سبب إختيار الكاتب للموضوع وهو بيزنطة لانها كانت المدينة والامبراطورية وفي موقع حطين تحوطه المياه من جهات ثلاث بحر مرمره والبفور والقرن الذهبي والذي كان سببا في صمود الامبراطورية امام المجمعات التي تعرضت لها من الشرق والغرب والعمال علي امتداد تاريخها الطويل وعشقها له ولجماله الساحر .وهذه الفترة الزمنية هامة جدا في تاريخ بيزنطة لانها تعرضت لكثير من الاحداث منها انتشار المسيحية وكثرة الصراعات للقاضاء عليها والثورة الشعبية في القسطنطينية
. وقد استخدم الباحث الاسلوب التحليلي بالاضافة الي اسلوب الكاتب الذي يمتاز بالبساطة والغموض في احيان أخري
. وقد اشتمل البحث علي مقدمة وخاتمة وست فصول يتحدث الفصل الاول من اضطهاد الرومان والاباطرة للمسيحين ومحاولة القضاء علي الديانة الجديدة كما تحدث الفصل الثاني : عن كنيسة القدس في دائرة الصراع الاسقفي وتعرضهما للاضهاد وتحدث الفصل الثالث : عن قواعد الدبلوماسية البيزنطية ووجود استقرار سياسي في الداخل والخارج وتحدث الفصل الرابع عن : الصراع الدولي حول شبة الجزيره العربيه في القرن السادس الميلادي ومحاوله نقل عاصمه اليمن الي صنعاء بالشمال والقفز علي مكه المركز التجاري الهام .وتحدث الفصل الخامس عن : الثوره الشعبيه في القسطنطينيه 532 واسبابها وكيف تم القضاء عليها وانها كانت نقطه تحول هامة . وتحدث الفصل السادس عن : ميخائيل بللوس من خلال كتابه ( التاريخ الزمنى ) الذي يوضح فيه الاخطاء التي تهدد الدوله في الداخل والخارج ومشاركته في صنع كثير من احداث الفتره التي عاشها ويتناول احداث الفتره ( 1204 ، 1453 ) .
ومن الصعوبات التي واجهت الباحث اثناء بحثه :-
كثره الموضوعات في هذا الكتاب - شرح لاشياء غير ضروريه بالموضوع
عرض لاحداث كثيره يصعب فهمها وحفظها الصعوبه في الاسلوب في بعض الشروح .
الفصل الاول
الاضطهاد الروماني للمسيحيين بين الاعتقاد الكنسي والفكر السياسي
حظيت بيزنطه بحكومه مركزيه صارمه وامبراطور هو نائب المسيح علي الارض وسيد الدنيا والدين في دولته . أقدم الامبراطور دقلديانوس في (303 ،304) علي اصدار اربعه مراسيم تعد ضربه للكنيسه المسيحيه ونقض بهدم الكنائس واحرام الكتب المقدسه وايداع رجال الاكليروس السجون وازدادت حده الاضطهاد علي يد جاليريوس وفي 313 بدأت غمه الاضطهاد تنقشع بفعل سياسه قسطنطين وليكينيوس وشعر المسيحيون بالامان بعد ان اصبح قسطنطين امبراطورا سنه 323
سميت السنوات العشر ( 303،313 ) بعصر الاضطهاد الاعظم وعصر الشهداء لانها اشعلت مشاعر الكراهيه تجاه الحكومه الرومانيه ومالقيه الاباطره الرومان من نهايات ماسويه .
من يقرا البلاغي الافريقي لاكتانيوس وشيخ مؤرخي الكنيسه يوسيبيوس القيساري واب الكنيسه اللاتيني في القرن الرابع جيروم ومن قبلهم يعرف العلاقه بين الحكومه الرومانيه والكنيسه المسيحيه وان سداها الكراهية والمفت من جانب الاباطرة لهذه الديانة الجديدة حصل المسيحيون عي قدر من الحرية في ممارسة طقوسهم وبناء كنائسهم شريط لا يتعارض هذه العبادات مع التوفير اللازم لالهة الرومان وكانت الوثيقة الرومانية ديانة تسامحيه سارت الامور سيرا طبيعيا بين المسيحيين والحكومة الرومانية لا يعكر صفوها الا بعض حادثات منفصلات في ولايات الامبراطورية
في منتصف القرن الثالث الميلادي أقدم الامبراطور دكيوس (249-251) علي اصدار مرسوم عام يقضي بان يقوم كل رعايا الامبراطورية بإظهار الاحترام لارباب الرومان بتقديم القرابيين استرضاء لها حتي تنقشع الغمة التي تتعرض لها الدولة من جراء هجمات العناصر الجرمانية وقد تفاوتت مواقفا المسيحيين إزاء هذا المرسوم منهم من قبل ومنهم من رفض أو هرب وفي 250 صدر أول قراءة رسمي من الحكومة الرومانية يجعل المسيحيين تحت طائلة الاضهاد اذا امتنعوا عن تنفيذه وكان دكيوس أول الاباطرة جالينيوس في 261 مرسوم التسامح العام واعترف فيه بحق المسيحيين في ممارسة طقوسهم ورد ما صودر من املاكهم ونعم المسيحيون من جراء هذا المرسوم .
دخلت الامبراطويه الرومانيه في ( 235- 284 ) في ازمه طاحنه عرفت بازمه القرن الثالث حيث انحط النظام السياسي بسبب ترك الجيش مهمته وممارسته لعبه السياسه وتدخلوا في اختيار الاباطره كما امتدت الفوضي السياسيه الي العمل الاقتصادي بسبب هجرات الفلاحين لاراض يهم لثقل وطأه الضرائب الباهظه وتحولت مساحات كبيره من الاراضي الزراعيه للبوار وتحول فلاحوها الي قطاع طرق ولصوص وبالتالي انحطت قيمه العمله الرومانيه وانحل الانضباط العسكري وازدادت الهجمات من اعداء الامبراطوريه وكان علي النقيض من ذلك حال المسيحيين خلال النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي فقد غدت الكنيسه قوة لايستهان بها بفضل حسن تنظيمها واقامت قواعد سلمها الكهنوتي علي صوره مشابهه للتقسيمات الاداريه داخل الامبراطوريه الرومانيه واضحت الكنيسه كاثوليكيه بمعني العالميه او المسكونيه وتمكنت من بناء نظام دنيوي حفظت به وحدتها وسيرت به امورها الكهنويه وقد وضع بطرس امير الرسل اسسها كما شهدت الكراس الرسوليه ازدهارا فكريا ونموا في سلطانها وقد كسبت المسيحيه من الوثنيه بعض قلاعها الفكريه ولم يبق للوثنيه الا أثينا وتحولت الاسكندريه وانطاكيه الي اكبر قلاع المسيحيه فكرا وثقافه وشهدت كل منهما قيام مدرسه لتفسير الكتاب المقدس وعرفت الاسكندريه باسم مدرسه الموعوظين وذاع صيتها باسم مدرسه المدافعين وتعد اول معهد علمي ذا اهميه كبري للدراسات اللاهوتيه في عالم المسيحيه حتي اضحي اباء هذه المدرسه مسئولين عن صياغه اللاهوت المسيحي غدت الكنيسه المسيحيه قوة متماسكه بتنظيمها الاداري الكهنوتي ومدارسها الفكريه .
وبسبب كل هذه الاحداث سواء في الامبراطوريه الرومانيه او في الكنيسه المسيحيه اصدر دكيوس مرسومه العام لصرف انظار الرومان عن الاخطاء المحدقه بهم في الخارج علي الحدود والتردي السياسي والانهيار الاقتصادي في الداخل .
كان مرسوم دكيوس لم يامر المسيحيين وحدهم دون الوثنيين واليهود بتقديم الاضحيات للارباب قربانا لان المرسوم عاما ولم يطلب دكيوس من المسيحيين ان يتنكروا لدينهم .
اقام دقلديانوس قواعد الحكومه الرباعيه وامتدت يد اصلاحه للنظم الماليه والعسكريه وتم اخماد الثورات وامنت حدود الامبراطوريه ولكنه راي ان الكنيسه المسيحيه هي اخر العقبات القائمه في وجه تدعيم سلطان الامبراطور ولم يقدم علي اضطهاد المسيحيين الا في السنتين السابقتين فقط علي اعتزاله .
اعتبر الناتو الروماني ان اوكتافيانوس منقذا للجمهوريه الرومانيه من اعدائها كما قدم للرومان النظام الذي يفضلونه والاحتفاظ بالشكل والتقاليد الجمهوريه التي يعشقها الرومان علي ان يمارس هو سلطه مطلقه في ظل شرعيه دستوريه وفرها له الناتو .
كان الاضطهاد الذي حل بالمسيحيين في حقيقته اضطهادا سياسيا والاضطهاد الاعظم في عهد دقلديانوس وقد اصدر جاليروس مرسوم يقضي بالعفو عن المسيحيين ورفع الاضطهاد عنهم وان يبقوا علي مسيحيتهم ويعيدوا بناء الاماكن التي اعتادوا الاجتماع فيها شريطه الا يقوموا باي عمل ضد النظام العام فكانت رغبته الصالح العام طبقا لنظام روما .
بمقتضي اجتماع ميلانو غدت المسيحيه ديانه شرعيه شانها شان العبادات الوثنيه واليهوديه وذلك في اطار اطلاق حريه العقيده لكل رعايا الامبراطوريه .