غزو الفرس لبلاد الشرق :
عندما إغتصب الإمبراطور فوقا العرش البيزنطى بالقسطنطينيه قام هرقل بالثوره ، وهرقل هو الإبن الأكبر لوالى أفريقيا ، ونجحت قواته فى الإستيلاء على مصر ومنع تصدير الغلال الى القسطنطينيه فضعف مركز فوقا خاصه انه بدأت قوات الفرس فى القضاء على قواته ، ثم قام هرقل بإعداد جيوشا قويه لغزو القسطنطينيه , وعندما إنتهى من تجهيزها ولى إبنه قياده طليعه (مقدمه) الجيش وأرسله أمامه ثم سار خلفه بجيشه الأساسى ولما وصلت هذه الجيوش الى أبواب العاصمه وإستعدوا لإقتحام الأسوار قبض الروم على فوقا ودفعوه الى هرقل فقتله هو وإخوته وأصبح هرقل إمبراطورا .
أحس الفرس بضعف الإمبراطوريه البيزنطيه فإجتازوا نهر الفرات وغزوا بلاد الشرق فإحتلوا حلب وأنطاكيه وأورشليم وقتلوا النصارى وأسروا منهم شعبا كثيرا .
في سنة 614 م كان كسرى ملك الفرس قد اجتاح اورشليم وأسر الوف المسيحين وفي مقدمتهم البطريرك زكـريا ونقلهم الى بلاده واخذ عـود الصليب غنيمة وبقيت في حوزته 14 عاما . وفي سنة 628 م
أما أورشليم فقد بلغ عدد القتلى فيها 80000 فرد غير بقيه المسيحيين الذين قتلوا فى باقى البلاد وعبثوا بالكنائس ودمروها كما دمروا أديره الرهبان والراهبات وفضحوا الناسكات وإغتصبوهن , وأشعل الفرس النار فى كنيسه القيامه بعد أن نهبوا أوانيها وأخذوا خشبه الصليب المقدسه وأسروا اسقف أورشليم زكريا وأرسلوه الى بلاد فارس . وقام المصريين من أقباط وملكين بشراء الأسرى من الفرس وفك أسرهم وإطلاقهم أحرارا كما إستضافوا اللاجئين الهاربين من وجه الفرس .
أضر الغزو الفارسي عام ٦١٤ م. كثيرا بالأماكن المقدسة التي أعاد موديستو الناسك والذي صار فيما بعد بطريركا للقدس إصلاحها وترميمها. يذكر الحاج أركولفو الذي زار القدس عام ٦٧٠ م.، أي بعد دخول العرب إلى المدينة، كيف أن الحجر الذي سدّ به باب القبر قد تحطم أجزاء كثيرة إثر الغزو الفارسي. وقد بنيت فوق الجلجة كنيسة وكرست المغارة تحت الجلجلة لآدم وراح يصور لنا بتعابيره الرائعة كيف مدّد إبراهيم ابنه اسحق على خشبة ليذبحه تقدمة للرب
والحادثة الطريفة أنه قد نجت البازيليك ( كنيسة الميلاد ببيت لحم ) من الدمار على أيدي كسرى بسبب صورة للمجوس . فقد كان على حائط بازيليك الميلاد فسيفساء تمثل سجود المجوس بثيابهم الفارسية التقليدية للطفل يسوع. وقد تعرف الغزاة على ثياب أجدادهم فاحترموا البناء ولم يهدموه
وزحفت الجيوش الفارسيه على مصر وإحتلوها وخربوا ضواحى الإسكندريه ودمروا 620 ديرا يسكنه الرهبان والراهبات كما دمروا أديره وادى النطرون . وقتلوا 80000 مسيحى من رجال الإسكندريه .
ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الرابع ( 165 من 167 ) : " وكان كسرى الشاه الفارسى رجلا طماعا فنهب منازل الأهالى وأموالهم فكان هناك ضيق على أرض مصر لمده سته سنين شاهد فيها المصريين الأهوال .
وإغتر الفرس بإنتصاراتهم فطمعوا فى القضاء على الروم تماما فظلوا يتقدمون فى بر الأناضول حتى إستولوا على بروسه وأصبحت القسطنطينيه عاصمه الإمبراطوريه مهدده بالسقوط خصوصا أنهم إتفقوا مع قبائل التتر المنشرين فى تلك المناطق 0وفي أيام فوقا ملك الروم بعث كسرى ملك فارس جيوشه إلى بلاد الشام ومصر فخرّبوا كنائس القدس وفلسطين وعامّة بلاد الشام وقتلوا النصارى بأجمعهم وأتوا إلى مصر في طلبهم فقتلوا منهم أمّة كبيرة وسبوا منهم سبيًا لا يدخل تحت حصر وساعدهم اليهود في محاربة النصارى وتخريب كنائسهم وأقبلوا نحو الفرس من طبرية وجبل الجليل وقرية الناصرة ومدينة صور وبلاد القدس فنالوا من النصارى كل منال وأعظموا النكاية فيهم وخرّبوا لهم كنيستين بالقدس وحرّقوا أماكنهم وأخذوا قطعة من عود الصليب وأسروا بطرك القدس وكثيرًا من أصحابه ثم مضى كسرى بنفسه من العراق لغزو قسطنطينية تخت ملك الروم فحاصرها أربع عشرة سنة وفي أيام فوقا أقيم يوحنا الرحوم بطرك الإسكندرية على الملكية فدبر أرض مصر كلها عشر سنين ومات بقبرص وهو فارّ من الفرس فخلا كرسيّ إسكندرية من البطركية سبع سنين لخلوّ أرض مصر والشام من الروم واختفي من بقي بها من النصارى خوفًا من الفرس وقدّم اليعاقبة نسطاسيوس بطركًا فأقام اثنتي عشرة سنة ومات في ثاني عشري كيهك سنة ثلائين وثلاثمائة لدقلطيانوس فاستردّ ما كانت الملكية قد استولت عليه من كنائس اليعاقبة ورم ما شعثه الفرس منها وكانت إقامته بمدينة الإسكندرية فأرسل إليه انباسيوس بطرك أنطاكية هدية صحبة عدّة كثيرة من الأساقفة ثم قدم عليه زائرًا فتلقاه وسر بقدومه وصارت أرض مصر في أيامه جميعها يعاقبة لخلوّها من الروم فثارت اليهود في أثناء ذلك بمدينة صور وراسلوا بقيتهم في بلادهم وتواعدوا على الايقاع بالنصارى وقتلهم فكانت بينهم حرب اجتمع فيها من اليهود نحو عشرين ألفًا وهدموا كنائس النصارى خارج صور فقوي النصارى عليهم