تقسيم الإمبراطورية الرومانية
خلال القرون الثاني والثالث ، جاءت ثلاث أزمات معا وهددت انهيار الامبراطوريه الرومانيه : الغزوات الخارجية ، والحروب الأهلية الداخلية ، والاقتصاد، وكانت تعتريها نقاط الضعف والمشاكل وفي غضون ذلك ، أصبحت مدينة روما اقل اهمية بوصفها المركز الإداري للامبراطوريه الرومانيه. ازمة القرن الثالث أظهرت عيوب النظام المتجانس للحكومة التي أنشأها أوغسطس لادارة الامبراطوريه الرومانيه. ادخل خلفاؤه بعض التعديلات ، ولكن الأحداث وضحت ان نظام عالمي جديد موحد أكثر مركزية هو النظام المطلوب , بدأ تقسيم الإمبراطورية في أواخر القرن الثالث من قبل ديوكلتيانوس في عام 286م ، كانت تهدف إلى السيطرة بكفاءه على الامبراطوريه الرومانيه الإمبراطورية الرومانية الغربية (Western Roman Empire) يشير إلى النصف الغربي من الامبراطوريه الرومانيه ، النصف الآخر من الامبراطوريه الرومانيه أصبح يعرف باسم الامبراطوريه الرومانيه الشرقية ، واليوم معروفة على نطاق واسع باعتبارها الامبراطوريه البيزنطيه والتي قامت مدنها بشكل كبير في كافة ارجاء سوريا .
قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه أيضا اسم "العظيم") الامبراطوريه الرومانيه لولديه آركاديوس إلى الشرق (مع عاصمة بلاده في القسطنطينيه) و هونوريوس في الامبراطوريه الغربية (مع عاصمة بلاده في ميلانو).
جستنيان الأول
الامبراطورية البيزنطية (باللون الأخضر) في أقصى أتساعها عام 550 ميلاديةكان اهتمام جستنيان الأول هو إعادة بناء الامبراطورية الرومانية في الغرب،،فقد كانت كل الولايات الرومانية في الغرب تحت سيطرة حكام من الجرمان،فإن القوط لشرقيين كانوا يحكمون إيطاليا، والوندال في شمال أفريقيا، والقوط الغربيين في اسبانيا، والفرنج في غاله، والانجلوساكسونيين في إنجلترا.
بلغت الإمبراطورية البيزنطية أقصى اتساعها في عهد جستنيان الذي حكم ما بين عامي 527م و565م.تم استرداد إيطاليا بما فيها روما على يد قائده بليزاريوس.كما اتسعت الإمبراطورية بضم آسيا الصغرى (تركيا الحالية) وشبه جزيرة البلقان وسوريا وشمالي إفريقيا وفلسطين والساحل الجنوبي لأسبانيا . وقد ساعدت بطوله بليزاريوس وبسالته في ميدان القتال على رسم صورة لعهد جستنيان كعصر ذهبي في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية.[2].
تدهور الإمبراطورية
في سنة 1071م، أنتصر السلاجقة الاترالك علي الرومان الشرقيين في موقعة مانزكريت وكان من أهم نتائج ذلك الانتصار تثبيت قدم الاتراك في آسيا الصغور وتأسيسهم سلطنة سلاجقة الروم. وطلب الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنينوس الذي اعتلى العرش سنة 1081م المساعدة من مسيحيي أوروبا الغربية، للدفاع عن الإمبراطورية ضد الأتراك . وكان هؤلاء قد سيطروا على الأراضي المقدسة وهددوا الإمبراطورية البيزنطية كذلك. وأًصبحت الحملات العسكرية التي قام بها مسيحييو أوروبا الغربية على الأراضي المقدسة تعرف باسم الحروب الصليبية. وخلال الحملة الصليبية الأولى،استولى الصليبيون على المناطق الساحلية من الأراضي المقدسة.وسواحل سوريا -بلاد الشام, خلال الحملة الصليبية الرابعة سنة 1204م، استولت جيوش الغرب على القسطنطينية، وكان ذلك يعود، جزئيًا، إلى رغبة تجار مدينة فينيسيا الإيطالية في الهيمنة على التجارة في الشرق الأوسط وفي تقويض أركان الكنيسة الأرثوذكسية.
نجح بعض رجال البلاط من البيزنطيين المهزومين، في تأسيس قواعد لهم في آسيا الصغرى واسترداد القسطنطينية سنة 1261م. ولكن استولى الأتراك العثمانيين على أجزاء من آسيا الصغرى، كما تقدم الصرب في البلقان، في حين أضعفت الحروب الأهلية أركان الإمبراطورية.
سقوط الإمبراطورية
في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، لم يكن قد بقي في حوزة الإمبراطورية البيزنطية سوى القسطنطينية وجزء من بلاد اليونان. وسقطت عندما استولى الأتراك العثمانيون عليها سنة 1453م. ومات آخر إمبراطور بيزنطي، وهو قسطنطين الحادي عشر، بينما كان يدافع عنها. وسقطت طرابزون ـ وكانت المعقل للسلطة الإغريقية ـ بيد الأتراك العثمانيين سنة 1461م[2