كد السفير الجزائري بالقاهرة، عبد القادر حجار، صحة واقعة محاولة الاغتيال التي كاد يتعرض لها بمقر السفارة على أيدي خمسة مصريين، تخطوا الحصار الأمني وتسللوا إلى فناء منزله بالقاهرة. وقال حجار، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، أمس، إن الواقعة جرت في ظل حالة ''الفوضى'' التي عاشتها القاهرة غداة مقابلة مصر والجزائر.
أرجع عبد القادر حجار العملية إلى حالة الشحن الإعلامي التي كانت تقوم بها بعض الفضائيات المصرية التي ذهب بعضها، كما أشار، إلى تحريض الجماهير صراحة بالهجوم على مقر السفارة الجزائرية. وذكر حجار أن حالة الفوضى والضغط التي كانت تواجه السفارة جعلته لا يعير اهتماما كبيرا للواقعة والاكتفاء بتعزيز الإجراءات الأمنية حول محيط السفارة. ولم تكتف وسائل الإعلام المصرية بالتحريض بل سعت إلى ''تلطيخ'' سمعة السفير بشتى النعوت والأوصاف، حتى يسهل عليها شحن الأنصار ودفعهم لتخريب مقر السفارة ورشقها بالحجارة وفرض حصار عليها دام عدة أيام، بحجة أن عبد القادر حجار لم ينف ما تردد بشأن سقوط قتلى من الأنصار الجزائريين في القاهرة. وهي الواقعة التي يرى المصريون أنها السبب في إشعال الفتيل وليس حادثة الاعتداء على حافلة الفريق الوطني، مثلما هو معروف لدى الجميع.
وكان الصحفي وائل الإبراشي قد كشف، في مقال له في ''صوت الأمة'' المصرية، أن هناك محاولة تم تنظيمها من قبل خمسة من المصريين لاغتيال السفير الجزائري في مصر، السيد عبد القادر حجار. وحسب تفاصيل رواية الإبراشي، فقد نجح المصريون الخمسة في التخطيط للعملية والتخلص من الحصار الأمني لمنزل السفير ودخلوا بالفعل إلى المنزل، واستغاث السفير بقوات الأمن التي أنقذت حياته في اللحظات الأخيرة.
كما ذكر الإبراشي، في ''صوت الأمة''، في أول مقال بعد عودته لرئاسة تحريرها، تفاصيل محاولة الاغتيال على لسان السفير الجزائري نفسه الذي قال إن المصريين الخمسة استخدموا زورقا صغيراً وجاءوا من النيل الذي يطل عليه قصر السفير، وهو ما دفع أجهزة الأمن في سابقة من نوعها إلى تخصيص حراسة أمنية دائمة باستخدام القوارب المطاطية في النيل وخلف قصر السفير.
وتعكس هذه الحادثة من جهة مدى التكالب المصري على كل ما يرمز إلى السيادة الجزائرية، ومن جهة أخرى الظروف الصعبة للغاية التي واجهها الفريق الدبلوماسي الجزائري العامل بالقاهرة، طيلة الأيام التي أعقبت مباراتي 14 و18 نوفمبر بالقاهرة والخرطوم، وما تخللها من اعتداءات على الأنصار والطلبة الجزائريين المقيمين بمصر على أيدي زبانية علاء وجمال مبارك.