خربة قزازة
خربة
قزازة تعرف هذه القرية العربية باسم رمل زيتا نسبة إلى الأرض الرملية
الممتدة في الشمال الغربي من قرية زيتا، وتقع إلى الشمال الغربي من طولكرم
إلى الشرق من الخضيرة. ويمر بطرفها الشرقي كل من خط سكة حديد وطريق طولكرم
– حيفا. وترتبط بالقرى المجاورة بدروب ممهدة.
نشأت
قرية خربة قزازة فوق بقعة رملية من الأرض المنبسطة في السهل الساحلي
الشمالي على ارتفاع يراوح بين 30 و 40 م عن سطح البحر. وتتألف من بيوت
مبنية من اللبن والإسمنت والحجر. ويتخذ مخططها شكلاً مبعثراً، إذ تقوم
معظم البيوت في وسط المزارع. ومعظم سكانها من أهالي قرية زيتا الذين شيدوا
بيوتاً لهم في مزارعهم الممتدة فوق الرمال. وتكاد تخلو القرية من المرافق
والخدمات العامة، باستثناء بعض الدكاكين الصغيرة بين البيوت. ويشرب أهالي
القرية من مياه الابار.
مساحة أراضي هذه القرية 14,837 دونماً منها 300 دونم للطرق والودية، و 1,453 دونماً تسربت إلى الصهيونيون.
ويزرع
في أراضي رمل زيتا الحبوب والخضر والبطيخ وغيرها. وقد غرس البرتقال في 130
دونماً منها 126 عرسه العرب. وتعتمد الزراعة على مياه المطار وبعض الآبار
التي تروي بساتين الخضر والحمضيات. ويعمل معظم السكان في الزراعة وتربية
المواشي.
كان في
خربة قزازة نحو 840 نسمة في عام 1945، وازداد عددهم إلى القرية 1,000 نسمة
عام 1948. وقد تعرضت هذه القرية للعدوان الصهيوني عام 1948 فتشرد سكانها
العرب وهدمت بيوتها. وقد امتدت مباني مدينة الخضيرة الصهيونية فوق أراضي
هذه القرية العربية.
تقع
في أراضي القرية شرقي الخضيرة خربة تل دور التي كانت في العهد العثماني
قرية عامرة من أعمال حيفا، ولكنها اندثرت أيام الانتداب البريطاني على
فلسطين. وهي موقع اثري يحتوي على تلال من الأنقاض.
خربة اللحم
خربة اللحم من أراضي قرية قطنة، وهي واقعة بين قريتي بيت عنان وقطنة من أعمال القدس.
كانت
سريّة من كتيبة المشاة الولى من الجيش الأردني قد احتلت معسكر الرادار
المواجه لمستعمرة الخمس صباح يوم 26/5/1948 وتمركزت فيه. وأصبح على يمينها
قريتا قطنة وبيت عِنان، وكان باقي الكتيبة يتمركز في قرى بيت سوريك،
والنبي صموئيل، وبّدو، والقبيبة من أعمال القدس لمنع أي تقدم للقوات
الإسرائيلية من هذا الاتجاه لتهديد الطريق الرئيس بين رام الله واللطرون،
والطريق الرئيس بين رام الله والقدس، وهما حيويان وهامان لقوات الجيش
الأردني العامة في كل من باب الواد والقدس.
في
أوائل الهدنة الأولى استلمت كتيبة المشاة الخامسة من الجيش الأردني
المواقع الآنفة الذكر من كتيبة المشاة الأولى. وبعد استئناف القتال يوم
9/7/1948 عاد الإسرائيليون إلى تركيز هجماتهم على مواقع الجيش الأردني في
منطقة اللطرون وباب الواد لفتح طريق القدس . وشمل ذلك محاولات التقدم
لاحتلال التلال المرتفعة باتجاه خربة اللحم والقبيبة بقوات على مستوى
السرية أحياناً لتهديد مواقع باب الواد من الخلف وتهديد معسكر الرادار
وبالتالي النفوذ إلى طريق رام الله – اللطرون.
وفي
ساعة مبكرة من صباح يوم 17/7/1948 تقدمت سرية إسرائيلية مؤلفة من 69 شخصاً
من ناحية مستعمرة الخمس فتصدى لها حوالي عشرين من مناضلي قرية بيت عنان
فتغلب عليهم وقتلت منهم إثنين. ولما وصلت إلى خربة اللحم تصدى لها فلافون
مناضلاً من قرية قطنة والقبيبة وبيت دقو بقيادة فخري إسماعيل، واشتبك
الفريقان. وأرسل المناضلون أول إنذار لإبلاغ الكتيبة الخامسة بأمر العدو
بواسطة أحد الأشخاص، إذ لم يكن هناك اتصال مرتب مع المناضلين، فأرسلت
الكتيبة الخامسة فئة مشاة لمساندة المناضلين من تل القبيبة بنيران
رشاشاتها ومدافع الهاون عيار 2 بوصة.
وأطبق
المناضلون على القوة الإسرائيلية في خربة اللحم وأخذوا يقتحمون مواقعها،
وتمكنوا خلال ساعات قليلة من إبادة معظمها وفرّ الباقون. واستشهد مناضل
واحد وجرح ثلاثة. ولقد كان مع القوة المعادية خمسة رشاشات مقابل رشاش واحد
مع المناضلين، كما كانت أسلحتها الفردية أفضل من تلك التي يحملها
المناضلون. وقد اتسمت عملية التصدي هذه بالجرأة وروح التضحية من جانب
أبناء قرى تلك المنطقة مما جعل الإسرائليين يتوقفون عن أية محاولة للتعرض
لتلك المنطقة.