كلمة
ثالثة حول زندقة تركي الحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فقد سبق أن كتبت كلمتين حول زندقة تركي الحمد، نُشرت أولاهما في
20/9/1429هـ بعنوان: ((الحق أن المستحق للمحاكمة هو تركي الحمد))، والثانية
بعنوان: ((كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد)) نُشرت في 26/5/1430هـ على إثر
حوار بينه وبين صحيفة الوطن، وقد ذكرت فيهما نماذج من كلماته القبيحة
الواضحة في كفره وزندقته واستهزائه بالله وشرعه اشتمل عليها كتابه
((الكراديب))، وأعيد ذكرها هنا ليقف على منتهى قبحها
وفظاعتها من لم يقف على الكلمتين السابقتين:(1): قوله (ص50): ((دع الله
وشأنه)).
(2): قوله (ص78): ((الانتحار نصر على الله، في الانتحار تفوت الفرصة على
الله أن يختار لك مصيرك)).(3): قوله (ص120): ((إبداع الشيوعيين ليس مثله
إبداع)).
(4): قوله (ص137): ((فالله والشيطان واحد هنا وكلاهما وجهان لعملة واحدة)).
(5): قوله (ص138): ((هناك جنة ونار معاً، الله وشيطان، نبي وفرعون، وكل في
قدر يسبحون)).
(6): قوله (ص187): ((فنحن لا ندري إلى أي عالم سنكون، وإلى أي حياة أو فناء
سنؤول)).
(7): قوله (ص274): ((وقد يكون ما يسير الدنيا هو القدر أو العبث أو الحتم
أو الصيرورة لا ندري)).
ثم اطلعت على حوار أجرته معه صحيفة الجزيرة الصادرة في 28/4/1431هـ، وهذه
تنبيهات على شيء مما جاء في هذا الحوار:
(1): أبدا في حواره ارتياحه في الوقت الحاضر لما وصفه بوجود مجالات التعدد
وليس التوحد، وهو الذي يتمكن فيه أمثاله من الكلام الباطل في الدين، وقد
كتبت كلمة في هذا الموضوع بعنوان: ((دعاة التغريب ومصطلحهم ((التعددية))
و((الأحادية)) لانتقاء ما يوافق أهواءهم)) نشرت في 24/2/1431هـ.
(2): ذكر في حواره أن كتبه ممنوع بيعها في مكتبات المملكة ومعارضها، وأنه
تكررت الوعود له بفسحها ثم يفاجأ بالمنع، وقال: ((ومؤخراً أتاني وعد جديد
بنشر كتبي في كل المكتبات وليس معرض الكتاب فقط، وها أنا من المنتظرين!)).
أقول: وحُقَّ لكتب اشتملت على مثل هذه القبائح التي ذكرت نماذج منها أن
تُمنع ومثلها حقيق بأن يُحرق، ومثلها لا يجوز الوعد بنشره فضلاً عن تنفيذ
الوعد، وكان ينبغي بدلاً من أن يوعد بنشرها أن يُطلب منه التوبة من كل ما
اشتملت عليه من زندقة وأن يكتبَ كتابة سليمة تستحق النشر.
(3): قال في حواره: ((فالآن نستطيع أن نناقشهم بكل حرية أما في الماضي
فكانوا يقولون الشيء ولا تستطيع أن تتناقش فيه بتاتاً، حالياً تستطيع في
الصفحات الأولى بالجرائد أن ترد على أي عضو بهيئة كبار العلماء التي هي
أعلى سلطة دينية في المملكة، وتستطيع أن ترفع شكوى ضد هيئة الأمر بالمعروف،
سابقاً لم تكن تستطيع أن تقوم بهذه الأشياء، فهذا بلا شك تغير واضح
وملموس)).
أقول: والآن رفعت الأفاعي رؤوسها حتى زعم هذا الزنديق التمكن من التطاول
على هيئة كبار العلماء والنيل منهم في الصفحات الأولى من الصحف، ورفع شكوى
ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما كان ينبغي أن يتجرأ من
يستهزئ بالله وشرعه على التبجح بمثل هذا العمل المشين وأن يتطاول من يدعو
إلى النار على من يدعو إلى الجنة، بل كيف تطيق عيون النظر إلى وجه هذا
المستهتر المستهزئ بالله المتمرد على شرعه المعجب بإبداع الشيوعيين؟! ومثله
إذا لم يتب من زندقته فلا أقلَّ له من سكنى السجون على ظهر الأرض إذا لم
يحصل له سكنى القبور في داخلها.
(4): قال في حواره: ((وكما نعلم أن القاعدة الفقهية الشهيرة تقول: (أن
الأصل في الأشياء الإباحة)، ولو تأملت المحرمات في الدين الإسلامي لوجدتها
بعدد أصابع اليد!)).
أقول: كيف صار لمن يستهزئ بالله ودينه أن يتكلم عن قاعدة فقهية وهي الأصل
في الأشياء الإباحة، والمطابق لحاله كون الأصل الإباحية، ولم يذكر المحرمات
في الدين الإسلامي التي زعم أنها بعدد أصابع اليد، بل الجمل السبع التي
أشرت إليها من كتابه ((الكراديب)) هي من أعظم المحرمات الدالة على كفر
قائلها وزندقته وإلحاده، والمحرمات في الدين الإسلامي كثيرة، وقد أورد
الإمام الذهبي في كتابه ((الكبائر)) منها سبعين كبيرة.
(5): قال في حواره: ((وهناك علماء شرعيون من خارج السعودية أتوا بأدلة
شرعية كثيرة تدل على أن المحرم هو الخلوة غير الشرعية وليس الاختلاط، لأن
الاختلاط جزء من الحياة ونراه في كل جوانبها: في السوق والشارع وحتى في
الحرم المكي!! فإذا لماذا نحرم ما أحل الله؟!)).
أقول: متى كان لأهل الزندقة والإلحاد أن يتكلموا في الحلال والحرام؟! ومثل
هذا الزنديق لا يعجبه ولا يكفيه إلا أن تكون النساء في بلاد الحرمين مماثلة
لما عليه النساء في الغرب من الانحلال.
(6): جاء في الحوار: ((ما رأي الدكتور الحمد في هجرة بعض المثقفين
السعوديين إلى خارج المملكة والعيش في الخارج؟
قال: هم يبحثون في هذه الهجرة عن الحرية الاجتماعية والحرية الثقافية.
هل سنرى الدكتور تركي الحمد من ضمن هؤلاء المهاجرين ؟
قال: لا أظن هذا؛ فبيئتي هنا وشرعيتي تقوم على وجودي في بلدي، فإذا خرجت من
بلدي ستضعف علاقتي معها بشكل محسوس، فأنا باقي في وطني المملكة العربية
السعودية)).
أقول: لم يُرد هذا الزنديق المستهزئ بالله ودينه أن يخرج من هذه البلاد مع
المثقفين الذين يبحثون عن الحرية الاجتماعية والثقافية، وآثر البقاء في
المملكة ليفسد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها وهو من ألد الأعداء لها حكومةً
وشعباً وهو عدو في أثواب صديق، يوضح هذه العداوة ما قاله في كتابه
((العدامة)) (ص 23) على لسان من تخيّله وسماه منصوراً وهو يخاطب من سماه
هشاماً: ((ما رأيك في الحكومة يا هشام؟!)) ثم قال منصور: ((لا داعي
للإجابة، أنا أجيب عنك: إنها حكومة فاسدة لا همّ لها إلا مصلحتها ونهب
خيرات الشعب الذي لا حقوق له، إن الشعب مجرد عبيد أو رعايا على أفضل
الأحوال ليس إلا!!))، إلى أن قال في هذيانه (ص 24): ((وصمت منصور بضع
لحظات، ثم قال: أنا أدعوك للانضمام إلى تنظيم يسعى إلى مقاومة الظلم وإقامة
العدل والحرية!!))، إلى أن قال منصور لهشام (ص 25): ((لستَ أول شخص أحادثه
في هذا الأمر ولن تكون الأخير!!))، وهكذا كلٌّ ينفق مما عنده وكل إناء
ينضح بما فيه، وواجب الحكومة الحذر من الأعداء ولاسيما الأشد عداوة، كهذا
وأمثاله الذين قال الله عن أسلافهم: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) ،
وجهاد المنافقين ببيان فسادهم وإفسادهم والتحذير منهم من أفضل الجهاد في
سبيل الله في هذا الزمان.
(7): جاء في الحوار أنه شارك في مهرجان الجنادرية وأنه قدّم ورقة عمل في
أول ندواته تحدث فيها عن مفهوم الرأي الأوحد وفرض الوصاية، ومثله لا يليق
أن يُدعى لهذا المهرجان ولا لغيره، ومن دعاه وهو غير عالم بزندقته فهو
معذور، وأما من علم حاله فلا عذر له، بل المتعين الحذر منه كما يُحذر من
الحيات والعقارب والذئاب، وكل من عنده إيمان يبرأ منه ومن زندقته، وقد قال
عنه الشيخ الأديب أبو عبد الرحمن بن عقيل كما في ملحق المدينة بتاريخ
22/1/1431هـ: ((وأما تركي الحمد منذ أن قرأت كتابه (الكراديب) فأشهد الله
على بغضه وبغض من شايعه، فوالله إن بطن الأرض خير لنا من ظاهرها إن عجزت
الأمة عن صد من يسومها في عقيدتها ودينها)).
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد حكومةً وشعباً من كل سوء، وأن يقيها
شر الأشرار وكيد الكفار؛ إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على عبده
ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
24/6/1431هـ، عبد المحسن بن حمد العباد البدر