بدا ان مواجهة غير متكافئة قد تندلع بين ساعة واخرى
في عرض البحر، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وأكثر من 750 ناشطاً دولياً
مؤيداً للفلسطينيين، بعدما جنّدت إسرائيل كل أجهزتها لقمع «أسطول الحرية»
الذي بدأ، أمس، رحلته الشاقة إلى قطاع غزة. وفيما أعلنت إسرائيل حال
الاستنفار لمنع الأسطول من إكمال رحلته، وحركت سفنها الحربية لاعتراض
الاسطول الانساني، أكد المتضامنون الدوليون أنهم سيسعون بكل السبل إلى
التصدي لعملية القرصنة الإسرائيلية، ملوحين بالاعتصام في عرض البحر
والإضراب عن الطعام.
والتقت السفن التسع المشاركة في «أسطول الحرية»،
أمس، في موقع ليس بعيدا عن قبرص، بعدما منعتها نيقوسيا من دخول مياهها
الإقليمية. ثم واصلت ثمان منها رحلتها باتجاه الأراضي الفلسطينية، حيث من
المقرر أن تصل قبالة سواحل غزة بعد ظهر اليوم.
وكان القائمون على
«أسطول الحرية» قرروا توزيع ركاب قارب «راشيل كوري» التابع لحركة «غزة
الحرة» على باقي السفن، وذلك في أعقاب خلل فني للقارب. وأوضحت «الحملة
الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» أن «عطلا فنيا أصاب قارب التحدي التابع
لحركة (غزة الحرة)، والذي يقل على متنه نحو ثلاثين متضامنا»، مشيرة إلى أنّ
«العطل الفني للقارب لا يمكن إصلاحه حاليا كونه بحاجة إلى وقت... لذلك
تقرر إخراج القارب من الأسطول المتجه إلى قطاع غزة، وإصلاحه في وقت لاحق
ليشارك في رحلات بحرية أخرى لكسر الحصار».
وبذلك أصبح الأسطول يتألف من
سفينة شحن
بتمويل كويتي ترفع علمي تركيا والكويت، وسفينة شحن بتمويل
جزائري، وسفينة شحن بتمويل أوروبي من السويد واليونان، وأربع سفن لنقل
الركاب تسمى إحداها «القارب 8000» (نسبة لعدد الأسرى في سجون الاحتلال)،
إضافة إلى سفينة ركاب تركية.
ويحمل الأسطول 750 مشاركا من أكثر من 40
دولة، من بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية. كما ينقل
أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الطبية ومواد البناء والأخشاب، ومئة منزل
جاهز، و500 عربة كهربائية للمعوقين حركيا.
وأعلنت وزارة الخارجية
الإسرائيلية أنها «ترصد حركة السفن»، محذرة من أنّ «اجتياز خط العشرين ميلا
البحري قبالة غزة سيكون انتهاكا للقانون الدولي، لأن إسرائيل تسيطر على
تلك المياه بحسب اتفاق سلام مؤقت أبرم (مع السلطة الفلسطينية) عام 1995»،
في وقت سعى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى تبرير التهديدات
التي أطلقها الاحتلال ضد المشاركين في الأسطول، قائلاً إن ما يقوم به
الناشطون الدوليون «محاولة دعائية عنيفة» ضد إسرائيل، زاعماً عدم وجود أزمة
إنسانية في غزة. وأضاف أنّ «إسرائيل لن تسمح بأي انتهاك لسيادتها في أي
مكان... سواء في البحر، أو في الجو، أو على الأرض».
وقال المتحدث باسم
الجيش الإسرائيلي إن البحرية الإسرائيلية أعلنت حال الاستنفار في صفوفها،
حيث ألغت كل الإجازات الأسبوعية. وأشارت الإذاعة العامة الإسرائيلية إلى أن
قائد سلاح البحرية الإسرائيلي الميجور جنرال اليعزر ماروم سيقود بنفسه
عملية الاستيلاء على الأسطول، والتي أطلق عليها اسم «رياح السماء».
وأوضحت
الإذاعة أن «جنود سلاح البحرية الإسرائيلية من (فرقة أفراد الصاعقة
البحرية)، يساندهم أفراد من (وحدة ميتسادا) التابعة لمصلحة السجون، سينفذون
عملية الاستيلاء على القافلة.
وأضافت أنّ «قوات عملية الاستيلاء تدربت
ـ ضمن استعداداتها ـ على التدلي بالحبال من مروحيات عسكرية على متن
السفن»، لافتة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي سيقوم بالتشويش على البث الإعلامي
من سفن القافلة بواسطة الحجب الإلكتروني، وذلك في نطاق ما وصفته إسرائيل
بـ«المحاولات الرامية لتقليص الأضرار الإعلامية التي ستلحق بإسرائيل».
وفي
هذا الإطار، أعلن عضو الحملة الأوروبية لرفع الحصار رامي عبده أن
«المتضامنين سيكونون كتلة واحدة عبر تقييد أنفسهم بالسلاسل الحديدية».
وأضاف «أكثر من 750 من المتضامنين على متن الأسطول يهددون بالاعتصام في
البحر وإعلان إضراب مفتوح عن الطعام في حال منعتهم السلطات الإسرائيلية من
الوصول إلى غزة»، مشيراً إلى أن المتضامنين «ليسوا أفضل من مليون ونصف
المليون فلسطيني محاصرين في ظروف لا إنسانية».
(«السفير»، أف ب،
رويترز، يو بي أي، د ب أ، أ ش أ)