$
هل ترغب في معرفة تقنيات المستقبل وما سيتمخض عنه العلم الحديث (بعد وفاتك)!!؟
إن كان الجواب ب (نعم) فعليك بقراءة الإصدارات الحديثة من روايات الخيال العلمي!!
فقد أثبتت الأيام أن معظم التوقعات والنبوءات العلمية - في هذه الروايات - ستظهر للوجود عاجلاً أم آجلاً.. وهذه الحقيقة تمت ملاحظتها على مدى مائتي عام - أو أكثر - ويمكن مراجعتها حتى اليوم في روايات الخيال الكلاسيكية.. ففي رواية جول فيرن مثلا (رحلة إلى القمر) نلاحظ تطابقا عجيبا بينها وبين أول رحلة حقيقية لسطح القمر. فبعد مائة عام تقريبا من كتابة الرواية (عام 1865) انطلقت المركبة أبوللو 11 باتجاه القمر من قاعدة كيب تاون في فلوريدا.. وفي هذه الرواية يقلع الصاروخ من قاعدة تملك اسما قريبا (كيب كانافرال) وتحمل المركبة اسم «كولمبياد» وعلى متنها ثلاثة رجال - وفي الواقع كان اسم المركبة «كولومبيا» وتحمل أيضا ثلاثة رجال..
وفي الرواية كانت المركبة تسير بسرعة 40 ألف كلم ووصلت للقمر بعد أربعة أيام، وفي الحقيقة سارت ابوللو بسرعة 38 ألف كلم ووصلت للقمر بعد أربعة أيام وبضع ساعات.. وفي الرواية كان الرواد يأكلون خلاصة الطعام في حبوب وأقراص وكان رواد أبوللو يأكلون أحجاماً مضغوطة من اللحم والخضار!
... وهذا التوافق العجيب ليس في الحقيقة سوى أنموذج لإنجازات علمية كثيرة تنبأ بظهورها كتاب الخيال العلمي قبل حدوثها بفترة طويلة.. بل نلاحظ أن النبوءات العلمية الفذة توجد أكثر من غيرها في الروايات الكلاسيكية القديمة (لا لشيء سوى لأن معظم الروايات الحديثة لم يسنح الوقت لتطبيقها بعد).. فعلى سبيل المثال:
- في عام 1869 كتب ادوارد هييل رواية بعنوان «لبنة القمر» تحدث فيها عن اقمار اصطناعية تدور حول الارض!!
- كما تحدث جولز فيرن عن اختراع الغواصة قبل ظهورها بزمن طويل (في رواية 20 الف فرسخ تحت البحر).
- وفي عام1905 كتب راديارد كيبلنج رواية بعنوان «بريد الليل» تحدث فيها عن ظهور الطائرات النفاثة وانتقال البريد بسرعة حول العالم!
- وفي عام 1910 تنبأ ادوين بالمر بظهور جهاز كشف الكذب في رواية «إنجاز تراند»!
- وفي عام 1932 تنبأ الدوس هيكسلي بظهور اطفال الانابيب في رواية «عالم جديد شجاع»!
- كما تنبأ الانجليزي ارثر كلارك عام 1970 بظهور البث الفضائي وشبكة الانترنت في رواية «الوليد المرعب»!
... والسؤال هو:
هل يتنبأ كتاب الخيال العلمي بالمستقبل، أم أنهم يلهمون العلماء بما يُفترض إنجازه مستقبلا!؟
العلاقة في نظري تبادلية متجاذبة، فكتاب الخيال العلمي غالبا ما يقتنصون بدايات الافكار و«بذور» الإنجازات ويبنون عليها روايات ذات علاقة. وحين يفعلون ذلك (وينتهون من إكمال المشروع في عالم الخيال) يُلهمون العلماء بكيفية إنهائه على أرض الواقع!
أما أكثر كاتب حظيت نبوءاته بالتحقق فهو البريطاني ج. ويلز، فبالإضافة إلى تنبئه بهبوط الانسان على سطح القمر تنبأ باختراع المدرعات (في رواية ارض الحديد عام 1903) وبالقنابل الطائرة (في حرب الأجواء عام 1908) وبالقنبلة النووية (في العالم يعود حراً 1914) وبظهور الفيديو والتلفزيون ومكيف الهواء والأبواب الاتوماتيكية في رواية (حين يستيقظ النيام عام 1899).. وآخر ما تحقق من نبوءاته هو الاستنساخ وهندسة الجينات (التي تعرض لها في رواية جزيرة الدكتور مور عام 1896)!
مرة أخرى.. إن أردتم رؤية المستقبل فأقرأوا خيال اليوم!