iهو واحد من أشهر سته جراحين للقلب فى العالم، وثانى طبيب يقوم بزراعة قلب بعد كريستيان برنارد ، أجرى ما يقرب من ٢٥ ألف عملية خلال مشواره الطبي الطويل، منها ٢٥٠٠ عملية زراعة قلب كما أجرى العديد من العمليات الجراحية المجانية في الدول النامية للمرضى الفقراء، وصلت أبحاثه العلمية لأكثر من 400 بحث متخصص فى طب وجراحة القلب والصدر، يرجع له الفضل في تدريب العديد من الأطباء الشبان من أجل توفير أجيال من الأطباء المهرة في مجال زراعة القلب، هذا بالإضافة لإسهاماته العديدة في ابتكار أساليب جديدة في مجال تقنيات وجراحات نقل القلب، انه الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب المصري العالمي الذي كرمته الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا ومنحته لقب سير ووسام فارس.
وُلد مجدى يعقوب عام 1935م في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، وحصل على بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة ، وعمل جراحاً نائباً في قسم عمليات الصدر في نفس مستشفى قصر العيني، ثم سافر لبريطانيا عام 1962م لاستكمال دراسته وحصل على درجة الزمالة الملكية في الجراحة من ثلاث جامعات بريطانية هي لندن وأدنبرة وغلاسكو وعمل باحثاً في جامعة شيكاغو الاميركية عام 1969م. ولمهارته الجراحية ترأس قسم جراحة القلب عام 1972م ثم عمل استاذاً لجراحة القلب في مستشفى برومتون في لندن عام 1986، ثم رئيساً لمؤسسة زراعة القلب في بريطانيا عام 1987. وأخيراً استقر في عمله كاستاذ لجراحة القلب والصدر في جامعة لندن وارجع مجدي يعقوب عشقه لهذا التخصص الدقيق إلى والده والذي كان بدوره طبيب جراحة عامة، وكان يكن له الكثير من الإعجاب.
ثورة في جراحة القلب
تمكن يعقوب من إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب عام 1980م، وعكف بعد ذلك على إجراء هذه الجراحات على نفقته ونفقة المتبرعين لفترة من الزمن، حيث لم يكن هذا النوع من الجراحة منتشراً في هذا الوقت، ولم تكن تكاليف هذه العملية تخضع لنظام التأمين الصحي للمرضى، وقد نجح يعقوب نجاحاً باهراً في مجال زراعة القلب والرئة، ثم زراعة الاثنين في الوقت نفسه عام 1986م.
وفيما يعد بداية ثورة طبية تفيد في علاج ملايين الأطفال قام الدكتور مجدي يعقوب بإجراء جراحة لزرع قلب جديد لطفلة بريطانية كانت تعاني تضخماً في القلب بنسبة 200%، وخلال الفحص الدوري للطفلة اكتشف الأطباء أن القلب المريض عاد للنبض مرة أخري، بعد أن أسهم وجود القلب المزروع في استعادته لحجمه الطبيعي وتعافيه. ووفقا لآراء الأطباء فإن حالة الطفلة قد تكون البداية لأسلوب جديد للعلاج، يقوم علي زرع جهاز ميكانيكي لمساعدة القلب المريض حتي يتم الشفاء.
وساهم يعقوب في مركز هارفيلد لأبحاث أمراض القلب ببريطانيا، واستحدث أساليب مبتكرة للعلاج الجراحي لحالات هبوط القلب الحاد، كما عمل على تأسيس البرنامج العالمي لزراعة القلب والرئة ،كما استمر كاستشاري لعمليات نقل الأعضاء، واستمر عمله في مجال البحوث الطبية وكتابة التقارير والمقالات العلمية، هذا بالإضافة لقيامه بممارسة الجراحة بعيادته الخاصة ببريطانيا.
تكريم وجوائز
استحق الدكتور مجدي يعقوب التكريم من أكثر من جهة، لجهوده الكبيرة وتأثيره الفعال في مجال جراحة القلب وابتكاره أساليب جديدة في الجراحة، فحصل على لقب بروفسير في جراحة القلب عام 1985م، وقامت ملكة بريطانيا بمنحه لقب " سير" عام 1991م، كما فاز بجائزة الشعب عام 2000م والتي قامت بتنظيمها هيئة الإذاعة البريطانية BBC، و انتخبه الشعب البريطاني ليفوز بجائزة الإنجازات المتميزة في المملكة المتحدة، كما حصل على عدد من الألقاب والدرجات الشرفية من عدد من الجامعات العالمية.
كما حصل الدكتور مجدي يعقوب على الميدالية الذهبية من المؤتمر العالمي لعلاجات القلب ببرشلونة عام 2006م وحرصت الملكة الإسبانية "صوفيا" علي تسليمه الميدالية الذهبية بنفسها تقديراً من جانبها لتاريخه العلمي ولأعماله الخيرية التي يقوم بها حاليا بعد أن توقف عن إجراء جراحات زرع القلب.
جراحات مجانية
أجرى الدكتور مجدي يعقوب العديد من العمليات الجراحية للمرضى من غير القادرين خاصة في بلده مصر وقام بتأسيس جمعية " جين أوف هوب" أو "سلاسل الأمل" 1995م التي سعى من خلالها لإجراء جراحات قلب للمرضى في الدول النامية.
كما سافر مع رأس فريقه الطبى المتكامل المعروف بإسم قاطرة الأمل لإجراء جراحات معقدة فى قلوب أطفال مصر وغيرها من الدول، وساهم فى تأسيس وحدة رعاية متكاملة فى مستشفى القصر العينى لعلاج التشوهات الخلقية فى القلب.
ويحرص الدكتور يعقوب على متابعة (وحدة أبحاث مرض تضخم عضلة القلب الوراثي)، وهي عبارة عن وحدة لأبحاث البيولوجيا الجزيئية والتي تعد من أهم المراكز البحثية والطبية في الشرق الأوسط من حيث التكنولوجيا الطبية المستخدمة، ويساهم البحث الوراثي من خلال هذه الوحدة في الكشف المبكر عن مرض تضخم عضلة القلب الوراثي في الأشخاص المتعرضين للإصابة والتحكم المبكر في المرض باستخدام أحدث المعدات التكنولوجية الطبية في هذا المجال وبالإشتراك مع الجامعات المصرية، وهذا المشروع الطبي يخدم احتياجات هامة، أولها تقديم خدمة طبية إجتماعية متميزة متاحة للمرضى الذين تعرضوا للإهمال، والذين يعانون من مرض وراثي (مرض تضخم عضلة القلب الوراثي، HCM) والذي يؤدي إلى نسبة عالية من الوفاة في المرضى من جميع الأعمار وبخاصة الشباب.