سيادة الرئيس تحية لشخصكم الكريم وبعد :
كم نفخر أننا من سوريا , الشعب السوري الذي وقف قلباً واحداً خلف قيادتكم وسياستكم الخارجية ..
الشعب السوري الذي يقدِّر الضغوط التي تعرضتم ولا زلتم تتعرضون لها بسبب
دعمكم للمقاومة ووقوفكم في وجه المشروع التدميري الذي يسعى إلى تجزئة
المجزأ وتفتيت المفتت ..
في حرب العراق وقفنا معكم يا سيادة الرئيس ومع قراراتكم الحكيمة , عندما
تم تهجير آلاف العائلات العراقية الذين شاركونا لقمة الخبز , والسكن
والشارع , ثم عند اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري , حيث كنا
نسمع السب والشتم لكل ما هو سوري , ولكل ما يتنفس في سوريا ..
ومع ذلك أجرينا أقصى درجات ضغط النفس على أعصابنا وكراماتنا التي كانت تُنتهك مع كل نشرة وموجز للأخبار يتم فيه سبنا وشتمنا ..
كما وسكتنا عن مقتل عشرات العمال السوريين الذين أجبرهم الفقر كي يعملوا
في لنبان , ولم نخرج في مظاهرات لشتم أي تيار لبناني , رغم العنصرية التي
تعامل بها بعض اللبنانيين حيال المواطن السوري , وكنا لهم البيت والصدر في
حرب تموز فزادوا بدورهم أزاماتنا الاقتصادية والمعيشية , لأن الشعب السوري
لديه جرعات حب للوطن والتفاني تغطي الكرة الأرضية ..
لذلك يا سيدي الرئيس لا تعطوا فرصة لرجل مثل عبد الحليم خدام الذي يتاجر
بنا لتعمل ماكينته الإعلامية وتصف المواطن السوري بالمتسول وهو أحد أهم من
كان وراء إفقارنا , لا تعطوا فرصة لقاتل مثل سمير جعجع كي ينادي بحرية
الشعب السوري ,و لا تعطوا فرصة لرجل موتور مثل سعد الحريري كي تنبح قنواته
التلفزيونية بكلمات العداء كل العداء لنا ولأمننا , ولخصوصيتنا ..
فاطمئنوا يا سيادة الرئيس بأننا لن نعطي آذاناً صاغية لهؤلاء الصغار الذين سنجد كل الوسائل كي نقول لهم : اخرسوا .
ولكن سيدي الرئيس اسمعنا فنحن من أبناء الوطن , حاسبوا من كان السبب في
إفقارنا ولا يزال , ومن كان السبب في تصاعد معدل البطالة , ومن كان السبب
في الفساد الذي استشرى في كل مفاصل الوطن ..
نحن يا سيدي نطالب بهامش حرية أكبر وأوسع .. الحرية التي تحبونها وتعشقونها
ولولا ذلك ما كنتم لتدعموا حركات المقاومة في كل مكان , ولولاكم, ولولا
دعمكم ما كان حزباً صغيراً مثل حزب الله لينتصر على اسرائيل ..
سيدي الرئيس اضربوا بيد من حديد كل من سوّلت له نفسه فيما وصلنا إليه من فساد حتى في الهواء الذي نتنفسه ..
نحن لا نريد لسوريا الحبيبة أن تكون ليبيا أخرى ..
لا نريد التخريب , ولا المساس بأمن الوطن , ولا نريد أن تشتعل الحرائق
نريد منكم يا سيادة الرئيس أن تستمعوا إلى مطالبنا , وهذا ما عاهدتم شعبكم,
الذي بادلكم العهد بالوفاء , وكما قلتم أردد وراءكم : سوريا الله حاميها .