مملكة سبا ><><> نبذة مبسطة مملكة سبأ: مملكة سبأ هي مملكة قديمة امتدت من شواطيء البحر الاحمر و
الحبشة وضمت جنوب
جزيرة العرب حيث تقع
اليمن في أيامنا هذه واستمرت حتى استيلاء
الدولة الحميرية عليها في اواخر القرن الثالث بعد الميلاد، بدأت المملكة بالازدهار حوالي القرن الثامن ق.م.
اشتهرت سبأ بغناها وقد تاجرت
بالعطور والدرر و
البخور و
اللبان . وقد ذكر انتاجها للعطور في عدة مصادر مثل
العهد القديم والإنياذة.
وقد ذكرت سبأ في القرأن الكريم ولها سورة بأسمها فيه ، وذلك لكثرة القصص
عنها ، وأشهرها قصة بلقيس بسليمان عليه السلام ، وقصة السد العظيم وسيل
العرم.
التاريخ:نشأت مملكة سبأ قبل القرن العاشر ق.م وكانت عاصمتها مدينة مأرب، وقد تمكن
ملوكها حوالي منتصف القرن الثامن ق.م من بناء السد المشهور بسد مأرب ومن
انشاء علاقات تجارية مع شواطئ افريقيا ومع بلدان بعيدة مثل الهند وبلاد
اليونان، كما استوطن السبأيون مناطق في افريقيا وانشأوا فيها ممكلة خاضعة
لهم عرفت باسم «مملكة الأكسوم».
يعتقد ان السبأيون عاشوا شمال اليمن في صحراء الجزيرة العربية ومن ثم هاجروا واستقروا في اليمن واختلطوا
بالمعينيين سكنة اليمن القدماء وثم تمكنوا من الاستيلاء على السلطة.
بقي تاريخ نشوء حضارة سبأ موضع خلاف حتى الآن، فالسبئيون لم يشرعوا بكتابة
تقاريرهم الحكومية حتى سنة 600 قبل الميلاد، لذلك لا يوجد أي سجلات سابقة
لهذا التاريخ، ويعتقد أن السبأيون قد أسسوا مجتمعهم ما بين 1100-1000 قبل
الميلاد، وانهارت حضارتهم حوالي 550 بعد الميلاد، بسبب الهجمات التي دامت
قرنين والتي كانوا يتعرضون لها من جانب الفرس والدولة الحميرية.
يعود أقدم المصادر التي تشير إلى قوم سبأ إلى سجلات الملك سيرجون الثاني
الآشوري الحربية (722-705 قبل الميلاد)، في تلك السجلات يشير الملك
الآشوري في سجلاته التي دون فيها الأمم التي كانت تدفع له الضرائب إلى ملك
سبأ "إيت عمارا". هذا أقدم مصدر يشير إلى الحضارة السَّبئية، إلا أنه ليس
من الصواب أن نستنتج أن هذه الحضارة قد تم إنشاؤها حوالي 700 قبل الميلاد
فقط اعتماداً على هذا المصدر الوحيد، لأن احتمال تشكل هذه الحضارة قبل ذلك
وارد جداً، وهذا يعني أن تاريخ سبأ قد يسبق هذا التاريخ. ورد في نقوش أراد
نانار، أحد ملوك مدينة أور المتأخرين، كلمة "سابوم" والتي تعني "مدينة
سبأ" [1]، وإذا صح تفسير هذه الكلمة على أنها مدينة سبأ، فهذا يعني أن
تاريخ سبأ يعود إلى 2500 قبل الميلاد.
تقول المصادر التاريخية التي تتحدث عن هذه الحضارة: إنها كانت أشبه
بالحضارة الفينيقية، أغلب نشاطاتها تجارية، لقد سيطر هؤلاء القوم على
الطرق التجارية التي تمر عبر شمالي الجزيرة، كان على التجار السبئيين أن
يأخذوا إذناً من الملك الآشوري سيرجون الثاني حاكم المنطقة التي تقع شمالي
الجزيرة، إذا ما أرادوا أن يصلوا بتجارتهم إلى غزة والبحر المتوسط، أو أن
يدفعوا له ضريبة على تجارتهم، وعندما بدأ هؤلاء التجار بدفع الضرائب للملك
الآشوري دُوِّنَ اسمُهُم في السجلات السنوية لتلك المنطقة.
يعرف السبئيون من خلال التاريخ كقوم متحضرين، تظهر كلمات مثل "استرجاع"،
"تكريس"، "بناء"، بشكل متكرر في نقوش حكامهم، ويعتبر سد مأرب الذي كان أحد
أهم معالم هذه الحضارة، دليلاً واضحاً على المستوى الفني المتقدم الذي وصل
إليه هؤلاء القوم؛ إلا أن هذا لا يعني أنهم كانوا ضعفاء عسكرياً، فقد كان
الجيش السبئي من أهم العوامل التي ضمنت استمرار هذه الحضارة صامدة لفترة
طويلة.
كان الجيش السبئي من أقوى جيوش ذلك الزمان، وقد ضمن لحكامه امتداداً
توسعياً جيداً، فقد اجتاحت سبأ منطقة القتبيين، وتمكنت من السيطرة على عدة
مناطق في القارة الإفريقية، وفي عام 24 قبل الميلاد وأثناء إحدى الحملات
على المغرب، هزم الجيش السبئي جيش ماركوس إيليوس غالوس الروماني الذي كان
يحكم مصر كجزء من الإمبراطورية الرومانية التي كانت أعظم قوة في ذلك الزمن
دون منازع، يمكن تصوير سبأ على أنها كانت بلاداً معتدلة سياسياً، إلا أنها
ما كانت لتتأخر في استخدام القوة عند الضرورة.. لقد كانت سبأ بجيشها
وحضارتها المتقدمة من " القوى العظيمة" في ذلك الزمان.
لقد ورد في القرآن ذكر جيش سبأ القوي، وتظهر ثقة هذا الجيش بنفسه من خلال كلام قواد الجيش السبئي مع ملكتهم كما ورد في سورة النمل:
(قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ) (النمل: 33).
كانت مأرب هي عاصمة سبأ، وكانت غنية جداً، والفضل يعود إلى موقعها
الجغرافي، كانت العاصمة قريبة جداً من نهر الدهنا الذي كانت نقطة التقائه
مع جبل بلق مناسبة جداً لبناء سد، استغل السبئيون هذه الميزة وبنوا سداً
في تلك المنطقة حيث نشأت حضارتهم، وبدؤوا يمارسون الري والزراعة، وهكذا
وصلوا إلى مستوى عال جداً من الازدهار. لقد كانت مأرب العاصمة من أكثر
المناطق ازدهاراً في ذلك الزمن. أشار الكاتب الإغريقي بليني الذي زار
المنطقة وأسهب في مدحها إلى وقال أنها أراضي واسعة وخضراء.
مملكة سبأ هي الأقدم من بين الممالك اليمنية القديمة فتاريخ سبأ هو في الحقيقة سنادالتاريخ اليمني القديم وعموده, ودولة سبأ في العصر الأول, هي أكبر وأهم تكوين سياسيفيه, وما تلك الدول التي تذكر معها سوى تكوينات سياسية كانت تدور في الغالب فيفلكها, ترتبط بها حيناً وتنفصل عنها حيناً آخر, مثل دول معين وقتبان وحضرموت, أوتندمج معها لتكون دولة واحدة مثل حمير, والتي لقب ملوكها بملوك سبأ وذوريدان, وذوريدان هم حمير, وأرض سبأ في الأصل هي منطقة مأرب , وتمتد إلى الجوف شمالاً, ثمما تلاها من المرتفعات والهضبات إلى المشرق, مثل مناطق أرحب وخولان وقاع صنعاء وقاعالبون. كان موقع مأرب عاصمة مملكة سبأ في وادي سبأ على مشارف الصحراء يسيطر علىطريق التجارة المهم المعروف بطريق اللبان.
وقد وصفت أرض (شبا) (سبأ) فيالتوراة بأنها كانت تصدر اللبان وكانت ذات تجارة, وأن تجارها كانوا يتاجرون معالعبرانيين, واشتهرت قوافلها التجارية التي كانت ترد محملة بالأشياء النفيسة, وتبينمن المواضع التي ورد فيها ذكر السبئيين في التوراة أن معارف العبرانيين عنهم قدحصلوا عليها من اتصالهم التجاري معهم.
جاء في وصف حديث للمدينة ( مأربوسبأ) والمنطقة المجاورة ما يأتي: (وهناك وهدة واسعة وبالأحرى سلسلة من الوهادالمتقاربة على طول (160) ميلاً إلى الشمال والشمال الشرقي من بلاد اليمن, ويفصل هذهالوهاد عن هضبة صنعاء والمناطق الفاصلة من (نهم وبلاد خولان) ويمتد هذا المنخفضالكبير غير المنتظم من الشمال إلى الجنوب منحدراً من هضبة اليمن بما فيها عسير, ويحاذيه من الشرق الكثبان العالية من الصحراء الشرقية الكبرى, ويدعى القسم الجنوبيمن ذلك المنخفض بالجوف (ويدعى كثيراً بجوف اليمن) وقد كان مركزاً لحضارة السبئيينوالمعينيين قديماً. وسبأ أرض اليمن مدينتها مأرب بينها وبين صنعاء مسير ثلاثةأيام.ورد اسم سبأ دون غيرها من الممالك اليمنية القديمة في القرآن الكريمفي سورة النمل وفي سورة تحمل اسمها (سورة سبأ), وهو بذلك أول مصدر يعتد به فيالحديث عن مملكة سبأ وقومها وما كانوا عليه من ديانة وأوضاع اجتماعية. __________________
الملكة بلقيس
نسبها:تنسب الملكة بلقيس إلى الهدهاد بن شرحبيل من بني يعفر
[1][1]،
و هناك اختلاف كبير بين المراجع التاريخية في تحديد اسم ونسب هذه الملكة
الحِمْيَرية اليمانية، كما أنه لا يوجد تأريخ لسنة ولادتها ووفاتها.
حُكمها:كانت بلقيس سليلة حسبٍ و نسب، فأبوها كان ملكاً، و قد ورثت الملك بولاية
منه؛ لأنه على ما يبدو لم يرزق بأبناء بنين. لكن أشراف وعلية قومها
استنكروا توليها العرش وقابلوا هذا الأمر بالازدراء و الاستياء، فكيف
تتولى زمام الأمور في مملكة مترامية الأطراف مثل مملكتهم امرأة
[2][2]،
أليس منهم رجلٌ رشيد؟ و كان لهذا التشتت بين قوم بلقيس أصداء خارج حدود
مملكتها، فقد أثار الطمع في قلوب الطامحين الاستيلاء على مملكة سبأ، ومنهم
الملك "عمرو بن أبرهة" الملقب بذي الأذعار. فحشر ذو الأذعار جنده و توجه
ناحية مملكة سبأ للاستيلاء عليها و على ملكتها بلقيس، إلا أن بلقيس علمت
بما في نفس ذي الأذعار فخشيت على نفسها، واستخفت في ثياب أعرابي ولاذت
بالفرار. و عادت بلقيس بعد أن عم الفساد أرجاء مملكتها فقررت التخلص من ذي
الأذعار، فدخلت عليه ذات يوم في قصره و ظلت تسقيه الخمر وهو ظانٌ أنها
تسامره وعندما بلغ الخمر منه مبلغه، استلت سكيناً و ذبحته بها
[3][3].
إلا أن رواياتٍ أخرى تشير إلى أن بلقيس أرسلت إلى ذي الأذعار وطلبت منه أن
يتزوجها بغية الانتقام منه، وعندما دخلت عليه فعلت فعلتها التي في الرواية
الأولى
[4][4].
وهذه الحادثة هي دليلٌ جليّ وواضح على رباطة جأشها وقوة نفسها، وفطنة
عقلها وحسن تدبيرها للأمور، وخلصت بذلك أهل سبأ من شر ذي الأذعار وفساده.
وازدهر زمن حكم بلقيس مملكة سبأ أيمّا ازدهار، واستقرت البلاد أيمّا
استقرار، وتمتع أهل اليمن بالرخاء و الحضارة والعمران والمدنية. كما حاربت
بلقيس الأعداء ووطدت أركان ملكها بالعدل وساست قومها بالحكمة. ومما أذاع
صيتها و حببها إلى الناس قيامها بترميم سد مأرب الذي كان قد نال منه الزمن
وأهرم بنيانه وأضعف أوصاله
[5][5]. وبلقيس هي أول ملكة اتخذت من سبأ مقراً لحكمها.
قصة بلقيس في القرآن: ورد
ذكر الملكة بلقيس في القرآن الكريم، فهي صاحبة الصرح المُمَرد من قوارير
وذات القصة المشهورة مع النبي سليمان بن داود - عليه السلام - في سورة
النمل.
وقد كان قوم بلقيس يعبدون الأجرام السماوية والشمس
على وجه الخصوص، و كانوا يتقربون إليها بالقرابين، و يسجدون لها من دون
الله، و هذا ما لفت انتباه الهدهد الذي كان قد بعثه سليمان - عليه السلام-
ليبحث عن موردٍ للماء. و بعد الوعيد الذي كان قد توعده سليمان إياه لتأخره
عليه بأن يعذبه إن لم يأت بعذرٍ مقبول عاد الهدهد و عذره معه
“أحطت بما لم تحط به و جئتك من سبأ بنبأ يقين”[6][6]، فقد وجد الهدهد أن أهل سبأ على الرغم مما آتاهم الله من النعم إلا أنهم
” يسجدون للشمس من دون الله “[7][7].
فما كان من سليمان –عليه السلام- المعروف بكمال عقله وسعة حكمته إلا أن يتحرّى صدق كلام الهدهد، فقال:
" سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين"[8][8]،
وأرسل إلى بلقيس ملكة سبأ بكتابٍ يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله ورسوله
والإنابة والإذعان، وأن يأتوه مسلمين خاضعين لحكمه وسلطانه، ونصه
"إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين" [9][9].
رجاحة عقل بلقيس، و بليغ حكمتها، و حسن مشاورتها:
إن
الملكة بلقيس ما كان لها هذا الشأن العظيم لولا اتصافها برجاحة العقل و
سعة الحكمة و غزارة الفهم. فحسن التفكير و حزم التدبير أسعفاها في كثيرٍ
من المواقف الصعيبة والمحن الشديدة التي تعرضت لها هي ومملكتها؛ و منها
قصتها مع الملك ذي الأذعار الذي كان يضمر الشر لها و لمملكتها، ولكن
دهاءها وحنكتها خلصاها من براثن ذي الأذعار و خلص قومها من فساده و طغيانه
و جبروته.
كما أنها عرفت بحسن المشاورة إلى جانب البراعة في المناورة، فهي لم تكن
كبقية الملوك متسلطة في أحكامها، متزمتة لآرائها، لا تقبل النقاش أو
المجادلة، بل كانت كما أجرى الله على لسانها
.