الموضوع
الأساسي لهذا الكتاب هو الرد على من يزعمون بأن الجزائر ولدت مع الاستقلال
، وكانت نكرة بلا تاريخ قبل ذلك ، والمؤلف هنا يسوق الأدلة على أن الجزائر
كانت ذات شأن قبل 1830 وخصوصا خلال الحكم العثماني ، فالجزائر كانت سيدة
للبحر الأبيض المتوسط لثلاثة قرون متتالية ، وكانت من أوائل من اعترف
باستقلال أميركا و أول من اعترفت بالجمهورية الفرنسية الأولى ، وهي التي
أنقذت فرنسا من المجاعة والبؤس عندما أمدتها بقرض لشراء القمح وأمدتها بقرض
عيني ، ويرد على جوليان الذي يقول عن دول المغرب - ومنها الجزائر
-
عندما تقوم لا تدوم "لأنها اقتصاديا غير قابلة للحياة" ،ويتساءل المؤلف :
اذا كانت الجزائر مستنقعات وفي حالة افلاس حتى جاء من جاء فكيف أمدت فرنسا
بالقمح وبالقرض الذي تشتري به القمح وبقرض ثان مالي نقدا وبالذهب؟
وكيف
تمتلئ خزائنها بالذهب ، كما أشاد بذلك التقرير الفرنسي للجنة التحقيق بعد
الاحتلال ، ويؤكده المؤرخ الفرنسي غالبير معتمدا على هذا التقرير اذا يقول "
وأينما جال المقتصد دينيي في الارجاء المختلفة لخزينة الدولة الجزائرية ،
انبهر بكمية الذهب والفضة التي كانت تقع عليها عيناه"؟
ثم يمضي ويقول
"ولو كانت الجزائر في حالة فوضى والديات في واد والشعب في واد آخر فكيف
تمكنت من الصمود في وجه أوربا بشرقها وغربها ومعها أمريكا ، ومن اين استمدت
هذه الحصانة الغيبية الشهيرة ، والتي يصفها المؤرخ الامريكي سبنسر ويقول:
"وقد أظهرت الوقائع الثابتة أن مختلف الحملات الأوربية ضد الجزائر قد أثبتت
عجز السياسة الأوربية بالمعنى الجماعي حينما جوبهت بأمة قوية من الداخل
مصممة متحدة".
كما يصحح المؤلف مغالطة جاءت في دائرة المعارف الفرنسية
بأن اسم الجزائر جاء من نحت فرنسي ولا يعود الى ما قبل 1831 ، فيقول بأن
بأن الاسم جزائري بحت ، أطلقه بلكين بن زيري مؤسس الجزائر العاصمة والمدية
ومليانة منذ أكثر من ألف سنة وعشرية حسب ابن خلدون ، بل ويقول المؤلف بأن
اسم فرنسا هو الأجنبي وأصله ألماني.