قوات الناتو أمام امتحان دخول مستنقع مقاتلي طالبان في هلمند

صف الهجوم بالأكبر منذ الإطاحة بالحركة في عام 2001
قوات الناتو أمام امتحان دخول مستنقع مقاتلي طالبان في هلمند



شنت أمس قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والقوات الأفغانية، هجوما واسعا ضد مدينة مرجة، إحدى أكبر معاقل حركة طالبان في إقليم هلمند الأفغاني، ووُصف هذا الهجوم بالأكبر منذ الإطاحة بالحركة عام .2001
ذكرت تقارير إعلامية أن 1500 جندي أمريكي وبريطاني وأفغاني شنوا هجوما واسعا تحت اسم ''العملية المشتركة''، ضد مقاتلي حركة طالبان في مدينة مرجة بإقليم هلمند جنوبي البلاد، الذي يحتل المرتبة الأولى في إنتاج الأفيون في العالم. ويعدّ هذا الهجوم أول هجوم واسع النطاق للسيطرة على الجنوب الأفغاني منذ أن أمر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان في ديسمبر الفارط.
وأضافت التقارير أن القوات هاجمت المناطق التي تسيطر عليها طالبان، وذلك في محاولة لمساعدة القوات الحكومية على إعادة بسط سيطرتها على المنطقة. ويشكل الهجوم أول اختبار حقيقي للاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي اعتمدها الرئيس باراك أوباما بهدف إنهاء الحرب سريعاً، ونقل مهمات الأمن إلى القوات الأفغانية قبل أن تبدأ الولايات المتحدة في سحب قواتها في عام .2011
ويقول بعض المحللون إن الأمريكيون لم يحاولوا إبقاء العملية المرتقبة سراً، بل على العكس أخذوا يتحدثون عنها علانية منذ أسابيع، أملاً بأن يفر مقاتلو طالبان من أمام قواتهم حتى يتسنى لهم دخول إقليم هلمند بسهولة وتصوير ذلك بمثابة نجاح لهم. ويقول الناتو إن منطقة مرجة تُعد أكبر تجمع سكاني يخضع لسلطة حركة طالبان في جنوب أفغانستان؛ إذ ينتشر ما بين 400 وألف مسلح في المنطقة يتحكمون بسكان البلدة البالغ عددهم حوالي 100 ألف نسمة.
وقبل ذلك كانت حركة طالبان أعلنت أنها صنعت قنبلة أطلقت عليها اسم ''عمر'' بمساعدة مهندسين متخصصين أجانب لا يمكن الكشف عليها من قبل كشَّافات الألغام المتطورة. في السياق ذاته، قال أحد قادة طالبان إن عناصر الحركة متخصصون في أساليب حرب العصابات وليس لديهم أي نية على مواجهة قوات التحالف.
وذكرت مصادر إعلامية أمريكية أن طالبان تحظى بنفوذ متزايد في 33 محافظة من إجمالي محافظات أفغانستان الأربع والثلاثين، ولديها في كل محافظة تقريباً حكومة ظلّت تعمل على تنظيم التجمعات وفرض نظامها القضائي الذي سبق أن ساعد طالبان على الوصول إلى السلطة في تسعينيات القرن الماضي.
يذكر أن العنف في أفغانستان خلال الأشهر القليلة الماضية قد سجل أسوأ مستوى له منذ الغزو الأمريكي الأطلسي لأفغانستان عام 2001 كما ارتفعت على نحو لافت وتيرة العمليات العسكرية للمقاومة الأفغانية ضد القوات الأمريكية ـ الأطلسية والقوات الأفغانية التي تدعمها، ويؤكد المسؤولون العسكريون في القوات الدوليَّة أن قتلى القوات الأجنبيَّة وصل رقمه القياسي 520 العام الماضي في أفغانستان.