تأخذ مسأ لة سفينة أركتيك سي أبعادا دولية، وتتكاثر بشأنها الاتهامات والتكهنات من شتى الأطراف.
فبعد اختفاء السفينة الروسية أركتيك سي “Arctic Sea” في 22 تموز/يوليو الماضي لدى توجهها من فنلندا إلى الجزائر، كثرت التداعيات لما حصل وتعددت أصابع الاتهام حول المختطفين. وفي 16 آب/أغسطس الماضي عثرت عليها سفينة عسكرية، ووجهت روسيا اتهاماً إلى مجموعة من ثمانية أشخاص باختطافها في 24 تموز/يوليو. ولكن رغم ذلك ما مازالت الاتهامات حول مختطفي السفينة هائجة خاصة بعد اتهام عدد من الجرائد لاسرائيل والموساد.
ونقلت مجلة "تايم" الأميركية عن الأميرال تارمو كوتس المقرر في الاتحاد الأوروبي حول القرصنة والقائد السابق في القوات المسلحة الأستونية قوله بأن اسرائيل هي وراء اختفاء السفينة الروسية لأنها كانت تحمل أسلحة إلى الشرق الأوسط.
غير أن هذا الترجيح، الذي ينسجم مع ما قاله المحللون الروس بعيد إنقاذ السفينة، نفاه بشدة مبعوث روسيا في حلف شمال الأطلسي ديمتري روغوزين الذي دعا كوتس إلى التوقف عن إطلاق التصريحات التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
ولكن رغم ذلك لم تقتنع الأوساط الاعلامية واستمرت التحقيقات والتقصيات حيث اتهمت صحيفة يديعوت احرنوت قوات الأمن الروسية باختطاف سفينة 'أركتيك-سي' وليس الموساد أو قراصنة. وجاء أيضاً في تحقيق أعده محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في الجريدة رون بن يشاي إلى مجلة "تايم" بأن سفينة "أركتيك – سي" كانت تحمل في باطنها صواريخ "اس-300" وربما صواريخ "اكس-55" البعيدة المدى كانت غايتها إيران أو سوريا والتي تعتبرها إسرائيل "مخلة بالتوازن" في المنطقة.
وتساءل بن يشاي أنه إذا كانت السفينة قد انطلقت من ميناء في فنلندا فكيف تم تحميل الصواريخ الكبيرة الحجم عليها من دون أن تشك السلطات الفنلندية بالشحنة؟ وكيف وصلت الصواريخ إلى فنلندا؟ وإذا كان الموساد قد علم بأمر شحنة الصواريخ فلماذا لم يغرقها أو يصادر الشحنة؟ والسؤال الأهم هو لماذا تلتزم موسكو الصمت؟.
وأضاف أنه منذ سيطرة الأسطول الروسي على السفينة في 18 آب/أغسطس الماضي لم ينشر الكرملين اية معلومات حول الأحداث المتعلقة ب"أركتيك-سي" منذ اختطافها "ولا شك أنه يوجد في الكرملين الآن كافة المعلومات، لكن لم يتم نشر أو تسريب أية تفاصيل موثوقة عن التحقيق، وما يتم نشره في وسائل الإعلام الروسية والعالمية هو مجرد تكهنات تميل إلى الإشارة لإسرائيل على أنها المسؤولة الأساسية عن القضية".
وكتب بن يشاي أن الصور التي تم نشرها وظهر فيها اعتقال "القراصنة" تظهر في الواقع عملاء الاستخبارات الروسية.
وجاء لاحقاً في وكالة أنباء نوفوستي الروسية المزيد من الأخبار لتشير الى تواجد أسلحة غير شرعية على متن السفينة حيث قال ميخائيل فويتنكو، وهو صحافي روسي يعمل لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، انه طلب منه مغادرة موسكو أو مواجهة السجن بسبب تصريحه بأن سفينة الشحن "أركتيك سي" كانت تحمل أسلحة غير قانونية.
وأضاف فويتنكو أن السفينة قد تكون حملت شحنة سرية من الأسلحة كجزء من صفقة تجارية وقعها مسؤولون حكوميون. وكشف انه تلقى اتصالات تهديد من "أشخاص خطرين" رجح أن يكونوا أعضاء سابقين في وكالة الاستخبارات الروسية "أف أس بي".
وبذلك، ومع تعدد الإتهامات ووقوع قضية هذة السفينة في إطار القصص الملغومة بالدوافع السياسية، سيتولى فريق موحد من المحققين من مالطا، والسويد، وفنلندا، واستونيا، ولاتفيا تحقيقا مشتركا في قضية سفينة "اركتيك سي" إلى جانب المحققين الروس.
وجرى في موسكو قبل ذلك بيوم، لقاء دولي بمشاركة ممثلي الهيئات القضائية من روسيا والبلدان المذكورة بخصوص الوضع الناشئ حول ملف هذه القضية الجنائية الغامضة.
وإلى حين صدور حكم حول هذة القضية يبقى المتهمون ثمانية قراصنة قبض عليهم ،ربما ألبسوا تهمة ذات أبعاد استراتيجية سياسية جمة، وربما لا.[img]
[/img]