وثيقة:
إصلاح الإخوان على يد السلطان ‘‘ نصرة الملك عبد العزيز آل سعود للعقيدة
قال
العلامة الشيخ ثناء الله الأمرتسري رحمه الله تعالى : ( لما طبع تفسير
القرآن بكلام الرحمن أول مرة تعاقب بعض معاصري العلماء الغزنوية الأمر
تسرية على أربعين مقاماً في التفسير المذكور بلسان الأردو وسموها الأربعين
فدفعتها بكتاب مسمى بالكلام المبين، ثم لما ذهبت لأداء فريضة الحج سنة
1344هـ عربوا الأربعين وطبعوها مرة ثانية وأشاعوها في الحرمين، فبلغ الخبر
جلالة الملك عبد العزيز ابن سعود أيده الله فدعا كلاً الفريقين لا على
طريقة الحكومة بل كما يدعو الأب أبناءه ليصلح بينهم، وكان في المحضر:
القاضي عبد الله بن بليهد
والشيخ السيد رشيد رضا صاحب المنار المصري
والشيخ محمد بن عبد اللطيف
والشيخ عبد الله بن حسن
والشيخ بهجت البيطار
والشيخ أبو زيد المصري
وغيرهم سلمهم الله وعافاهم فدار الكلام ببين الفريقين فبعد ختم المكالمة
أمر جلالة الملك القاضي ابن بليهد أن يكتب مسود الفصل فكتب وهذا نصها
بحروفها :
بسم الله الرحمن الرحيم
(في المجلس الشريف المعقود على يد الإمام عبد العزيز بن سعود قد حضر الشيخ
مولوي ثناء الله وحضر معه الشيخ عبد الواحد الغزنوي فطلب كل منهما إلى
الإمام ـ أيده الله ـ أن ينظر فيما كان بينهما من النزاع بحضرة جماعة من
العلماء وقد حصل الاتفاق بعد النظر فيما قالوه على أن الشيخ ثناء الله قد
رجع عما كان كتبه في تفسيره من تأويل الاستواء وما في معنى ذلك من آيات
الصفات الذي تبع فيه المتكلمين، واتبع ما قاله السلف في هذا الباب وأقر
بأنه هو الحق بلا ريب، والتزم أن يكتب ذلك في تفسيره، وأما الشيخ عبد
الواحد الغزنوي ومن معه ممن كان قد تكلم في حق الشيخ ثناء الله مما يوجب
الطعن عليه، فإنهم يرجعون عنه وأن يحرقوا الأربعين التي كتبوها في حقه،
ورجع كل منهما إلى تجديد عقد الأخوة واجتناب ما ينافي ذلك.
حصل القرار على ذلك وتبايعوا عليه عند يد الإمام والعلماء الموقعين عليه
والحمد الله عل التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على محمد وآله
وصحبه وسلم )