مشروعات قومية تنتظر‮.. ‬التنفيذ للكاتب خالد زكي عن صحيفة الوفد

[img][/img]
لمناقشة تدور حول فكرة أو مشروع قومي أو هدف كبير يمكن أن نطرحه علي المصريين الذين تأكد،‮ ‬بعد المباريات الرياضية الأخيرة،‮ ‬أن لديهم طاقة هائلة مختزنة يمكن توجيهها إلي ما هو نافع ومفيد‮.‬ وكان السؤال الموجه لي من برنامج‮ »‬من القاهرة‮« ‬في قناة النيل للأخبار هو‮: ‬ماذا يعني‮.. ‬المشروع القومي؟ إنه ذلك الذي يخدم‮ ‬غرضنا لصالح البلاد والشعب ويثير حماس المصريين،‮ ‬ويجتذب اهتمامهم ويعبئ جهودهم وطاقاتهم للمشاركة في تنفيذه بعد أن يقتنع الجميع بجدواه وبأنه يمكن أن يؤدي إلي تحسين الأحوال وتقليص المتاعب والمعاناة،‮ ‬وقد لا تعود علي جميع المواطنين ـ بالتساوي ـ فوائد مباشرة من المشروع،‮ ‬ولكن الشعور العام لدي المواطن بأنه جزء من كل وبأنه ينتمي إلي الجماعة يدفعه إلي اتخاذ موقف إيجابي،‮ ‬ويحمله علي الإحساس بأنه شريك في هذا المشروع‮.‬ وهناك الكثير من الأفكار والمشروعات التي يمكن أن تثير الاهتمام،‮ ‬منها ما يرضي الطموح القومي للمصريين،‮ ‬مثل أن نجعل من مصر دولة نووية تملك مشروعها أو برنامجها النووي،‮ ‬الذي يمكن في حالة ظهور تهديد مباشر للأمن القومي المصري،‮ ‬أن يتحول إلي برنامج عسكري،‮ ‬خاصة مع وجود هذا السباق،‮ ‬علي النطاق الدولي،‮ ‬لامتلاك الطاقة النووية‮.. ‬وحيازة إسرائيل للقدرة النووية‮.‬ وهناك مشروع تعمير شبه جزيرة سيناء الذي يمكن أن يغير وجه الحياة في جزء عزيز من أرض الوطن ويشكل ضرورة أيضاً‮ ‬لحماية العمق المصري،‮ ‬ويمكن أن يكون تعمير سيناء ضمن مشروع أكبر وأشمل لتعمير واستثمار مساحات كبيرة من صحراء مصر في الشرق والغرب للخروج من الوادي الضيق الذي يختنق من الزيادة السكانية المستمرة واستغلال أقصي ما يمكن استغلاله من المياه الجوفية،‮ ‬ولماذا لا يتم تشغيل جميع المسجونين في مصر في استصلاح الأراضي بدلاً‮ ‬من بقائهم في الزنازين؟ وتغيير وجه الريف المصري‮.. ‬مشروع طال انتظاره عبر القرون،‮ ‬مما أدي إلي توسيع الفجوة بين الريف والمدينة والزيادة المطردة في الهجرة من الريف إلي المدينة‮.‬ وترتب علي‮ ‬الإهمال‮ »‬التاريخي‮« ‬لأوضاع السكان في‮ ‬الصعيد والدلتا تدهور مخيف في كل مناحي الحياة حتي أصبحت القري في حاجة إلي إعادة بناء ابتداء من البنية الأساسية حتي المساكن لكي نتخلص من التخلف المزمن الذي يمثل عقبة كبري أمام أي تقدم ولكي يتم الاعتراف،‮ ‬لأول مرة،‮ ‬بإنسانية من يعيشون خارج المدن الكبري وحقهم في حياة أفضل‮.‬ ثم‮.. ‬ألا يستحق حوالي عشرين مليون مصري يقيمون في العشوائيات مشروعاً‮ ‬يحررهم من هذا النمط المتدني في مستوي المعيشة‮.‬ لماذا لا نضع سقفاً‮ ‬زمنياً‮ ‬نلتزم به لإزالة كل العشوائيات بدلاً‮ ‬من الحديث الأجوف عن تحسين ظروف تلك العشوائيات،‮ ‬والذي لا يتحقق علي أرض الواقع؟ ‮> > >‬ وهناك مشروع مؤجل منذ عشرات السنين أو أنه أصبح في زوايا النسيان،‮ ‬وهو‮ »‬الاكتفاء الذاتي من الطعام‮«‬،‮ ‬كان الشعار في يوم من الأيام‮: »‬من لا يملك قوته‮.. ‬لا يملك قراره‮«‬،‮ ‬وتمضي السنون‮.. ‬دون أن تظهر بارقة أمل في إمكانية تحقيق هذا الشعار أو الوعد‮.‬ وفي كل عام تتضخم فواتير الواردات من المواد الغذائية،‮ ‬بأنواعها المختلفة،‮ ‬ويبدو أن المسئولين أعفوا أنفسهم من مجرد التفكير في هذا الموضوع،‮ ‬ما دامت أبواب الاستيراد مفتوحة،‮ ‬وما دام وزير المالية يفرض الضرائب علي المواطنين كما يشاء‮.. ‬حتي علي البيوت التي يعيشون فيها ولا يتربحون منها‮.. ‬والحجة هي أنه يريد تنمية الموارد الذاتية،‮ ‬وهي موارد يستخدمها ـ ضمن أغراض أخري ـ في دفع فواتير الطعام المستورد،‮ ‬وهذا ما يحدث في بلد سبق العالم في اكتشاف الزراعة‮.. ‬وكان،‮ ‬في وقت من الأوقات‮ »‬سلة‮ ‬غلال‮« ‬دول وإمبراطوريات في مواقع أخري من العالم‮.‬ ‮> > >‬ وهل نحن في حاجة إلي التذكير بشعار آخر يتجاوز عمره المائة سنة،‮ ‬وهو‮ »‬محو الأمية«؟ مازال عار الأمية يلاحقنا،‮ ‬وكل الحكومات عجزت عن إزالة ومحو هذه الأمية بينما نجحت دول أخري خلال عدد محدود من السنين‮.‬ ألا يستحق هذا المشروع أن يعبئ كل إمكانات وجهود الأمة لإنجازه في زمن أصبح فيه العجز عن استعمال الكمبيوتر ـ في دول أخري ـ هو الأمية بعينها؟ ولماذا لا نطرح مشروع تنظيف مصر من القمامة ومن كل ما يلوث البيئة خلال فترة زمنية محددة؟ لقد تحولت المناطق السكنية إلي‮ »‬مقالب زبالة‮«‬،‮ ‬وأصبح من الأمور العادية والمألوفة أن يتم تلويث الهواء ومياه النيل بكل ما يدمر البيئة وصحة الإنسان‮.. ‬وأصبحنا الآن فريسة سهلة للأوبئة والأمراض المتنوعة،‮ ‬ونحن نعرف أن الوقاية خير من العلاج،‮ ‬وأول مبادئ الوقاية هو النظافة فهل نجرؤ علي القيام بحملة للنظافة في كل أنحاء مصر؟ وهل يمكن أن تشمل هذه الحملة التخفيف من الضوضاء الصاخبة،‮ ‬في كل مكان،‮ ‬والتي تصيب أي إنسان عادي بانهيار عصبي وتتسبب في الكثير من الحوادث؟ ولماذا لا يكون شعار الحملة‮ »‬مصر خالية من الأوبئة والأمراض الفتاكة«؟ ولماذا لا ندعو كل مواطن إلي أن يزرع شجرة؟ وهناك مشروع يمكن أن يثير حماس المصريين بشدة وهو تحويل الشعار المهجور‮ »‬الشرطة في خدمة الشعب‮«‬،‮ ‬إلي واقع حقيقي،‮ ‬أي أن يتم تغيير طريقة التعامل في أقسام الشرطة من أسلوب الاستعلاء وتعمد إهانة المواطنين وتجريدهم من كرامتهم إلي طريقة أخري هي احترام وتوفير كل مواطن وفقاً‮ ‬لشرائع حقوق الإنسان،‮ ‬ويندرج في هذا الإطار ـ بطبيعة الحال ـ وقف كل أشكال وأساليب التعذيب‮.‬ وهل يمكن إحياء شعار‮ »‬صنع في مصر‮« ‬لكي تبدأ حملة لزيادة الإنتاج ورفع مستوي الإنتاجية،‮ ‬بحيث يتجه المصري إلي شراء السلعة المصرية بدلاً‮ ‬من الأجنبية،‮ ‬بشرط أن تكون في مستوي من الجودة لا يقل عن السلعة الأجنبية؟ لماذا لا نقود حملة لتعزيز الوحدة الوطنية ومبدأ المواطنة لقطع الطريق علي أي احتقان طائفي؟ وهل نطمح في حملة لوضع كشوف جديدة للناخبين في مصر علي أساس الرقم القومي،‮ ‬وتشجيع المواطنين علي الانتماء إلي أحزاب سياسية حتي يمكن إيجاد تعددية حقيقية والتشجيع علي المشاركة الشعبية،‮ ‬ويتم استكمال هذه الخطوة بإعلان من رئيس الجمهورية أنه لم يعد رئيساً‮ ‬لحزب من الأحزاب وأنه رئيس لكل المصريين،‮ ‬ألا نتوقع،‮ ‬في مثل هذه الحالة،‮ ‬مناخاً‮ ‬جديداً‮ ‬في مصر ويدفع الكثيرين إلي المشاركة والتحرر من السلبية؟ المشاريع والأفكار والطموحات كثيرة،‮ ‬وكلها يمكن أن تجتذب دائرة واسعة من المواطنين وتساهم في إصلاح الأحوال‮.‬ المهم ألا يقتصر اهتمام الحكام علي كرة القدم لإثارة حماس الجماهير واندفاعها‮!.‬