فهرس:
السكان
عدد السكان وسلالالتهم
اللغات
حياة الريف
حياة الحضر
الملابس
الترويح
التعليم
الصحة
الدين
السطح والمناخ
الجزر الرئيسية
المناخ
الاقتصاد
الزراعة
الغابات
التعدين
صناعة صيد الأسماك
التصنيع
القدرة الكهربائية
الخدمات
التجارة الخارجية
السياحة
النقل والمواصلات
وسائل الاتصالات
المشكلات الاقتصادية
تعريف الفلبين:
الفلبين دولة تقع جنوب غربي المحيط الهادئ. وتتألف من نحو 7,100 جزيرة، بعضها صغير جدًا لدرجة أنه غير مُسمى. تقع هذه الجزر في المنطقة المدارية على بعد 100كم من ساحل البر الآسيوي. وتبلغ مساحتها 300,000كم². وأكبر جزيرتين فيها هما لوزون ومينداناو، وتشكلان نحو ثلثي مساحة البلاد. ومعظم أراضيها جبلية، وتنتشر البراكين في جميع أنحائها. وتقع معظم مستوطناتها البشرية ضمن السهول بين الجبال والسواحل البحرية. وعاصمتها مانيلا التي تضم منطقتها الحضرية 10% من سكان الفلبين. وقد قدم معظم الفلبينيين من إندونيسيا وماليزيا.
قاد المكتشف الأسباني فرديناند ماجلان عام 1521م بعثة استكشافية للفلبين. وأسس الجنرال ميجيل لوبيز دي لجازبي أول مستوطنة أسبانية في الفلبين عام 1566م. وسميت الجزر بالفلبين على اسم الملك الأسباني فيليب الثاني.
أدخل الأسبان النصرانية للفلبين؛ لذا يعيش اليوم في الفلبين عدد من النصارى أكثر من أي قطر آخر في آسيا. شهد العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي عدة محاولات للثورة ضد الحكم الأسباني. وفي 12 يونيو 1898م، أعلن القادة الوطنيون استقلال البلاد، وفي الوقت نفسه اندلعت الحرب بين أسبانيا والولايات المتحدة في أبريل 1898م. وفي الأول من مايو 1898م هزم الأسطول الأمريكي الأسطول الأسباني، ووقَّعت أسبانيا في ديسمبر من العام نفسه معاهدة سلام مع الولايات المتحدة، سيطرت بموجبها الولايات المتحدة على الفلبين.
منحت الولايات المتحدة الفلبين حكمًا ذاتيًا عام 1935م. غير أنها وقعت تحت الاحتلال الياباني (1942 – 1944م). واستعادت الولايات المتحدة سيطرتها على الفلبين عام 1945م إلى أن استقلت في الرابع من يوليو عام 1946م.
ومنذ الاستقلال عملت الفلبين على تطوير استغلال مواردها المعدنية والغابية والزراعية، غير أن التنمية الاقتصادية فيها قد أوجدت مشاكل عدة؛ فمعظم معادنها كانت تُصدَّر على شكل خامات، والغابات كانت تقطع بسرعة فائقة تهدد بانقراضها بالكامل خلال 50 عامًا ما لم تطبق سياسة لحمايتها، كما يُعَدُّ النمو السكاني مشكلة أخرى للحكومة؛ إذ يعتبر معدل النمو في الفلبين من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم.
السكان:
عدد السكان وسلالالتهم. بلغ عدد سكان الفلبين في عام 2000م 74,575,000 نسمة، يعيش نصفهم في جزيرة لوزون، وبالذات في منطقة مانيلا العاصمة.
بلغ معدل النمو السكاني في السنوات الأخيرة أكثر من 2% سنويًا، وهو من المعدلات العالية في العالم. وأكثر من نصف السكان أعمارهم دون العشرين.
تشير الدلائل الأثرية إلى أن سكان الفلبين الأوائل قد عاشوا في كهوف طابون في جزيرة بلوان، وذلك قبل ما يزيد على 400,000 سنة. كان أول المهاجرين القادمين للفلبين هم الأقزام الآسيويون الذين قدموا للبلاد قبل نحو 50,000 سنة. أما الفلبينيون الحاليون فينحدر معظمهم من أصول إندونيسية وماليزية، استوطنت الفلبين في نحو 3000 ق.م. وجاء بقية السكان من الهجرات الحديثة، وهي تشمل الصينيين والأوروبيين خصوصًا الأسبان، والأمريكيين والهنود واليابانيين. وقد أسهم هذا التنوع في أصول الفلبينين في إثراء وتنوع ثقافتهم.
في الفلبين أكثر من 70 مجموعة عرقية ولغوية، تعيش المجموعة الكبرى منها في الأراضي المنخفضة، وغالبيتها من النصارى، وهم يشكلون الجزء الرئيسي من المجتمع والثقافة الفلبينية. وتشمل هذه المجموعات مجموعة تاجالوغ، وهم يتركزون في وسط لوزون خصوصًا في مانيلا وفي الجزر القريبة المجاورة كجزر مندورو ومارندكيو. وتشمل المجموعات العرقية الأخرى الوكانوس في شمالي لوزون وبايكولانوس في جنوبي لوزون.
معظم الأقليات التي تعيش في المناطق الجبلية ليست نصرانية وتختلف حياتها عن حياة بقية سكان البلاد. ومن أشهر قبائل الأقليات: كارابالو، كوردييرا، داماجاتس، مانجيانز، مينداناو مانوبوس، الأقزام الآسيويون، بلوان. ومن الأقليات الأخرى المسلمون، الصينيون.
ينقسم مجتمع الفلبين إلى ثلاث طبقات: الطبقة الدنيا وتضم المزارعين وصيادي الأسماك والعمال غير المهرة وشبه المهرة. والطبقة الوسطى وتضم أكثر من ثلث السكان، وتشمل المهنيين والمزارعين ذوي الملكيات المتوسطة الحجم ورجال الأعمال وموظفي الدولة والمدرسين. والطبقة العليا، وهي أقل الطبقات عددًا، تضم كبار ملاك الأراضي وكبار المهنيين وكبار رجال الأعمال وكبار موظفي الدولة.
اللغات. اللغتان الرسميتان حسب دستور عام 1987م هما: الفلبينية والإنجليزية، كما جعل اللغة الفلبينية اللغة القومية. أما دستور عام 1935م فقد قرر أن يكون أساس اللغة القومية واحدة من اللغات المحلية، فاختيرت لغة تاجالوغ وهي المستخدمة على نطاق واسع في لوزون. ومع أن الفلبينية ما زالت تتخذ من لغة تاجالوغ أساسًا لها، فإنها تأخذ كلمات من اللغات المحلية الأخرى، وكذلك من اللغات الأجنبية. يتحدث ويكتب أكثر من 80% من السكان لغة تاجالوغ. فاللغة الفلبينية مادة إجبارية في المدارس الأساسية الحكومية والخاصة، ويُلزم المعلمون باستخدامها. وينشر الكثير من الكتب باللغتين الفلبينية والإنجليزية. وتأمل الحكومة أن توحد السكان من خلال استخدام اللغة الموحدة (الفلبينية). فاللغات المحلية ذات أصل ملايوي بولينيزي. وأخذت الكثير عن اللغات الأجنبية كالعربية والصينية والإنجليزية والهندية والأسبانية.
تبلغ نسبة من يجيدون الإنجليزية أكثر من نصف السكان. وتُدَرِّس المدارس الأساسية والثانوية خصوصًا الخاصة منها موضوعات باللغة الإنجليزية، كما تشترط الكليات والجامعات على الطلبة للقبول فيها اجتياز اختبار تحريري باللغة الإنجليزية. فالإنجليزية تستخدم على نطاق واسع في دراسة الموضوعات السياسية والاقتصادية. ويتحدث معظم الفلبينيين لغتين على الأقل؛ فيتعلمون لغة والديهم في طفولتهم المبكرة، ويتعلمون فيما بعد الفلبينية، كما يتعلمون الإنجليزية أيضًا في مدارسهم. وإذا ما انتقلت الأسرة إلى منطقة أخرى فربما يتعلم أطفالها لغة محلية جديدة. وهناك قلة من السكان تتحدث العربية والأسبانية والصينية.
حياة الريف. رغم التزايد المستمر في نسبة السكان الحضر، مازال يعيش في الريف نحو ثلاثة أخماس السكان (53%) حيث يعيش الكثير منهم في المناطق المنخفضة. ويتمتع الكثير من سكان الريف بالكهرباء والخدمات الصحية ومياه الشرب النقية والمواصلات وأجهزة الاتصال، إلا أنها خدمات ليست كافية.
يعمل معظم سكان الريف بالزراعة، كما يعمل بعضهم إما في صيد الأسماك أو في قَطْع الغابات أو التعدين. وتساعد النساء في العمل الزراعي أو تربية الطيور والحيوانات.
تتمثل التجمعات الريفية في مساكن صغيرة متلاصقة بعضها بجانب بعض، جدرانها وأرضيتها مبنية من الخشب أو الخيزران، وسقوفها مغطاة إما بالقش أو الحديد المموج. يتألف معظمها من غرفة أو غرفتي نوم، مرفوعة فوق مستوى الأرض، يستخدم ما تحتها للتخزين. ويتزوج سكان الريف في سن مبكرة، مما يرفع معدل الخصوبة الذي هو في الريف أعلى منه في المناطق الحضرية. ويعادل متوسط دخل الأسرة الريفية نصف متوسط دخل الأسرة الحضرية.
يتسم الريفيون غالبًا بأنهم تقليديون، ولاؤهم للأسرة ولمجتمعهم، ويساعد بعضهم بعضًا، ويؤمنون بالقوى الخارقة عندما يكونون في مأزق ويستخدمون الطب الشعبي (العقاقير والأعشاب) بجانب الطب الحديث.
أهم مناسبة في الريف الفلبيني هي فيستا التي يحتفل بها مرة في العام، إذ يتجمع أفراد العائلة وأصدقاؤهم لتجديد الروابط ولتبادل الآراء، وتناول الأطعمة.
يواجه سكان الريف عدة مشكلات منها انخفاض الإنتاج الزراعي، وقلة فرص العمل، ونقص السيولة النقدية، وقصور التسهيلات المالية والتسويقية. وفي الأراضي المرتفعة، يعاني السكان الفقر المدقع وعدم الاستقرار السياسي. وقد أدخلت الحكومة في السنوات الأخيرة برامج للتنمية الريفية. فأعطت الأرض لمن لا يملكون أرضًا، وزوّدت المزارعين بالخدمات والقروض الزراعية، وعززت الأساليب الزراعية المتطورة، وأقامت أنظمة الري. كما تضمنت الإصلاحات الزراعية تنمية التنظيمات والمؤسسات الزراعية المحلية لزيادة اعتمادها على نفسها.
حياة الحضر. يعيش نحو 47% من السكان في المدن التي شُيِّد معظمها على نسق المدن الأسبانية. ففي الوسط تتمركز الساحة العامة البلازا تحيط بها الكنيسة الرئيسية والمدارس ومكاتب الحكومة والمؤسسات التجارية. والساحة العامة هي مركز حياة المدينة.
تُعَدُّ منطقة مدينة مانيلا وضواحيها أكبر مركز حضري في البلاد؛ فهي تتألف من أربع مدن و13 بلدية، ويؤلف سكانها نحو ثلث سكان الحضر في الفلبين. وتبلغ الكثافة السكانية في إقليم العاصمة 12,000 نسمة/كم² مقابل 200 نسمة/كم² في المدن الفلبينية الأخرى (المتوسط 249 نسمة/كم²). وتأتي مدينة سيبو في جزر فيزايان ومدينة دافاو في جزيرة مينداناو في المرتبتين الثانية والثالثة بين المراكز الحضرية الفلبينية.
تمتاز المدن وخصوصًا مانيلا بخدمات اقتصادية وتعليمية وترفيهية ودينية وهذا يجعلها مناطق استقطاب لسكان الأرياف المجاورة لها، فيأتيها الباحثون عن فرص العمل والطلبة الباحثون عن مستوى تعليمي أفضل.
يُعرف أكثر من نصف سكان المدن بفقراء الحضر. حيث يفد معظمهم إلى المدينة مع أسرهم الكبيرة الحجم، ويعيشون في أحياء فقيرة مزدحمة ويستولون على الأرض بغير حق، ويقيمون عليها مساكنهم العشوائية. ويعيش بعضهم في مناطق هامشية من المدن، كجوانب الخلجان الصغيرة وأماكن جمع النفايات وخطوط السكك الحديدية.
يعيش فقراء الحضر في أكواخ مبنية من الكرتون المقوَّى والصفيح. وبعض مساكنهم مزودة بالكهرباء لكن تنقصها مياه الشرب النظيفة ووسائل التهوية والتخلص من النفايات.
أما أسر الطبقة الوسطى فتعيش في شقق مؤجرة أو منازل ذات طابق واحد تملكها الأسرة، وتكون مبنية من الخشب والإسمنت. تقع معظم هذه المساكن ضمن مشروعات إسكان حكومية أو خاصة. أما الأسر الموسرة فتعيش في بيوت واسعة جميلة محاطة بأسوار عالية يحرسها حرس خاص بها، وهم يرسلون أطفالهم إلى المدارس الخاصة. يكون سكان المدينة على اطلاع بالأمور السياسية أكثر من سكان الريف وهم أنشط منهم في هذا المجال. فقد حصلوا على مستوى تعليمي أفضل، وهم متأثرون أكثر بالحضارة الغربية، وأكثر تقبلاً للتغيير والتطوير من سكان الريف. ويعمل الكثير من الرجال في المدن بالصناعة والأعمال المختلفة، كما يعمل الكثير من النساء أيضًا في المهن المختلفة، ويعمل عدد متزايد من النساء في الصناعات النسيجية والإلكترونيات.
الملابس. يلبس معظم الفلبينيين ملابس كالتي يلبسها الأوروبيون. ويلبس الشباب سراويل الجينز. وفي حفلات الزواج والمناسبات الرسمية يرتدي الرجال ما يسمى بارونغ تاجالوج، وهو قميص ذو أكمام طويلة ومطرز، يحاك من خيوط الأناناس والحرير أو القطن. ويُعرف القميص ذو الأكمام القصيرة من هذا النوع باسم بولو بارونغ، ويستخدم غالبًا في العمل.
الترويح. تُعَدُّ كرة السلة الرياضة الشعبية في الفلبين. أما في الأرياف فيشاهد السكان مصارعة الديكة، ويراهنون على نتائج المصارعة.
يلعب الأطفال بالطائرات الورقية ولعبة سيبا وهي لعبة شعبية يمارسها الرجال والأولاد؛ إذ يقذفون كرة بحجم كرة التنس في ملعب مماثل لملعب التنس الأرضي.
التعليم. تتمتع الفلبين بواحد من أعلى مستويات التعليم في آسيا فنحو 93% من السكان يجيدون القراءة والكتابة، ونحو 92% ممن هم في سن المدرسة يذهبون إليها. ففي الفلبين نحو 1,300 معهد لمرحلة ما قبل المدرسة، وما يزيد على 35,000 مدرسة حكومية ابتدائية وثانوية، بالإضافة إلى 400 كلية وجامعة. كما يوجد في الفلبين نحو 6,100 مدرسة خاصة. تبدأ الحياة التعليمية لكثير من التلاميذ بـ 6 سنوات من الدراسة الابتدائية، تتبعها 4 سنوات من الدراسة الثانوية، يليها 4 – 5 سنوات من الدراسة الجامعية. يقضي الطالب في المتوسط 14 سنة من الدراسة في المدرسة والجامعة، ويتخرج وعمره نحو 21 سنة.
الصحة. يرتفع متوسط العمر المتوقع سنويًا بواقع أربعة أشهر. فيبلغ الآن 64 عامًا للرجال و66 عامًا للنساء. يرتفع هذا المتوسط في العاصمة مانيلا عما هو عليه في الفلبين كلها. وتكمن الأسباب الرئيسية للوفيات في أمراض الرئة والقلب والدرن. لقد تم تحسين المستوى الصحي من خلال رفع مستوى المعيشة للسكان وتحسين مستوى الخدمات الصحية، كما انخفض مستوى انتشار الأمراض المعدية خصوصًا بين الشباب.
الدين. الفلبينيون أحرار في اختيار الديانة التي يرغبون فيها. لكن، لأسباب تاريخية فإن معظم السكان نصارى. فنحو 80% من نصارى الفلبين هم من الرومان الكاثوليك، وقليل منهم من الميثوديست. ونحو 11% من سكان الفلبين يدينون بالإسلام، ويتبع 3% ديانات محلية تضاف إلى ذلك البوذية التي يدين بها بضعة آلاف من السكان.
وهنالك نضال بدأ منذ عشرين عامًا قاده الثوار المسلمون في جزيرة مينداناو مطالبين بتمثيل أكثر في الحكومة الوطنية وبمطالب تتعلق بالأمن والتشريع والاقتصاد، وهنالك جبهة إسلامية تعرف باسم جبهة مورو الإسلامية تقود هذا النضال.
السطح والمناخ:
تُعَدُّ الفلبين بلادًا جبلية، بالرغم من وجود بعض السهول الضيقة من الأراضي المنخفضة على امتداد الساحل، وبعض السهول الداخلية الواسعة، خصوصًا في جزيرتي لوزون وباناي. وترتفع الجبال البركانية في معظم الجزر الكبرى، والكثير من هذه البراكين مازال نشطًا. وأعلى جبل في الفلبين، جبل آبو في جزيرة مينداناو، وهو بركان خامد، ترتفع قمته إلى 2,954م فوق مستوى سطح البحر.
تحدث الزلازل المدمّرة بشكل كبير في الفلبين. بدأت تتكون جزر الفلبين قبل نحو 50 مليون سنة نتيجة لالتواءات القشرة الأرضية وللنشاط البركاني، فجزر الفلبين جزء من حزام ضخم يُدعى دائرة النار، تحيط بالمحيط الهادئ. ويعتبر النشاط البركاني والزلزالي مألوفًا في هذا النطاق.
يُعَدُّ خندق الفلبين واحدًا من أكبر الأعماق البحرية، ويقع مقابل الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة مينداناو. إذ يصل عمقه إلى 10,439م تحت سطح المحيط الهادئ.