وأما الآيات التي توضح نعمة اختلاف الليل عن النهار، فمنها قول الله تعالى
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ ) [ القصص:71]، ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَـعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَـنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) [ القصص:72].
أكد [فوكولت Foucault pendulum] عام1851م أن الأرض تدور حول محورها مرة كل يوم، فيظهر النهار بها في الجزء المواجه للشمس، بينما يكون الجزء المقابل ليل، ويتعاقب الليل والنهار باستمرار دوران الأرض أمام الشمس. وبالرغم من هذا، فإن هناك حركة ظاهرية للشمس يراها المشاهد بعينيه، ويظن أن الشمس هى التي تدور حول الأرض، ولكن الحقيقة أن الأرض هى التي تدور حول الشمس، إضافة إلى دورانها حول نفسها أمام الشمس، أما الحركة الأولى فتتولد عنها الفصول الأربعة ( الصيف والخريف والشتاء والربيع)، وأما الحركة الثانية فيتولد عنها الليل والنهار..
تفيد المراجع الفلكية بأن مكان شروق الشمس ومكان غروبها يختلفان من يوم إلى آخر على مدار العام، وبالتالي يختلف كل من طول النهار وطول الليل، كثيراً أو قليلاً حسب انحراف زاوية كل من مكان الشروق ومكان الغروب. وإذا راقبنا هذين المكانين مع بداية فصل الربيع لوجدنا أن طول النهار يتساوى مع طول الليل، لأن الشمس تشرق من الشرق تماما وتغرب في الغرب تماماً، لكنها بعد ذلك تنحرف شمالاً في شروقها وغروبها.
وبتوالى الأيام يزداد تدريجياً انحراف شروق الشمس من الشرق إلى الشمال، ويزداد انحراف غروبها من الغرب إلى الشمال، وبناء على هذا يطول النهار ويقصر الليل في البلاد الواقعة بين خط الاستواء والقطب الشمالي، ويحدث العكس في البلاد الواقعة بين خط الاستواء والقطب الجنوبي. ويستمر انحراف أو ميل الشمس حتى يصل أقصاه [ 23.5 درجة ميلاً عن خط الاستواء] عند " المنقلب الصيفي" يوم(22 يونيو) وتكون الشمس في أقصى ارتفاع لها وقت الظهر، ويصير النهار أطول ما يمكن والليل أقصر ما يمكن، في بلاد نصف الكرة الشمالي، والعكس في بلاد نصف الكرة الجنوبي.
وبمرور الأيام بعد" المنقلب الصيفي" يقل ميل الشمس، فينخفض ارتفاعها وقت الظهر وتزحف في شروقها من يوم لآخر نحو الشرق، وتزحف في غروبها من يوم لآخر نحو الغرب، وتقصر مدة سطوع الشمس في بلاد نصف الكرة الأرضية الشمالي، وتقل بمرور الأيام في اتجاه القطب الشمالي، ويسود في هذه البلاد النهار الدائم، ولا يوجد بها ليل.
ولكن العكس هو الذي يحدث في اتجاه نصف الكرة الجنوبي، فإذا بلغ الزمان "الاعتدال الخريفي" (21 سبتمبر تقريباً ) تعامدت الشمس على خط الاستواء، وتساوى طول الليل مع طول النهار مرة أخرى في جميع أنحاء الكرة الأرضية.
وبعد"الاعتدال الخريفي" يتزايد نقصان ميل الشمس ويقل ارتفاعها وقت الظهيرة وتزحف في شروقها نحو الجنوب من الشرق، وتزحف في غروبها نحو الجنوب من الغرب، في البلاد الواقعة بنصف الكرة الشمالي، فيزداد تدريجياً طول الليل ويقصر طول النهار... ويحل" المنقلب الشتوي" (23 ديسمبر تقريباً)، فيكون ميل الشمس أدناه [- 23.5 درجة]، ويصير النهار أقصره والليل أطوله في نصف الكرة الشمالي، ويصبح الليل دائما في المنطقة القطبية الشمالية، والنهار دائما في المنطقة القطبية الجنوبية.
وبمرور الأيام بعد "المنقلب الشتوي" يزداد ميل الشمس، فيأخذ النهار في الطول والليل في القصر، بنصف الكرة الشمالي، ويأخذ النهار في القصر والليل في الطول بنصف الكرة الجنوبي إلى أن يحل"الاعتدال الربيعي" يوم(21 مارس تقريباً )، فيتساوى طول كل من الليل والنهار مرة أخرى في جميع أنحاء الكرة الأرضية.
أكد [فوكولت Foucault pendulum] عام1851م أن الأرض تدور حول محورها مرة كل يوم، فيظهر النهار بها في الجزء المواجه للشمس، بينما يكون الجزء المقابل ليل، ويتعاقب الليل والنهار باستمرار دوران الأرض أمام الشمس
مصدر الصورة هو :
http://www.physicalgeography.net/ وهكذا بدوران الأرض حول محورها مرة كل يوم، وبدورانها مرة حول الشمس كل يوم، في مدار يميل على دائرة خط الاستواء، يتغير كل من طول الليل وطول النهار خلال اليوم، ومن خط عرض إلى خط عرض آخر، شمالاً وجنوباً... ولم يتوصل العلماء إلى كل ذلك قبل القرن التاسع عشر الميلادي، بل بعده، وأما الآيات القرآنية التي أوردناها فلقد تناولت بالإشارات التصريحية أو الضمنية،هذه الظاهرة الأرضية… فسبحان منزل هذا القرآن العظيم على قلب آخر أنبيائه ورسله إلى البشر جميعاً، محمد صلى الله عليه وسلم...