تاريخ الجيولوجيا
تاريخ الجيولوجيا هو الاهتمام بمراحل تنمية العلوم الطبيعية
الجيولوجية. وتدرس الجيولوجيا نشأة ، تاريخ و بنية
الأرض.
[1] وعلى مر العصور الجيولوجية يوفر علم الجيولوجيا النظريات والبيانات الأساسية التي تشكل مفهوم المجتمع حول الأرض
الإغريق القدماء أضاف
الرومان كتابات عن الجيولوجيا، كانت أكثر إقناعًا من تلك التي كتبها الإغريق.
وتضمنت كتابات الرومان أيضًا كثيرًا من الْخُرافات والتخمين، والعديد من
تلك الكتابات وصف الخامات المعدنية وتجارة المعادن والتعدين في
الإمبراطورية الرومانية المترامية الأطراف. ففي عام60م كتب الفيلسوف
لوسيوس أنايوس سنيكا مقالته مسائل طبيعية. وقد حوت معلومات تفصيلية عن الزلازل والبراكين وكذلك عن المياه السطحية والجوفية.
شمل المجلد ـ 37 تاريخ طبيعي الذي كتبه
بليني الأكبر،
كل المعرفة الرومانية عن الصخور والمعادن والأحافير. وقد توفي بليني في
عام 79م عندما كان يراقب ثورة بركان فيزوف الذي دمّر مدينتي
بومبي وهيركولانيم. وقدم ابن أخيه وابنه بالتبني
بليني الأصغر مساهمات غير متوقعة في مجال الجيولوجيا. فقد كتب في رسائل عن موت عمه، وعن وصف ثورة البركان والزلزال الذي صاحبه.
العرب والمسلمون
بنيت جهود العلماء العرب والمسلمين في الجيولوجيا على المنطق والدقة
والتجربة بخلاف من سبقهم من الإغريق والرومان؛ ففي عام 210هـ، 825م قاسوا
محيط الأرض وقطرها، وكان قياسهم قريبًا لما يقرره العلم الحديث، وكتب
الكندي عن كروية الأرض وكروية سطح الماء في الفترة من 230 - 250هـ، 845 -
864م.
تناول
ابن سينا كثيرًا من آرائه الجيولوجية في كتابه الشفاء في الجزء الذي سماه المعادن
والآثار العلوية؛ فقد تحدث عن الزلازل وأسبابها وما يصاحبها، وقسم الزلازل
إلى أنواع. وكان أول من أشار إلى أنّ خسف الأرض (الهبوط) يسببه خروج الحمم
البركانية، كما أن الزلازل تفتح عيون الماء في المناطق التي تحدث فيها، كما
أشار إلى قانون تعاقب الطبقات، وبذا يسبق الدنماركي
نيكولاس ستينو في هذا الصدد. أشار
ابن سينا أيضًا إلى سببين من أسباب تكون الجبال وهما: الحركات الأرضية الرافعة، وعوامل التعرية.
كان كتاب الشفاء منطلقًا للجيولوجيا في أوروبا، فقد ترجم
ألفرد سيريشل الجزء الخاص بالمعادن منه عام 1200م ونسبه إلى أرسطو، وكان ذلك دأب كثير
من المترجمين بل والدارسين الغربيين إذ ذاك، حيث كانوا ينسبون أعمال
العلماء العرب لأنفسهم أو لآخرين، وقد اعترف ليوناردو دافينشي نحو عام
900هـ، 1494م أنه استقى معلوماته عن الأحجار والأحافير من الكتب المشهورة
لابن سينا.
كان للعرب والمسلمين نظريات عديدة عن أصل الصخور وكيفية تكونها،
وخصوا بالذكر الصخور الرسوبية وتعاقب الطبقات بعضها فوق بعض، والنيازك،
واقترحوا لها تصنيفات فئوية؛ فقد قسموا النيازك إلى فئتين: حجرية وحديدية،
وهو نفس التقسيم المتبع حاليًا. ولعل أول تلميح للتقسيم الحالي لما يسمى
الصخور النارية، والرسوبية والمتحركة جاء في كتابات
جابر بن حيان قبل عام 200هـ، 815م. وبذا يكون علماء الجيولوجيا العرب أسبق من غيرهم إلى
ذلك، إذ نجد أن هذا الأمر لم يثر انتباه الجيولوجيين إلا في نهاية القرن
الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر الميلاديين، فيما سمي بالجدل بين
البلوتونيين والنبتونيين. انظر: الجدل حول الصخر في هذه المقالة.
أول من كتب عن الأرض هم
الإغريق القدماء. وقد كان العديد من كتاباتهم مزيجًا من الحقائق والخرافات
والأساطير والتخمينات ومعتقدات ذلك العصر. ففي القرن السادس قبل الميلاد،
أعلن الفيلسوفان
طاليس وأناكسمندر أن أحافير السمك هي بقايا لحياة سالفة. وأدْركا أيضًا أن الماء يسهم في
تشكيل مناطق اليابسة بترسيب الرمل والوحل في مصبّات الأنهار. وفي القرن
الخامس قبل الميلاد لاحظ المؤرخ
هيرودوت كيف يشكّل الماء اليابسة، واعتقد أن الأحافير البحرية في
مصر السفلى، كانت دليلاً على أن البحر قد غطى هذه اليابسة فيما مضى. وقد اعتقد
أمبيدوقليز ـ وهو فيلسوف ـ في القرن الخامس قبل الميلاد، أن باطن الأرض كان سائلاً
ساخنًا، وأن جميع الأشياء أتت من الأرض أو الهواء أو النار أو الماء.
واعتقد الفيلسوف
أرسطو ـ الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد ـ أن الأرض قد نمت حتى وصلت إلى حجمها الحالي مثل الشيء الحي. وكتب تلميذه
سقراط مقالة بعنوان ما يتعلق بالأحجار، وقد جمع هذا العمل، ولأول مرة ـ جميع
المعلومات المعروفة آنذاك عن الصخور والمعادن والأحافير. وفي عام 7 ق.م
تقريبًا كتب الجغرافي والمؤرخ
سترابو مجلد ـ 17 الجغرافيا. وقد أدرك أن ارتفاع الأراضي وهبوطها ينتج جزئيًا من البراكين والزلازل.
الرومان.