توجيه إسرائيل ضربة إلى إيران،

نشر 'مركز الدراسات الإستراتيجية' في واشنطن، تصورا نظريا لإمكانية توجيه إسرائيل ضربة إلى إيران، وكيفية تنفيذ هذا الهجوم وتوقيته واحتمالات الرد الإيراني.

ورسم 'مركز الدراسات الإستراتيجية' في واشنطن، سيناريو كاملا للهجوم الإسرائيلي المفترض على إيران، متوقعا ألا يتجاوز موعد الهجوم نهاية العام الحالي.

وقال المركز إن 'تسعين طائرة مقاتلة إسرائيلية ستعبر الأجواء باتجاه الحدود التركية-السورية، يرافقها جميع طائرات التزود بالوقود التي تمتلكها إسرائيل لتواصل طريقها باتجاه شمال العراق.

ومن هناك إلى إيران لتسقط قنابل زنة 2 طن، وأخرى تزن 2250 كغم على المنشآت النووية الإيرانية، مدعومة بحوالي 42 صاروخا من طراز يريحو (أرض-أرض) تُطلق من الأراضي الإسرائيلية، لتصيب أهدافها في إيران بدقة كبيرة'.

وتناول التقرير الواقع في 114 صفحة، والذي يعتبر الأول من نوعه في التاريخ، حسب ما وصفته صحيفة 'هآرتس' من حيث تناوله لخيارات إسرائيل وقدراتها العسكرية والقدرات النووية الإيرانية وقدرات الدفاع الجوي الإيراني.

إضافة الى مخزون الصواريخ لدى الدولتين واحتمالات الهجوم الإسرائيلية وتوقيته والادوات والوسائل المتبعة جنباً إلى جنب مع ردود الافعال الإيرانية المتوقعة على هجوم مثل هذا.

وتوصل معدو التقرير بعد تحليل كل الخيارات الهجومية المتوافرة لدى إسرائيل الى نتيجة بأن 'الهجوم الجوي الإسرائيلي على منشآت ايرانية أمر متوقع وممكن، لكنه سيكون معقدا ويحمل في طياته مخاطر كبيرة على الصعيد التنفيذي دون أن يضمن مستويات نجاح كبيرة'.

وأولى المشاكل التي أشار اليها التقرير هي غياب المعلومات الاستخبارية.
ويعتقد معدو التقرير أن إسرائيل لن تهاجم إيران الا اذا اقتنعت بأن هجومها سيؤدي إلى تصفية المشروع النووي الإيراني أو على الأقل وقفه عدة سنوات.

وبسبب وجود عشرات المواقع النووية الإيرانية المنتشرة على مدى مساحة البلاد، وبسبب غياب إمكانية تدميرها جميعا، بحث معدو التقرير احتمالات وخيارات الهجوم على ثلاثة مواقع إيرانية فقط تشكل نواة مشروع 'دورة الوقود النووي' التي تحتاج إليها إيران لإنتاج المواد اللازمة للأسلحة النووية، اذ سيؤدي تدميرها الى تعطيل المشروع النووي الإيراني سنوات عدة.

وهذه المواقع هي 'مركز البحوث النووية' في اصفهان، منشأة تخصيب اليورانيوم في ناتانز، مفاعل المياه الثقيلة الذي سينتج مستقبلا مادة البلوتونيوم والواقع في اراك.

وسيلجأ سلاح الجو الإسرائيلي الى استخدام تكنولوجيا متقدمة جدا تمكن اختراق منظومات الاتصالات واجهزة الرادار التابع للدول التي ستحلق فوقها طائراتها، لمنع اكتشافها وهي في طريقها الى الهدف.

ووفقا للخبراء جرى استخدام مثل هذه التكنولوجيا خلال الغارة الإسرائيلية على الأراضي السورية عام 2007، حيث جرى تركيب أجهزة التشويش هذه على طائرتين من نوع 'G550' ابتاعتها إسرائيل خلال الأعوام الماضية.

وحتى يتغلب سلاح الجو الإسرائيلي على التحصينات الإيرانية سيستخدم نوعان من القنابل من إنتاج أميركي، ترجح مصادر أجنبية ابتياع إسرائيل 600 قذيفه منها.

وفي ما يتعلق بالردّ الايراني، يقول التقرير: 'سيعمد الإيرانيون الى تفعيل 'حزب الله' و'حماس' لاطلاق موجة من الاستشهاديين الى المدن والأهداف الإسرائيلية'، إضافة الى 'قدرة المنظمتين المذكورتين على إطلاق وابل من الصواريخ كما اثبتت تجربة حرب لبنان الثانية وحرب غزة'.

هآرتس، 16/5/2009