نتهز مجموعة من الطلبة مجهولي الهوية بالمعهد الوطني للتجارة ببن عكنون بالعاصمة فرصة نهاية السنة 2009، وما يرافقه من احتفالات عادة يقوم بها مواطنو الدول التي تدين بالديانة المسيحية، ليقوموا بالترويج في الجزائر وبالأخص في الجامعات وسط الطلبة، لمطبوعات تعريف بالمسيحية وكتبا تمت طباعاتها بمصر.
وقد كشف، لـ "الشروق اليومي"، عن ذات الحادثة طلبة من السنة الثانية تجارة فرع التسويق "ماركتينغ"، والذين أكدوا قيام مجموعة من الطلبة لا تمت بهم صداقة أو معرفة سابقة، يوم الأربعاء الماضي، عشية العطلة الشتوية، بتسليمهم كيسا مغلقا يضم مجموعة من الكتب التنصيرية المطبوعة بدور النشر المصرية، تتمثل في 4 مطبوعات وكتاب الإنجيل تحت عنوان "العهد الجديد".
وأفاد هؤلاء الطلبة أن من كان يسلمهم تلك الكتب المسيحية، حاول إغرائهم بالإشتراك في توزيع أكبر قدر ممكن من خلال الاتصال بباقي الطلبة، على أن يتعهد ذات الطالب المبشر بالمسيحية من جانبه بتقديم مبلغ قيمته 5 آلاف أورو، وإمكانية ضمان الفيزا والسفر نحو فرنسا، لكل من يستطيع جمع أكبر قدر من الإمضاءات الخاصة بالطلبة الذين يستلمون تلك الكتب.
وفي محاولة لاستمالة الطلبة الذين يتم الاتصال بهم، عبر التجمعات داخل الحرم الجامعي، قال المشرفون على العملية أنه كلما تكثر التوقيعات تكون فرصة للمؤطرين للحصول على مهمة التنصير والتعريف بالإنجيل، وضرب هؤلاء "المبشرون" موعدا لكل من يتصلون به للقاء، لاحقا، بالمعهد ببن عكنون.
ويشار أن منطقة بن عكنون بالعاصمة عرفت، منذ سنة 2008، بعض حالات التنصير السرية بإحدى شقق عمارات حي "ليزاس فودان" قبالة الحي الجامعي للبنات، وكشف خلالها أحد المرتادين على المنزل، الذي عاد للإسلام وتاب من الردّة التي كان عليها، وأفاد أثنائها لـ "الشروق" أن حوالي 100 شاب يزاول حضور جلسات التنصير السري، علما أن قانون ممارسة الشعائر الدينية خصص مواقع إقامة الطقوس المسيحية بشكل رسمي لفائدة العمال والرعايا الأجانب بكنيسة بولوغين "السيدة الإفريقية" التي يدير شؤونها أسقف الجزائر، غالب بادر. الغريب في القصة هو تزامنها هذه المرة مع الحملة الإعلامية المصرية التي استهدفت الجزائر طيلة المدة التي سبقت وأعقبت مباراة كرة القدم الفاصلة بين المنتخبين الجزائري والمصري لكرة القدم من أجل التأهل لدورة كأس العالم، حيث أن كل الكتب "الانجيل.. العهد الجديد"، رسالة التوارة والزبور والإنجيل، اخرج عن صمتك"، مطبوعة بدور نشر مصرية.
وكانت "الشروق" في عدد، أمس، قد فتحت فضيحة كبرى تخص قيام مصريون بشراء كتب صفراء بالكيلوغرام ويبيعونها للجزائريين بالملايير، ضاقت بها مخازن دور النشر المصرية وتحولت إلى مكدسات عديمة القيمة، يتم التخلص بها بالميزان ويتم فوترتها للجزائر بمبالغ تماثل كتب حديثة، وتحمل في مضامينها مواضيع لعقود القرن الماضي.