الوحدة بين الحجريين والزيود
بعد الانقلاب على قحطان وفشل ضم الجنوب بالصورة التي كان مخططا لها من قبل حكام الجمهورية العربية اليمنية
وبعد أن قويت شوكة اليمنيين في حكومة ما كان يسمى بجمهورية اليمن
الديمقراطية الشعبية( الاسم الجديد الملفق على إتحاد الجنوب العربي ) سيطر
اليمنيين الحجريين على معظم قرارات هذه الجهورية الديموخراطيه
فبدأو بترويج وترسيخ ( قصة الوحدة اليمنية بين الشطرين ) عبر ثقافة جديدة
خدمها الإعلام بشكل رئيسي والمناهج الدراسية التي طبعت لأول مرة في
التاريخ بتغيير جغرافية المنطقة وديموغرافيتها
حتى أصبحت تلك ( الوحدة ) قسماً يقسم عليه الوزير والسفير والجندي والعامل
والفلاح وهي الطبقات التي اعتمد عليها الحجريين اليمنيين في تنفيذ مخططهم
في الجنوب العربي وحتى الطالب المسكين.
لخلق جيل طليعي جديد كما سماه عبدالفتاح يخدم حركته واهدافه اليمنية
بدأ أطراف الوحدة اليمنيين ( زيود وحجريين ) بلقاءات ومباحثات ووساطات لتوحيد الطرفين ولكن لم يفلح كل ذلك
أقحم الحجريين أبناء الجنوب العربي بالدخول في عدة حروب مع الجمهورية
العربية اليمنية بدماء أبناء الجنوب العربي للأسف من غير ناقة ولا بعير
لنا في ذلك
كان النصر دائما في كل تلك الحروب لأبنا الإتحاد الجنوب العربي ( اليمن الديمقراطي) على اليمنيين
ولكن كانت تقف معظم الحروب بالدخول إلى عدة كيلومترات داخل أراضي الجمهورية العربية اليمنية بل وصلت في أحداها إلى مشارف صنعاء,
ولكن بتدخلات دولية تقف الحرب عند خطوطها الحمر.
لم يرق لجناح عبد الفتاح إسماعيل ذلك ولم يستطع تحقيق مطالب الحجريين أيضا من خلال المفاوضات
بدأ سالمين رئيس (اليمن الديمقراطي ) تقوية جناحه داخل السلطة
فأزعج ذلك جناح اليمنيين الحجريين بقيادة عبد الفتاح
فخططوا للانقلاب عليه عبر الفتنه الداخلية بين أبناء الجنوب
ونجح الانقلاب
سيطر الجناح اليمني الحجري مرة أخرى على حكومة اليمن الديمقراطي وبأسلوب
ذكي جداً ( طبعاً ذكي على الأغبياء مِمَّن يحسبون على الجنوب العربي )
فقام بتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني الذي بدأ في الترويج له منذ اعتلائهم
السلطة في الجنوب العربي حيث سموه ( بالحزب الطليعي ) وربوه ونموه حتى صار
رجلاً يمانيا باراً وأنجب مهجنين جنوبيين يلعنون خالقهم وآبائهم وأجدادهم
ويقدسون ويعبدون هذا اليماني الوليد ضد ارض الجنوب العربي الطاهر.
كانت خطة عبد الفتاح وقومه من اليمنيين إدخال الجنوب العربي في ظلام دامس
بحيث لا يعرف الجنوبي عن العالم أي شيء وأن يكون هذا الشعب شعباً جائعا
تائها حتى يستطيع هذا اليماني الشيوعي قيادة الجنوب وشعبه لتنفيذ مخططاته
الجهنمية
فاعتمد السياسة الشيوعية الإلحادية لتحقيق ذلك ولكي تكون قطيعه بين جيران
الجنوب العربي السعودية وعمان خاصة حتى يتسنى له ولقومه الإنفراد بهذا
الشعب وتم له ما خطط له
وللأسف عبر أيادي جنوبية عربيه مهجنه خائنه جاهلة
فتنة 13 يناير 86 أسبابها ومسبباتها
لم تنجح أي مفاوضات بين الزيود والحجريين, وكل الحروب أيضا لم تفلح في إسقاط نظام الحكم الزيدي .
لذا ليس لدى جناح عبد الفتاح إسماعيل إلا الإعداد لحرب شامله لا تتوقف إلا داخل القصر الجمهوري في صنعا وإسقاط دولة الزيود ,
ولكن لا يزال هناك عائق أمام جناح عبد الفتاح وهو أن سلطة الجيش الجنوبي
ليست بيده . وخوفه أن تكون هذه المرة ككل مرة تقف الحرب على أبواب حدود
الدولتين
لذلك على جناح عبد الفتاح إسماعيل وقومه من اليمنيين استلام زمام السلطة
الكاملة على الجيش الجنوبي أيضا وتسليم القيادة فيه لضباط يمنيين من
الجبهة الشعبية اليمنية وهي جبهة مكونة من ضباط وجنود يمنيين, هذه الجبهة
اليمنية تم تجنيدها بشكل جيد حتى إنها أصبحت تمتلك من الأسلحة والعتاد
مالا يمتلكه جيش الجنوب وكان لديها طابور خامس داخل الجيش الجنوبي
من هنا بدأ الجنوبيين يحسون بخطر جناح عبد الفتاح على مصالحهم الشخصية حيث
لم يفكروا في غيرها فتحزب أهل السلطة العسكرية في (اليمن الجنوبي) وهم علي
عنتر وصالح مصلح وعلي ناصر حيث رأوا أن سلطتهم العسكرية على جيشهم ستذهب
منهم وبذلك سينتهي دورهم لأن دورهم كان تجميع عسكر ومليشيات لصالح
القيادات اليمنية لتحارب عنهم الجيش اليمني الزيدي لا أقل ولا أكثر للأسف
ولكن للأسف تحزبهم لم يكن مع كل مكونات الطيف الجنوبي وذلك للعقلية الناقصه التي كان يتمتع بها هؤلاء.
وفي اليوم الموعود 13 يناير من العام 86 اعد عبد الفتاح اجتماعا للجنة المركزية تم التخطيط والإعداد له مسبقاً
كان الهدف من هذا الاجتماع تصفية كل قيادات الجنوب المؤثرة خصوصا على الجيش لاستلام زمام السلطة عليه والتحكم به كما شاء .
وبالفعل تم الاجتماع وتمت التصفية ولكنها أشعلت حربا أهليه بين أبناء
الشعب الواحد وراح ضحية هذه الحرب عشرات الآلاف وترملت آلاف النساء
ويُتِّم ألآف الأطفال وشرد من شرد وكانت كارثة كبرى على الجنوب العربي،
والسبب الرئيسي في كل ذلك قيادات جنوبيه غبية جاهلة .
قتل عبد الفتاح وشرد علي ناصر ولجأ إلى عدؤ آخر
تداعيات فتنة يناير 86
بعد هذه الفتنه التي أشعلها اليمنيين بين أبناء الجنوب العربي كانت هناك
بقايا يمنيه وعلى رأسهم ياسين سعيد نعمان وجار الله عمر ( الزيدي
الليبرالي ) ومحسن عبد الله وغيرهم وكان لابد عليهم أن يستمروا في نفس
المخطط الذي أعده لهم عبد الفتاح ولكن تحت ظروف جديدة أفرزتها أحداث يناير
لذا اعتمدوا على قوتهم المتبقية في الحزب وجبهتهم الشعبية المسلحة والتي كان دورها في أحداث يناير دور ماسك الفتيل
وعليهم ايضاً التعامل مع من بقي من اللجنة المركزية في الحزب اليمني
الاشتراكي واعتبارهم من أهل الصف( هكذا صنفتهم الظروف) واستغلوا أيضا
الفتنه التي وقعت بين أبناء الشعب الواحد وكذلك حالة الجيش الجنوبي المرهق
والمشتت من الحرب الاهليه
استولوا على السلطة في قصر الرئاسة
ونصبوا علي سالم البيض رئيساً صورياً على الجنوب
بعد فشل المؤامرة التي أدت إلى انهيار جيش الجنوب وتشتته ، هذا الجيش الذي
كانوا يبنون عليه أمالاً في تنفيذ مخططهم لإيصالهم إلى القصر الجمهوري في
صنعاء وإسقاط نظام الحكم الزيدي
لم يكن لديهم في هذه الحالة إلا تغيير الاستراتيجيه كاملة والدخول في
مفاوضات وحدة وبشروط زيديه... لا يهم ، على أن يقوموا فيما بعد بالتغيير
من الداخل طالما وستكون هناك انتخابات مؤملين على الكثافة السكانية في
المناطق الحجرية وعلى المضطهدين من أهل تهامة وغيرها
وبالفعل بدأو في مفاوضاتهم السرية مع علي عبد الله صالح
أيضا الجنوبيين بقيادة البيض والعطاس وهيثم قاسم بدأو يخططون لتقوية
الجناح الجنوبي في الحزب وبدأو يشمون رائحة المؤامرة ولكن الجهل الذي
عاشوا فيه طيلة سنوات الحزب اليمني بلد أدمغتهم
بدأ و في اللجؤ إلى التغيير في السياسة الداخلية والانفتاح على الخارج
وخصوصا على السعودية وبدأو في استقطاب الاستثمار ورؤوس الأموال الحضرمية
المهاجرة كأسلوب سياسي في التغيير والهروب من قبضة الحزب اليمني رويدا
رويدا
لكن سلطة الحزب بقيادة أهله من اليمنيين كانوا أشطر من تلاميذهم
لذا سارعوا بالدفع إلى (الوحدة الزيديه الحجرية) بشروط جديدة وبتنازل عن
شروط القبيلة لصالح شروط ( اليمن الكبير) هذا الحلم الأسطوري المتوارث
والقاسم المشترك بين الزيود والحجريين وكل يمني . أما مخططاتهم الغير
معلنه فكما ذكرنا سابقاً كانوا يتوقعون الحصول عليها عن طريق الانتخابات
التي كانوا يحلمون بها في دولة ما يسمى الوحدة مؤملين على كثرتهم السكانية
وحيث أنهم بدأو بالانزعاج من سياسة الانفتاح على الجار السعودي وسياسة
دخول رأس المال فيما لو قدر له أن يدخل الجنوب العربي بقوة سيغير السياسات
الداخلية وسيسيطر على القرار وسيتحرر الجنوب العربي قليلاً قليلاً من
سيطرة الحزب اليمني الاشتراكي وسينهار حزبهم واشتراكيتهم
وبهذا سيخسر اليمنيين الحكام الرسميين على الجنوب العربي مناصبهم وسيفوق
حينها الجنوبيين من سباتهم وسيعرفون أنهم عرب جنوبيين وليسوا يمنيين
وسيعود اسم الدولة لمسماه الحقيقي وسيكون اليمنيين من أبناء الحزب اليمني
الاشتراكي حينها لاجئين سياسيين في الجنوب العربي بعد أن كانوا متربعين
على عرش سلطة الجنوب
لذا سرعوا بالوحدة ودفعوا بها بينهم وبين أعدائهم الزيود واعتماد سياسة (
أنا وابن عمي على الغريب ) ومن اجل طموحاتهم المشتركة اليمن الكبير
( وهاهم اليوم يدهم في يد بعض ضد الجنوب العربي وأبنائه)
وحدة الزيود والحجريين مايو الأسود 90
كيف رضخ الجنوبيين وكيف مرت عليهم هذه المؤامرة
لا ندري فهناك مئات الأسئلة التي لم نستطع الإجابة عليها
فأي ابن آدم على هذه الأرض يملك جزاً من عقل لن يصدق ولن يتوقع أن هناك
بشراً على هذه الأرض سيقوم بما قام به علي سالم البيض ومجموعته بتسليمهم
دولةً وشعباً وتاريخاً وارثا حضارياً لدولة أخرى تحت أي مبررات فما لحال
إن كان ليس هناك أصلا مبرر لذلك
حصل ما حصل ووقع الأغبياء على تسليم الدولة وشعبها تحت مبرر ( وحدة) وهي بالفعل وحدة ولكن بين الزيود والحجريين
تم تسليم واستلام جنوبنا العربي لدولة الزيود والحجريين دولة الفرس والأحباش والمهجنين ومن بقايا عرب .
مكسب وخسارة الحجريين
نصت اتفاقية الوحدة الحجرية الزيديه على تعديل الدستور وقيام انتخابات ديمخراطية !! وهذا ما كان يؤمل عليه الحجريين في استلام السلطة
بالفعل قامت انتخابات ديموخراطيه ولكن لم يتحقق حلم الحجريين الثاني في الوصول إلى قمة السلطة
لذا فقد كسب الحجريين ضم الجنوب ويمننته وخسروا السلطة على الزيود ولكن أَمنوا العيش في أحضانها
حرب 94 على الجنوب العربي
بعد خراب مالاطا فاق علي سالم البيض وشلته من السبات الذي كانوا فيه ولكن لا تزال عقولهم متبلدة غبية
فبدلاً من تقوية جبهتهم الداخلية في الجنوب والاعتراف بالخطيئة عن طريق
توحيد الصفوف الداخلية واخذ زمام المبادرة في سحب جيشهم من كماشة اليمنيين
وتسليحه حيث كان لا يزال تحت إمرتهم والمصالحة مع ماسمي أعداء يناير حسب
التصنيف القديم ( اما العدؤ الحقيقي في أحداث يناير فهم عبدالفتاح وياسين
سعيد نعمان وجارالله عمر والشرجبي وشلتهم اليمنية الذين اشعلوا هذه الفتنة
لأطماعهم اليمنية الحقيرة )
للأسف كانوا سذجاً وظلت سياستهم تقتصر على (مطالبات ) سخيفة وهذا ما نحذر من الاستمرار فيه حالياً
مقابل ذلك كان الطرف اليمني حجري وزيدي متوحداً بل زادوا توحدا ضد أبناء
الجنوب العربي وبدأو يعدون العدة لضم الجنوب بالكامل أرضا وشعبا واقتصادا
وجيشاً وامتلاك كل ما ينتمي إلى الجنوب وبنوا لهم طابوراً خامساً وزرعوه
بين الجنوبيين من امثال ياسين سعيد نعمان وجار الله عمر وحتى جنوبيين
كعبدالرحمن الجفري وشلته وسالم صالح وغيرهم
وقاموا بالمبادرة المخطط لها مسبقاً
شنت الحرب على الجنوب وتوحد الصف الزيدي والحجري اشتراكيين وإماميين
وجمهوريين شيعة وشوافع جميعاً ضد أبناء الجنوب العربي واستباحوا كل شيء
واحتلوا كل شيء وأفتوا بكل شيء
يزيدون توحداً ضدنا ونحن نزيد فرقة
يزيدون ظلمهم علينا وإظطهادهم لنا
ونحن لازلنا نطالب
يعتبروننا فيداً وغنائم
ونحن نعتبرهم شماليين !!!
نعم
إنهم الأذكيا ونحن الأغبياء
خطوات نحو الاستقلال
أوضحنا فيما سبق حقيقة تسمية الجنوب العربي باليمن وحقيقة ما جرى منذ عام
67 وحقيقة الثورات الكاذبة وحقيقة قومية عبد الناصر المخادعة وحقيقة حرب
86 وحقيقة تسليم الجنوب العربي وضمه لليمن في عام 90 وحقيقة الحجريين
الذين استضفناهم وأكرمناهم سنين طوال
فهاهم يعيشون في أحضان ابن عمهم عدؤ الأمس ويتآمرون جميعا علينا وكانوا في حرب 94 يدا واحدة ضدنا
هاهم يقفون ضد (مطالب) شعبنا وتصريحات ياسين سعيد نعمان الأخيرة دليل يضاف إلى آلاف الأدلة
لذا على أبناء الجنوب العربي وخصوصا منهم السياسيين والمثقفين والمفكرين والضباط والثوار والطلبة الجامعيين بالأخص أن يعوا جيداً
هذه الحقائق وأن يتعاملوا معها بمسؤولية كاملة وأن يستخدموا المصطلحات
الحقيقية للوضع وتسمية الأمور بتسمياتها فلاشيء اسمه شمال وجنوب بل هناك
يمن وهناك جنوب عربي محتل ، هناك يمنيين وهناك جنوبيين عرب
لاشيء اسمه مطالب
بل هناك حقوق وفرائض
لاشيء اسمه انفصال
بل هناك هدف اسمه الاستقلال
وعلى كل من انتمى إلى ذلك الحزب اليمني الاشتراكي من أبناء الجنوب العربي
سياسيين كانوا أو عسكريين أو طلبه أو موظفين أو من أي فئة اجتماعية كانت
أن يتبرأ منه إلى الأبد فهو حزبا يمنيا خالصا مخلصاً لليمن ،لا لجنوبنا
العربي فيه ناقة ولا بعير وهو سبب كل المصائب التي حلت بنا وبشعبنا وهو
خدم ولا يزال يخدم الاحتلال اليمني
وللعلم خصوصا للإخوة السياسيين فإن اليمنيين يستخدمون هذا الحزب الذي
أسسوه في جنوبنا العربي كحزب جنوبي لإضفاء شرعية ما يسمونها وحدة .
فلنتبرأ منه جميعا ونعتبره حزب احتلال
هناك احتلال وهناك دولة محتله
علينا أن ننسى وثيقة عهد واتفاق، علينا أن ننسى اتفاقيات 90 وما بعد حرب
94 علينا أن نذكر ونستذكر فقط تحرير الجنوب العربي من المحتل اليماني بكل
الوسائل وعلى رأسها الوسائل المسلحة
أما غير ذلك فلكم دينكم ولي دين