بيروت - 'القدس العربي' سجّل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في جولته
التفقدية للجبهة الجنوبية، تأكيدًا على مضي لبنان الرسمي قدما بخطة تسليح
الجيش اللبناني وتعزيز قدراته العسكرية حسبما جاء في البيان الوزاري
للحكومة، خصوصا في ظل المعطيات والمستجدات الأخيرة التي أكد خلالها الجيش
الوطني تصميمه على عدم التنازل عن دوره الأساس في الدفاع عن لبنان وسيادته.
وقد
استهل الرئيس سليمان جولته الجنوبية يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير
الدفاع الوطني الياس المر ورئيس الاركان اللواء شوقي المصري ومدير
المخابرات العميد ادمون فاضل من مقر قيادة اللواء الحادي عشر في كفردونين -
قضاء بنت جبيل، حيث وصلها على متن المروحية الرئاسية.
وكان في
استقباله قائد منطقة العمليات في جنوب الليطاني العميد خليل المسن والقائد
العام لقوة 'اليونيفيل' الجنرال ألبرتو أسارتا وقائد اللواء الحادي عشر
العميد الركن صادق طليس وأركان اللواء وقادة الوحدات المنتشرة في الجنوب.
ثم رأس سليمان اجتماعاً استمع خلاله الى تفاصيل عن حادث العديسة وأعطى
توجيهاته بضرورة زيادة التنسيق بين 'اليونيفيل' والجيش لتطبيق القرار 1701.
ثم انتقل رئيس الجمهورية والوفد المرافق جواً الى بلدة العديسة - قضاء
مرجعيون حيث استقبله النائب علي فياض عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' ورؤساء
بلديات المنطقة. وعاين مكان استشهاد الجنديين اللبنانيين والصحافي عساف أبو
رحال.
والتقى سليمان الجنود المنتشرين في تلك المنطقة، قبل أن ينتقل
الى الطيبة حيث تعرّض ايضاً مركز للجيش للقصف الاسرائيلي. وقد أعطى سليمان
التوجيهات اللازمة للعسكريين بـ'ضرورة التصدّي لأي خرق كان من قبل العدو
الإسرائيلي، وعلى ضرورة التنسيق مع قوات الطوارئ الدوليّة من أجل حسن تطبيق
القرار 1701'.
وهنأ الرئيس سليمان جنود وضباط الكتيبة التابعة للّواء
الحادي عشر المتمركز في المنطقة، مؤكدًا أنّ 'الدولة ستقوم بتسليح الجيش
لكي لا يبقى ضعيفاً بإمكانياته امام إمكانيات العدو الهائلة، لأن مسؤوليّة
الدفاع عن الأرض هي للجيش الوطني'، مشيراً إلى أن 'الدولة ستتعاون مع الدول
الصديقة والشقيقة لتسليح الجيش بالمعدات العسكريّة المتطوّرة'.
وإذ
أشار إلى أنّ 'الاسرائيلي يقوم الآن بحملة لمنع تسليح الجيش'، قال سليمان:
'نحن لا نستطيع الزام أي دولة أن تقدّم لنا هبات، ولكن ليس للدول الصديقة
الحق بعدم بيعنا السلاح لأنّ ذلك سيتحول موقفاً سياسياً، فنحن نريد السلاح
للدفاع ولا نطلب صواريخ عابرة أو عالية الدقة أو تدمير شامل، بل نحن نطلب
أسلحة دقيقة تمنع الطائرة المعادية من ضرب المراكز وسقوط شهداء، نريد
سلاحاً مضاداً للطائرات، ونحن في البيان الوزاري وضعنا بنداً ينص على إقرار
خطة تسلح للجيش وننتظر الخطة لإقرارها، وأنا أستعجل وصولها، وأطلق حملة
مضادة للحملة الاسرائيلية، وأدعو الدول الصديقة لمساعدة الجيش اللبناني اذا
كان صحيحاً أنّ همها دولة اسمها لبنان'.
وأكد رئيس الجمهورية 'أنّ
حملة تسليح الجيش ستبدأ ومجلس الوزراء سيتخذ قراراً حول إقرار خطة ثلاثيّة
أو خماسيّة'، مشدداً على أن 'إسرائيل لا يمكن أن تستفرد بالجيش اللبناني'،
وأضاف: 'في الماضي كانوا يستفردون بالمقاومة ويقولون إنّها غير شرعيّة،
اليوم هناك شرعيّة متمثّلة بالجيش وكل لبنان يقف وراء هذا الجيش'.
تجدر
الاشارة الى ان الولايات المتحدة وعدت بتزويد الجيش دبابات أم 60 قبل أن
تبدأ اسرائيل حملة لمنع تسليح الجيش خشية وقوع الاسلحة بيد حزب الله .
وعلى
الخط الروسي سيتسلّم لبنان قريباً جزءاً من الطوافات العسكرية الروسية
التي كان اتفق مع موسكو على تزويده بها بدلاً من طائرات ميغ 29، اما على
الخط الفرنسي فالاتصالات متواصلة لتزويد الجيش بمروحيات جديدة مجهزة
بالصواريخ.
وبعد يوم واحد على جولة الرئيس سليمان، كثّفت قوات الإحتلال
الإسرائيلي تحركاتها وشوهدت امس تنفّذ إستنفاراً عالياً في موقع العبّاد
حيث إستقدمت إلى الموقع ست آليات من نوع 'ميركافا' وعدد من المدافع التي
وجّهتها نحو بلدتي مركبا وحولا اللبنانيتين، فضلاً عن إستنفار طواقم خمس
دبابات إسرائيلية أيضًا في وادي هونين.
وفي مستعمرة مسكافعام
الإسرائيلية، توقفت ثلاث آليات إسرائيلية قرب منطقة المواجهات التي حصلت
الثلاثاء الماضي مع الجيش اللبناني، وشوهد عناصرها يراقبون حركة السيارات
على طريق العديسة.
في المواقف من المواجهة بين الجيش اللبناني والقوات
الاسرائيلية، رأى رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد أن 'ما حصل
في العديسة هو تعبير عن إرادة المقاومة والتصدي التي باتت جزءًا من عقيدة
هذا الجيش'، لافتًا إلى أن 'كل الحسابات من الآن وصاعدًا سوف تبنى على أن
الجيش اللبناني مستعد لخوض المواجهات مدعومًا باحتضان الشعب اللبناني
ومؤازرة المقاومة في لبنان وهذا تكريس فعلي لمعادلة تكامل الجيش والشعب
والمقاومة في مواجهة العدوان الاسرائيلي'. وخلال إحتفال تربوي في بلدة
الشرقية، قال 'لا داعي لنكرّر ونقول بأن المقاومة اليوم في أعلى جهوزية
لها، والتي تستطيع من خلالها أن تتصدى لكل حماقة إسرائيلية يمكن أن يقدم
عليها عدونا، ولعلّ ما نشهده من محاولات لإثارة الوضع الداخلي أو إفتعال
بعض الملفات الداخلية في ساحتنا ليس إلا دليلاً على مدى الإحراج الذي يبلغه
العدو في هذه المرحلة والذي لا يمكنه من أن يُقدم على أي حماقة طالما هناك
جهوزية تامة للمقاومة'.
وحيا نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات
اللبنانية النائب جورج عدوان تضحيات الجيش اللبناني الذي أثبت ان لديه قدرة
وعنفوان وكرامة للتصدي لاسرائيل و ليس لديه اي استعداد للتفريط باي شبر من
ارض لبنان، معتبراً 'ان مشهد المواجهة بين الدولة اللبنانية الممثلة
بجيشها من جهة و اسرائيل من جهة اخرى هو نقطة قوة، على لبنان ان يستفيد
منها لانها تحرج اسرائيل امام العالم والرأي العام الدولي'.
ويتزامن
تأييد قوى 14 آذار لتولي الجيش مسؤولية الدفاع عن لبنان مع استمرار الخلاف
حول الاستراتيجية الدفاعية ومستقبل سلاح حزب الله.وتعتبر مصادر في 14 آذار '
ان تسليح الجيش يجب ان يتقدم كل جهد آخر'، وقالت 'اشار الرئيس سليمان الى
ان للبنان الحق في ان يمتلك سلاحاً مضاداً للطائرات، نحن نقول اكثر ان
للجيش اللبناني الحق في امتلاك قوة صاروخية كبيرة شبيهة بتلك التي يمتلكها
'حزب الله' كي يتمكن في اقرب وقت من أن يصبح وحده على الارض، فيجري حل
الجناح العسكري والامني لـ'حزب الله' في شكل منطقي ومعقول'.
واضافت 'إن نجاح خطة تسليح الجيش سيعيد مهمة حماية لبنان الى الشرعية'.
وكان
رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أكد 'ان الجيش
اللبناني يختزن ما يكفي من القدرات العسكرية للدفاع عن لبنان'، ونوّه بما
قام به الجيش في قرية العديسة،وسأل ' لماذا يريد السيد حسن نصرالله ان
يسابق الجميع دائماً؟ عندما اعلن انه سيقطع الايدي الاسرائيلية اذا اعتدت
على الجيش، فالجيش قادر على قطعها، لان اسرائيل تخاف من الجيش اللبناني
اكثر مما تخاف من 'حزب الله'، لأنه في اي صراع مع الحزب سيكون كل العالم
معها، لكنه لن يكون كذلك في اي صراع مع الجيش اللبناني'.