أهمية الغابات:- البيئة هو ليس ما يحيط بنا عن قرب فقط وإنما كل شىء تتضمن عليه الكرة الأرضية، وتعتبر الغابات جزءا لا يتجزأ من البيئة فهى تساهم فى استقرارها.
ولكن للأسف فهى تضيع من بين أيدينا تدريجياً وتتعرض للضياع لنضيف بذلك عنصراً آخراً لإنتهاكات الإنسان التى يقترفها يوماً بعد يوم تجاه بيئته، ويمضى قدماً تجاه مصيره الذى وضعه بيده لحياته وسط خصم هذه الأضرار التى تؤثر على جودة حياة الكائنات الحية بأكملها على سطح الكرة الأرضية لكن ماذا يحدث لهذا الجزء الهام من بيئتنا، ما هى أهميتها بما أنها مساحة شاسعة من الغطاء النباتى وماذا … وماذا … وماذا … ؟!
أهمية الغابات:
لا تقتصرالغابات على كونها غطاء شاسع أخضر لكن لها مغزى اقتصادى وصناعى بل واستجمامى أيضاً، كما أنها تمنع تدهور التربة وتآكلها، تحمى ينابيع المياه، وتحافظ على استقرار الجبال، كما أنها تحد من تأثير الصوبات الخضراء والتى تساهم فى ظاهرة الاحترار العالمى من خلال البساط الأخضر الذى يمتص غاز ثانى أكسيد الكربون. وتعتبر الغابات بيئة وموطناً طبيعياً للحيوان والنبات حيث تضم حوالى 2/3 من كائنات الكرة الأرضية، لذلك فهى تساعد على حماية التنوع البيولوجى من الانقراض وعلى المستوى الاقتصادى، وتساهم كمصدراً للطاقة والمواد الخام، كما لعبت الغابات على مر العصور دوراً حضارياً وتاريخياً هائلا حيث كانت موطناً للعنصر البشرى منذ القدم.
وعلى الرغم من أهمية الغابات، فما زالت التقارير تشير إلى التدهور المستمر فى هذه المساحة الشاسعة، حيث أقرت الإحصائيات بأن نسبة الغابات التى تعرضت للتدهور وصلت إلى نصف مساحتها وخاصة خلال الثلاث عقود الأخيرة، وفى الفترة ما بين عام 1990 - 1995 وصلت نسبة الفاقد منها إلى حوالى 112600 كم2 سنوياً والمساحات المتبقية منها صغيرة - ولكن الغابات الحدودية(التى تقع على الحدود) مازالت تلعب دوراً كبيراً فى البقاء على حياة الغابات، وفى الحفاظ على التنوع البيولوجى لكنها مهددة أيضاً بالإنقراض ويرجع ذلك لأسباب إقتصادية لتحقيق النمو المستدام لإقتصاد الدول، و الاستهلاك المتزايد لها، تأثير غازات الصوب الخضراء، ومتطلبات السكان الآخذين فى التزايد للاستقرار فى أراضى جديدة. بالإضافة إلى السياسات الخاطئة المتبعة من قبل الحكومات لتسكين الأفراد واقامة المبانى هناك بدلاً من تشجيع السياحة فى هذه المناطق الخلابة وانتشار التجارة غير المشروعة بها.
الغابات الحدودية
النسبة مساحة الغابات على الكرة الأرضية بوصفها غابات حدودية. 40% المساحة الباقية فى العالم من الغابات الحدودية والتى توجد فى روسيا وكندا والبرازيل. 70% نسبة الغابات الحدودية المهددة بإقامة أماكن للسكن، ونزع الغطاء النباتى من أجل الزراعة والممارسات البشرية الأخرى الضارة بها. 39% نسبة الغابات الحدودية المهددة بالخطر فى الدول المتقدمة. 3 % فقط عدد الدول التى فقدت غاباتها الحدودية بشكل كلى. 76 دولة عدد الدول التى على وشك أن تفقد غاباتها الحدودية ومنها على سبيل المثال (نيجيريا - فنلندا - فيتنام - كوت دى فوار). 11 دولة نسبة مساحة الغابات التى تقع فى المناطق الشمالية. 50% نسبة مساحة الغابات الحدودية التى تقع خارج المنطقة الشمالية ومهددة بالفعل. 75%
(رسم بيانى لتوضيح الممارسات التى تهدد الغابات الحدودية على المستوى العالمى)
الموقف بالنسبة للدول المتقدمة:
تزداد المساحة الإجمالية للغابات فى الدول المتقدمة وان كان ذلك بيطء لكنها فى ازدياد، وعلى الجانب الآخر مازالت حالتها متدهورة وخاصة فى أوربا حيث تعانى الغابات من تلوث الهواء، والتقلبات الجوية والجفاف. وفى خلال العشرين عاماً الأخيرة فقد حوالى 100.000 هكتاراً من الغابات فى أوربا الوسطى والشرقية، وقد فازت كندا بالنصيب الأكبر فى عملية التدهورهذه وصلت نسبتها إلى 40% فى بعض مقاطعاتها والسبب الرئيسى اقتلاع أنواع الزروع المختلفة.
الموقف بالنسبة للدول النامية:
- وتعدد أسباب تدهور حالات الغابات فى البلدان النامية ومنها: - اقتلاع أنواع عديدة من النباتات والأشجار. - الاعتماد على خشب الأشجار فى كثير من الصناعات. - رعى الماشية على الثروة الغابية. - اشتعال الحرائق. - انتشار الآفات. - انتشار الأمراض.
وإذا تحدثنا عن أنواع الغابات ستجد منها الاستوائى - الشمالى - والمعتدل. بالنسبة للغابات الاستوائية فتجد أن النسبة الكبيرة منها بل معظمها تقع فى الدول النامية، وبدأت فى الاختفاء (بمعدل 70000 -170000 كم2 سنوياً). وترتبط حالة التدهور بالأحوال الاقتصادية الحالية والتزايد السكانى. والاحتياجات المتزايدة للحصول على مساحات أوسع وأرحب لتواكب النمو السكانى، والضغط على المواد الطبيعية الموجودة فى الصحراء أدى إلى استغلالها بشكل سيئ لكن الأمر المثير للفزع أن إمكانية استعادة مثل هذه الغابات أصعب بكثير من محاولة إستعادة الغابات الشمالية والمعتدلة على الرغم من أن الأخيرة لا تحتوى على التنوع البيولوجى مثل الغابات الاستوائية، لذلك فالصعوبة تنشأ من هنا لأن فقد مثل هذه الغابات يعنى فقد الثروة النباتية والحيوانية.
والصورة ليست جرداء لهذا الحد، ولكن يوجد جانباً مشرقاً فيها حيث أن إجمالى المساحات المزروعة للغابات على مستوى العالم فى تزايد مستمر، وإن كان تنوعها محدوداً لا يتعدى نوعاً أو أكثر قليلاً، فقد تم اختيارهذه النباتات لنموها السريع، وللأغراض التجارية وسهولة التعامل معها. وقد تضاعفت فى الفترة ما بين 1980 - 1995 فى كلا من الدول المتقدمة والنامية لتصل إلى حوالى 160 - 180 مليون هكتاراً فى عام 1995، وهناك مساعى من جانب الدول النامية بأن تضاعف هذه المساحة فى الفترة ما بين 1995 - .2010 وترتبط هذه الزيادة بمدى التغير الذى يتم إحرازه فى برامج إدارة الغابات، ونظم الزيادة بمدى التغير الذى يتم إحرازه فى برامج إدارة الغابات، ونظم الاعتناء بالأشجار وتحسين السلالات، وهذا يساهم بدوره فى التخفيف من الضغط الذى يحدث على الحياة النباتية فى الصحراء. وإدخال أنواع نباتية على الغابات الطبيعية له فوائد كثيرة، على الرغم من المخاوف أن تحل هذه الأنواع المستحدثة محل الأنواع الطبيعية التى حبى الله بها صحارينا:
1- كلما تم زراعة أشجار من نفس النوع والعمر فهذا يعطى للحياة النباتية مقاومة كبيرة ضد التهديدات البيئية. 2- كما أن التنوع له فائدته إذا أصاب مرض ما نوع معين، أو آفة أو عند التعرض لحرائق يكون هناك التعويض المقابل لذلك. 3- كلما كان هناك تنوع فى النباتات التى تزرع فوق سطح تربة كلما زاد غناء هذه التربة بالمواد المغذية التى تفيدها، كما تزيد فرص تواجد الثروة الحيوانية التى تتغذى على أنواع متعددة من الغطاء النباتى، وبالتالى انتعاش الحياة الاقتصادية بوجه عام.
حرائق الغابات:
ويمكن وصفها بأنها من أخطر المشاكل التى تواجهها البيئة بلا منازع، ويكون السبب الرئيسى فيها هو المناخ الجاف، وقد تستمر هذه الحرائق لأشهر ليست لأيام فقط وينجم عنها العديد من المخاطر وخاصة لإنبعاث غاز أول أكسيد الكربون السام. وهناك عاملان أساسيان فى نشوب مثل هذه الحرائق عوامل طبيعية لادخل للإنسان فيها، وعوامل بشرية يكون الإنسان هو بطلها: ومن أشهر الأمثلة على العوامل البشرية تلك الحرائق التى نشبت فى إندونيسيا فى جزيرتى "بورنيو " و سومارتا" ما بين عامى 1997 - 1998. وانبعث من هذه الحرائق غازات سامة غطت مساحة كبيرة من منطقة جنوب شرق آسيا مما نتج عنه ظهور مشاكل صحية وبيئية، وقد نشبت الحرائق فى حوالى 808 موقعاً تم تحديدها بصور الأقمار الصناعية وقدرت المساحة التى دمرتها الحرائق بحوالى 456.000 هكتاراً (45.600 كم مربعاً). ويرجع السبب الأساسى وراء هذه الحرائق تحويل إنتاج هذه الغابات من خلال إحلال زراعة النخيل لإنتاج الزيوت. ناهيك عن الخسارة الفادحة للأخشاب والثروة النباتية والحيوانية والبشرية لأن الغازات السامة لهذه الحرائق تمتد إلى البلدان المجاورة ولا تقف عند حدود دولة بعينها. ومن الأمثلة الأخرى لحرائق الغابات تلك الحرائق التى نشبت فى البرازيل عام 1998 والتى قضت على ما يفوق على المليون هكتاراً من غابات السفانا وقد عانت المكسيك أيضاً من الجفاف على مدار سبعين عاماً كما أدى إلى نشوب الحرائق لتقضى على حوالى 3.000 متراً مربعاً من الأرض وانتشار دخانها إلى جنوب الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكننا وصف حرائق الغابات بأنها أعظم كارثة بيئية لهذا العقد، وكارثة أجيال لا تستطيع إتخاذ أية إجراءات وقائية بعيداً عن السياسات والحكومات، ولكن عليها أن تدفع الثمن وتتحمل العواقب. ومن المؤسف لا توجد هيئة جادة ترغب فى حماية مصالح هذه الأجيال المجهول مصيرها