خصائص أسلوبه:
1- 1- الجمل القصيرة.
2- 2- التكرار .
3- 3- ارتباط كلماته بقيم اجتماعية ونفسية مثيرة.
4- 4- اختيار الصور الصارخة في التعبير.
5- 5- الإكثار من استخدام أسلوب الاستفهام الاستنكاري قي الكتابة.
مراجع:
1- الرحّالة عبد الرحمن الكواكبي العقاد.
2- زعماء الإصلاح أحمد أمين.
3- رواد النهضة الحديثة مارون عبود.
5- 5- محاضرات عن الحركة الأدبية في حلب سامي الكيالي.
6- 6- الفكر العربي في عصر النهضة ألبرت حوراني
فن المقـالة:
تعريفها:
- قطعة نثرية قصيرة أو متوسطة، موحدة الفكرة، تعالج بعض القضايا الخاصة أو العامة، معالجة سريعة تستوفي انطباعا ذاتيا أو رأيا خاصا، ويبرز فيها العنصر الذاتي بروزا غالبا، يحكمها منطق البحث ومنهجه الذي يقوم على بناء الحقائق على مقدماتها، ويخلص إلى نتائجها.
- قطعة مؤلفة ، متوسطة الطول، وتكون عادة منثورة في أسلوب يمتاز بالسهولة والاستطراد، وتعالج موضوعا من الموضوعات على وجه الخصوص.
ويعرفها الكاتب آرثر بنسن:
- تعبير عن إحساس شخصي، أو أثر في النفس ، أحدثه شئ غريب، أو جميل أو مثير للاهتمام، أو شائق أو يبعث الفكاهة والتسلية.
ثم يصف كاتب المقالة بأنه:
شخص يعبر عن الحياة، وينقدها بأسلوبه الخاص.. فهو يراقب ويسجل ويفسر الأشياء كما تحلو له.
تعريف النقاد العرب لفن المقالة:
- يقول الدكتور محمد يوسف نجم : المقالة قطعة نثرية محدودة في الطول والموضوع، تكتب بطريقة عفوية سريعة خالية من التكلف، وشرطها الأول أن تكون تعبيرا صادقا عن شخصية الكاتب.
- ويقول الدكتور محمد عوض: إن المقالة الأدبية تشعرك وأنت تطالعها أن الكاتب جالس معك يتحدث إليك.. وأنه ماثل أمامك في كل فكرة وكل عبارة.
نشأتها:
نشأت المقالة الحديثة في الغرب، على يد مونتني( الفرنسي) في القرن السادس عشر ،وكانت تتسم بطابع الذاتية، فقد كان يفيد من تجربته الذاتية في تناول الموضوعات التربوية والخلقية التي انصرف على معالجتها، فلقيت مقالاته رواجا في أوساط القراء.
ثم برز في إنجلترا فرنسيس باكون في القرن السابع عشر فأفاد من تجربة مونتني، وطور تجربته الخاصة في ضوئها، ولكن عنصر الموضوعية كان أشد وضوحا في مقالاته، مع الميل إلى الموضوعات الخلقية والاجتماعية المركزة.
وفي القرن الثامن عشر بدت المقالة نوعا أدبيا قائما بذاته، يتناول فيه الكتاب مظاهر الحياة في مجتمعهم بالنقد والتحليل وقد أعان تطور الصحافة على تطوير هذا العنصر الأدبي، وبرز فيه عنصر جديد وهو عنصر السخرية والفكاهة ، وإن كانت الرغبة في الإصلاح هي الغاية الأساسية لهذا الفن الجديد.
وفي القرن التاسع عشر ، اتسع نطاق المقالة لتشمل نواحي الحياة كلها، وازدادت انطلاقا وتحررا واتسع حجمها بحكم ظهور المجلات المتخصصة.
هل عرف أدبنا العربي القديم فن المقال؟
في أدبنا العربي القديم عُرف فن يسمى بالفصول والرسائل وهو يقترب من الخصائص العامة لفن المقال مثل:
رسائل عبد الله بن المقفع وعبد الحميد الكاتب، و رسائل الجاحظ
أبو حيان التوحيدي في كتابيه( الإمتاع والمؤانسة، وأخلاق الوزيرين)
كما نستطيع أن نجده في تراث الأمم الأخرى منذ الإغريق والرومان، وفي الكتب الدينية والفلسفية وكتب الحكماء.
هل المقالة مثل الرسائل والفصول التي عرفت في الأدب العربي القديم؟
لا، فقد تأثر كتّاب المقالة الحديثة بالاتجاهات السائدة في الآداب الغربية وأصبحت المقالة تحتوي على مميزات خاصة تنفرد بها عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى.
أسباب تطور فن المقال وتخلصه من السجع والتكلف اللفظي:
1- 1- التأثر بالغرب وصحافته.
2- 2- ارتقاء الوعي وظهور الأحزاب السياسية والتيارات الفكرية التي أحدثتها أحداث بارزة مثل مجيء : جمال الدين الأفغاني، والثورة العرابية، والاحتلال البريطاني، وحركة تأسيس المدارس والكليات، ونشاط الحركة الاستعمارية في أقطار المغرب العربي.
3- 3- ظهور المدرسة الصحفية الحديثة، وبرزت صحف كثيرة من مثل المؤيد ، اللواء، الجريدة، السفور،السياسية، البلاغ.
4- 4- ظهور المجلات المتخصصة التي أحاطت بمكونات المقالة العربية.
ولهذا أصبحت المقالة أكثر قدرة على مخاطبة الواقع والاهتمام بقضاياه عما كانت في السابق.
المقالة والصحافة:
- يتصل تاريخ المقالة العربية الحديثة اتصالا وثيقا بتاريخ الصحافة في الشرق الأوسط، فهو يرجع إلى تاريخ غزو نابليون للشرق ووجود المطابع الحديثة.
وقد ظلت الصحافة لفترة طويلة تحتفظ بطريقة المقال الافتتاحي للجريدة والذي كان يدور في الغالب حول الموقف السياسي وما يعرض فيه من الأحوال والتقلبات.
وقد ظهر المقال الأدبي إلى جانب المقال الصحفي.
هل هناك اختلاف بين المقال الصحفي والمقال الأدبي؟
- المقال الصحفي يتناول المشكلات القائمة والقضايا العارضة من الناحية السياسية.
- المقال الأدبي يعرض لمشكلات الأدب والفن والتاريخ والاجتماع.
كُتّــاب المقالات:
- -كتاب استطاعوا الإجادة في كتابة النوعين من المقالات، منهم:
عباس محمود العقاد، والدكتور حسين هيكل، والدكتور طه حسين.
كتاب اشتهروا بإجادة المقالة الصحفية فقط، منهم:
الصحفي عبد القادر حمزة، وأحمد حافظ عوض، والدكتور محمود عزمي.
- كتاب اشتهروا بكتابة المقالة الأدبية الخالصة
ميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، ومي زيادة، وعبد العزيز البشري.
خصائص المقالة الحديثة:
1- 1- تعبير عن وجهة النظر الشخصية، وهذه الميزة هي التي تميزها عن باقي ضروب الكتابات النثرية.
2- 2- الإيجاز، والبعد عن التفصيلات المملة، مع إنماء الفكرة وتحديد الهدف.
3- 3- حسن الاستهلال وبراعة المقطع.
4- 4- إمتاع القارئ ، وإذا ما انحرفت عن هذه الخاصية أصبحت أي لون آخر من ألوان الأدب وليس فن مقالة.
5- 5- الحرية والانطلاق.
6- 6- الوحدة والتماسك والتدرج في الانتقال من خاطرة إلى خاطرة أخرى من الخواطر التي تتجمع حول موضوع المقال.
القصــــــة:
عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.
تعريفها:
يعرفها بعض النقاد بأنها:
حكاية مصطنعة مكتوبة نثرا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو بغرابة أحداثها.
الأنواع القصصية:
1- 1- الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجما.
2- 2- الحكاية : وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
3- 3- القصة القصيرة: تمثل حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة
( وهي حديثة العهد في الظهور).
4- 4- الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.
5- 5- القصة: وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.
هل عرف الأدب العربي هذه الأنواع القصصية قديما؟
( لعل أهم شكل أدبي عرفه العصر الحديث هو الرواية بأنواعها وأشكالها المختلفة من قصة وقصة قصيرة وأقصوصة ، حتى أنها أصبحت تحتل المكانة المرموقة التي كان يحتلها الشعر في الأدب العربي القديم، فالرواية لم تفرض نفسها فقط بل غزت كل الحقول الإبداعية المعاصرة، إذ أصبحت الشكل الحاوي والجامع لكل أشكال الفكر المعروفة : من فلسفة ومأساة وملحمة ، وعلم اجتماع ، وسياسة واقتصاد، وعلم نفس، ورؤى فنية وأدبية. وهي تقدم كل ذلك في أسلوب ممتع لا يتطلب عناء تلك العلوم،.. بل إن الأدب العربي الحديث لم يزدهر وينهض مثلما ازدهر ونهض في الرواية . وما ازدهار تلك الرواية ، وما تطورها إلا دليلا على أنها ضاربة بجذورها وأصولها ومصادرها في الفكر العربي القديم، قدم هذه اللغة وقدم أهلها، فلقد عرف الفكر العربي ، في مختلف محطاته ، ألوانا قصصية مختلفة ومتنوعة ومتطورة. لكن مازالت بعض الدراسات العربية النقدية ترى أن الرواية العربية هي بالأساس أخذ واقتباس عن الرواية الغربية، بينما تؤكد البحوث في الرواية الغربية أن هذا الشكل من أشكال التعبير الفكري والأدبي، قد ظهر إلى الوجود، بصورة أو بأخرى منذ ألفي سنة)( [1])
( أكاد أزعم أن الأمة العربية لا ينافسها غيرها فيما صاغت من قوالب للتعبير عن القص والإشعار به، فنحن الذين قلنا من غابر الدهر " يحكى أن ... وزعموا أن.... وكان ياما كان.. " إلى آخر هذه الفواتح التي يمهد بها القصاص العربي في مختلف العصور لما يسرد من أقاصيص ، وفي هذا المجال يقول جوستاف لوبون: " أتيح لي في إحدى الليالي أن أشاهد جمعا من الحمُالين والأجراء ، يستمعون إلى إحدى القصص ، وإني لأشك في أن يصيب أي قاص غربي مثل هذا النجاح، فالجمهور العربي ذو حيوية وتصور، يتمثل ما يسمعه كأنه يراه"
لذلك إني لأومن ، بأن فن القصة له جذور عربية أصيلة فلم يكن وافدا إلينا كلية من الغرب دون وجود أية جذور عربية له في بيئتنا .. إننا سارعنا في الإنكار على الأدب العربي أن فيه قصة، وماكان ذلك الإنكار إلا لأننا وضعنا نصب أعيننا القصة الغربية ، في صياغتها الخاصة بها ، وإطارها المرسوم لها، ورجعنا نتخذها المقياس والميزان ، وفتشنا في الأدب العربي عن وجود أمثال لهذا المقياس فلم نجد.. والحقيقة أن الأدب العربي فيه قصص ذو صبغة خاصة به ، وإطار مرسوم له، وإننا لنشهد فيه ملامحنا وسماتنا واضحة جلية ، فقد بدأت القصة العربية مع بداية الإنسان فقد نشأت القصص الأسطورية مع الإنسان القديم بما حوته من خرافات من مثل قصص الغول وصاحب اللحية الزرقاء ) [2]
عناصر القصة:
1- الموضوع :
يختار القاص موضوعه من :
أ- تجاربه . متناولا النفس البشرية وسلوكها وأهوائها ،
ب- تجارب الآخرين : متناولا المجتمع بالنقد والتحليل .
ج- ج- ثقافته : متناولا موضوعات فكرية وفلسفية .
د - من التاريخ : متناولا نضال الشعوب والأحداث الوطنية والسياسية .
هـ - من الوثائق .
(2) الفكرة ( فكرة القصة):
هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشكلاتها التي يستخلصها القارئ في نهاية القصة .
وعلى القاص أن يتجنب الطرح المباشر؛ لئلا يسقط في هاوية الوعظ والإرشاد .
(3) الحدث:
هو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة ويعانونها ، وتكون في الحياة مضطربة ثم يرتبها القاص في قصته بنظام منسق لتغدو قريبة من الواقع .
تصميمات عرض الحوادث
تتم تصميمات عرض الحوادث بواحدة من الطرق الثلاثة الآتية:
1- .النوع التقليدي : وفيه ترتب الأحداث من البداية ثم تتطور ضمن ترتيب زمني سببي .
2.الطريقة التي تنطلق من النهاية ثم تعود بالقارئ إلى البداية والظروف والملابسات التي أدت إلى النهاية .
3. الطريقة التي يبدأ الكاتب الحوادث من منتصفها ثم يرد كل حادثة إلى الأسباب التي أدت إليها .
(4) الحبكة
هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها.
والحبكة تأتي على نوعين هما:
1.الحبكة المحكمة : وتقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل.
2. الحبكة المفككة : وهنا يورد القاص أحداثا متعددة غير مترابطة برابط السببية ، وإنما هي حوادث ومواقف وشخصيات لا يجمع بينها سوى أنها تجري في زمان أو مكان واحد.
( 5) البيئتان الزمانية والمكانية:
البيئة المكانية :هي الطبيعة الجغرافية التي تجري فيها الأحداث ، والمجتمع والمحيط وما فيه من ظروف وأحداث تؤثر في الشخصيات .
البيئة الزمانية :هي المرحلة التاريخية التي تصورها الأحداث .
(6) الشخصيات:
1.شخصيات رئيسية : تلعب الأدوار ذات الأهمية الكبرى في القصة .
2. شخصيات ثانوية : دورها مقتصر على مساعدة الشخصيات الرئيسة أو ربط الأحداث.
أنواع الشخصيات بحسب الثبات والظهور
1.شخصيات نامية : تتطور مع الأحداث .
2.شخصيات ثابتة : لا يحدث في تكوينها أي تغيير ، وتبقى تصرفاتها ذات طابع واحد لا يتغير .
الطرق التي يعرض بها القاص شخصياته:
1.الطريقة التحليلية : وفيها يرسم القاص شخصيته وعواطفها ويعقب على تصرفاتها .
2. الطريقة التمثيلية : وفيها ينحّي القاص ذاته ، ويترك الشخصية تعبر عن طبيعتها من خلال تصرفاتها .
(7) الأسلوب واللغة:
1.السرد : وهو نقل الأحداث من صورتها المتخيلة إلى صورة لغوية .
وله ثلاث طرق :
-الطريقة المباشرة : ويكون الكاتب فيها مؤرخا.
- طريقة السرد الذاتي : وفيها يجعل الكاتب من نفسه إحدى شخصيات القصة ، ويسرد الحوادث بضمير المتكلم .
- طريقة الوثائق : وفيها يسرد الكاتب الحوادث بواسطة الرسائل أو المذكرات .
وهي الوسيلة التي يرسم بها الكاتب جوانب البيئة والشخصيات .
.(8 )الصراع:
هو التصادم بين إرادتين بشريتين
نوعا الصراع
1.خارجي : بين الشخصيات .
2.داخلي : في الشخصية نفسها.
(9) العقدة والحل:
تأزم الأحداث وتشابكها قبيل الوصول إلى الحل
هل من الضروري أن يكون لكل عقدة حل؟
ليس من الضروري ذلك ، فيمكن أن تكون نهاية القصة مفتوحة، تستدعي القارئ أن يضع النهاية بنفسه وبخياله.
فن المسرحية:
اختلفت الآراء حول شكل مسرحنا العربي المعاصر: هل هو شكل عربي، أم أوربي؟!.
- أجمع الباحثون على أن فن المسرح لم يعرفه العرب في القديم وذلك لأسباب منها:
•1- الترحال الدائم للعرب وضعف الإحساس بالاستقرار، والمسرح ظاهرة تتطلب الاستقرار .
•2- أن اللغة العربية بقوالبها الشعرية الفائقة لا تلائم المسرح الذي يحتاج إلى لغة الحياة اليومية.
•3- أن الوضع السياسي للمجتمع العربي لم يكن يشجع هذا الفن الذي هو فن جماهيري في الأساس، وله صفة نقدية أصيلة.
•4- أن وثنية الجاهلية كانت وثنية سطحية لم تتمخض عن طقوس تؤدي إلى نشوء فن التمثيل كما حدث عند الإغريق القدماء وكاد يحدث عند المصريين القدامى لولا غلبة روح المعبد عليه.
متى عرف العرب المسرح المكتوب؟
أجمع الباحثون على أن المسرح العربي المكتوب لم يقم إلا في حوالي منتصف القرن
الماضي (1847).
رواد المسرح:
1- مارون النقاش:
يؤرخ لبداية المسرح العربي المكتوب بعام1847 وهو العام الذي كتب فيه مارون النقاش أول عمل مسرحي له تحت عنوان
البخيل) وقد قام بعرضه في بيته ببيروت، ثم سرعان ما أتبع هذا العمل الأول بعمل ثان تحت عنوان
أبو الحسن المغفل أو عصر هارون الرشيد) وقد قام أيضا بعرضه في بيته بيروت. أما عمله الثالث فقد كان تحت عنوان: (الحسود السليط) وقد عرضه في مسرح بسيط بناه بجوار بيته عام 1853م.
وقد كان مارون النقاش متأثرا كثيرا في أعماله المسرحية وفي رسم شخصياته بالكاتب الفرنسي مولـــيير.
2- أحمد خليل القباني:
رائد المسرح الغنائي العربي، فقد كان أول من أدخل الأغنية إلى المسرح، فأصبحت الأغنية جزءا من المسرحية.
كتب القباني ثلاثين مسرحية مستوحاة من التاريخ فيما عدا واحدة وهي مسرحية (متريدات) مترجمة عن الفرنسية للكاتب الكلاسيكي راسين .
3- يعقوب صنوع ( موليير مصر):
أنشأ يعقوب صنّوع مسرحه في الهواء الطلق على منصة مقهى موسيقي كبير بحديقة الأزبكية بالقاهرة عام 1870م.
ومن أهم إضافاته وأعماله للمسرح إدخال العنصر النسائي للتمثيل بدلا من قيام الرجل بالدورين.
دعاه الخديوي إسماعيل لعرض مسرحياته على مسرح الخديوي الخاص بقصر النيل وقد قام بعرض ثلاث روايات من الكوميديا الاجتماعية وهي ( البنت العصرية، والضرتين، وغندور مصر، فلقبه الخديوي بموليير مصر .
بدايات الكتابة المسرحية:
لقد بدأت الكتابة المسرحية أولا باستيحاء المسرح الفرنسي والإيطالي والأخذ عنهما، مع إجراء بعض التعديلات التي تتقارب مع ذوق الجمهور وثقافتهم، وقد ظهرت بعض الأعمال المسرحية المؤلفة، ولكن كان مؤلفوها متأثرين بالأسلوب الأوربي في رسم الشخصيات أو تطور الأحداث أو غيرها من أساليب الكتابة المسرحية، وقد استمرت هذه البدايات هكذا إلى ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن تقريبا.
وقد لا يسمح المجال هنا لذكر كل الأعمال المسرحية المستوحاة من الغرب أثناء المراحل الأولى لبدايات المسرح العربي،ولكن لا بأس من ذكر محاولة في هذا المجال وهي مسرحية
السيد ) لكورني، فقد ترجمها محمد عثمان جلال وقدمها للمسرح تحت عنوان (السيد)، ثم تناولها شاكر عازار تحت عنوان( تنازع الشرف والغرام) وقدمها للمسرح ، ثم تناولها نجيب حداد تحت عنوان (غرام وانتقام )، ثم توالت ترجمتها فيما بعد عشرات المرات.
الاقتباس والترجمة عن اللغة الإنجليزية:
لقد جاء الاقتباس عن اللغة الإنجليزية متأخرا ، وتحتل أعمال شكسبير مكان الصدارة في هذا المجال فقد كانت أول مسرحية تقدم على خشبة المسرح العربي هي روميو وجوليت عام 1891، ثم هاملت عام 1905، ثم عطيل 1908.
•هكذا نجد أن المسرح العربي اعتمد في بداياته اعتمادا كاملا على المسرح الأوربي وخاصة المسرح الفرنسي أولا ، ثم المسرح الإيطالي إلى حد ضئيل، ثم المسرح البريطاني إلى حد كبير فيما بعد.
المسرح النثري والمسرح الشعري
المسرح النثري الغنائي والجاد
•الشيخ سلامة حجازي
•سيد درويش.
•توفيق الحكيم
•جورج أبيض.
•عزيز عيد.
•نجيب الريحاني.
•يوسف وهبي.
المسرح الشعري
أحمد شوقي
•كتب أحمد شوقى سبع مسرحيات شعرية، ثلاث منها مستمدة من التاريخ، واثنتان مستمدتان من روايات شبه تاريخية، فقد تناول حياة القصور والملوك والملكات والولاة والأمراء من خلال مسرحياته:
• • مصرع كليوباترا
• • قمبيز
• • على بك الكبير،
•استمد تاريخ العرب من خلال مسرحيته:
• • عنترة
• • مجنون ليلى
لاتصالهما بشاعرين عربيين عنترة وقيس فضلاً عن المصادر الشعبية والأسطورية المتعلقة بهما.ثم كتب مسرحيتين اجتماعيتين هما:
• • البخيلة
• • الست هدى.
عزيز أباظة
كتب عزيز أباظة عشر مسرحيات:
• • العباسة.
• • شجرة الدر.
• زهرة.
• • الناصر.
• • شهريار.
• • قيصر.
• • قيس ولبنى.
• • غروب الأندلس.
• • أوراق الخريف.
• قافلة النور.
عبد الرحمن الشرقاوي
•لعبد الرحمن الشرقاوي سبع مسرحيات شعرية:
• • مأســـــاة جميلـــة (1962) .
• • الفتـــى مهـــــران (1966) .
• • تمثـــال الحـــــرية (1967) .
• • وطنـــى عكــــــا (1969) .
• • الحسين ثائراً والحسين شهيداً (1969) .
• • صلاح الدين والنسر الأحمر (1976).
• عرابى زعـــيم الفلاحين (1985) .
التراجم والسير في النثر العربي:
هي نوع من الأنواع الأدبية التي تتناول التعريف بحياة رجل أو أكثر ،تعريفا يطول أو يقصر،ويتعمق أو يبدو على السطح تبعا لحالة العصر الذي كتبت فيه الترجمة، وتبعا لثقافة كاتب الترجمة ومدى قدرته على رسم صورة واضحة ودقيقة من مجموع المعارف والمعلومات
التي تجمعت لديه عن المترجم له.
أقسام الترجمة:
الذاتي والغيري:
•الترجمة الذاتية: هي ما يكتبه الكاتب عن نفسه سردا للأحداث التي مرت به في حياته، مثال:
( الأيام لطه حسين)
•الترجمة الغيرية: هي ما يكتبه الكاتب عن غيره سردا للأحداث التي مرت بهم في حياتهم من الميلاد إلى الوفاة، مثال ( العبقريات لعباس محمود العقاد)
نشأة التراجم في الأدب العربي
• تعد السيرة النبوية أوسع ما في التراجم الإسلامية، وأقدمها ظهورا،فقد كانت المحور الذي تدور حوله حياة الإسلام ونشأته واتساعه وتطوره وانتشاره بالغزوات والفتوح.
ثم نشأت من بعد كتابة السيرة الترجمة لرواة الأحاديث النبوية فترجموا لهم تراجم وجيزة لم يكن القصد منها إلا بيان قيمة المحدث ومكانته من الإسناد. ويعد كتاب ( تاريخ البخاري) من أقدم الكتب التي ظهرت في هذا المجال:
الترجمة الذاتية:
•هل يستطيع إنسان أن يكتب عن نفسه ما لا يود أن يراه الناس منه ويعرفوه عنه؟
•هل يستطيع إنسان أن يبدي نفسه للناس على سجيته من غير أن يرمم العيوب التي لا يحب أن يطلع عليها غيره؟
•هل تستطيع الترجمة الذاتية أن تسعفنا بما نود استحضاره من ذكريات ماض قديم؟
• تلك الأسئلة هي ما شغلت الباحثين في هذا المجال..
أقدم التراجم الذاتية:
لعل من خلق العربي ألا يتحدث عن نفسه بقوله : أنا ، ومن العجيب أن ذلك يجوز للشاعر ولا يجوز للكاتب. وإن أقدم ما وصل إلينا من تراجم ذاتية ترجمة الشاعر ”عمارة اليمني“ فقد كتب عن نفسه ترجمة ذاتية في كتابه ( النكت العصرية) ، وهناك بعض التراجم الذاتية الأخرى من مثل ترجمة ابن سينا لنفسه، وترجمة السيوطي لنفسه في كتابه حسن المحاضرة،ولسان الدين بن الخطيب في كتابه ، نفاضة الجراب، وابن خلدون في كتابه التعريف وغيرهم.
التراجم الذاتية في الأدب العربي الحديث:
•(الأيام) لطه حسين
•(حياتي ) لأحمد أمين
•(قصة حياة) لإبراهيم عبد القادر المازني.
•(سبعون) لميخائيل نعيمة.
•(أنا ) لعباس محمود العقاد.
•(قال الراوي) لإلياس فرحات.
•(حياة طبيب) للطبيب العالمي نجيب محفوظ.
•(قصة حياتي) للدكتور مصطفى الديواني.
•(مذكرات طالب بعثة) للدكتور لويس عوض.
ما الفرق بين التراجم والسير؟
• ليس في الفروق اللغوية ما يبين الفرق بين التراجم والسير على وجه التحديد، إلا أن الاصطلاح والاستعمال هما صاحبا الفتوى في ذلك ، فقد جرت عادة المؤرخين أن يسموا الترجمة بهذا الاسم حين لا يطول نفس الكاتب فيها، فإذا ما طال النفس واتسعت الترجمة سميت سيرة.
أول استعمال للفظة السيرة
إن أول ما استعملت لفظة السيرة كانت في سيرة الرسول(ص)، وقد سمي المؤلفون فيها بأصحاب السير. •وفي أواخر القرن الثالث الهجري ألف أحمد بن يوسف الداية كتابا تحت عنوان ( سيرة ابن طولون)، ولعل هذه هي أول مرة ينتقل فيها استعمال لفظة ( السيرة) من سيرة النبي إلى سيرة غيره من الرجال.
الأمثال والشذور في النثر العربي
متي عرفت الأمثال؟
•الأمثال قديمة في أدبنا، تولّى جمعها أكثر من كتاب واحد ،جمعها وحكى حكايتها.، أما أدبنا الحديث فلم يعرفها، باعتبارها نوعا أدبيا مستقلا،إلا على يد المهجريين.
أمين الريحاني:
يعد الكاتب أمين الريحاني هو أول من لفت الأنظار في الكتابة عن الشذور والأمثال في الأدب العربي الحديث فقد نشر مجموعة من هذه الأمثال والشذور تحت عنوان:
( بذور الزارعين) ، وقد تأثر به مجموعة من الكتاب صاروا على دربه فكتبوا في هذا المجال.
جبران خليل جبران•
تأثر جبران خليل جبران بأمين الريحاني فأصدر كتبا باللغة الإنجليزية قصرها على الأمثال،وهي:
( السابق) و( المجنون ) و(رمل وزبد)
وقد قام بترجمة بعض هذه الأمثال إلى العربية ووضعها في كتاب ( حفنة من رمال الشاطئ)ثم ألف كتابه الشذور الذي وضع فيه أمثالا وشذورا كثيرة.
ميخائيل نعيمة:
•تأثر ميخائيل نعيمة بأمين الريحاني وبجبران خليل جبران ،فكتب كتابا أسماه :
( كرم على درب) وقد وضع فيه أمثالا وشذورا كثيرة .
وقد كان كل من جبران ونعيمة متأثرين في أمثالهما وشذورهما بأمثال التوراة، وعظات السيد المسيح في الإنجيل ، وبالحكم التي تحفل بها كتب الأديان الشرقية، وببعض ما كتبه الغربيون في هذا المجال إضافة إلى تأثرهما بكتاب كليلة ودمنة الذي استمد رموزه من عالم الحيوان.
طه حسين:
• كتب طه حسين كتابه ( جنة الشوك) والذي ضمنه أمثالا وشذورا كثيرة.
ولكن النقاد أجمعوا أن ما كتبه طه حسين لا يدخل في دائرة الشذور والأمثال بل يغلب عليه أن يكون نوعا من النقد الاجتماعي وقد التزم فيه لازمة حوارية طريفة لعلها علقت بنفسه من أسلوب التعليم الذي درج عليه في الأزهر.
من شذور جبران خليل جبران:
(أيها الكون العاقل المحجوب بظواهر الكائنات، الموجود بالكائنات وفي الكائنات وللكائنات! أنت تسمعني لأنك حاضري ذاتي. وإنك تراني لأنك بصيرة كل شئ حي. ألق في روحي بذرة من بذور كلمتك، لتنبت قصبة في غابتك، وتعطي ثمرا من أثمارك. آمين)
• تبدو هنا عقيدة الكاتب بوحدة الحياة والموت والتناسخ.
رأيه في التمدن:
(عندما يجوع المتوحش يقطف ثمرة من شجرة ويأكلها،وعندما يجوع المتمدن يشتري ثمرة ممن اشتراها ممن اشتراها ممن قطفها من الشجرة).
شذوره الدعائية:
(أحمدك ربي لأنك وضعت في قلبي ما لا يحيط به بياني. أحمدك ربي لأنك علمتني أن أقول الحق بدون زلاقة، وأن أصمت أمام الحق بدون خجل. أحمدك ربي لأنك وضعت بين شفتي التصريح بدلا من التلميح).
تعليـــق
إن أمثال وشذور جبران خليل جبران، في مجملها حكم لا تخلو أحيانا من عمق ودسامة مردهما إلى تكثيف الفكرة، أو عمق النظرة.يقول مثلا: ( قد يكون في استصعابنا الأمر أسهل السبل إليه)
وبعض هذه الأمثال يطلق للخيال العنان لأنه صورة حارة قائمة في الخيال، يقول:
( دموع الشفقة في عينيك كواكب تتلألأ في صدر الأبدية)
من شذور خليل نعيمة:
يقول ميخائيل نعيمة في مقدمة كتابه: كرم على درب:
(كرمي على درب، فيه العنب وفيه الحصرم. فلا تلمني يا عابر السبيل إن أنت أكلت منه فضرست)
تعد شذور ميخائيل نعيمة خلاصة مركزة لأفكاره الفلسفية كلها، فقد جمعها وهو على أبواب الستين من عمره، بعد أن اختمرت عقيدته واتضحت معانيها:
يقول:
• تاه من لا دليل له من نفسه.
•كيف يبصر الذين عيونهم مفتوحة أبدا؟.
•أقرب ما تكون مني أبعد ما تكون عن نفسك؟
•ابتعدت عن الناس لأقربهم مني.
•عناصر الكون أربعة م. ح .ب. ة، يجمعها العنصر الفرد أنا.
•جارك من جاورت قلبه.
•عجيب لمن يغسل وجهه مرات في النهار، ولا يغسل قلبه ولو مرة واحدة.
ما الذي يراه نعيمة من خلال شذوره?
• يرى نعيمة أن الحقيقة الأصيلة تكمن في النفس؛ فمنها ينبع كل شئ.
• ويرى أن بابتعادنا عن الناس نقترب من أنفسنا.
• ويرى أن المحبة هي ناموس الوجود، فهي تلغي الأبعاد ؛ وتغني الحياة، وتغسل القلب.
يقول ( كلما وضعت يدي في يد ما لمستها من قبل قلت: تبارك الله، فتح جديد، وكنز لا نفاد له)•
• ويرى نعيمة أيضا أن الحياة دورة لا تنتهي أبعادها، ويراها يغتذي بعضها من بعض، يقول:
(أعد الأموات الذين التهمتهم فما أحصيهم، وأعد الأحياء الذين التهموني فما أحصيهم، ثم أعدّني فإذا بي واحد لا غير)
•والإيمان عنده لا يحلل يقول:
( كسرت قلمي مرتين: مرة عندما حاولت أن أحلل إيماني بالله، وأخرى يوم حاولت أن أحلل إيماني بنفسي.أما اليوم، فقد جمعت كسر قلمي وجبرتها، فعاد قلمي أقوى مما كان، وهو في شغل عن التحليل بالتسجيل))
من شذوره في نقد الإنسان والمجتمع:
•درست القانون لأعرف كيف تغزل الخيوط التي منها تحاك أكفان الحق والعدل.
•كيف تعرف عيبا ليس فيك؟
•لا ينبذ الناس خرافة إلا ليعتنقوا أكبر منها.
•الكبرياء والذل توأمان متلاصقان.
•للحسود ألف عين، ولكن في كل عين ألف جمرة.
لم يتبع نعيمة في أمثاله وشذوره كلها أسلوب الحكمة القصيرة المركزة، بل تفنن في الأساليب فكان يستخدم أحيانا الحكاية والتي أسماها
الرواية الموجزة).
تأثر نعيمة بالأمثال القياسية الكثيرة التي كان يضربها السيد المسيح لتلامذته وحوارييه، ليقرب معانيه إلى أذهانهم.
استخدم أسلوب الحوار، وفي أحيان كثيرة كان يأتي بالحوار على لسان الأشياء والحيوانات.
يقول: ( تعاتب الوتد والطنب، فقال الوتد ما ذنبي إليك حتى لتكاد تخنقني؟ فأجابه الطنب بل ما ذنبي أنا حتى لتكاد تقطعني؟اعتقني فأعتقك . وعندما جاء صاحب الخيمة مكّن الوتد وشد الطنب، وانطلق إلى الصيد)
من شذوره في الأدب والنقد :
- - أما سمعت بالذي طبخ القاموس وأكله ليصبح كاتبا؟ لقد مات المسكين بعسر الهضم، وما استطاع أن يكتب حتى وصيته.
- - كم من ناس صرفوا العمر في إتقان فن الكتابة ليذيعوا جهلهم لا غير.
- - يا للعجيبة أزرع قلبي على الورق فينبت في صدور الناس.
سمات أسلوب ميخائيل نعيمة:
- - تأثره بالإنجيل، يقول: إذا سمعت بخيلا يذكر الله فاعلم أنه يعني ماله لا غير،.فهذا القول متأثر به بقول السيد المسيح
لا يقدر أحد أن يخدم سيدين؛لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال)
- - تأثره ببعض أمثال متصوفة الإسلام، يقول: رب صلاة أفسدت صلوات، فهذا من قول رابعة العدوية
استغفارنا يحتاج إلى استغفار).
- تأثره ببعض الحكم المعروفة الشائعة، مثل قوله:ما دمت تنعت الصخر بالبكم والصمم دامت حجارة بيتك تفشي أسرارك لمن هو أرهف سمعا منك. فهذا من قول الفرنسيين: ( إن للجدران آذانا مرهفة).
- تأثره بأقوال بعض الأدباء العرب، يقول: مر من أمام شبّاكي موكب جنازة فقلت رحمة الله عليه أو عليها.وعقب الجنازة موكب عرس، فقلت: رحمة الله عليها .
فهذا من قول أبي العلاء المعرّي:
غير مجد في ملتي واعتقادي نوح بـاك أو ترنـم شـاد
وشبيه صوت النّعي إذا قيـ س بصوت البشير في كل ناد
- يجعل نعيمة من المثل أحيانا أسلوبا للتعبير عن فكرة صغيرة أو صورة،دون أن يقصد على الرمز أو التمثيل، كأن يقول:
سألت راعي معيز أقعدته الشيخوخة عن العمل: ما أجمل ما شهدته في حياتك؟ فأجابني: أمس رأيت حفيدي الصغيرين يرعيان جديين فيُحنيان لهما ضغار الشجر ليأكلا أوراقها. ذلك أعذب ما شهدته في حياتي، فقد عشت صباي مرتين.
- تأثره بالصلوات الصوفية المعروفة، والتي نجد صداها عند الشاعر الهندي طاغور،يقول نعيمة:
ربي ما فتئت تقرع بابي حتى فتحت لك، وكان بيتي بغير ترتيب، فيه الغبار وفيه العناكب، فما أنفت من الدخول، ولا أنّبت ، ولا صبغت وجنتي بحمرة الخجل منك. وهأنذا منذ دخلت بيتي دائب في تنظيفه وترتيبه. والغريب أنني ما بقيت أذكر زمانا كنت فيه وحدي؛ فكأنك كنت دائما معي وداخل بيتي
مما سبق:
يتضح مما سبق أن المهجريين هم الذين شقّوا هذا السبيل، وقد التقطوا بذور هذا النوع الأدبي من الإنجيل والتوراة وتعاليم الحكماء وأقوالهم في جميع الأمم،منذ قديم الزمان، لما يسع من قوة التمثيل والإيحاء والتوجيه، كما نرى أن الشذور والأمثال من الأشكال الأدبية التي تتسع للرمز، والإيجاز والطرافة ، وكثافة الفكرة والإحساس، واختمار التجربة الإنسانية فيها.
وقد كان هذا هو أقصى ما وصل إليه النثر العربي الحديث من قدرة التركيز مع بلاغة الأداء