7هذا الكتاب هو الثاني والعشرون في سلسلة «الطريق إلى الاستقلال»، يتناول في فصوله الخمسة «وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني» التي ولدت في غزة في 27/6/2006، ومازالت تعتبر من أهم الوثائق السياسية الفلسطينية، جاءت لتستقبل استحقاقا حين ولد الاستقطاب الثنائي بين فتح وحماس، وشكلت ولادتها سباقا محموما بين الحوار الوطني وسيلة لحل الخلافات والوصول إلى القواسم المشتركة والتأسيس للشراكة الوطنية، وبين اللجوء إلى السلاح لحسم الخلافات والتأسيس لانقسام يفتح على خيارات، تندرج كلها في إطار الخسارة الوطنية الصافية.
• في فصله الأول، يتناول الكتاب، تحت عنوان «الطريق إلى وثيقة الوفاق الوطني»، الوقائع التي دفعت الأطراف الفلسطينية للجوء إلى الحوار لحل خلافاتها، والوصول إلى أسس للتعاون، بعد أن شهد الاستقطاب توترا شديدا داخل المجلس التشريعي، وبين مؤسستي رئاسة السلطة ورئاسة الحكومة. ويعرض هذا الفصل لكيفية ولادة فكرة الدعوة إلى الحوار، وكيف نمت، وما هي المعوقات التي كادت أن تعطلها.
• في فصله الثاني، بعنوان «الجولة الأولى من مؤتمر الحوار الوطني»، يعرض لوقائع الحوار نفسه، والقضايا التي تعرض لها، وما كشفه من مواقف سياسية لدى الأطراف المختلفة، ويرصد بدقة التحولات التي أصابت بعض هذه المواقف، وانتقالها من موقع إلى آخر في تناول مختلف المسائل الرئيسية.
• في فصله الثالث، بعنوان «أضواء على وثيقة الوفاق الوطني» يقدم الكتاب قراءة، يقارن فيها بين «وثيقة الأسرى»، التي شكلت أساسا للحوار، وبين الوثيقة التي ولدت في 27/6/2006 («وثيقة الوفاق الوطني»). ويوضح أن «وثيقة الأسرى» لعبت الدور المهم والرئيسي في دفع الحوار بالاتجاه الذي وصل إليه في محطته النهائية. يضاف إلى ذلك الدور الذي لعبته الفصائل التي قدمت أوراق عمل خاصة بها، ثم سحبتها لصالح «وثيقة الأسرى». كما يقدم قراءة في «وثيقة الوفاق الوطني»، مستعرضا فقراتها لإبراز أهمية الوعي الجمعي في صياغة السياسات والمواقف، والقرارات، والنضج السياسي الذي اتسمت به هذه الوثيقة، مستبعدة المنحى التنازلي لدى بعض الأطراف، والاتجاهات المغامرة والعدمية لدى أطراف أخرى، وكيف أعادت الاعتبار للبرنامج السياسي المرحلي لمنظمة التحرير، برنامج العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة، بعد أن حاول البعض تجاوزه يمينا ويسارا. وأكدت الوثيقة أن هذا البرنامج هو صمام الأمان للحالة الوطنية الفلسطينية، والطريق السليم نحو الحقوق الوطنية في المرحلة النضالية الحالية.
• في الفصل الرابع، بعنوان «وثيقة الوفاق الوطني.. تعثر في التطبيق» عرض مطول للمعاناة السياسية التي عاشتها الحالة الفلسطينية بكل أطيافها واتجاهاتها، تحت وطأة محاولة فتح وحماس تطبيق الفقرة السادسة من الوثيقة، أي تشكيل حكومة جديدة ترث حكومة حماس الأولى، تشكل مدخلا للعمل على تنفيذ ما تبقى من فقرات الوثيقة. يوضح الفصل أن حوار محمود عباس رئيس السلطة، وإسماعيل هنية رئيس الحكومة، للاتفاق على حكومة جديدة, كان يصل إلى محطة توافق سرعان ما تنهار بسبب حدة الخلافات وطبيعة النزاعات القائمة بين الطرفين في إطار من الثنائية التي أفشلت مبادرات محلية وخارجية بما فيها المبادرة القطرية.
• أما الفصل الخامس والأخير، بعنوان «الوثيقة.. بين التجاذبات الداخلية والعدوان الخارجي» فيوضح كيف واصل الطرفان، فتح وحماس حوارهما الذي استغرق حوالي ثمانية أشهر، جرت خلالها جولات من الاقتتال الدموي بين الطرفين، أودى بحياة المئات. ووفر الظرف المناسب لدخول إسرائيلي على خط الصراعات الفلسطينية، أوقع في صفوف الفلسطينيين، في الضفة وفي القطاع، عشرات الشهداء. ويوضح الفصل أيضا كيف لعبت الجبهتان الديمقراطية والشعبية، وحركة الجهاد، دورا بارزا لوقف الاقتتال والعودة إلى الحوار لحل الخلافات. وبعد مخاض عسير، ولدت حكومة هنية الثانية، تطبيقا مُحـرّفا لـ «وثيقة الوفاق»، في الاتفاق الشهير الذي وقعه الطرفان،فتح وحماس، في مكة، وبرعاية السعودية.
«وثيقة الوفاق الوطني»، كتاب مميز يضاف إلى المكتبة السياسية الفلسطينية، وهو ثمرة جهد ومتابعة حثيثين، في الميدان السياسي العملي، وفي ميدان البحث والتوثيق، يستكمل ما بدأته من قبل ثلاثة كتب تناولت الموضوع ذاته ومن زوايا مختلفة في نفس الفترة الزمنية (أي على امتداد العام 2006 وحتى مطلع العام 2007)، صدرت عن مركز «ملف» وهي «انتفاضة الاستقلال ـ العام VI »، «2007.. عام الانقسامات»، وكتاب «من الانتفاضة إلى الانقلاب»