ومنذ عدة ملايين من السنين، كانت أنتاركتيكا خالية من الثلج. ولقد عثر العلماء على أحافير لأشجار وديناصورات وثدييات صغيرة عاشت فيها. وبدأت تتكون أنهار الجليد منذ نحو 30 مليون سنة، ثم أخذت تتقدم ببطء على أجزاء من الأرض في مرحلة العصر الجليدي. ومع أن العصر الجليدي انتهى منذ نحو 10,000 سنة، إلا أن طبقات الجليد مازالت تغطي أنتاركتيكا وجرينلاند.
جبل إريبوس أنشط براكين أنتاركتيكا
الغطاء الجليدي لأنتاركتيكا. يتكون الغطاء الجليدي من طبقة سميكة من الثلج والجليد، تدفن تحتها معظم القارة. وتكونت هذه الطبقة من ثلج متراكم على مدى ملايين السنين.
الأقاليم الجغرافية. تخترق سلسلة الجبال المعروفة باسم ترانسأنتاركتيك القارة بأكملها. ويبلغ ارتفاع بعض القمم أكثر من 4,300م. وتُعدّ هذه السلسلة أكبر المناطق الصخرية الخالية من الجليد، وتسمّى بالوديان الجافة. كما تُوجد بحيرات ببعض هذه الوديان. وتُقسم سلاسل الجبال القارة إلى منطقتين طبيعيتين:
شرقي أنتاركتيكا، وتواجه المحيطين الأطلسي والهندي، وتُغطي أكثر من نصف القارة. وتتكون المنطقة من صخور يبلغ عمرها أكثر من 570 مليون سنة.
غربي أنتاركتيكا. وهي تحد المحيط الهادئ، ولا تحتوي في الغالب على أي من صخور شرقي أنتاركتيكا القديمة. فقد تكونت منطقة غربي أنتاركتيكا فيما بعدكجزء من الحلقة النارية، وهي سلسلة من البراكين تطوق المحيط الهادئ.
أما شبه جزيرة أنتاركتيكا فهي منطقة جبلية تمثل امتدادًا لسلسلة جبال الأنديز بأمريكا الجنوبية.
المناطق الخالية من الثلوج يطلق عليها الأودية الجافة، وتظهر حيث تنحسر المثالج، وتحول الرياح دون تجمع الجليد. يرقد حوالي 98 % من القارة تحت الثلوج والجليد.
المياه الساحلية. هناك خليجان كبيران في أنتاركتيكا عند طرفي سلاسل الجبال الجنوبية ويكونان بحري روس ووديل. وهناك خلجان أصغر تخترق الخط الساحلي، كما تفصل قنوات عديدة بين الجزر والساحل.
تطفو كتل عريضة مسطحة من الغطاء الجليدي فوق العديد من خلجان أنتاركتيكا وقنواتها. وحينما تتكسر الأطراف الخارجية للغطاء الجليدي في الصيف، تتكوّن جبال جليدية مسطحة وغاطسة. ولقد قدّر العلماء سطح الجبال الجليدية الغاطسة بنحو 13,000كم².
المناخ. يتفاوت مناخ أنتاركتيكا تفاوتًا كبيرًا من البرودة الشديدة والجفاف في الهضبة الداخلية إلى أجواء أكثر اعتدالاً ورطوبة على طول السواحل. وتُسمى الهضبة بالصحراء القطبية. ويبلغ معدّل سقوط الثلج في الهضبة 5سم سنويًا، في حين يبلغ معدّل التساقط (مطر وثلج) نحو 60سم سنويًا على المناطق الساحلية.
يمتد شتاء أنتاركتيكا من مايو إلى أغسطس، بينما يمتد فصل الصيف من ديسمبر إلى فبراير. وتتراوح درجة الحرارة في يوليو ما بين -40°م و -70°م بالداخل، وما بين -15° و -30°م على ساحل شبه الجزيرة. وتتراوح درجة الحرارة في يناير ما بين -15°م و -35°م بالداخل و10°م على الساحل. وقد تبلغ الحرارة بالجزر الشمالية 10°م أيضًا. ويبلغ متوسط سرعة الرياح نحو 70كم/ساعة. وتصل العواصف إلى الساحل بسرعة تبلغ نحو 190كم/ساعة.
الموارد الطبيعية
الحياة النباتية. ينمو قليل من النباتات في أنتاركتيكا؛ وذلك بسبب الغطاء الجليدي والمناخ القاسي. وتُمثّل الطحالب والحشائش والنباتات الوسادية غالبية النبات فيها.
الحياة الحيوانية في أنتاركتيكا: تعج سواحل أنتاركتيكا بحيوانات كثيرة، إلا أن الجزء الداخلي القاسي من القارة لا يمكن لغير الحيوانات الدقيقة العيش فيه. توجد طيور وفقمات على السواحل وفي الجزر القريبة منها وتهاجر إليها الحيتان في موسم الصيف. ولكثير من هذه الحيوانات طبقات إضافية من الشحوم لكي تحافظ على دفئها في الجو البارد الجليدي.
الحياة الحيوانية. يعيش قليل من الحيوانات الدقيقة والحشرات على أرض أنتاركتيكا. وتعيش هذه الحيوانات الأرضية على حواف القارة؛ ولكي تتجنب الموت من التجمد تلتصق بالطحالب وفراء الفقمات أو ريش الطيور.
ويهاجر العديد من أنواع الحيتان إلى أنتاركتيكا مثل الحوت الأزرق، والحوت المزعنف، والحوت الأحدب في فصل الصيف. ويُعدّ الحوت الأزرق أضخم حيوان في الكرة الأرضية. وتعيش في أنتاركتيكا أنواع عديدة من الفقمات. وهي تقضي معظم أوقاتها في الماء، وتتخذ مأواها على السواحل.
وقد قام الصيادون، خلال القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشـرين بصيـد الحيتـان وفقمـات الفـراء بأعـداد كبيرة. أما اليـوم، فإنّ القوانـين الدوليـة الخاصـة بحماية الحياة الفـطرية تحظـر أو تحدّ من قتل تـلك الحيوانات.
تُعدّ طيور البطريق أكثر الحيوانات ارتباطًا بأنتاركتيكا. فهي لا تستطيع الطيران، ولكنها تستطيع السباحة بمهارة في مياه المحيط.
ويقضي أكثر من 40 من أنواع الطيور القادرة على الطيران الصيف في أنتاركتيكا. ويبني العديد من تلك الأنواع الأعشاش على الأرض، ولكنها تقضي معظم الوقت في الغوص في المياه بحثًا عن الطعام.
الموارد المعدنية. يُوجد القليل من النحاس الخام في شبه جزيرة أنتاركتيكا. ويحتوي شرقي القارة على اليسير من الكروم والذهب والحديد والرصاص والمنجنيز والموليبدنوم والزنك. وتوجد طبقات الفحم الحجري في داخل سلسلة جبال ترانسأنتاركتيك. ولقد أثبتت أعمال الحفر والتنقيب عن إمكانية وجود النفط في بحر روس وبوغاز برانزفيلد.
توجد أغلب المعادن في أنتاركتيكا بكميات قليلة جدًا لدرجة يصعب معها استخراجها بكفاءة. وتعوق جبال الجليد الغاطسة، والأمواج العاتية، والرياح القوية أعمال الحفر في البحر. وتجرى الأبحاث للاستفادة من الغطاء الجليدي كمصدر للمياه العذبة. فقد يأتي يوم تُسحب فيه الجبال الجليدية إلى الأراضي الصحراوية.