عبّاس ناصر: تحدث إلى لين
وجـاد مسـاء الأحـد تكـراراً
|
الزميل عباس ناصر |
|
|
|
|
|
لم ترتح الزميلة فاطمة ناصر، زوجة الزميل عباس ناصر، لاتصالات زوجها
المتكررة مساء أمس الأول. كان يطالبها بالتحدّث مع ابنته لين (خمس سنوات)
تارة، ثم يتصّل طالبا التحدث مع ابنه جاد (سنتان) طورا.
تقول الزميلة في قناة «العالم» إن عبّاس كان كمن «يشعر بأنه سيصل إلى
مكان يصبح فيه الاتصال مستحيلا».
وتؤكد فاطمة أن عباس «كان، قبيل مغادرته، متيقناً أنه لن يسمح لهم
بالدخول إلى غزة»، وسعى إلى طمأنتها قائلا إنه «بناء عليه، فإننا لن نمكث
أكثر من أسبوع». هل كان مضطرباً؟ تجيب فاطمة: «نعــم. لقــد تلمســت هــذا
الأمــر مــن تصرفاتــه».
صباح أمس، اتصل زملاء عباس بزوجته وأخبروها أنه بخير. بيد أن فاطمة
سألتهم: «هذه معلومات أم استنتاج؟»، فأخبروها أن المعلومات المتوافرة لديهم
هي أن أفراد فريق «الجزيرة» العربي والأجنبي بخير.
وقد تمكنّ الزميل غسان بن جدّو من الاتصال بالزميل ناصر ظهرا الذي
طمأنه أنه بخير وأنه وزملاءه سينقلون إلى أسدود وأن لا شيء واضحا بعد ذلك.
وكان قد تمكّن صباحا، وقبل اعتقاله وزملاءه، من التحدث مباشرة عبر هواء
الجزيرة «خلسة» كما قال، شارحا ما كان يجري على متن «مرمرة».
والزميل عباس نـاصر من مواليد الخامس من كانون الأول العام 1976، درس
علم الاجتماع ودخل إلى مجال الإعلام عن طريق الصدفة.
كتب خلال دراسته الجامعية مقالات كانت الخطوة الأولى لدخوله المجال
الإعلامي الذي أحبّه.
في العام 1997 انضم إلى قناة «المنار» التي علمته المهنة، على ما يقول،
كما أنها احتضنت «ميوله الدينية والسياسية». وعن تجربته فيها التي استمرت
حتى منتصف العام 2003 يقول إنها أعجبته لأنه أحسّ هناك «بعمق الأسرة
الواحدة».
بين العامين 2002 و2005 عمل مراسلا لإذاعة البحرين، وفي العام 2003
انضمّ إلى قناة «العالم» التي غادرها في الأول من كانون الثاني العام 2004
لينضّم إلى فضائيّة «الجزيرة»، حيث كان مراسلها في طهران قبل انتقاله إلى
لبنان.
وقد تميّز الزميل ناصر خلال تغطيته لحرب العام 2006 حيث بدأ بتغطية
الضاحية الجنوبية الأيام العشرة الأولى للحرب، انتقل بعدها إلى الجنوب. وفي
منطقة مرجعيون، تعرضت سيارته لغارات حربية.
ويشرح أنه خلال تغطية الحرب «دمعت عيناي في قانا. قانا كانت الرسالة
الأصعب التي نقلتها إلى المشاهدين عبر «الجزيرة».
أمّا عن تأثير تلك الحرب عليه فقال «أحسست بأن إسرائيل كانت تقاتل
للمرة الأولى، وتدخل حربا حقيقية للمرة الأولى. فهي كانت دائما في السابق
تقصف الأراضي العربية وتدخلها بسهولة، أما في هذه الحرب فكانت تقصف وتقصف
ولا تستطيع أن تدخل حتى عيتا الشعب، البلدة الصغيرة. والأهم أن الصورة
الأسطورية التي كانت تصبغ إسرائيل ربما انتقلت بشكل أو بآخر لتصبغ مقاتلي
«حزب الله». نحــن لم نستطع رؤية رجــال «حزب الــله» على الإطلاق منذ
بداية الحرب وحتى نهايتها، وهذه مسألة ليست بسيــطة.. لا تستطيع قوة أن
تختفي أمام الجميع وتقاتل إسرائيل بهذه الكفاءة».