العالم العربي يفتقر إلى كثير من المعلومات المباشرة عن إسرائيل، وما هو متوفر حتى الآن عنها ما هو إلا من باب "العموميات" , لا يمكن الاستفادة منه للتحضير لأي خطة سياسية ولأي طريقة في التعامل من خلال كم من المعلومات الجيدة ، ومن هنا فان مؤلف كتاب "إسرائيل الأخرى" يحاول أن يقارب الرؤية من خلال متابعته ما يجري في داخل إسرائيل.
ويؤكد الكاتب جوني منصور أن كل " ما يدور في العالم العربي " على جميع المستويات، "هي أمور معروفة لقطاعات واسعة في إسرائيل"، وأنه لا بد إزاء استمرار الصراع الإسرائيلي - العربي من تهيئة معرفة تطال "العمق والجوهر" للطرف الآخر تؤدي بالتالي إلى كيفية تصحيحه "للتعامل معه في كافة الميادين".
فماذا يعرف العرب عن إسرائيل؟
سؤال جوهري يطرحه الكاتب والمؤرخ والباحث الفلسطيني المولود في حيفا، والمختص بتاريخ الشرق الأوسط والشؤون الإسرائيلية جوني منصور، ليجيب عليه في كتابه ، في محاولة لردم الفجوتين الكبيرتين واللتين تبيّن له أنهما موجودتان. الفجوة الأولى هي بين ما "يجري في إسرائيل يومياً، وبين ما ينقل إلى العالم العربي يومياً أيضاً".
والفجوة الكبيرة الثانية والآخذة " في الاتساع يوما بعد يوم"، هي "بين ما يعرفه العربي عن إسرائيل وما يعرفه الإسرائيلي عن العالم العربي".
ويقدم جوني منصور هذه المعرفة "عن إسرائيل حاضراً ومستقبلاً لخمس سنوات على الأقل"، في أربعة عشر فصلاً، تتضمن مجموعة من المحاور في الشؤون السياسية والعسكرية الأمنية، والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية لإسرائيل، كما يبحث في الدور الذي تلعبه لـ "تثبيت قوّتها في منطقة الشرق الأوسط"، ونوعية علاقاتها الخارجية، وأحوال اليهود في العالم. واعتمدت هذه المضامين على مراجع عديدة، و على " مجموعة كبيرة من التقارير العلمية والأكاديمية والموضوعية التي تضعها مؤسسات بحثية وجامعية ومعاهد دراسات إسرائيلية لها علاقة بمستقبل إسرائيل". و يجد القارئ العربي في هذا كتاب "منصور" كل ما يجري في إسرائيل وما يخطط له لمستقبل إسرائيل والمنطقة بصورة مباشرة.
الناشر : الدار العربية للعلوم_ ناشرون