرصته في أن يعبر عن ذاته بما يتفق مع تعاليم الإسلام كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، فحين نرى فلسفة التعليم والتربية في الغرب تستخدم أساليب مختلفة في توصيل هذا المفهوم؛ حيث إنها تعطي الصبي الحرية المطلقة؛ فعلينا أن نجمع بين الأصالة والتجديد في اتباع الأساليب التربوية مع أبنائنا؛ فهناك فارق بين تربية النشء على الحرية والجرأة المطلقة دون حدود بين الشجاعة والجرأة المصحوبة بالأدب وكلمة الحق.

فهذا الفتى الذي قال لعمر عندما هرب الأولاد لما رأوه وبقي هو، فلما سأله عمر قال له: لم أكن مخطئًا فأهرب منك، ولم تكن الطريق ضيقة فأفسحها لك؛ فهذه حرية في إبداء الرأي ولكنها بأدب حسن وعدم نفاق.



مثال آخر.. عندما دخلت مجموعة من الرجال على عمر بن عبد العزيز، فلما تحدثوا تحدث أصغرهم سنًّا فردّ عليه عمر: ألم يكن هناك أحق منك بالحديث ممن هو أسنّ منك؟ فرد الغلام: لو كانت القضية بالسنّ لكن هناك من هو أحق منك بالخلافة يا أمير المؤمنين!! فأُعجب به عمر وتركه يتحدث.

فطريقة الإسلام في التربية هي معالجة الكائن البشري كله معالجةً شاملةً دون أن يغفل عن شيء، وما من نظام غير الإسلام يعالج النفس البشرية بهذه الدقة وذلك الشمول؛ فهناك نظم آمنت بالجانب المادي من الإنسان، فصارت تهتم بكل محسوس على الأرض.. زراعيًّا وصناعيًّا.. بل حاولت أن تيسِّر للإنسان كل ما هو محسوس من مأكل ومشرب حتى يسَّرت له قضاء شهواته ثم أغفلت الجانب الروحي، وكانت النتيجة أن استمتع الناس بحياتهم الأرضية أعظم استمتاع، ثم انهار المتاع كله نتيجة خواء الروح من الإيمان والعقيدة؛ بخلاف نظرة الإسلام إلى الإنسان على أنه روح وجسد وعقل في كيان واحد.

وهذه الطاقات الثلاثة كلُّ منها يعبَّر عن حاجاتها تعبيرًا فطريًّا يحقق للإنسان التوازن المطلوب في حياته، فإن عبرت واحدة من هذه الطاقات عن حاجاتها تعبيرًا عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها أصيب الإنسان بالاضطراب والقلق وهذا هو ما نجده في المجتمعات الأوروبية لأنها تربط الطفل بالماديات، وطموحات كثيرة، ولهذا نجد النشء الحديث في سباق محموم مع نفسه؛ لا يهمه إلا أن يكون مثل عالم الفضاء أو الفنان الفلاني أو البطل المشهور، وعلينا أن نفهم أنه لا مانع من التجديد في الوسائل التربوية؛ طالما لا يتعارض ذلك مع تعاليم الإسلام.



ماذا نريد من التجديد؟



التجديد التربوي يشتمل على 3 مكونات هي: التجديد والتغيير والإصلاح، وهذه العناصر متكاملة في طبيعتها؛ بمعنى أن أيًّا منها لا يستطيع بمفرده أن يحدث التجديد، وينبغي أن تكون معايير التجديد والتغيير ونتائجها إصلاحًا للنظم التعليمية والتربوية، وقد حاولت دعوات التجديد أن تطرق المجالات الآتية:



* إعادة تنظيم مستوى التعليم القائم وتقديم محتوى جديد.

* إدخال وسائل تعليمية جديدة.

* إدخال طرق تربوية جديدة، كالتفاعل بين التلاميذ والمعلم بأسلوب المحادثة.

* إحداث تغييرات في نظام الامتحانات.

* إحداث تغييرات في تعليم الطفل القراءة والكتابة.

* إحداث تغييرات في تنمية المواهب والمهارات عند الأبناء.

فكل هذه المجالات لا تتعارض مع الإسلام في شيء.



نماذج من تربية الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية النشء



1- التوجيه المباشر

عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصفحة فقال لي صلى الله عليه وسلم: "يا غلام.. سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك".



في هذا الحديث تظهر بعض المفاهيم التربوية مثل:



* أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل مع الصغار فيمتزج معهم نفسيًّا، ولهذا لا يفضل عزل الصغار عن الكبار أثناء الأكل؛ لأن جلوسنا معهم يفتح باب الحوار والمناقشة، ويسهل تصحيح أخطائهم، وقيل إن أفضل الأوقات لتوجيه الأطفال ثلاث: وقت الطعام، وقت النزهة، وقت المرض.

* اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم الوقت المناسب للتوجيه، وهو وقت حدوثه قبل تحوله إلى عادة مكتسبة.

* مناداة الطفل مناداةً محببةً إليه، بها رفق ورقة، وهذا أدعى للانتباه والاستجابة "يا غلام".

* تصحيح الرسول صلى الله عليه وسلم تصحيحًا شاملاً؛ أعطى علاجًا متكاملاً لطريقة الأكل؛ فحين نجد خطأً من أبنائنا لا تكفي المعاجلة السطحية بالنهي عن الشيء، ولكن لا بد أن تكون معالجة كلية، وهذا يحتاج منا تفقُّد سلوك الأبناء أولاً بأول.



2- فتح باب الحوار والنقاش



كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، مع الشاب الذي جاء يستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في الزنا.. عن أبي أمامة أن فتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه، فزجروه وقالوا: مه، مه، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس قال: أتحبه لأمك، قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أتحبه لأختك، قال: لا والله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أتحبه لعمتك، قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال: أتحبه لخالتك، قال: لا، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع يده الشريفة على صدره وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه وحصن فرجه"، فلم يكن الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء.



نستفيد من هذا الأسلوب:



ا- الاستيعاب والإحاطة النفسية؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يزجره، وإنما سمح له بالجلوس بجانبه.

ب- فتح باب الحوار والمناقشة لتوضيح الفكرة وتحريك وجدان المتعلم فتتقارب الأفكار ووجهات النظر.

ج- النقاش عن طريق طرح تساؤلات؛ بحيث تكون الإجابة من المتعلم نفسه، وهذا أفضل؛ حيث انتهى باعتراف منه بأن هذا خطأ.

د- وضع يده الشريفة صلى الله عليه وسلم على صدر الشاكي أشعره بالاطمئنان والارتياح وتهيئته لتطهير القلب، حين قال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه.



3- اكتشاف وتنمية المواهب عند الأطفال



إن المربي الناجح هو الذي يمتلك صفة القدرة على اكتشاف المواهب، والطاقات ويحرص على تنميتها وتوجيهها التوجيه السليم؛ مما يساعد على تفاعل الأبناء مع المجتمع المحيط بهم؛ لكونهم أعضاءً نافعين للغير قادرين على الكسب.

بعد فتح مكة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بلال أن يصعد فوق الكعبة ويؤذن أول أذان، فلما فعل استهزأ به بعض المشركين، وقلَّدوا صوت بلال غيظًا وكان منهم "أبو محذورة"، وكان أحسنهم صوتًا فلما رفع صوته بالأذان مستهزئًا سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمر به فمثُل بين يديه، وهو يظن أنه مقتول فمسح على ناصيته وصدره بيديه الشريفة، قال أبو محذورة فامتلأ قلبي إيمانًا ويقينًا، فعلمت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى عليه الرسول الأذان وعلَّمه إياه، وأمره أن يؤذن لأهل مكة، وكان عمره ست عشرة سنة.



نستفيد من هذا الأسلوب:



* اختلاط الرسول بعامة الناس؛ مما يساعد على حسن المتابعة والتوجيه واكتشاف المواهب.

* اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بمن هم خارج دائرة المسلمين.

* حسن تخير مداخل الحديث وتوصيل الخير للناس، (بالمسح على صدره).

* استخدام الرسول أسلوب توظيف الموهبة وتنميتها والتدريب عليها.

* الاستفادة من طاقة ومواهب هذه السن وتوظيفها، وهذا ما يفتقده النشء في الوقت الحاضر.

*إعطاء هذه السن ثقةً في نفسه بتكليفه ببعض الأعمال والأنشطة؛ فأبو محذورة كان عمره في هذا الوقت ست عشرة سنة.



هذا وإذا استعرضنا ما ينادي به دعاة التجديد في تربية النشء؛ نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم سبق كل هذا وطبَّقه مع أشبال الإسلام؛ فمثلاً من الوسائل الحديثة لتنمية المواهب والمهارات الآتي:



1- مخالطة الأبناء ومعايشتهم في وقت الفراغ حتى يسهل على الآباء اكتشاف مواهبهم.

2- تشجيع الموهوب واختيار مداخل الحديث معه لتنمية مواهبه.

3- بث روح الثقة في روح الموهوب وعرض إنتاجه في معارض أو جرائد أو تقديمه بموهبة أمام تجمع عائلي.

4- احترام إنتاجه مهما كان مستواه كمًّا وكيفًا، وتقبل أي قصور فيه.

5- تقديم الزاد المادي والمعنوي الذي يعين الموهوب على الارتقاء والتحسين.

6- تهيئة الموهوب لمواجهة الصعوبات والفشل.

7- تذليل العقبات وحل المشكلات من أجل الاستمرارية والعطاء.







نماذج من الطرق الحديثة في التربية وربطها بالهدي النبوي



1- أسلوب الإثارة والتشويق:

تسعى الطرق الحديثة لاستخدام هذا الأسلوب في التربية والتعليم لإثارة الانتباه وتشويق المستمع عن طريق طرح أسئلة، وهذا الأسلوب له مهارات متعددة في طريقة إلقاء السؤال مما يساعد على حصر فكر المستمع نحو السؤال المطروح فلا تنشغل حواسه بمؤثر آخر.

ولقد سبق الرسول صلى الله عليه وسلم الطرق المعاصرة واستخدم هذا الأسلوب كثيرًا في تربية الرعيل الأول، ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أمثلة كثيرة في ذلك وثبت أنه قال:

"أتدرون من المفلس؟"

"أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟"

فعندما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة قائلاً من المفلس، قالوا المفلس من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم، "إن المفلس من أمتي، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا، وسلب مال هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم قذف به في النار".



2- الإيضاح بالرسم:

تسعى الطرق الحديثة في التربية إلى الاعتماد على وسائل الإيضاح المتعددة سواء بعرض الصور، أو المجسمات، أو أفلام الكرتون حيث أثبتت التجارب أن توصيل المعلومة بالصور ووسائل الإيضاح يساعد على إدراك الهدف من المعلومة وتوصيلها مباشرة لعقل الطفل، كما أنها تثيره وتنمي عنده الحس والابتكار وتعطي له أمثلة حية تعينه على الاستماع بشرح طويل بخلاف لو جلس الطفل لفترة طويلة ليسمع أو يكتب فقط.

وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب ليقرب بعض المفاهيم إلى الأذهان وأمثلة ذلك، ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مربعًا، وخط خطًا خارجًا منه، وخط خطوطًا صغارًا، وقال هذا الإنسان وهذا أجله محيط به، وهذا الذي خارج عن الخط أمله، وهذه الخطوط الصغار، الحوادث والنوائب المفاجئة فإن أخطأ هذا نهشه هذا، وإن اخطأ هذا نهشه هذا وإن أخطأ كلها أصابه الهرم................".

فلقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم بما رسم على الأرض كيف يحال بين الإنسان وبين تحقيق آماله الواسعة بالموت المفاجئ أو الأحداث المباغتة، ولا شك أن توضيح هذه المعاني بالرسم قربها إلى الأذهان بصورة مفيدة.



كما أن الرسم ووسائل الإيضاح تنمي في الأبناء قوة الملاحظة وحسن ممارسة العمل اليدوي، وتعويده على الصبر والمثابرة، وتمني الإبداع والابتكار عنده.



وتفيدنا دعوى التجديد في استخدام أسلوب الرسم ووسائل الإيضاح ببعض النصائح التالية:



1- أن تكون الوسيلة مناسبة لخصائص الموقف التربوي، ليتحقق التغيير، فلا أقدم صورًا لحركات العنف والمغامرات للطفل الذي هو أصلاً كثير العنف.

2- تعطي الوسيلة أو الرسم صورة صادقة للمعلومات التي نريد تقديمها.

3- أن تكون الوسيلة مناسبة لمستوى المتعلم من حيث طريقة العرض أو الموضوع.

4- أن تكون الوسيلة قادرة على تحقيق الهدف بسهولة.

5- التعقيب على الوسيلة بعد عرضها، للتأكد من أنها أدت دورًا تربويًّا محددًا.

6- أن تكون ذات طابع جذاب ومناسبة للغة العصر.



من وسائل الإيضاح الحديثة:



الصور المتحركة.

المجسمات.

الألعاب التعليمية.

استخدام أجهزة العرض المرئي، والأجهزة الصوتية.



المرحلية والتدرج:



فلسفة التعليم الحديثة تسعى إلى تقديم المادة للطالب بشكل مرحلي متدرج، حتى إذا أردنا أن نعلم الطفل الكتابة، فلا يجوز أن يمسك القلم مباشرةً لكتابة حرف أو رقم في مساحة صغيرة، ولكن لا بد أن يتدرج وإلا أحبط أو مل من التعلم، ولهذا نجد أن دعوى التجديد، وضعت مراحل لتنمية قدرات الطفل الكتابية، حتى يتدرج من الأسهل إلى الأصعب.

فمثلاً: يبدأ باستخدام الصلصال والمكعبات ثم التلوين، ثم التلوين والتوصيل فاستكمال رسم، فكتابة خطوط ثم كتابة حروف وأرقام.

ولقد أثبتت التجارب الحديثة أن التدرج في الخطوط له أثر كبير في نفسية الطفل، ومدى استجابته للتلقي والانتقال من مرحلة إلى مرحلة، ولنا في ذلك ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها، وهم أبناء عشر سنين".



توفير الألعاب التعليمية والمشاركة معهم في اللعب:



لقد نادى علماء التربية الحديثة بتوفير الألعاب للأطفال، والمشاركة معهم في اللعب، لإشباع حاجة الطفل في اللعب والترويح، عن النفس حيث أثبت أن للعب تأثيرًا عاليًا على النمو النفسي على الطفل، سواء مشاعره أو خياله أو تفكيره أو إرادته.

وكثير من الآباء والأمهات مخطئون في نظرتهم للعب على أنه مضيعة للوقت، أو أنهم ينظرون إلى الطفل الهادئ قليل الحركة قليل اللعب على أنه طفل نموذجي، في الوقت الذي يعتبره علماء التربية أنه طفل سلبي منطوٍ، هذا ولقد كان للإمام الغزالي إشارة طيبة حول اللعب، قائلاً (إن اللعب يزود الطفل ويقويه ويدخل السرور على قلبه، ويذهب عنه الملل)، ولقد سبق الرسول صلى الله عليه وسلم الجميع فقد كان يلاعب الأطفال ويدخل السرور عليهم، ويروح عنهم ويستأنس بهم ويشجعهم على اللعب والمرح، ولقد أقر الرسول عليه الصلاة والسلام وجود لعب مجسمة، ومشاهدة الرسول عليه الصلاة والسلام لعصفور أبي عمير وهو يلعب به يدل على إقراره عليه الصلاة والسلام على حاجة الطفل للعب.



وتشير الدراسات الحديثة لأهمية اللعب وأثره التربوي على نفسية الطفل، وتوصي ببعض ما يلي:



1- ألا يؤدي اللعب إلى الإرهاق الزائد والمشقة المؤذية.

2- ألا يكون على حساب واجبات أخرى.

3- توجيه الطفل نفسيًّا وتربويًّا واجتماعيًّا أثناء اللعب، وبث روح التعاون بين الأطفال.

4- اختيار ما يناسب الفتيات والأولاد من الألعاب حيث إن الألعاب عمومًا تساهم في تكوين الشخصية.

5- التنويع في الألعاب واللعب لما يترتب عليه من إكساب الطفل مهارات متنوعة.



أهداف اللعب:



1- يساعد على إعطاء الطفل ثقة في نفسه، وتنمية مهارة الإبداع مثل ألعاب التركيب والبازل.

2- ينمي الجوانب العاطفية والاجتماعية، من خلال ألعاب الدمى والأدوات المنزلية الصغيرة.

3- تنمي النشاط الجسدي والحركي، مثل ألعاب القوى، والألعاب الرياضية المختلفة.

4- تنمي قوة الملاحظة والتركيز من خلال الألعاب التعليمية، وألعاب الذكاء.

5- تنمية واكتشاف أنماط الذكاء المتعدد لدى الطفل.

6- تدريب الطفل على ضبط النفس وتنظيم الانفعالات في حالة النصر والهزيمة، من خلال الألعاب الجامعية: السلة وكرة القدم.

7- تعلم الأطفال مبادئ وقيم: التعاون، المساواة، حب الجماعة، الجندية الصادقة، والقيادة الرشيدة.

8- تنمي لدى الأطفال التوافق العضلي والعصبي.



غرس بعض المفاهيم اللازمة للنشء في هذا العصر:



الثقة بالنفس:



نتيجة لانتشار فلسفات غربية متعددة يسير وراءها بعض المربين، والتي قد لا تتناسب مع المبادئ والقيم الإسلامية، جعلت الجيل مائعَ الشخصية، لا يعتمد على نفسه، بل لا يمكنه أخذ قرار، وإذا سألته بعد إتمام الشهادة الثانوية أي الكليات تريد أن تلتحق، يريد قائلاً: لا أدري، ففي الوقت الذي نربي فيه هذا الجيل على الحرية المطلقة التي أخذت من وسائل الإعلام وصيحات التربية الحديثة يقابله خواء من المضمون والهدف لدى أبناء هذا الجيل.



ولقد اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم طرقًا عدةً لتنمية الثقة في النفس، مثال:



* تقوية إرادة الطفل على حفظ الأسرار كما فعل مع أنس وعبد الله بن جعفر، فإذا تعلم الطفل كتم الأسرار فإن إرادته تنمو وتقوى ثقته بنفسه.

* وبتعويده على الصيام وصموده على الجوع والعطش، يشعر بالانتصار على النفس، وبالتالي فإن إرادته تقوى على مواجهة الحياة، مما يزيد ثقته بنفسه.

* تنمية الثقة الاجتماعية بإمداد النشء بخبرات اجتماعية وتنمية التفاعل الاجتماعي، وتنظيم القيادة والتبعية في تعامله مع الآخرين، بأخذ رأيه ومشورته في شئون البيت والأسرة، واستقبال ومجالسة الكبار.

* تنمية الثقة العلمية وذلك بتشجيعه على حب الإطلاع، وتنمية ميوله، وجعل مستوى طموحه مناسبًا مع مستوى قدراته لا أكثر ولا أقل.

* تنمية الثقة الاقتصادية بتعويد الأبناء بالمشاركة في إدارة ميزانية البيت وترشيد الاستهلاك، والتجول في الأسواق والشراء والادخار.



2- التمييز بين الصواب والخطأ:



في هذا العصر صعب على الكبار تمييز معايير الصواب والخطأ، فما بال الأطفال، هذه بعض العوامل التي تساعدهم على التمييز بين الخطأ والصواب:



* ترسيخ العقيدة وترسيخ التوجيهات التي تقدم لهم من أحداث السيرة النبوية.

* إعطاؤه فرصة للحوار والمناقشة حتى لا يشعر بفرض الرأي عليه.

* تدريبه على الاتزان والحكمة والعقل، ويتحقق هذا أثناء الوقوف عند أحداث اليوم والتعليق عليها.

* الطفل عنده نوازع خير ونوازع شر، فلا بد أن تنمي عنده نوازع الخير فعندما يرى محتاجًا أو فقيرًا في الطريق ويعطيه، فيعتاد التلقائية في عمل الخير، فيساعده هذا على تمييز الخير والصواب عن الشر والخطأ.



3- الاندفاع نحو الثواب والخير:



توزعت وتشتت طاقة الحب التي أوجدها الله في الإنسان وغيرها من الطاقات الأخرى، فبدلاً من أن توجه بداية لحب الله ورسوله، فالوالدين وهكذا.. وُجهت إلى حب صديقه أو حيوان يربيه في المنزل. ففقد الأبناء روح التعلق بذات الله سبحانه وتعالى، وبالتالي افتقد النشء روح الاندفاع نحو الثواب والخير، ومن العوامل التي تساعد على ذلك:



* التحدث معه عن الجنة والعمل الصالح.

* التعزيز والتشجيع المعنوي وليس المادي.

* تأصيل مفهوم أن انتشار الفساد يرجع إلى البعد عن الإسلام.



الأسلوب الأمثل في تصحيح الخطأ:



إن التأديب أو تصحيح الخطأ ضرورة تربوية شرعية امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، واستشعارًا للمسئولية، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لأن يؤدب الأب ابنه خير له من أن يتصدق بصاع".



طريقة التأديب الصحيحة:



تصحيح الخطأ فكريًّا ثم عمليًّا: لأن استئصال الخطأ من جذوره وأصوله يعد عاملاً مهمًّا في العملية التربوية، لأن أصول الخطأ تعتمد على ثلاث:



- أساس الفكرة: لا يملك فكرة صحيحة، فيتصرف من عنده.

- إما أن يكون السبب عمليًّا، أي أن الطفل لا يستطيع أن يتقن عمل ما ولم تتدرب أصابعه عليه.

- وإما أن يكون السبب هو ذات الطفل عنادًا وإصرارًا منه، ولهذا لا بد أن نعرف السبب حتى يسهل التصحيح.



(أ) التصحيح الفكري:

كثيرًا ما نعاقب أطفالنا على الخطأ دون أن نفرق هل هو يعرف هل هذا خطأ أم لا!!

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كخ، كخ أرمِ بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة".

ما يستفاد من أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم:

- طريقة الزجر لطيفة.

- علل سبب عدم الأكل لتكون قاعدة فكرية ثابتة، "إنا لا نأكل الصدقة".

- خاطبه بلغة رقيقة "أما علمت".



(ب) التصحيح الميداني:

كثيرًا ما نطلب من الطفل، القيام بعمل لم يسبق له عمله من قبل، أو حتى شاهد من عمله، فإذا وقع في خطأ عوقب ظلمًا منا، ولهذا علينا أن نحرص على تقديم النصح العملي له فتحقق المعرفة، مثال: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بغلام يسلخ شاة وما يحسن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تنحى حتى أريك، فأدخل يده بين الجلد واللحم، فدخس بها حتى دخلت إلى الإبط، ثم مضى وصلى بالناس، ولم يتوضأ".

- فليكن أسلوب التصحيح العملي دون توبيخ أو زجر "تنحى حتى أريك".



(ج) المتابعة بعد القيام بالتصحيح:

التأكد من أن المفهوم الفكري وصل لعقل الطفل فعلاً، وأن إمكانياته الفسيولوجية والحركية، والبدنية تساعده أن يقوم عمليًّا بهذا العمل أم لا.



(د) التدرج في تأديب الطفل:

- رؤية السوط لا الضرب به.

- ضرب تربية لا ضرب انتقام.

- ألا يكون عقابًا أو ضربًا موجعًا.

- ألا يكون أمام الآخرين.

- أن يكون متفرقًا لا في مكان واحد.



أخطاء شائعة لا بد أن نتخلى عنها



ليس هناك أحد من الآباء يعزم النية كل صباح أن يجعل حياة أبنائه بؤسًا وشقاءً، بل العكس، كل ما يشغل الآباء والأمهات صباحًا ومساءً كيف يحققوا النجاح والسعادة للأبناء، ورغم كل هذا ورغم النوايا الحسنة، إلا أننا نجد الخلافات بين الآباء والأبناء.. نجد أنفسنا نقول أشياء لا نقصدها في نبرة لا نحبها.. نجد ظواهر وسلوكيات كنا لا نتوقع أن تظهر على أبنائنا، وهذا يحتاج منا أن نقف وقفةً جادةً مع أنفسنا نتفقد أساليب تعامل الآباء مع الأبناء، وقد تكون هناك بعض الأساليب غير المباشرة، تصدر من الآباء وبحسن نية، وزيادة خوف، ولكنها تؤدي إلى ضياع الأبناء.



وهذه الأساليب هي:



1- أسلوب التسلط:



بأن يفرض الآباء والأمهات آراء وتصرفات على الأبناء دون محاولة اكتشاف ما إذا كان هذا الأمر، يتناسب مع سن الطفل وطبيعته، وقدراته أم لا، وقد يظهر هذا الأسلوب بشكل آخر، بأن يتدخل الكبار في كل شيء بشكل متسلط، دون إعطائه فرصة لأن يفكر ماذا يحتاج مثل: فرض صديق معين عليه، نوعية الأطعمة، ينتج عن هذا الأسلوب طفل متردد ضعيف الشخصية، ضعيف الضمير، أي مجرد ما يبعد عن أشخاص التسلط لا يراعي ضميره.



2- الحماية الزائدة:



بأن يقوم الآباء بالنيابة عنه أداء المسئوليات والواجبات مثل مساعدته في لبسه، ترتيب حقيبته، توصيله إلى المدرسة حتى لو كان كبيرًا، أو منعه من الاختلاط لشدة الخوف عليه، أو أكل كميات ونوعيات لا يحبها من باب حمايته صحيًّا. فالحماية عندما تزيد عن الحد بسبب الخوف ينتج عنها ولد ليس لديه قدرة على تحمل الصعوبات التي ستواجهه في المستقبل، كما أنه لا يعطي للطفل فرصة الاستفادة من مواهبه، وخوض التجربة مبكرًا بل انخفض مستوى طموحه فلا يتفاعل مع المذاكرة أو تعلم مهارة.



3- الإهمال:



نتيجة لمشاغل الحياة وأعبائها وازدحام الأوقات، وتلاحق الأحداث، وانشغال الآباء عن تربية الأبناء التي عبر عنها الشاعر:

ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا إن اليتيم من تلقى له أمًّا تخلت أو أبًا مشغولا

ترك الأبناء لوسائل الإعلام، وغاب رب البيت انشغالاً للحصول على الرزق، فلم يلق الأبناء حقهم في التربية، وترك الطفل بدون توجيهات، ولم يعلم الآباء شيئًا عن هواياته، وإنجازاته، فلم يشجعه أحد، فيفتقد الإحساس باهتمام الآخرين له، وتقديرهم فيلتفت إلى أصدقائه لأنهم هم الذين يقدرون تصرفاتهم ويشعرونه أنه مهم في المجتمع، فيتلقى منهم النصائح أيًّا كان نوعها.

ينتج عن هذا شخصية قلقة متوترة ليس لديها انتماء إلى الأسرة.



4- التدليل:



يلجأ بعض الآباء إلى هذا الأسلوب متصورين أنهم بهذا يخاطبون لغة العصر التي تنادي بإعطاء المزيد من الحرية للأبناء، فيتركون الطفل يفعل كل ما يريد، إشباعًا لرغباته في أي وقت، وفي ظل أي ظروف، يقرون له مصروفًا زائدًا عن حاجاته الضرورية، ويتركونه يتلف هذا ويعترض على ذاك. ينتج عن هذا الأسلوب شخصية مستهترة، وضميره ضعيف لا يحاسب نفسه على الأخطاء، لأنه اعتاد ألا يحاسبه أحد، ولا يقبل التوجيه، فيعترض على كل شيء خاصة عندما يصل إلى سن المراهقة.



5- إثارة الألم النفسي:



بأن يؤنبه والداه بشكل زائد على كل تصرف يصدر منه حتى وإن لم يقصد، أو عن طريق التقليل من قدراته وإنجازاته، وإشعاره أنه من المستحيل أن يلحق بالمتفوقين، ويفعل كذا وكذا لأنه متأخر عن أصدقائه. وقد يصدر هذا لشدة غيرتهم على أبنائهم، وحرصهم على مستقبلهم، ولكن هذا الأسلوب ينتج عنه شخصية مهزوزة، ليس لديها ثقة في نفسها، وقد تنطوي ولا ترغب في الجلوس مع الكبار، ولا يتحمل مسئولية.



6- القسوة في التربية:



يتصور بعض الآباء والأمهات أنه كلما كان حازمًا جادًّا مع أبنائه ضمن سلوكًا سليمًا، ولكن إذا زادت الجدية والقسوة، وظهرت في شكل عقاب بدني أو التهديد به، أو حرمان الطفل من كل ما يحب، فإن هذا الأسلوب ينتج عنه طفل عنيد- متمرد- قاسٍ- عنيف.



7- التذبذب:



المراد به التفاوت في أسلوب التربية واختلاف رأي الأب والأم أمام الأطفال، أو اختلاف المؤسسات التربوية مع البيت.. فعندما يرى الطفل الأب يعاقبه على تصرف ما، وتضحك الأم في المقابل، ينشأ طفل متخبط قلق غير مستقر، لا يستطيع عندما يكبر أن يأخذ قرار في أموره الخاصة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تربية النشء.. الاستفادة بالتراث أولاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفاكهة أولاً
» أولاً : تكوين الأرض :
» أولاً : من الفعل الثلاثي :
» أولاً : الإدغام الواجب :
» شروط الاستفادة من التقاعد المبكر (المسبق)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التربية و التعليم تلمسان :: التربية التعليم :: التعليم المتوسط :: التربية الإسلامية-
انتقل الى: