لمحات تاريخية
إن بلدية بوسمغون مُشيَّدة في منطقة قديمة جداً و أن استقرار الإنسان فيها يعود إلى زمن سحيق كما تدل على ذلك الآثار المختلفة بداية بالنقوش الحجرية العديدة التي عُثر عليها , بقايا القصور القديمة المندثرة علاوة على القصر الذي ما زال يضم الكثير من صورِ عراقة المنطقة
و تروي الروايات المتوارثة عن الأجداد – و التي تبقى بحاجة إلى تأكيد – أن بوسمغون عرفت عدة تسميات نتيجة تعاقب القبائل عليها و توطُّنها بها و منها نجد تسمية "واد الأصنام" و كذا "واد الصفاح" ثم التسمية الحالية "بوسمغون".و تعود تسمية بوسمغون إلى الولي الصالح مولاي أحمد المعروف بسيدي بوسمغون المدفون في ضاحية من ضواحي بوسمغون و الذي قَدِمَ من الساقية الحمراء حسب الروايات متوجها لأداء فريضة الحج و لما نزل ببوسمغون إحدى المحطات الهامة في طريق القصور التجاري الرابط بين الشمال (تلمسان) و الجنوب (السودان) و الآخر الخاص بالحجيج الرابط بين مراكش ثم فقيق بالمغرب مروراً ببني ونيف ثم بوسمغون حسب الرحالة المغربي العياشي , بقي هناك لفض النزاعات التي كانت بين سكان القصور السبعة القائمة على ضفاف الوادي المار ببوسمغون , و التي كان سببها الرئيسي هو تقسيم مياه السقي الضرورية للنشاط الفلاحي أهم نشاط اقتصادي للأهالي , و لا ندري ما إذا كان نظام توزيع المياه الموجود لحد الآن يعود لهذه الحقبة من الزمن. إن نجاح سيدي بوسمغون في حل النزاعات أكسبه مكانة رفيعة لدى السكان آنذاك و الدليل على ذلك تسميتهم للقصر باسمه بعد وفاته
إن القصور السبعة التي كانت قائمة على ضفاف الوادي لم تبق إلا بعض الآثار الدالة على وجودها ما عدا قصر " آغَرْمْ " الذي ما زال يحافظ على الكثير من ملامحه , و هذه القصور هي ثلاثة في الناحية الغربية للوادي و أربعة في الناحية الشرقية :
- الناحية الغربية : قصر آتْ موسى , قصر آتْ علي و قصر آتْ سيدي أحمد.
- الناحية الشرقية : قصر آتْ سليمان , قصر آتْ نْقَيَّتْ , قصر آتْ عيسى و قصر آغَرْمْ .
و من الشخصيات البارزة الأخرى التي عاشت ببوسمغون نجد العلامة الشيخ أحمد التيجاني (1737-1814) الذي مكث فيه حوالي 17 سنة ما بين 1781 و 1798 و أطلق عليه تسمية " القصر الأسعد .