التاريخ
1500 قتيل وأكثـر من 34 ألف موقوف
تمر السنون والايام لكن عار فرنسا في الجزائر لن يمحى بجرة قلم ولا بمرور الأيام.. في السابع عشر من أكتوبر عام 1961 خرج الجزائريون بفرنسا في مظاهرات حاشدة تنديدا بالقمع الفرنسي بالجزائر وتأييدا للثورة المباركة التي كانت، أنذاك، على مشارف نيل الحرية.
لمتكن مظاهرات 17 أكتوبر وليدة الصدفة بل كانت تعبيرا صادقا عن مدى الوعيالذي وصل إليه الشعب الجزائري في ظل الهيمنة الاستعمارية التي حاولت طمسمقوماته وإخماد وطنيته، ولكنها لم تفلح نظرا لإيمان الجزائريين بقضيتهمالعادلة، حيث ناضلوا نضالا مستميتا وأبدوا شجاعة نادرة في مقاومة أكبر قوةاستعمارية في ذلك الوقت تحالف معها الحلف الأطلسي، فكانت مظاهرات 17أكتوبر 1961 التعبير الحقيقي عن النضج السياسي لهذا الشعب، تمكن من خلالهاالمهاجرون زلزلت فرنسا من الداخل· لقد تمكنت جبهة التحرير مع مطلع عام 1957 من السيطرة على مناطق تواجد المهاجرين الجزائريين في فرنسا بعدتحسيسهم بأهمية الثورة ضد المستعمر، حيث تمكنت الجبهة من توسيع رقعةنشاطها من أربع إلى ست مناطق عام 1959 وتم إعطاء تعليمات لأعضائها بضرورةالاعتماد على التنظيم المحكم تفاديا الوقوع في قبضة البوليس الفرنسي، معتكثيف الأعمال التخريبية لزعزعة الأمن الداخلي لدولة المستعمر، وقد أوكلتهذه الأعمال إلى منظمة خاصة تحت إشراف فيدرالية الجبهة بفرنسا·
هذهالمنظمة كانت قد ظهرت في فرنسا عام 1957 عملت في السرية واتخذت من منطقةلعراش بالمغرب مركز تدريب أعضائها ليتنقلوا إلى العمل الفدائي داخل الترابالفرنسي، ومن أبرز أعمالها اغتيال علي شكال أمام مرأى الرئيس الفرنسيآنذاك روني كوتي·
محتشدات لمتظاهري 17 أكتوبر 1961
تمكنتالمنظمة الخاصة من القيام بعدة عمليات مسلحة ضد قطاعات حيوية فرنسية مثلنسف السكك الحديدية وإشعال المخازن المخصصة لمواد الخام، بالإضافة إلىالهجمات المتكررة على مراكز الشرطة··· وغيرها· لم تهضم السلطاتالاستعمارية ما كان يحدث داخل أراضيها من أعمال حساسة تمس أمنها ومصالحها،فكان ردها عنيفا ضد الجالية الجزائرية، فطبقت عليها حظر التجول في 27 أوت 1958 صاحبه ممارسات لاإنسانية كالاعتقالات العشوائية والمداهمات والحبس· بحلول عام 1961 وبالتحديد في 17 أكتوبر كانت الهمجية الفرنسية قد وصلتذروتها في ما يخص معاملة أبناء الجالية في فرنسا، فكان العديد منهم قد زجّبهم في السجون والمحتشدات، كما استشهد آخرون ونقل بعضهم إلى الجزائر·
المظاهراتكانت قد بدأت بمسيرة سلمية تحت إشراف فيدرالية جبهة التحرير الوطني تعبيراعن الوضعية المزرية التي آلت إليها الجالية الجزائرية، وقد اتخذت من باريسالعاصمة نقطة انطلاق شاركت فيها فئات عديدة كان على رأسها العمال والطلبةوحتى النساء والأطفال، فاتسع لهيبها في جل المناطق الستة، وقد انضم إلىهذه المسيرة بعض الفرنسيين المحبين للسلام، فواجهتها السلطات الفرنسيةمستعملة الذخيرة الحية حيث قاد عمليات القمع المدعو موريس بابون، رئيسالبوليس آنذاك، الذي كلف بإسكات أصوات الجزائريين بكل الوسائل، فتم محاكمةالمتظاهرين محاكمات غير عادلة وقامت الشرطة السرية بمداهمة المهاجرينللكشف عن المنظمة السرية، وتم اعتقال آخرين والزج بهم في محتشدات خصصتهاالسلطات الفرنسية للجزائريين داخل التراب الفرنسي أشهرها محتشد سان موريسلوزاك ولودوان· وكما ألقي بالمئات من الجزائريين في نهر السين الذي بقيشاهدا على مدى قوة الترابط العضوي بين أبناء الجزائر في الداخل والخارج·
وقدأوضح السيدان عمر بوداود وأكلي أيت الوناس، العضوان في فيدرالية الأفلانبفرنسا في حصة ”بكل صراحة” للقناة الثالثة التي بثت أمس، أن القمع الفرنسيلمظاهرات 17 أكتوبر السلمية خلف أكثــر من 200 قتيل جزائري وأزيد من 15ألف موقوف، وأشار أن عدد القتلى المصرح بهم هو أكبر بكثير من رقم .200
تقارير تؤكد مشاركة 60 ألف متظاهر وفقدان 800 شخص ألقي بهم في نهر السين وقنوات المياه القذرة
في 18 أكتوبر 1961 صرحت مصالح الشرطة الفرنسية أن عدد المتظاهرين كان 20 ألف،بينما العدد الحقيقي كان قد تجاوز 60 ألف متظاهر، وأشارت إلى اعتقال 538,11 منهم، في حين أنه تم اعتقال 614,34 حيث تم أرسال 619,21 منهم نحوالجزائر زج بهم في المعتقلات والسجون·
وقدتحدثت مصادرنا أن عدد القتلى الجزائريين كان تجاوز 1500 قتيل واختفاء 800شخص ألقي بهم في قنوات المياه القذرة وفي نهر السين والبحر، كما جرح نحو 7000 متظاهر مازالوا لحد اليوم يعانون من مضاعفات·
1] ـ الموضوع : السياسة الاستعمارية .
ـ الإدماج : إذابة الجزائريين في الكيان الفرنسي.
ـ مظاهرها : قوانين الإدماج , منع الحقوق , دعم المعمرين , الجنسية للمعمرين واليهود , مصادرة
الأراضي .
ـ أساليب مصادرة الأراضي : بالقوانين , باستعمال المصلحة العامة [ مد الطرق ] , نقل الملكية
للمعمرين .
ـ الاستيطان : إحلال الأوربيين محل الجزائريين بقانون الأهالي 1871 و قانون الجنسية 1865 .
ـ التنصير : نشر المسيحية , تحويل المساجد إلى كنائس , أخذ الأوقاف , إخضاع القضاء لفرنسا.
ـ الفرنسة : إحلال الفرنسية محل العربية , القضاء على مراكز التعليم العربي , فرنسة المحيط .
ـ التنظيم الإداري : إلحاق الجزائر بفرنسا قانون 4/11/1948 , تقسيم الجزائر إلى 3 مقاطعات .
وتميز النظام الإداري بطابع عسكري [ 1830/ 1870 ] ومدني بعد 1870 .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ
االدرس [ 2 ] ـتجدد المقاومة .
ـ المقاومة المسلحة : اتخذت شكل جماعي و فردي . في شكل ثورات شعبية .
ـ المقاومة الفكرية : حمدان خوجة بعرائض والمطالبة بالجلاء باتجاهين المحافظين والنخبة .
ـ الصحافة : جرائد مثل الجزائر و الفاروق .
ـ الجمعيات والنوادي : مع بداية القرن 20 ظهرت لتنمية الوعي السياسي مثل الجمعية الراشدية
ـ ونادي صالح بأي .
. ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
الدرس [3] ـ التحول في المقاومة .
ـ عوامل المقاومة الداخلية : استمرار الاحتلال , الإبادة , النظام الاستعماري , التجنيد ,
محو الشخصية
ـ جبهات المقاومة : الدفاع عن مقومات الأمة , مواجهة السياسة الاستعمارية .
ـ العوامل الخارجية : الجامعة الإسلامية بزعامة جمال الدين الأفغاني , حركة الإصلاح الديني ,
دور الهجرة الجزائرية للمشرق وبفرنسا , موقف فرنسا ضد الحركات الوطنية , الحرب العالمية الأولى و ما صاحبها من تطورات , عودة المهاجرين .
ـ الاتجاهات السياسية : الثوري , الادماجي , الشيوعي والإصلاحي .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
الدرس [4] ـ رد الفعل الفرنسي .
ـ تميز موقفها من المقاومة [1919/1939] 1/ بموقف إغرائي تمثل في إصلاحات فيفري 1919
لامتصاص الغضب وترضية النخبة . 2/ مشروع بلوم فيوليت : إصلاح التعليم , الزراعة ,
بعض الحقوق
ـ رفضه المعمرون , رحبت به النخبة , تحفظت منه جمعية العلماء , رفضه نجم شمال افريقيا .
ـ موقف قمعي : حل الأحزاب , النفي , الغرامات , الاحتفال بالذكرى المئوية للاحتلال .
ـ دور الكشافة : 1936 تنمية الحس , تطبيق شعار الجمعية , ساهمت برجالها في الثورة
ابن المهيدي .
المؤتمر الإسلامي الجزائري : 1936 ـ المطالب : إلغاء القوانين الفرنسية , المحافظة على
الشخصية , فصل الدين عن الدولة .