================
http://www.mediafire.com/?saw9gzcl8bfo88a=============================
دوغرامي احد نبلاء فرنسا عن مدينة الجزائر و ذلك سنة
1619 : "
مدينة
الجزائر ذلك السوط المسلط على العالم المسيحي، انها رعب اروبا و لجام
ايطاليا و اسبانيا و صاحبة الامر في الجزر" . تلك هي مدينة الجزائر ابان
الفترة العثمانية حيث كانت الجزائر هي سيدة الجزء الغربي من البحر الابيض
المتوسط حتى سميت " دار الجهاد" و ذلك لوقوفها لمدة ثلاثة قرون تقربيا كسد
منيع امام اللاطماع الاروبية لاحتلال شمال افريقيا.
فمدينة الجزائر بقيت
خارج نفود كل الدول القائمة انذداك في المغرب العربي (الحفصيين في تونس،
الزيانيين في الجزائر، المرنيين في المغرب الاقصى). و لكن مع سقوط غرناطة و
الهجوم الاسباني الشرس على شمال افرقيا و احتلال العديد من المدن ( المرسى
الكبير، وهران، بجاية،...) و قبول البعض الاخر دفع الجزية مثل ( دلس،
شرشال، مستغانم..). لياتي سقوط مدينة الجزائر سنة 1510 في يد الاسبان، ترتب
عنه دفع ضريبة سنوية لفرناندو، كما اقام الاسبان فوق احد الجزر الصغيرة
التي تحمي الميناء قلعة سموها البنيون .
نتيجة الاحتلال استنجد سكان
المدينة بعروج و اخوته لانقادهم من الاسبان، حيث استطاع الاتراك السيطرة
على مثلث بني زيري (الجزائر، مليانة و المدية) و كذلك حوض الشلف و جزء من
جبال الظهرة و الونشريس و المتيجة و شرشال. ليقتل عروج سنة 1518 في تلمسان
فخلفه اخوه خير الدين الذي حصل على لقب بيايلرباي الجزائر من السلطان
العثماني و بهذه الطريقة تكونت ايالة الجزائر. و قد قام خير الدين بتنظيم
الايالة حيث اعترف به كل القبائل على التراب الحالي للجزائر باستثناء
الصحراء.
و الكاتب من خلال هذا الكتاب يعطينا نظرة شاملة عن مختلف جوانب الحياة السائدة انذاك في مدينة الجزائر. من هذه الجوانب:
- نظام الحكم في العهد العثماني (البلربايات، الباشوات و الدايات)
- شوارع و بنايات مدينة الجزائر.
- الزواج، القضاء، نظام الشرطة، الدين، تنفيذ حكم الاعدام، الزراعة، التجارة، الصناعة،....
كما
يقوم الاستاذ الدكتور وليم سبنسر باعتباره باحث محايد، بحث عن جميع
المصادر حول موضوعه، و قارن بين جميع الوثائق المتاحة بمختلف اللغات، باثبت
ان دولة الجزائر في عهد " الرياس" كانت دولة قوية، و في حدودها الحالية،ن و
ان شعبها كان متماسكا و متحدا، و ذلك مما مكنها من مجابهة جميع اعدائها
على كثرتهم و بفعالية قل مثيلها، و هي لم تضعف في الاخير الا بفعل اختلال
موازين القوة لديها مع اعدائها.
كما يقوم الباحث بدحض بعض الافتراءات
التي روجتها الدراسات الاروبية و خاصة منها المدرسة التاريخية الفرنسية عن
العهد العثماني بالجزائر. مثل الافتراء ان حقول المتيجة كانت مستنقعات( هذه
الحقول معروفة انها كانت جنة بالاشجار المزروعة فيها و خيراتها من كل صنف)
كما يدحض افتراء ان معاملة الاسرى كانت وحشية في الجزائر فهو يقول " لم
يكونوا اقل و لا اكثر من حيث سوء المعاملة من اية مجموعة في قوة العمل
الجزائرية" .
و في الاخير ان هذا الكتاب مشبع بالمعلومات و التفاصيل
التي قد لا يعرفها الكثيرون حول الدولة الجزائرية و مجلس ديوانها و انظمتها
الادارية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية انذاك، مما يجعله جديرا
بالقراءة و التمتع بمحتواه.