الفصل الخامس
الثورة الشعبية في القسطنيطية سنة 532
من القرن الرابع الي السابع تحولت روما من عالم روماني ثقافتة الدينية ولسانة الي عالم روماني اصطبغ بالصبغة اليونانية فكرا ولغة واصبح منذ القرن السابع وحتي الخامس عشر عالما رومانيا بلسان يوناني فقد بنيت روما الجديدة القسطينطينه في قلب عالم اليونان وفيها امتزج وتفاعل تترات اليونان بدارسة الفكرية مع تراءت اليونان بسماته العلمية وتشريعاته وقوانينه
كما ذادت المدينة بالقصور الفخمة وبيوتان كبار النبلاء حتي بهرت الباب القاديمين اليها من وفود الدول الاجنبية والقبائل علي حدودها واستغلت إدارة الخارجية وهذة المظاهر البراقة للتأثير علي السفراء الساعين لبلاط القيصر الروماني للبحث عن معاهدة السلام أو هدنة توقف حربا أو طمعا في القاب التشريف والي جانب هذا الثراء الذي يشع من جنبات الحي الشرقي في القسطنيطينة كانت هناك احياء فقيرة والحارات الضيقة التي تقيم فيها الادنياء من سكان العاصمة من العبيد وانصاف الاحراء والمتسولين الي جواء هؤلاء كان هناك ابناء الطبقة الوسطي من التجاور اصحاب المهن الحرة والمثقفين
منع الامبراطور دقلنيوس الانتقال من طبقة الاخري اعلي منها ولكن بمقدور أي شاب ماهر مغامر ان يشعه طريق لاعلي المناصب بل للعرش الامبراطوري .
ولموقع القسطنيطية الممتاز اصبحت تمثل حلقة الاتصال الحضاري والتجاري بين اسيا واروبا وطبيعي والعاصمة تموج بهذا الخليط من البشر ان يصبح حفظ الامن وضمان الهدوء وامر ليس باليسير خاصة بين جموع سريعة الهياج ووسط هذه الجمهرة يمس بولع بكل ما يسبب الاثارة شيئ مرغوبا فيه وانتشر الصراع والقتال في الشوارع والتفرق بين الفرق الرياضية المسابقة ومشجعيهم الذين يناصرون وانصار الرزق وانصار الخضر ولعبت المصالح الاقتصادية لهؤلاء الزعماء والمتعارضة دور كبير في التباعد بين الحزيين وكانت جموع هذه الانصار توجد علي اتساع طبقة العامة والخلاف واضح بين زعماء مؤيدي الفريقين فإذا اتحدت جماهير العامة كما جري في ثورة نيقا بالقسطنيطية عام 532 تعد مواجهه ضد الطبقة الحاكمة نفسها أو ضد النظام القائم وكان الامبرطور جوستينان قد اخذ جانب الزرق وتركهم يعبثوا في الارض فسادا او هذا الذي اثار غضب الخضر في الحادي عشر من يناير 532 واستمرت الثورة حتي الثامن عشر من يناير وترتبت عليها احداث جسام شهدتها المدينة من شغب وصياح وفي اليوم الثاني عشر نري الحزبين اتفقا معا ضد الامبراطور وحاول بكافة الطرق السلمية القضاء عليهم ولكنه فشل ولكن في الخامس والسادس عشر والسابع عشر شهدت العاصمة حربا اهلية طاحنة وازدادة الحرائق في المدينة وامام هذه الفوضي راح جوستينان يراجع حساباته من جديد فأعلن مسئوليتة عن كل ما حدث وان عليه وحدة تقع تبعية هذه الفوضي التي حلت بالعاصمة وقرر العفو عن كل من شارك في الاضطرابات واعلن جوستينيان استعداده للتنجي اذا طلب الجموع فراحوا يقذفونة بالحجارة ويسبونة فانسحب عائدا للقصر كما عقد زعماء الثائرين من السناتوا اجتماعا قرروا فيها مهاجمة الامبراطور في قصره وقد اعلنوا هيباتوس امبراطورا وتم اخماد هذه الثورة والقضاء عليها وهي تمثل نقطة تحول بارزة في مختلف نواحي اليحاة الامبراطورية البيزنطية واعتبر حجر الزاوية في تثبيت دعائم نظام سياسي في الامبراطورية وكان هذا الخط والغضب ناجم تحت السيادة الضرائبية التي فرض جوستنيان علي شعبة وعلي سياسته العقيدية كما وضع الكنيسة تحت السيادة الامبراطورية مباشرة واعتبر السلطتين الامبراطورية والكهنوتية تنبقثان من مصدر واحد وقد تجمعت كل العوامل الاقتصادية والسياسية والعقيدية لدي السناتو والجيش لتصنع ثورة القسطنيطينة عام 532 ولكنها لم تكن مجرد مؤامرة او مجرد احتجاج علي جشع وسوء الادارة المالية ولم تكن ثورة مونوفيرتية ولم يكن هدفها الوحيد فقط هو جستنيان او تغير الاسرة الحاكمة لان الاحاطة بجوستينان جاء نتيجة طبيعية لفشله في علاج الامور وليس سببا في قيام الثورة نفسها وقد نظمت هذه الثورة بيد كل العناصر الساخطة التي كانت نموذج بها العاصمة من كبار الملالة والفلاحون والحرفيون واليهود والثنيون والمازنويون السامريون ولذا سميت بالثورة الشعبية ( جميع فئات شعب ) .
وكانت الثورة تستهدف العرش نفسه وتود القضاء علي نظام الحكم نفسه ذلك النظام الذي وضعه قسطنيطنة في ثلاثينات القرن الرابع وكانت الامبراطورية تمر بفترة انتقال وتحول من عصر روماني الي عصر بيزنطي علي امتداد القرون من
الرابع الي السابع
وكانت الثورة بكل عناصرها الساخطة التي شاركت فيها تعبيرا عن الصراع الذي يعتمل بين هذه التيارات جميعها في مرحلة التحول من العصر الروماني الي العصر البيزنطي بكل مفاهيمه ونظمه السياسية والاقتصادية والعسكرية والعقيدية والثقافية وكان الطابع المميز والفريد لهذه الثورة الشعبية في القسطنيطينة عام 532 انها استهدفت العرش ونظام الحكم نفسه وليس فقط المجالس علي العرش .