نظام الحكم
السكان
السَّطح والمناخ
الاقتصاد
نبذة تاريخي
البَهاما، جُزُر. جزر البهاما سلسلة من الجُزر والشِّعاب المرجانية، تقع في جزر الهند الغربية. يبلغ عددها ما يقرب من 3,000 جزيرة تكوِّن دولة مستقلة، تمتد حدودها من منطقة تبعد نحو 80كم عن الساحل الشرقي لفلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى الطرف الشمالي الشرقي لكوبا، وهي مسافة تزيد على 800كم. ويقطن السكان فيما يقرب من 20 جزيرة فقط من بين هذه الجزر، ويقطن ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان في جزيرتي ناساو نيو بروفيدنس، وجراند بهاما. تقع مدينة ناساو، وهي العاصمة ومن كبريات المدن، في جزيرة نيو بروفيدنس. ساعد جمال الجزر الواقعة في المنطقة شبه المدارية والجو المعتدل سكان جُزر البهاما في اعتمادهم على السياحة بوصفها مصدرًا أساسيًا من مصادر الدخل القومي.
نزل الرحالة كريستوفر كولمبوس ـ أثناء رحلته إلى أمريكا عام 1492م ـ بالجزيرة التي تعرف حاليًا بجزيرة سان سلفادور، إحدى جُزر البهاما. وخضعت جُزر البهاما للاحتلال البريطاني ابتداءً من عام 1717م وحتى عام 1973م، وهو العام الذي نالت فيه استقلالها عن بريطانيا.
نظام الحكم. يسود النظام الملكي الدستوري اتحاد جُزر البهاما، وتُعَدُّ الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الرئيس الرسمي للدولة، ويوجد في جُزرالبهاما حاكم عام يمثل الملكة. يتكون المجلس التشريعي الثنائي في جُزر البهاما من 40 عضوًا بمجلس الجمعية و16 عضوًا بمجلس الشيوخ، ويينتخب أعضاء الجمعية لفترة خمس سنوات، ويُعيَّن رئيس الحزب ـ الذي يحصل على أغلبية المقاعد في مجلس الجمعية ـ رئيسًا للوزراء، ويعين أعضاء مجلس الشيوخ عن طريق رئيس الوزراء، وأحزاب المعارضة، والحاكم العام.
السكان. يشكِّل السود ما يقرب من أربعة أخماس السكان في جزر البهاما، ومعظم هؤلاء السكان ترجع أصولهم إلى سلالة الزنوج الذين جلبهم الموالون لبريطانيا، للعمل بهذه الجُزر، بعد أن ترك المستوطنون البريطانيون الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1783م. أمّا بقية السكان فترجع أصولهم إلى المستوطنين البيض، والميولاتوز (المولَّدون) وهم سلالة هجين من السود والبيض.
ما يقرب من 90% من الشعب البهامي يقرأ ويكتب؛ لأن القانون يلزم الأطفال بالذهاب إلى المدرسة ابتداءً من سن خمس سنوات حتى سن الرابعة عشرة، وهي فترة تعليم إلزامي.
ومن أهم الطوائف الدينية النصرانية في جُزر البهاما، طائفة الأنجليكان ـ أتباع الكنيسة الإنجليزية ـ وطائفة المثوديين ـ أتباع حركة الإصلاح الديني اللوثري ـ وطائفة الرومان الكاثوليك، وطائفة المعمدانيين.
السَّطح والمناخ. تتكون جُزر البهاما من 700 جزيرة، إضافة إلى مايقرب من 2,300 جزيرة صخرية صغيرة وشعاب مرجانية، وأهم الجُزر الرئيسية بها، جُزر أكلينز، أندروس، كات، اليوثيرا، جراند بهاما، أباكو الكبرى، أباكو الصغرى، نيو بروفيدنس، سان سلفادور. ومعظم الجُزر قطع طويلة وضيقة من الحجر الجيري، مغطاة بطبقة رقيقة من التربة الحجرية غير الخصبة، كما تغطي غابات الصنوبر مساحات شاسعة من جُزر البهاما.
وتتميز جُزر البهاما بمناخها المعتدل، حيث يصل متوسط درجات الحرارة إلى 22°م في فصل الشتاء، و29 °م في فصل الصيف، ويبلغ متوسط هطول الأمطار فيها مايقرب من 114سم سنويًّا.
لاقتصاد. تُعَدُّ السياحة النشاط الاقتصادي الرئيسي في جزر البهاما؛ ولذا يعمل كثير من السكان في الفنادق، والأعمال الأخرى ذات الصلة بالسياحة. يزور جُزر البهاما سنويًّا مايزيد على مليون وربع المليون من السائحين من جميع الدول. يعمل أقل من 2% من السكان بالزراعة، ولذا تستورد الجُزر معظم غذائها من الأقطار الأخرى. ومن أهم المنتجات الزراعية بجُزر البهاما : الموز، الموالح، الخيار، الأناناس، الطماطم، ومحاصيل أخرى. ويقوم سكان جزر البهاما بصيد جراد البحر، والحيوانات البحرية الأخرى. ومعظم الإنتاج يُستهلك محليًا، وربما يُصدَّر بعضه.
توجد بجُزر البهاما عدة شركات أجنبية تدير بعض الأعمال، كما يوجد بالبلاد كثير من فروع المصارف الأجنبية. ومن المصانع الموجودة بالجزر، مصنع الإسمنت، ومصنع تكرير النفط، ومصنع تقطير الرَّم ومصانع خاصة بالمنتجات الغذائية.
ترتبط مدن جُزر البهاما بشبكة من الطرق، يبلغ طولها مايقرب من 1,600كم، كما تبحر السفن حاملةً الركاب والبضائع بين الجُزر والدول الأخرى. ويُعدُّ ميناء ناسو ـ العاصمة ـ الميناء الرئيسي بالجزر، كما يستقبل مطار ناسو الدولي ـ وهو المطار الرئيسي أيضًا ـ الرحلات الجوية، المحلية والدولية.
نبذة تاريخية. عاش الهنود اللوقانيون، لفترة طويلة في الجُزر التي تعرف حاليًّا بجُزر البهاما، وكان ذلك قبل أن يأتي إليها الأوروبيون للمرة الأولى. وفي عام 1492م، نزل الرحالة كريستوفر كولمبوس على شاطئ جزيرة سان سلفادور، وادعى تبعيتها لأسبانيا. وما إن استقر الأسبان في جزر البهاما، حتى أخذوا في استعباد أهلها من اللوقانيين الهنود، كما أرغموا كثيرًا من السكان على العمل في مناجم الذهب في الجزر القريبة، في كل من كوبا وهسبانيولا. وظلت جُزر البهاما جميعها ـ تقريبًا ـ غير مأهولة بالسكان، حتى منتصف القرن السابع عشر، عندما بدأ البريطانيون بالاستقرار فيها.
وبادئ ذي بدء، لم يُقاوم الأسبان الاستيطان البريطاني في جُزر البهاما، ولكن في أواخر القرن السابع عشر، أخذت القوات الأسبانية بمهاجمة المستوطنات البريطانية عدة مرات، كما اتخذ القراصنة جُزر البهاما مقرًّا لحملاتهم، وأخذوا يُغِيرُون على المستوطنات البريطانية.
وفي عام 1717م، أصبحت جزر البهاما مستعمرة بريطانية، وبمرور الزمن، نجحت الحكومة الاستعمارية البريطانية في الدفاع عن الجُزر، وصد هجمات القراصنة. وفي عام 1783م، توقفت أسبانيا عن ادعاء ملكيتها للجُزر، وكان ذلك بموجب معاهدة باريس. وبعد الثورة الأمريكية (1775م-1783م) أقبل كثير من الموالين لبريطانيا، القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية، على الاستيطان في جُزر البهاما، وجلبوا معهم عبيدهم، وأسسوا في الجزر مزارع كثيرة. وفي عام 1933م، ألغت بريطانيا نظام الرق الذي كان سائدًا في جُزر البهاما.