التزلج بزوارق الجليد رياضة شتوية شائعة في المناطق الشمالية من البلاد الأوروبية وفي الولايات المتحدة. وتُسمى أيضًا تزلّج اليخوت. وزوارق التزلج على الجليد صغيرة الحجم وسريعة تشبه الزوارق الشراعية. وتعمل بشكل أفضل أثناء هبوب الرياح القوية المستمرة على المساحات الفسيحة من الثلج الأملس، ويمكن لزورق التزلج على الجليد أن يبحر بسرعة تصل إلى 160كم/ساعة.
زوارق التزلج على الجليد. لزورق التزلج على الجليد جسم طويل يشبه جسم الطائرة القديمة ولمعظمها إطارات مصنوعة من الشجر الراتينجي أو خشب آخر قويّ وخفيف. ويُغطَّى الهيكل بالخشب الخفيف. وتُصنع بعض الزوارق من الألمونيوم أو الزجاج الليفي. ويتراوح طولها في الغالب بين 5-7م.
ويتسع مكان قيادة زوارق التزلج لشخصين في وضع الجلوس أو شبه الاضطجاع. ويوجد تحت جسم الزورق رَّماح من الصُّلب مثبَّتٌ على كل طرف عارضة تسمى عارضة الرَّماح ورَّماح ثالث، يستخدم لتوجيه القيادة، وهو مثبت في مقدمة الجسم أو على منصة وثب بارزة عن مقدمة الزورق. هذا الرَّماح متصل بأسلاك (كبلات) من الصلب بمقبض يسمى ذراع الدفة، وهو إطار أو بدَّالات أرجل في مكان القيادة.
ويرتفع الصاري المصنوع من الألومنيوم أو أخشاب الشجر الراتينجي على مقدمة مكان القيادة ويُثبَّت الصاري بجسم الزورق ورمَّاح الدفّة بأسلاك من الصلب. تصنع أشرعة زورق التزلج من نسيج صناعي ثقيل. ويتحكم في شكل الشراع عند السرعة العالية من أربع إلى ثماني شرائح خشبية صلبة رفيعة تسمى العوارض أو الدابات. وكان لزوارق التزلج القديمة ذات الدفة الخلفية شراع مساحته حوالى 33م². في حين تحتاج الزوارق الحديثة إلى 7م² أو أقل من ذلك، وهي ذات أداء أفضل.
الإبحار بزورق التزلج. تبدأ عملية الإبحار بدفع الزورق في مسار الرياح مع بسْط الشراع. ثم يقفز قائد الزورق عليه ويجذب الشراع لكي يأخذ الزورق سرعته. ويسرع الزورق عندما يتحرك على زاوية مقدارها 15° في اتجاه الريح.
وينتعل مستخدمو الزوارق أحذيةً ذات نتوءات معدنية لتثبيت الأقدام لمساعدتهم على دفع الزورق عند بدء التشغيل. ومن الضروري ارتداء الملابس الثقيلة للراحة ولتجنب لسعة الصقيع. كما يضعون نظارات واقية لتحمي أعينهم من الثلج ورذاذ الجليد المتطاير وخوذة حماية الرأس في حالة وقوع حادث.
مسابقات التزلج. تُقام المسابقات على مسار يُحدَّد بعوامتين للإرشاد، تكون المسافة بينهما 1,6كم في اتجاه الريح. وتبدأ الزوارق من نقطة توقّف تام، ثم تبدأ في التحرك في اتجاه الريح إلى نهاية نقطة السباق. ولابد لها أن تمر بالعوامتين بعكس اتجاه عقارب الساعة، وتكون عادة ثلاث دورات. وتقام هذه المسابقات لكافة أنواع الزوارق المختلفة والتي تتنافس عادة مع بعضها بعضًا في سباقات مفتوحة.
نبذة تاريخية. يرجع تاريخ استخدام هذه الزوارق على الأرجح إلى القرن السابع عشر الميلادي في هولندا. فقد كانت عبارة عن قوارب شراعية مثبت بها عوارض. كما كانت تستخدم لنقل البضائع على القنوات. وفي أواخر القرن الثامن عشر قام المستوطنون الهولنديون القاطنون في منطقة نهر هدسون بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، ببناء الزوارق الرياضية ذات القيادة الخلفية. وتسع من ستة إلى ثمانية أشخاص. وتصل سرعة تلك القوارب إلى 95كم/ساعة.
وفي أوائل الثلاثينيَّات من القرن العشرين بدأ إنتاج نوع من القوارب، صغير الحجم، خفيف الوزن يسمى البعوضة. وقد جَذَبَت الأنواع المتطورة من تلك القوارب العديد من الناس إلى التزلج بالزوارق بسبب سرعتها العالية وقلة تكلفتها وصِغَر حجمها وسهولة نقلها. ومن أشهر قوارب التزلج قارب الـ دي إن (DN)، وهو أصغر حجمًا من قارب التزلج وحيد الشراع، وأسهل في النقل.
أصبحت رياضة التزلج بزوارق الجليد اليوم أكثر رواجًا في الولايات المتحدة، وخاصة على الساحل الشرقي، وفي منطقة البحيرات الواسعة. ويوجد حوالي 8,000 متزلِّج في الولايات المتحدة . كما يستمتع بهذه الرياضة حوالي 2,000 شخص في شمال أوروبا.