التضامن الاجتماعي والمسؤولية العامة
للإسلام طريقة ناجحة في توثيق أواصر المجتمع، ودمج أفراده بعضهم ببعض، وتوحيد صفوفهم، وتعاضدهم، وتكاتفهم.. وإيجاد الحب والوداد والأخوّة بينهم، ونبذ الحزازات والفوارق وراء ظهورهم، فإن الإسلام يأمر الناس بما يقرب الناس من بعضهم، ويشيع فيهم الحب والإخاء والرحمة.. وينهى الناس عن أعمال تسبب التفرقة وتوجد البغضاء والشحناء والمهاترات بين أفراد المجتمع الواحد.
وفي نفس الوقت يصبُّ الإسلام الأوامر والنواهي في قالب ينسجم مع العقل ويحرّك العاطفة البشرية، وبذلك يتم تطبيق الأوامر والنواهي بكل بساطة وسهولة.
لقد أوجب الله تعالى «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» باعتبار أن المسؤولية العامة والتضامن الاجتماعي من الأصول الأساسية للمجتمع الديمقراطي الإسلامي، يقول القرآن الكريم مشيراً إلى هذه الحقيقة
ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وفي آية أخرى يقول سبحانه
كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) .
فالآثار الاجتماعية المترتبة على هذه المسؤولية العامة والتضامن الاجتماعي هي كثيرة وتكون لخير الإنسانية ولصالح المجتمع الإسلامي:«فالناس بخير ما تذاكروا وتشاوروا وتواصوا وتعاونوا، فإذا فرطوا في شيء من ذلك فقد تولاّهم شرارهم فلا تستجاب فيهم دعوة الأبرار».