منتدى التربية و التعليم تلمسان
اهلا بالزائر الكريم يرجى التسجيل للافادة و الاستفادة
سجل لتتمكن من تصفح المنتدى
منتدى التربية و التعليم تلمسان
اهلا بالزائر الكريم يرجى التسجيل للافادة و الاستفادة
سجل لتتمكن من تصفح المنتدى
منتدى التربية و التعليم تلمسان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التربية و التعليم تلمسان

لتحضير جيد للامتحانات و الاختبارات لجميع المستويات
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  العاب فلاشالعاب فلاش  
تعلم ادارة المنتدى انه تم فتح مؤسسة رياض باروتجي لبيع ادوات الحاسوب و الشبكة باسعار جد مناسبة على الرغبين في التواصل و تقديم اللطلبات ترك رسالة خاصة لمدير المنتدى
تعلم ادارة المنتدى انه تم فتح مؤسسة رياض باروتجي لبيع ادوات الحاسوب و الشبكة باسعار جد مناسبة على الرغبين في التواصل و تقديم اللطلبات ترك رسالة خاصة لمدير المنتدى
Awesome Hot Pink
Sharp Pointer
المواضيع الأخيرة
» حصرى تحويل رائع لirissat6800 hd الى جهاز AB CryptoBox 400HD وFerguson Ariva 102E-202E-52E HD
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالجمعة ديسمبر 06 2019, 00:54 من طرف saad sa

» أسطوانة الاعلام الآلي سنة أولى ثانوي علمي
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالجمعة أبريل 07 2017, 13:09 من طرف mhamedseray

» مذكرات تخرج في التاريخ
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالأحد يناير 08 2017, 23:30 من طرف hawarkmirza

» _ كــيفــيــة ادخــال شفرة الجزائر الارضية الجديدة على مختلف الاجهزة
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالسبت يناير 07 2017, 01:29 من طرف bobaker1992

» قرص خاص بالتدريس عن طريق المقاربة بالكفاءات
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالخميس نوفمبر 24 2016, 22:48 من طرف حسان عبدالله

» شروط و طلبات الاشراف للاعضاء
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالسبت سبتمبر 10 2016, 21:37 من طرف محمد عصام خليل

» فروض واختبارات لمادة العلوم الطبيعية ثانية ثانوي
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالجمعة فبراير 26 2016, 10:19 من طرف mhamedseray

» مواضيع مقترحة للسنة الخامسة ابتدائي لمادة دراسة النص
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالجمعة يناير 22 2016, 00:32 من طرف ouassila-2012

» قرص اللغة العربية
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالجمعة نوفمبر 27 2015, 13:57 من طرف بنت القالة

» القانون الأساسي لجمعية أولياء التلاميذ
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالأربعاء نوفمبر 25 2015, 13:40 من طرف belounis

» فروض واختبارات مقترحة في العلوم الطبيعية 4 متوسط
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالخميس نوفمبر 12 2015, 14:09 من طرف بدر الصافي

» مذكرة الانتقال من المخطط المحاسبي الوطني الى النظام المحاسبي المالي الجديد
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالأربعاء نوفمبر 11 2015, 00:29 من طرف rachid s

» كتاب رائع جدا فيزياء وكيمياء يشمل كل دروس 4 متوسط
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالسبت أغسطس 29 2015, 14:59 من طرف abbaz29

» لأساتذة الفيزياء...قرص شامل لكل ما تحتاجه لسنوات التعليم المتوسط الأربع
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالخميس أغسطس 27 2015, 01:49 من طرف abbaz29

» قرص في مادة الفيزياء حسب المنهاج
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالأربعاء أغسطس 26 2015, 20:02 من طرف mhamedseray

» قرص السبيل في العلوم الفيزيائية (دروس شاملة صوت و صورة)
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالسبت أغسطس 15 2015, 05:00 من طرف mhamedseray

» ملخص دروس الفيزياء في الفيزياء
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالأحد أغسطس 09 2015, 00:29 من طرف mhamedseray

» جميع دروس وتمارين محلولة فيزياء وكيمياء أولى ثانوي
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالسبت أغسطس 08 2015, 17:33 من طرف mhamedseray

» شاهد كيف تحصل ببساطة على "إنترنت مجاني" من القمر الأصطناعي؟
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالثلاثاء مايو 19 2015, 19:40 من طرف ocean

» قرص رائع في الفيزياء للسنة الرابعة
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالأحد مارس 22 2015, 22:06 من طرف sbaa

ساعة 258
عدد مساهماتك: 105
الملف البيانات الشخصية تفضيلات التوقيع الصورة الشخصية البيانات الأصدقاء و المنبوذين المواضيع المراقبة معلومات المفضلة الورقة الشخصية المواضيع والرسائل الرسائل الخاصة أفضل المواضيع لهذا اليوم مُساهماتك استعراض المواضيع التي لم يتم الرد عليها استعرض المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لي
سحابة الكلمات الدلالية
متصفح جهاز سريع تحويل
عدد مساهماتك: 105
الملف البيانات الشخصية تفضيلات التوقيع الصورة الشخصية البيانات الأصدقاء و المنبوذين المواضيع المراقبة معلومات المفضلة الورقة الشخصية المواضيع والرسائل الرسائل الخاصة أفضل المواضيع لهذا اليوم مُساهماتك استعراض المواضيع التي لم يتم الرد عليها استعرض المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لي
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 105 وننتظر المزيد

المواضيع الأكثر نشاطاً
الدولة العباسية
اكلات مغربية شهية
قرص خاص بالتدريس عن طريق المقاربة بالكفاءات
موسوعة الطب لتعميم الفائدة
Informatique
موسوعة الطب لتعميم الفائدة2
للتعليم الجامعي بحوث مذكرات مواقع هامة جدا
هل تعلم ’?
كلمة مدير المنتدى
اسطوانات تعليمية من الابتدائي الى الثانوي - موقع مهم -
pirate
United Kingdom Pointer

 

 بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نورهان
نائب المدير العام للمنتدى
نائب المدير العام للمنتدى
نورهان


عدد المساهمات : 12903
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 29

بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Empty
مُساهمةموضوع: بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة   بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة Emptyالسبت مايو 29 2010, 07:09

لا
شك أن أهم إشكالية أثارتها قضية تجديد الفقه الإسلامي هي تجديد علم أصول
الفقه، والسبب في ذلك العلاقة التلازمية بين العلمين. وبما أن قضية تجديد
أصول الفقه تعد عند الكثيرين الخطوة الأولية للكلام عن تجديد الفقه، فقد
تناولها كثير من الباحثين بالدراسة والتحليل. وقد أفرزت هذه الدراسة وذلك
التحليل إشكاليات فرعية، بعضها يمس مبدأ التجديد في حد ذاته، وبعضها يمس
منهج التجديد وتطبيقاته. لكن أهم خطوة منهجية يجب على الباحثين الفصل فيها
هي المشروعية التاريخية لتجديد علم أصول الفقه، لأن هذه القضية تمثل
المقدمة المنهجية الأولى لبحث الموضوع. وذلك؛ لأن حصول أي اتفاق على
مسـتواها سيجنب الباحثين الكثيـر من الاختلافات اللفظية الخارجة عن محل
النـزاع، والذي يكون فيها مورد الإثبات غير مورد النفي.كما سـتمكّن هذه
الخطوة الباحث في الموضوع أن ينظر إليه نظرة موضوعية مجردة عن ردود
الأفعال التي تفرزها الأطروحات المختلفة في الموضوع.
والحقيقة أن
الدراسة لتاريخ علم أصول الفقه تبين أنه مر بمراحل تاريخية مختلفة، عالج
في كل مرحلة منها إشكاليات وأبعاداً جديدة اختلفت عن تلك التي عالجها في
المرحلة السابقة لها، وذلك بغية تحقيق الاستجابة المطلوبة للتحديات
الفكرية والواقعية التي واجهته في كل مرحلة.. والذي يؤكد هذه الحقيقة
التاريخية محطات بارزة في حركية الفكر الأصولي. فإذا اعتبرنا الإمام
الشافعي المحطة الأولى، نجد أن جهده في كتابه \"الرسالة\" تمثل في ضبط
مسيرة الاجتهاد بجمع أشتات مناهج الاستنباط التي كانت في عصره، وعرضها في
صورة منظمة، وجعلها علماً متناسق الأجزاء، إلا أن تدوين الإمام الشافعي
لعلم أصـول الفقه لا يعنى اكتمال هـذا العلم بحيث لم يُبق مجالاً لمن
بعده، بل إن الفكر الأصـولي شهـد بعد الإمام الشافعي تطوراً في الشكل
والمضمون، بسبب تـنوع مدارك وتخصصات العلماء الذين بحثوا في هذا العلم –
محـدثون، ولغويـون، وعلماء كلام، وغيرهم- وكذلك بسبب دخول فن التصنيف،
والترتيب على كل العلوم، بما فيها علم أصول الفقه.
ولعل أهم محطة في
التجديد الأصولي بعد الإمام الشافعي هو الإمام الرازي الجصاص (م370هـ) فـي
كتابه \"الفصول فـي الأصول\"([1])، الذي تضمن إضافات على مستوى المضمون
والشكل. فعلى مستوى المضمون أكمل المباحث اللغوية، ومدلولات الألفاظ،
والموضوعات المشتركة بين الكتاب والسنة، والمباحث التي تستقل بها السنة عن
الكتاب، كما طور البحث في دليل الإجماع، والقياس، والاستحسان، ومبحث
الاجتهاد. أما على مستوى الشـكل والصياغة، فقد تجاوز العرض المتفرق لمباحث
الأصول الذي شهده كتاب \"الرسالة\" للشافعي، وذلك بترتيبه للأبواب والفصول
ترتيباً منطقياً، وعرضه لمباحث الكتاب عرضاً علمياً منظماً.
كما مثل
كتاب \"المستصفى\" لأبى حامد الغزالي (م 505هـ) محطة مهمة في تجديد علم
أصول الفقه، إذ تضمن إضافة نوعية على مستوى المضمون تمثلت في مقدمة في
مدارك العقول، واحتوت مباحث كلامية ولغوية هي من صميم علم المنطق. واعتبر
الإمام الغزالي هذه المقدمة مدخلاً ضرورياً لجميع العلوم بـما فيها علم
أصول الفقه، وأن من لم يُحِطْ بها فلا ثقة بعلومه أصلاً. كما بحث بمنهجية
جديدة موضوع القياس، وباقي الأدلة المختلف فيها. أما على مستوى الصياغة،
فقد رتب الغزالي في كتابه \"المستصفى\" المادة الأصولية في إطار هيكلة لم
يسبق إليها، حيث قسم الموضوعات الأصولية على أربعة محاور، المحور الأول:
الحكم، والثاني: أدلة الأحكام، والثالث: كيفية استثمار الأحكام، والرابع:
حكم المستثمر.
وقد تبنى الأصوليون بعد الإمام الغزالي هذه الهيكلة،
الأمر الذي جعل كتاب \"المستصفى\" نقطة الاستقرار لكل من المضمون والشكل
في مجال أصول الفقه إلى غاية القرن الثامن الهجري، حيث مثل كتاب
\"الموافقات\" للإمام الشاطبي نقلة نوعية في علم أصول الفقه. وذلك لأن
الفكر الأصولي بعد القرن الخامس وجد نفسه أمام معضلتين:
المعضلة
الأولى: هي تركيز التأليف الأصولي على الركن الأول من ركني هذا العلم، أي
علوم اللسان العربي، وإهمال الركن الثاني، ألا وهو علم أسرار التشريع
ومقاصده. وقد سجل الدكتور عبد الله دراز هذه الحقيقة في مقدمة كتاب
الموافقات حيث قال:
«وقد وقف الفن منذ القرن الخامس عند حدود ما تكون
منه في مباحث الشطر الأول، وما تجدد من الكتب بعد ذلك دائر بين تلخيص،
وشرح، ووضع له في قوالب مختلفة، وهكذا بقي علم أصول الفقه فاقداً قسماً
عظيماً، وهو شطر هذا العلم الباحث عن أحد ركنيه، حتى هيأ الله سبحانه
وتعالى أبا إسحاق الشاطبي في القرن الثامن الهجري لتدارك هذا النقص وإنشاء
هذه العمارة الكبرى في هذا الفراغ المترامي الأطراف في نواحي هذا العلم
الجليل»([2]).
المعضلة الثانية: تميز واقع الاستدلال الفقهي في معظم
أصوله بالظن، وعدم تقارب المدارك فيه بسبب تبعية أصول الفقه لمقتضيات
المذاهب الفقهية المختلفة، فاقتضى هذا الوضع الذي استقر عليه علم أصول
الفقه، أن يمس جهد الشاطبي التجديدي صلب المنهج الأصولي، لينعكس بعد ذلك
على موضوعاته وهيكله.
فقد بنى الشاطبي المنهج الأصولي على ركيزتين:
الركيزة الأولى: استجلاء مقاصد الشريعة لعظيم أهميتها في عملية استنباط الأحكام.
الركيزة
الثانية: بناء علم أصول الفقه على منهج الاستقراء، أي استقراء الفروع
الفقهية لاستخلاص قواعد الاستنباط، وذلك عن طريق البحث في جملة من الأصول
المقاصدية التشريعية التي من شأنها التقريب بين مدارك الفقهاء، وتوحيد
منطلقاتهم النظرية.
مما سبق يتبين أن جهد الشاطبي الأصولي التجديدي
جاء لإكمال الشطر الثاني من علم الأصول، وهو العلم بمقاصد الشرع، كما جاء
أيضاً لتصحيح المنهج الأصولي، بتقريب هوة الاختلاف النظري فيه، وفي ذلك
إحياء لهذا المنهج، وإعطاؤه دفعة جديدة تـجعله منهجاً فعالاً منتجاً،
جامعاً لا مفرقاً.
إن هذا الهدف الذي وجه الإمام الشاطبي جهده إليه
أنتج إضافات نوعية كانت فتحاً لعلم أصول الفقه، ذلك أن اعتبار الشاطبي
المقاصد أساس النظر الأصولي، وسعيه لتقعيدها كعلم قائم بذاته، جعلته يؤسس
لفقه التنزيل، هذا الجانب الذي كان يمثل البعد الغائب في الفكر الأصولي.
وبهذا العمل الجبار انتقل الشاطبي بعلم أصول الفقه من دائرة التنظير للفهم
إلى دائرة التنظير للتنـزيل، وقد مكنّه هذا المنحى الذي اتخذه من تطوير
البحث في بعض الأدلة، كالاستحسان، والمصلحة، وسد الذرائع، إذ خرج بها من
دائرة المناقشة النظرية حول المفهوم والحجية إلى استثمارها كمناهج وآليات
لفهم الواقع، واعتبارها عند تنـزيل الأحكام الشرعية.
كما راجع نظرية
الاجتهاد، ففرق بين الاجتهاد النظري والاجتهاد التطبيقي الذي عبر عنه
بالاجتهاد في تحقيق المناط، وعرفه بقولـه: «أن يثبت الحكم الشرعي بمدركه
الشرعي، لكن يبقى النظر في تعيين محله»([3]). واقتضى التأصيل لهذا النوع
من الاجتهاد من الإمام الشاطبي ضبط أصوله، وهي في نظره ثلاثة: تحقيق
المناط، واعتبار مآلات الأفعال، واعتبار المقاصد.
كما راجع شروط
المجتهد، إذ عد معرفة الواقع أساس الاجتهاد التطبيقي، وهذا شرط لم يذكره
الأصوليون في شروط الاجتهاد بالتنصيص عليه صراحة وإن كان متضمناً في
اجتهاداتهم(¬).
لكن الجدير بالذكر في هذا المقام أن جهد الإمام
الشاطبي لم يكن له أي أثر في التطبيق، نظراً للوضعية التي كان يعيشها
الفقه الإسلامي في تلك الفترة، ذلك أنه بسبب استفحال دعوى غلق باب
الاجتهاد في عصور التقليد المتأخرة، لم يبق متداولاً من علم أصول الفقه
إلا القسم المتعلق بدلالة الألفاظ، مع طغيان المجادلات اللفظية عليه.
وإضافة
إلى هذه المحطات الرئيسة التي تؤكد ملازمة حركة التجديد للفكر الأصولي
عموماً، فقد لازم النظر التجديدي بعض الموضوعات الحساسة لعلم أصول الفقه،
كان أهمها مصدر الإجماع، والقياس. فالقول بالإجماع انتقل من القول بحجيته
بإطلاق، إلى القول بحجيته عند الصحابة فقط، واستحالة تحققه بعدهم، كما هو
القول عند ابن حزم الأندلسي، والإمام أحمد بن حنبل، والشوكاني، وغيرهم.
والقياس اختلف في مفهومه، ثـم فـي حجيته. فهو عند الشافعي رديف الاجتهاد،
وهو عند غيـره ليس كذلك، وهو عند بعضهم حجة، وهو عند بعضهم الآخر ليس
بحجة، كابن حزم، وداود الظـاهري، والشوكاني، كما تردد فيه آخرون كالغزالي،
وقد ظهر تردده بوضوح في كتابه \"أساس القياس\" الذي يفهم منه بقوة عدم
اعتباره القياس دليلاً مستقلاً، لأنه فـي الحقيقة مدلول الـنص، أو عموم
النص([4]).
والمجال في هذا البحث ليس مجالاً للترجيح بين هذه الآراء
أكثر منه لبيان استساغة فقهائنا الأجلاء الاختلاف في مفردات هذا العلم،
واقتراح آراء متباينة في شأنها، لأنها ليست مفردات معصومة، بل هي اجتهادات
بشر مستقاة من نصوص الكتاب والسنة، واجتهادات البشر قد تزل أحياناً وتصيب
أحياناً أخرى، فلا ضير من التعليق عليها، ومخالفتها، شريطة أن تكون
المخالفة مؤسسة على حجج علمية، لا على هوى.
وإذا تأكد أن التحقيق،
والتجديد، والتطوير، قد لازم الفكر الأصولي، ومفرداته منذ نشأته، احتاج
المقام بعد ذلك إلى تأكيد حقيقة تاريخية أخرى، وهي أن توقف حركة الاجتهاد
أثرت سلباً في نمو علم أصول الفقه، إذ اقتصر الباحثون فيه في عصر التقليد
على شرح الكتب السابقة دون أي إضافة، أو اخـتصارها اختصاراً مخلاً أحالها
إلى ألغاز([5]). من هنا لم يشهد علم أصول الفقه في عصور التقليد، لاسيما
المتأخرة منها نمواً نوعياً - تستثنى من هذا نماذج معينة كابن تيمية،
والشاطبي، والشوكاني رحمهم الله تعالى- بل فقد وظيفته؛ لأن باب الاجتهاد
قد أقفل، فلم تعد ثمّة حاجة إلى بذل مجهود في تنظير قواعد الاستنباط أو
التنـزيل.
إن هذا الأمر يؤكد أن فتح باب الاجتهاد من جديد، والسعي
إلى تجديد الفقه الإسلامي، يقتضيان بالضرورة تجديد علم أصول الفقه ليستوعب
المستجدات، ويحقق الاستجابة المطلوبة للتحديات الفكرية، والواقعية،
والتشريعية التي تواجه المشروع الإسلامي، وهو ما جعل دعوة تجديد علم أصول
الفقه تبرز بقوة في الساحة الفقهية، والفكرية المعاصرة.
غير أن
المتأمل في الأطروحات النقدية للمنهجية الأصولية يجدها تفتقر إلى إشكالية
واضحة وموحدة، الأمر الذي أفرز تيارين رئيسيـن داخل الحركة النقديـة، لكل
منها تصـور خاص للإشـكالية، ولمنـهج معالجتها.
التيار الأول: يمثله
في الغالب الأعم المتخصصون في الفقه وأصوله، أطروحتهم تمثل نقداً للمنهجية
الأصـولية من داخل المنظومة الأصولية([6]).
و إشكالية علم أصول الفقه
في نظر هذا التيار تتركز في مفرداته، وهيكلة مادته، وهذا لا يمنع من أن
يقدم هذا العلم - إن تمت قراءته قراءة إسلامية واعية - مؤشرات هامة على
طريق معالجة إشكالية المنهج، وذلك من خلال الالتزام بما يأتي:
-
تطوير مفهوم هذه المفردات، وضبطها، وجعلها أقرب إلى الواقع العملي،
ومثاله: تطوير مفردة الإجماع بالتنازل عن بعض شـروطه حتى لا يبقى مثالاً
نظرياً؛ والقياس باعتماد قياس المصلحة، والعدول عن القياس الجزئي؛
والاجتهاد بمراجعة شروطه وأدواته.
- إعادة هيكلة المادة الأصولية، أي
بحثها تحت تقسيمات جديدة، ليتولد عنها مفاهيم أعمق، واستعمال أفضل لأدوات
الأصول، مما سيؤدي في النهاية إلى فقه متجدد خادم للموضوعات المثارة في
عصرنا الحاضر.
ومن مقتضيات إعادة هيكلة المادة الأصولية، إلغاء ما
ليس من علم الأصول، وإعطاء الأولوية لمقاصد الشريعة، وتنمية دراستها،
والعمل على وضع قواعد وضوابط لها.
كما أكد هذا التيار على استخدام
علم أصول الفقه لأدوات المنهج التجريبي، والاستفادة منها في معرفة العرف،
والعادة، والمصلحة، والضرر، والحاجة. فكل هذه القضايا قواعد أصولية، وجزء
من قضايا هذا المنهج، ولا يمكن أن يستغنى فيها عن الوسائل والأدوات
المستعملة في المنهج التجريبي([7]).
وما يلاحظ على هذا التيار، اتفاق
كبير بين ممثليه على موضوع تطوير المفردات الأصولية، في حين يلاحظ اختلاف
واضح بينهم في منهج إعادة هيكلة علم أصول الفقه، كما يلاحظ غموض بعض عناصر
منهج تجديد المنهجية الأصولية عند بعضهم.
التيار الثاني: يمثله كثير
من المفكرين المهتمين بإشكالية إصلاح مناهج الفكر، وهم في الغالب من خارج
دائرة التخصص الشرعي، وأطروحتهم تمثل نقداً للمنهجية الأصولية من
الخارج([8])؛ واعتبروا أن إشكالية المنهج الأصولي في بنيته ومفرداته،
فقدموا تصوراً لمفهوم التجديد مغايراً لتصور التيار الأول، تمثّل هذا
التصور في إعادة بناء منهجية اجتهادية جديدة، تقوم على مستويين:
المستوى
الأول: تجاوز المفردات الأصولية التي هي عبارة عن مفاهيم نظرية لا تنتج
علماً ولا تواكب واقعاً مثل القياس والإجماع، ومبدأ الضرورة.
المستوى
الثاني: العودة مباشرة إلى النظر في النص القرآني لاستلهام الأدوات
المعرفية الكفيلة بصياغة منهجية تساعد على فهم قضايانا، وتطوير معارفنا.
ولعل
أهم ملاحظة يمكن تقديمها على هذا التصور لتجديد علم أصول الفقه، هي أن
الدعوة إلـى اجتياز المحـك المنهجي التقليدي - المنهجية الأصولية - دون
إعطاء بديل منهجي واضح محدد ومضبوط هو علاج لأزمـة بإثارة أزمة أخرى، ذلك
أن مثل هذه الدعوة تحاول معالجة \"الفراغ التشريعي\" الذي سببه - كما يقرر
هذا التيار - عجز المنهج الأصولي عن الاستجابة للمستجدات، بـ \"فراغ
منهجي\" عن طريق الدعوة إلى البحث في النص القرآني والواقع الإنساني دون
استحداث منهج بحث كامل متكامل.
إن الناظر في المناهج المقترحة في
تجديد المنهجية الأصولية - التي مثّلها بصفة إجمالية تياران- يجدها تفتقر
إلى إشكالية واضحة وموحدة، وهذا الأمر أثّر سلباً في مبدأ تجديد علم
الأصول، إذ شكّك بعضهم في مشروعية الدعوة وعلميتها، بينما تخوف بعضهم
الآخر من أن تفتح هذه الدعوة باباً لكثير من الانحرافات المنهجية
والفكرية، وإن كان الإنصاف العلمي يقتضي الإقرار بأن عدم اهتمام بعضهم
بهذه الدعوة سببه افتقاد القدرة على التجديد والمراجعة. وذلك لأن دراسات
أصول الفقه الحالية دراسات نظرية لا مجال فيها للدراسة التطبيقية التي
تؤهل المتخصصين في هذا العلم لاستعمال معاييره وقواعده، واختبارها في
معالجة الوقائع المستجدة، الأمر الذي جعل هذه الأدوات عبارة عن معرفة
موروثة، وليس منهج بحث يمكن استخدامه لإنعاش الحياة التشريعية في العصر
الحاضر.
وردود الأفعال هذه تجاه دعوة تجديد أصول الفقه، تفرض التأكيد
على قضية هامة، وهي ضرورة اهتمام ذوي التخصصات الشرعية بمراجعة المنهجية
الأصولية، حتى لا ينتهي الأمر إلى قطيعة بيـن الفكر الديني الذي لا يتأسـس
على الأصول، والفكر الأصولي الذي لا يتعايش مع الواقع.
ومما يلاحظ
أيضاً على التيارين الممثلين لدعوة تجديد أصول الفقه، عدم تطبيق
أطروحاتهما النظرية على قضايا الواقع، واختبار مدى صحة نتائجها، الأمر
الذي جعل هذه الدعوة لا تتجاوز الجدل النظري، بحيث ما قدّم إلى الآن
أفكار، ومبادئ، وخطط، لم يتم اختبارها بشكل دقيق كامل في إطار أكاديمي،
الأمر الذي أوجد صراعاً نظرياً يتعلّق كثيراً بالألفاظ والمصطلحات.. وهذه
المرحلة يفترض أن تُتجاوز؛ لأن العلم فـي الحقـيقة لا ينتج بالاكتفاء
بالحوار حول كيفية إنتاج معرفة.
مما سبق يتبيّن أن المطلوب في موضوع
تجديد المنهجية الأصولية هو: صياغة إشكالية ناظمة موحدة، ووضـع بديل منهجي
محـدد ومنضبط. ومما يساعد على ذلك:
1- دراسة أصول الفقه، منهجاً: أي
دراسة المنهج في ذاته، وليس موضوعاته، ومحاولة التعرف على مكوناته وعناصره
من خلال بيان الأسس والمبادئ التي يقوم عليها، والمراحل والخطوات التي يمر
بها الأصولي من بداية الاستدلال إلى آخره، والشروط التي ينبغي تحقيقها
ليمكن الوفاء بمقتضيات هذا المنهج ومتطلباته.
فهذا النوع من الدراسة
سيكون على النحو الذي يقوم به علماء المناهج في دراستهم لمختلف المناهج
(التاريخي، والاستقرائي..إلخ)، وسيفيد في إعطاء تصور دقيق لعلم أصول
الفقه، وللمشكلات التي يمكن أن تواجه الباحث فيه.
2- صياغة المادة
الأصولية في شكل نظريات، على غرار النظريات الفقهية، يتم من خلالها معالجة
الموضوعات الأصولية في إطار كلي شمولي. وهذا النوع من التصنيف يمكّن من
فهم أعمق وأشمل للقضايا الأصولية، ويظهر مبنى الخلاف، وسببه، كما يبين
فائدة بعض الأدلة التي يثار حولها نقاش كبير([9]).
---------------------------------------------
([1]) الجصاص أحمد بن علي، الفصول في الأصول (الكويت: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 1985م).
([2]) عبد الله دراز، مقدمة كتاب الموافقات للشاطبي،1/6.
([3]) الشاطبي، الموافقات، 4/89 -90.
(¬)
أكد ابن القيم أهمية معرفة عادات الناس للمفتي والحاكم، انظر كتابه: إعلام
الموقعين عن رب العالمين، ط2 (لبنان: دار الفكر،1977م) 4/204-205.
([4]) انظر: الغزالي أبو حامد، أساس القياس، تحقيق فهد محمد السرحان (الرياض: مكتبة العبيكان، 1993م) ص108-109.
([5]) انظر: محمد الخضري، أصول الفقه، ص10-11.
([6])
انظر: محمد الدسوقي، \"نحو منهج جديد لدراسة علم أصول الفقه\"، مجلة
إسلامية المعرفة، العدد الثالث، 1996م، ص111-148؛ طه جابر العلواني، أصول
الفقه، منهج بحث ومعرفة، ط2 (فرجينيا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي،
1995) و\"قواعد في منهجية تجديد علم أصول الفقه\"، المستقلة، العدد164،
السنة 1997م؛ جمال الدين عطية، النظرية العامة للشريعة الإسلامية، ط1،
1991م، ص189، \"علم أصول الفقه والعلوم الاجتماعية\" محاضرة قدمها في كلية
الشريعة، جامعة قطر، 1988، طبع المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ص15-16.
([7])
انظر: طه جابر العلواني، قـواعد في منهجية تجـديد علم أصول الفقه، ص8؛
وجمال الدين عطية، علم أصول الفقه والعلوم الاجتماعية، ص14-16.
([8])
من رموز هذا التيار الدكتور عبد الحميد أبو سليمان، في كتابيه: \"أزمة
العقل المسلم\" و\"النظرية الإسلامية للعلاقات الدولية\".
([9]) انظر
في ذلك: علي جمعة محمد، علم أصول الفقه وعلاقته بالفلسفة الإسلامية، ط1
(فرجينيا: المعهد العالمي للذكر الإسلامي، 1996م) ص27-31.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بيان مفهوم تجديد المنهج الأصولي للمناقشة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ب/خ تجديد المناصب المالية
» المنهج لا الأشخاص
» أحكام رفض تجديد الايجار التجاري.PDF
» تجديد الفكر الإسلامي بين الجمود والجحود
» تجديد الفكر الإسلامي بين الجمود والجحود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التربية و التعليم تلمسان :: التربية التعليم :: التعليم الجامعي-
انتقل الى: