ocean Admin
مزاجي *: : الجنسيه *: : عدد المساهمات : 16284 تاريخ التسجيل : 21/07/2009
| موضوع: أهمية وأهداف التخطيط الحضري الجمعة أكتوبر 08 2010, 16:56 | |
| أهمية وأهداف التخطيط الحضريالدكتور: تيسير حامد أبو سنينهمقدمة عامة
شكلت الأرض محور اهتمام الإنسان في الماضي و الحاضر والمستقبل، ولذا لابد من حسن استعمالها وفق أسس مبنية على التخطيط العلمي السليم من أجل تحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة، بعيداً عن العشوائية والارتجال. كما أن تصنيف وتنظيم الأراضي الحضرية يتم وفقاً لحاجات السكان وتطلعاتهم. وقد عرفت الأراضي الحضرية طوال فترات التاريخ أنماطاً مختلفة من الاستعمالات وبخاصة السكنية والتجارية والصناعية والطرق والاستعمالات الأخرى. وتعتمد الدراسات الجغرافية على تحليل الأوضاع الراهنة لاستعمالات الأرض الحضرية، على اعتبار أن الجغرافيا تشكل القاعدة الأساسية للتخطيط، ولكونها تعنى بدراسة الترابط ما بين الإنسان والأرض وتبرز العلاقات المتبادلة بينهما، والتي تؤدي إلى الكشف عن الأنماط المكانية. إن اعتماد التخطيط الحضري يؤكد الحاجة القصوى إلى ضرورة إيجاد عمل تخطيطي متكامل وشامل Comprehensive Plan وبخاصة في مجالات استعمال الأرض الحضرية والوظائف في المدن ، عن طريق فريق عمل متخصص يشارك به ذوي الاختصاص من جغرافيين ومهندسين ومخططين وغيرهم. ويستطيع الجغرافي أن يقدم المساعدة في التخطيط وحل المشاكل ووضع التصورات في مجال تحسين البيئة الحضرية،وذلك لاعتماده على المسح الميداني قبل العمل، وتفسير النتائج وربطها بالاحتياجات المستقبلية من الاستعمالات المختلفة ووضع خطط تطويرية لاحتياجات السكان من الأراضي في المستقبل بشكل يتفق مع الخصائص الطبيعية للأرض الحضرية، وتحديد الاستعمالات والوظائف وفق تلك الخصائص.
أهمية وأهداف التخطيط الحضري يعتبر تخطيط استعمالات الأرض الحضرية (المدن) جزءاً من التخطيط الشامل سواء على مستوى الاستعمال المعين أو المحدد، أو ضمن خطة عامة على مستوى الأحياء أو المدينة ككل. ويتم تخصيص الأراضي داخل المدن للاستعمالات الحضرية المختلفة بناء على عاملين: الأول تبني المخطط مبدأ الاستعمال الأمثل، حيث أن كل قطعة ارض لابد أن تؤدي وظيفة معينة وتخدم المصلحة العامة، مع التأكيد على أن مفهوم الاستعمال الأمثل هو مفهوم نسبي يختلف من مكان لآخر ومن استعمال لآخر، ويرغب أصحاب الأراضي في الغالب في استعمال أراضيهم في الوظائف التي تحقق لهم اكبر قدر من الدخل. والعامل الثاني تبني المخطط لمبدأ تعدد الاستعمالات، ويتم اللجوء إلى هذا المبدأ في المدن التي تندر بها الأراضي ذات الخصائص والمواصفات المناسبة، وبشكل عام تزداد المنافسة بين الاستعمالات الحضرية كلما زادت كثافة السكان بالمدن. (غنيم، 2001). ويعتبر التخطيط الحضري عملية متداخلة يتم من خلالها ربط ودمج المعطيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإدارية والقانونية من أجل الخروج بنمط استعمال معين. وقد يتعرض المخطط إلى تيارات متناقضة من الضغوط، إذ عليه الإجابة عن أسئلة مثل: أين يختار المواقع المحددة ؟, وكيف يمكن له أن يتبنى المواصفات المرغوبة ؟، وأين يجب توجيه البناء في المستقبل؟. وفي هذا المجال عليه اتخاذ قرارات عقلانية من أجل تخصيص الأراضي للاستعمالات المختلفة بهدف إيجاد استعمال أمثل للأرض بعد أن يقيم جميع العوامل الاقتصادية والطبيعية لمساحة أرض المدينة. وتشهد المراكز الحضرية في الوقت الحاضر تحولات اقتصادية واجتماعية وإدارية شكلت محور الاهتمام نحو تخطيط المدن ، وتركز بعض الدراسات على كون التخطيط الحضري يأخذ منحى جماليا يتوافق مع حركة تجميل المدينة City Movement Beautiful. وتركز دراسات أخرى على عمليات التنظيم المكاني، في حين يؤكد الباحث NelsonLewis أن تخطيط المدينة يعني أن تكون المدينة مستعدة لنموها في المستقبل. (Northam, 1979) يتميز التخطيط الحضري بكونه تقييماً منهجياً منظماً، يهدف إلى اختيار أنماط الاستعمال المستدام للأرض، من أجل تلبية احتياجات السكان والمحافظة على البيئة في نفس الوقت، بالإضافة إلى دراسة الواقع الحالي للاستعمالات الحضرية ومعرفة ما فيها من إيجابيات والعمل على تطويرها وحسن استعمالها، وتحديد الجوانب السلبية للعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها. (صالح، 2004).
وبشكل عام يرمي التخطيط الحضري إلى بلوغ الأهداف التالية: 1. التوصل إلى ترتيب وتنظيم معقول ومناسب لاستعمالات الأرض الحضرية، وتحديد مواقع الأنشطة المختلفة بهدف توفير الراحة للسكان، وإشباع حاجاتهم وتلبيتها في إطار قانوني مشروع. (إسماعيل، 2001). 2. تحقيق التنمية الحضرية المتواصلة والمستدامة والمحافظة على النظام البيئي.Sustainable Urban Development Ecosystem. 3. إظهار التباين والاختلاف بين مناطق وأحياء المراكز الحضرية وتحقيق المساواة، وتوفير الفرص التنموية للمساحات الأرضية، وتحقيق العقلانية في اتخاذ القرارات السليمة. 4. إيجاد الترابط والانسجام بين المساحات الفارغة بالمدينة، وسهولة الوصول والتوازن في توزيع الفوائد وإشباع حاجات السكان. 5. تقييم الحياة العمرانية والحضرية والعمل على إيجاد الحلول الهندسية للمشاكل العمرانية مثل الزيادة السكانية والتوسع العمراني بالمدن .
يستطيع الجغرافي المساهمة في التخطيط الحضري من خلال تقديم الخبرة ووضع قاعدة معلومات تعتمد على تحليل العلاقات المتبادلة بين الوظائف، والتركيز على التنظيم المكاني. ولم تعد دراسة استعمالات الأرض الحضرية قاصرة على المخططين والمهندسين، إذ أن للجغرافي قدرة على إجراء الدراسات الميدانية والمساهمة في التخطيط الحضري المستقبلي لاستعمالات الأرض. (سليمان, 2004). وساعدت عدة عوامل على تطوير أدوات البحث منها توفر المعلومات واستخدام الحاسب الآلي، واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد وتطبيقاته بالدراسات المكانية. وتعمل دوائر التخطيط في الدول الحديثة على إتباع الأسلوب العلمي في نظرتها للمدينة واستعمالات الأرض بها وتركز جهودها على تطوير المدن بعامة ومراكز المدن بخاصة، ضمن أهداف محددة :منها جعل المركز بيئة إنسانية متميزة ومترابطة ومعرضاً يومياً وحيوياً وجذاباً للتسوق واللقاءات الاجتماعية وللسياحة، بحيث يصبح مكاناً يذهب إليه السكان للمتعة والتسوق.و تركيز القاعدة الاقتصادية في المركز من ناحية توفير الوظائف والمعاهد والخدمات والاستثمار.مع مراعاة حركة المشاة وربطها بعناصر ونقاط التجمع، والنهوض بمستوى الحياة وإيجاد البيئة الأمنية والصحية والترفيهية التي تدعم النمو النفسي والنضوج الاجتماعي، من حيث تامين أماكن للجلوس والانتظار، والتجمعات، والترويح وغيرها .
اهم المراجع 1- إسماعيل, أحمد علي, (2001). دراسات في جغرافية المدن: (ط4). القاهرة: دار الثقافة والنشر. 2- سليمان, محمد محمود, (2004). دور الجغرافية في حل المشكلات البيئية المعاصرة, مجلة جامعة دمشق, المجلد (20), العدد (1 + 2), ص 163 – 185. 3- صالح, حسن عبد القادر, (2004). التجربة الأردنية في تخطيط مدينة عمان الكبرى: تحليلوتقويم. مجلة دراسات, الجامعة الأردنية, المجلد (31), العدد (3), ص 521 – 548 4- غنيم, عثمان محمد, (2001). تخطيط استخدام الأرض الريفي والحضري: إطار جغرافي عام: (ط1). عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع.
1. Northam Ray M.Urban Geography 2nd -Ed, John Wiley & Sons, Inc. New York, 1975.
| |
|