ذكرت شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" في تقرير لها ان آلاف الجنود الذين خدموا في العراق وافغانستان، اصيبوا ببكتيريا غامضة مقاومة للعقاقير.
وقال تقرير الـ "سي ان ان" ان "الجنود الأميركيين قد ينجون من العبوات الناسفة والقنابل في العراق، ليواجهوا احتمالات أن تفتك بهم لاحقاً البكتيريا القاتلة المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات الاميركية".
ونقلت الشبكة التلفزيونية عن جلسة استماع في الكونغرس الاميركي لبحث القضية انه "من الممكن ان يظل لغز الجراثيم القاتلة، أو كيفية انتقالها أو القضاء عليها، غامضاً بالنسبة للجيش الاميركي".
كما نقلت عن النائب فيك سنايدر، وهو طبيب وعضو ديموقراطي عن أركنساس في مجلس النواب الاميركي، قوله "إنه برغم نجاح الجيش في خفض عدد الإصابات بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن المشكلة تظل قائمة".
ووفقا لوزارة الدفاع "البنتاغون"، فقد "أصيب أكثر من 3300 جندي بعدوى بكتيريا أسينيتوباكتر Acinetobacter، وهي مجموعة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتحديدا خلال المدة من العام 2004 وحتى العام 2009".
من جهته، قال الدكتور جاك سميث، القائم بأعمال نائب وزير الدفاع، إن "البنتاغون" قلق بشأن عدوى البكتيريا المقاومة للعقاقير"، مضيفاً اننا "نعمل على تطوير المعايير المتبعة والعلاج والأبحاث للتصدي لهذا التفشي".
وقال العقيد دوان هوسبينثال، استشاري الأمراض المعدية، وكبير الجراحين في الجيش الاميركي، إن تلك العدوى زادت من تعقيد الرعاية الصحية المقدمة للجنود المصابين الذين تم إجلاؤهم من العراق وأفغانستان. مبيناً انه "يبدو على الأرجح ان البكتيريا تنتشر في ساحة القتال، وتصاحب الجنود في رحلة العودة، وداخل المراكز الطبية العسكرية في الولايات المتحدة".
وكانت دراسة علمية أجريت خلال العام الماضي أظهرت أن البنسلين، المضاد الحيوي الأشهر، قد يفقد قريباً فعاليته في مقاومة البكتيريا، متوقعة أن تؤدي مقاومة المضاد إلى كوارث صحية، ما لم تعمل الحكومات على زيادة البحوث الرامية لتطوير العقاقير.
وتزايدت مخاوف العلماء من أن كفة المعركة المحتدمة بين الإنسان والميكروب باتت تميل أكثر لمصلحة البكتيريا المقاومة لأكثر من نوع من المضادات الحيوية. ووصل الأمر ببعض العلماء، أن أطلقوا صيحة فزع مفادها أنه "في حال لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة، فإننا على وشك العودة إلى زمن ما قبل المضادات".