التاريخ القديـم لشمـال إفريقيـا

التاريخ القديـم لشمـال إفريقيـا
الكتـاب الأول
التاريـخ الاقتصــادي لقرطــاج
الفصــل الأول
الزراعـــــة
تمكنت قرطاج لأن تصبح موطن في إفريقيا خلال منتصف القرن الخامس لكي تستغل الموارد الطبيعية. وتوسعت بعد ذلك في هذا الميدان خلال منتصف القرن الثالث، إلى الشرق والشمال ومناطق أخرى من تونس. وتحتوي على مناطق تصلح خاصة للحبوب والأشجار المثمرة والرعي منها مناطق سهبية عامة لخصوصية المياه فيها، وأراضي فقيرة (مثل أتلال الكروميري) من ناحية سقوط الأمطار كهضاب الساحل المتواجدة على الساحل الشرقي.
الجمهورية تدمج كذلك الساحل المتوسطي على جزيرة سرت الصغيرة و جزيرتي سرت:
منطقة غير منتجة؛ ما عدا الواحات؛ متداخلة على طول النهر منعزلة بمساحة صحراوية ومساحة غير بعيدة عن البحر.
على الساحل الجزائري والمغربي بعض الأحياء الفينيقية والقرطاجية محاطة بالبلدان التي معمريها يستفيدون منها. التي كانت إلا أحياء و حدائق.وهذه الخصائص هي أساسيات الميدان الزراعي المنحصر على الطبيعة والتي كان القرطاجيون يملكونها في شمال إفريقيا .
فينيقيي المشرق كانوا من أحسن الزراعيين وخاصة بين البحر المتوسط ولبنان خلف مدن الساحل: تير، سيدون، بيبلوس ... الخ المملوءة بنواحي خصبة والتي تكاثرت من خلال عمل الإنسان الرائع. كانوا يحصدون الحبوب والعنب والزيتون وبعض الأشجار المثمرة.
القرطاجيون كذلك هم تعاطوا بنجاح في الزراعة. يقول سيسرون أنهم أهملوها ولكن هذه المعلومة غير أكيدة وخاصة مدى قدرتهم لأنهم ساهموا كثيراً في تحضير الرفاهية المادية التي خدموها بجهد كبير في إفريقيا تحت سيطرة الرومانيين.
بعض النصوص تمدنا بالنظر في الحالة المزدهرة للدول التي كانت تحت سيطرتهم في أواخر القرن IV خلال توغل جنود اقاتوا نزلوا بمنطقة الكاب بون متوجهين إلى قرطاج كانوا ينظرون إلى المناظر الطبيعية التي تنصب في أعينهم ومنها: مساكن فخمة للنبلاء قرطاج أشجار العنب والزيتون، مزارع مليئة بالأنعام والأغنام والأبقار والأحصنة.
نصف قرن من بعد بدأ الجيش الروماني زحفه نحو كليبايدي نحو الجنوب الشرقي للكاب بون وفي طريقهم تتكون مساكن ريفية كبيرة جيدة البناء آخذين بدون هوادر كمية كبيرة من الأنعام والأغنام، و حوالي 20 ألف أسير. بعد حرب حنبعل الشاعر إينيوس تغنى بالحدائق الجيدة الزراعة التي كانت في قارة إفريقيا.
منهزمة في هذه الحرب، قرطاج خسرت كل ممتلكاتها ما وراء البحر وكذلك مستعمراها في سواحل نوميديا وموريتانيا متخلية بهذه الخسارة على احتكارها الإقتصادي التي كانت تمتاز به على غرار الغرب بعدها بحثت على تعويضات في مستثمرات أقوى في أوطانها الإفريقية، أبيون يؤكد أنها إسترجعت قواها وإزدهارها من خلال خصوبة أراضيها والفائدة التي تجنيها من البحر.
خلال عام 153، كاتون و بعض الروم جاءوا لتسوية خلاف بين ماسينيسا والجمهورية يقول كذلك أبيان أنه وطن جيد الزرع ومرمم من خلال أعمال كبرى. ولدينا حجة قوية للخاصية بأن القرطاجيون يملكون للزراعة نجاح كبير من خلال معاهدات زراعية فيما بينهم وكذلك خارج إفريقيا. اثنان من هؤلاء الرواة أميل كار الذي نملك إلا اسمه وماقون معروف الذين كانوا من الفئة العالية. لكن بعض المعلومات عليه بعض المواضع على مؤلفاته.شهرته كانت حسب فارون حتى خارج الإغريق. في محاكمة كولي مال والذي يعرف بمثابة الأب الروحي للعلوم الريفية (مجلس شيوخنا، يقول بلان، يمده بشرف كبير. بعد الإستيلاء على قرطاج ، يولية أمراء هذه المدينة الإفريقية بالمكتبات وذلك بخاصة واحدة ويأمر بترجمة الكتب الثمانية وعشرون لماقون إلى اللاتينية وهذه المهمة كلف بها أناس مثقفون و عارفين للغة والقرطاجية وكانت حصة الأسد في هذا العمل لسيلانيس شخصية من نبلاء المولد).
معاهدة ماقون ترجم كذلك عن طريق مؤلف يكتب بالإغريقية وهو كاسيوس ديونسيانس دي تيك والذي أهداه إلى سيكستيس حاكم المقاطعة الإفريقية في عام 88 ماقبل الميلاد. كاسيوس لم يكن ينتظر بترجمة حرفية للثمانية وعشرين كتاب الذي يتألف منه الموسوعة القرطاجية لم يعطي إلا عشرين منها من الفريق المترجم وكذلك أدمج عدة خواطب ونصوص من مؤلفات إغريقية. وبعد ذلك ديوفانت البتيني الأصل قلص من معاهدة كاسيوس إلى ستة كتب مختصرة والتي أهداها بدوره إلى الملك ديجوتاريس .
معاهدات كاسيوس و ديوفانت ضاعت وكذلك معاهدة ماقون . كاسيوس ذكر من طرف فارون وبعض الكتاب المحليين، ديوفانت عن طريق فارون وعن طريق قارقوسيس لدراسة الديانة القرطاجية وكذلك الفينيقيين الغربيين، ولدينا بعض المستندات مختلفة الطباعة:
1- تسجيلات باللغة الفينيقية مسمية بعض الألوهية، بالأسماء التي تعين بأنها واسعة عندما تكون مميزة وكذلك لا يمكن رؤية أسماء حقيقة أو تشريفية.
2- معظم الأسماء التيوفانية التي كانت محتفظة خاصة في التسجيلات القرطاجية لديها شوائب في النصوص الإغريقية واللاتينية.
في التركيبة لأسماء النساء والرجال بين اسم إله مثل عبدشمون (خادم أشمون) أشمونياتون (أشمون أعطى)، ياتونسيد (سيد أعطى).
لكن في بعض الأحيان الإلهية تذكر عن طريق اسم تشريفي: بعل (السيد)، ميل (الملك)...الخ والتي لايمكن فحصها بدقة: سحافتسبيري (بعل حَكَمَ)، ميلكياتون (ميلك أعطى)، حنبعل (الذي يملك خاصية بعل)، ...الخ.
وكذلك يمكن القول بأن اسم الألوهية معروف بلاحقة أول الكلمة لضمير الثالث: عبدو (خادم نفسه)، جيروا (زبون نفسه). أو موتون (هبة لنفسه)، لاحقة أمامية لـ: موتون بعل (هبة بعل)، آريسحات (خطيبة بعل)، حانون (التي يختارها)، برك (التي يباركها).