حمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله ,,, وبعد
فإن ديننا الإسلامي هو دين الأخلاق فهو معين لا ينضب من المثل والقيم النبيلة والتعاليم التي ترشد إلى محاسن الأخلاق وترغب في التحلي بها بل وتعلق عليها الأجر الجزيل من رب العالمين قال صلى الله عليه وسلم ( ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق ... ) الترمذي وقال حسن صحيح وقال صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ... ) الترمذي وقال حسن صحيح وعندما سئل المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، قال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) الترمذي وقال حسن صحيح وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم خير قدوة في التحلي بمحاسن الأخلاق قال عنه أنس بن مالك رضي الله عنه ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا ) متفق عليه بل وصفه رب العالمين بأعظم وصف فقال سبحانه { وإنك لعلى خلق عظيم }.
وبناء على ذلك فإن أعظم ما يساعد المرء على التحلي بحسن الخلق تربيته وتنشئته على مكارمها منذ نعومة أظفاره إذ أن الطفل الذي ينشأ على الأدب وحسن المنطق وجميل المعاشرة مع من حوله سوف تكون الأخلاق الحسنة ثوبا يتحلى به في صباه وعطرا في كبره يفوح شذاه .
وعليه فهاكم أيها الآباء والمربون جملة من الوصايا والتوجيهات علها أن تسهم في النهوض والرقي بأبنائنا صعدا في سلم الأخلاق فيسعدوا في دنياهم ويفوزوا في أخراهم : ـ
1.غرس الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة في نفوس الأطفال وتحبيبها إليهم من خلال الحديث عن الأخلاق ونظرة المجتمع لمن حسنت أخلاقهم وما أعده الله لهم يوم القيامة من النعيم .
2.ربط الطفل بالقرآن والذي هو معين الأخلاق من خلال عرض القصص الواردة في القرآن الكريم و بيان سمو أخلاق الأنبياء والمرسلين في دعوتهم إلى الله .
3.تعريف الطفل بجوانب من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وإبراز جانب المثالية في أخلاقه عليه الصلاة والسلام وبذلك تقوى محبته صلى الله عليه وسلم في نفوس أطفالنا ويعظم الاقتداء به .
4.القدوة الصالحة المتمثلة في الوالدين هي حافز حقيقي يساعد الطفل على تطبيق ما يقرأ ويسمع عن مكارم الأخلاق خصوصا وأن سن الطفولة هو سن التقليد والمحاكاة والتأثر بالآخرين سلبا وإيجابا .
5.البيئة لها تأثيرها الكبير على الطفل من خلال ما يسمع ويشاهد فيجنب أصدقاء السوء وسماع المعازف ومساوئ الإعلام الهابط وأفلام الكرتون والألعاب الإلكترونية التي تؤثر على العقائد والأخلاق .
6.إن في تشجيع الطفل والثناء عليه والضرب على كتفيه أو إهداءه هدية عند قيامه بعمل فيه دلالة على حسن خلقه هي شهادة يفرح بها كثيرا فتقوى ثقته بنفسه مما يعينه على الثبات .
7.الأنشطة التربوية والمسابقات الهادفة والخالية من المحاذير لها أكبر الأثر في إثراء روح التنافس لدى أطفالنا يتربون من خلالها على التعاون والإيثار وتضمر لديهم الأنانية وحب التملك والميل إلى العزلة .
8.من أفضل وسائل تربية الطفل على الأخلاق الفاضلة اتخاذ مؤدب متمرس أو مدرس يحسن التربية أو إشراكه في حلقة تحفيظ للقرآن الكريم .
9.تربية الطفل على مراقبة ا لله جل وعلا وأنه سبحانه مطلع علي تصرفاته ينمي في الطفل محاسن الأخلاق حتى في خلواته .
10.إن في إعطاء الطفل الفرصة واختبار قدراته بالاعتماد عليه أو إشراكه في أمور الحياة كاستقبال الضيوف والتخاطب معهم أو مرافقته في الجمعة والجماعة والمناسبات أو التسوق والبيع والشراء وسؤاله عن رأيه والحوار معه ومن ثم تشجيعه وتقويمه حل لكثير من الإشكالات التي يعاني منها الآباء والمربون والمجتمع .
11.إن مما يعين الطفل على محاسن الأخلاق نجاحاته في الحياة وعدم تعريضه للمواقف التي نعلم أن فيها إهانة له ومن ذلك على سبيل المثال الحرص على الجد والاجتهاد في دراسته وعدم تعريضه للعقوبات بسبب الإهمال أو التأخر عن الدوام المدرسي .
12.إن توبيخ الطفل وكثرة اللوم له واستخدام أسلوب الشدة والرمي بالألقاب السيئة والمقارنة بينه وبين إخوته لها مردود سلبي على الطفل في جوانب كثيرة فضلا عن أنها سوء خلق من المربي نفسه .
13.على المربي ألاستفادة من المواقف اليومية في الواقع والتعليق عليها والتربية من خلالها فإنها صورة حيه وتجربه ميدانية للطفل
وختاما ... فإنه لابد من تبادل الأدوار بين كل من الأب والأم في المنزل وكذلك بين الوالدين من جهة والمربين من جهة أخرى وذلك للارتقاء بأبناء الأمة وتربيتهم التربية الإسلامية الحقة و تضافر الجهود في تحقيق ذلك والشعور بعظم المسؤولية وثقل الأمانة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد