قدم محام مصري بلاغا إلى النائب العام طالب فيه باعتقال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية وأي من قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حال دخولهم إلى مصر, وذلك لحين تسليم من سماهم قتلة الجندي المصري أحمد شعبان الذي لقي مصرعه في اضطرابات على حدود قطاع غزة قبل أقل من أسبوعين.
وأشار المحامي نبيه الوحش في بلاغه إلى تصريح لوزير الخارجية أحمد أبو الغيط قبل ثلاثة أيام قال فيه إن مصر تعرف قاتلي الجندي المصري بالأسماء.
واعتبر الوحش أن هنية "لعب دورا قويا في دفع الشباب للهجوم على برج المراقبة المصري والصعود عليه ومن ثم التعدي على الجندي المصري وإرهابه وقتله بهدف زعزعة الأمن على الشريط الحدودي".
وكان مجلس الشعب المصري قد شهد أيضا جدلا حادا بعد مطالبة 150 عضوا من الحزب الوطني الحاكم حركة حماس بتسليم قاتل أحمد شعبان.
وتلا أمين التنظيم في الحزب الحاكم أحمد عز بيانا وقعه 150 عضوا بالحزب يتضمن هجوما وصف بأنه غير مسبوق على الفلسطينيين, ولم يستبعد أي عمل بما فيه العسكري من أجل القصاص ممن وصفهم بـ"مليشيات فلسطينية" قامت بقتل الجندي شعبان.
وقال عز "إن صبر مصر ينفد لأن دم أحد أبنائها أهدر". وطالب عز السلطة التي تمثلها حماس بأن تثبت حسن نواياها بتسليم من سماه "القاتل المجرم الآثم".
اعتذار مطلوب
كما طالب عز الفلسطينيين بتقديم اعتذار صريح ومعلن لشعب مصر وللحكومة عن هذا "العمل الآثم الذي أوجع قلوب المصريين جميعا وأبكاهم فرادى وجماعات".
في المقابل ندد نواب المعارضة والمستقلون والإخوان في جلسة مجلس الشعب بالبيان الذي ألقاه المهندس عز باعتباره بيانا من مجلس الشعب.
وثار النواب قائلين إن "الحزب الوطني ليس من حقه إصدار بيان باسم المجلس، غير أن رئيس المجلس الدكتور فتحي سرور انحاز لأحمد عز ونواب الأغلبية وشدد على أنه مع البيان قلبا وقالبا".
كما منع سرور النواب بعدها من الحديث، ما أسفر عن عاصفة شديدة داخل القاعة, حيث انسحب عدد من نواب المعارضة.
ورد عز "غاضبا" على المعارضة قائلا "لا أتصور أن هناك نائبا واحدا في أي برلمان يرضى باختراق حدود بلده ويوافق على هذا، فإن الأمر مقلوب ولا يمكن للمعارضة التي تدعي غيرتها على مصر أن تحذو حذو النظام وتطالب بالانتقام من القاتل".
وفي السياق نفسه رفض السفير عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية المصرية للشؤون العربية الكشف عن أسماء القناصين الذين قال إنهم قاموا بقتل الجندي المصري أحمد شعبان على الحدود المصرية.
وقال أمام لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري "أعلم أن نواب الشعب يريدون معرفة أسمائهم, لكن لو أردتم ذلك فيجب أن تستمعوا لمسؤولى الأجهزة الأمنية في جلسة مغلقة"، مشيرا إلى أن الأمر يخرج عن اختصاص وزارة الخارجية.
وكانت حماس ذكرت أن تحقيقاتها إزاء مقتل الجندي المصري تفيد بأن الجندي قتل برصاص مصري، كما أن الحركة طلبت من أبو الغيط الإفصاح عن اسم الشخصين اللذين قال إنهما قتلا الجندي المصري كي تحقق معهما حماس، لكن وزير الخارجية المصري لم يفعل.
ويذكر أن أحمد شعبان ليس المصري الوحيد الذي يقع على حدود مصر، فقد سبقه مقتل جندي آخر العام الماضي عندما تدفق سكان غزة على رفح، كما قتل عشرات المصريين في رفح برصاص إسرائيلي.
المصدر: قدس برس
[img][/img]