سيناريو لضربة إسرائيلية محتملة لإيران

سيناريو لضربة إسرائيلية محتملة لإيران
الأثنين مارس 29 2010

لندن - ، نشرت صحيفة أوان الكويتية تقريرا بعنوان "سيناريو لضربة إسرائيلية محتملة لإيران" من إعداد محمد جمّول جاء فيه: في العام 1981، دمرت إسرائيل مفاعل أوزيراك النووي العراقي، معلنة أنها غير قادرة على تحمل أن يكون هذا البلد نووياً. وفي العام 2007، دمرت مفاعلاً بنته كوريا الشمالية في شمال سورية. وفي السنة التالية، طلبت سراً من إدارة جورج بوش معدات وإذناً بالمرور في الأجواء التي قد تحتاج إلى عبورها ذات يوم لضرب المواقع النووية الإيرانية الأكثر تحصيناً.


لم تحصل على مطالبها، إلا أن الطلب جعل السؤال التالي أكثر إلحاحاً: هل ستجازف إسرائيل بتوجيه الضربة؟ وإن حدث ذلك، فماذا ستكون النتيجة؟

الآن وقد خرج السؤال إلى حيز عملي أوسع، بدأت عمليات محاكاة مثل هذه الضربة تأخذ شكلاً رسمياً أكثر. ولأن تدريبات وعمليات المحاكاة الحكومية تبقى سرية، قام "مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط" في "معهد بروكينغز" في ديسمبر/كانون الأول بإجراء محاكاة خاصة به عن احتمال مثل هذه الضربة. وكانت النتائج مثيرة للاهتمام إلى درجة تعميمها على كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في الولايات والمتحدة وعلى بعض العواصم.


ولإعطائه الصدقية المطلوبة، شارك فيه عدد من كبار صناع القرار ومسؤولي الاستخبارات الأميركيين السابقين ليقوموا بأدوار الرئيس الأميركي وكبار معاونيه، ورئيس الحكومة الإسرائيلية ووزرائه، والرئيس الإيراني. وقد أُخذ بالحسبان احتمال حدوث أخطاء نتيجة تفسير حدث ما بطريقة غير مناسبة، مع الأخذ بالاعتبار أنه بالإمكان توقع ما يمكن أن يصدر عن الحكومتين الأميركية والإسرائيلية نتيجة معرفة آلية اتخاذ القرار فيهما، في حين أن هذا غير ممكن بخصوص إيران لقلة ما يمكن معرفته عن آلية اتخاذ القرار فيها.


1. الضربة الإسرائيلية:

من دون إعلام الولايات المتحدة مسبقاً، تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة إلى ستة من أهم المواقع الإيرانية، مستفيدة من قاعدة لإعادة التزود بالوقود تم إنشاؤها على عجل في الصحراء السعودية من دون علم المملكة (ومن غير الواضح إن كان الإيرانيون يعرفون إن كانت السعودية موافقة أو غير موافقة).

وبسرعة تسوء العلاقات المتوترة أصلاً بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن عدم العلم المسبق يمكّن الولايات المتحدة من التأكيد صادقة أنها لم تعط موافقتها على الهجوم.


2. الولايات المتحدة تتدخل:

بعد سلسلة من الحوارات الغاضبة، تطلب الولايات المتحدة من إسرائيل وقف هجماتها، مع أن البعض في واشنطن يرى في مثل هذه اللحظات فرصة لإضعاف الحكومة الإيرانية أكثر، وخصوصاً وحدات الحرس الثوري. بعد إبلاغ إسرائيل أنها أحدثت حالة فوضى، تطلب منها الولايات المتحدة أن تبقى جانباً ريثما تقوم هي بإصلاح الخلل.


3. الولايات المتحدة ترسل الأسلحة:

حتى وهي تطلب ضبط النفس، تواصل الولايات المتحدة إرسال بطاريات صواريخ باتريوت والسفن الحربية إلى المنطقة كتحذير لإيران كي لا ترد. ومع ذلك يحذر بعض مستشاري البيت البيض من انخراط الولايات المتحدة في هذا الصراع، مقتنعين بأن استراتيجية إسرائيل الفعلية تقوم على استدراج أميركا لإنهاء المهمة عن طريق هجمات إضافية على المنشآت الإيرانية المصابة.


4. إيران ترد الضربة:

على الرغم من التحذيرات، تطلق إيران الصواريخ على إسرائيل، بما في ذلك مجمع الأسلحة النووية في ديمونا، لكن الإصابات والأضرار تكون محدودة. وفي هذه الأثناء يشن حليفا إيران، حزب الله وحماس، هجمات ويطلقان الصواريخ على إسرائيل. وحين تعتقد إسرائيل أنها حققت هدفها الأساسي بتأخير برنامج إيران النووي عدة سنوات، تستجيب بشكل من الأشكال.


5. إيران تفكر بالفرص:

تجد إيران فرصة بعيدة المدى لتوحيد شعبها وحشد أحزاب المعارضة على أرضية وطنية. تقوم استراتيجيتها على هجمات منخفضة المستوى على إسرائيل في حين تصور الولايات المتحدة على أنها نمر من ورق غير قادر على ضبط حليفته وغير راغبة في الرد على إيران.


ولقناعتها بأن السعودية تواطأت مع الإسرائيليين، وبعد أن أصبحت أكثر جرأة نتيجة الموقف الأميركي الأولي المحسوب،تقوم إيران بضرب منطقة تكرير النفط السعودي في أقبيق بالصواريخ، وتحاول إثارة الشغب في المناطق الشرقية من السعودية.

وفي الوقت ذاته تقوم إيران ببعض الهجمات الإرهابية ضد أهداف أوروبية على أمل تحريض هذه الحكومات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.


6. إيران تتجنب الأهداف الأميركية:

بعد عقد اجتماع يجمع قيادتها المنقسمة، تقرر إيران عدم مهاجمة أي أهداف أميركية لتجنب رد شامل.


7. الصراع في إسرائيل:

على الرغم من أن الرد الإيراني يتسبب بأضرار متواضعة، فإن المنتقدين في الإعلام الإسرائيلي سوف يقولون إن عجز القادة الإسرائيليين عن صد كل الهجمات أضعف قدرة الدولة على الردع. حزب الله يطلق حتى 100 صاروخ على الشمال الإسرائيلي، بما في ذلك حيفا وتل أبيب.


ويصل الاقتصاد الإسرائيلي حالة الانهيار. ويسارع المسؤولون الإسرائيليون إلى طلب التدخل الأميركي وهم يشكون من أن ثلث السكان يعيشون في الملاجئ ومئات الآلاف يهربون من حيفا وتل أببيب.


8. إسرائيل ترد:

وأخيراً تحصل إسرائيل على موافقة أميركا على ضرب حزب الله. فتأمر بشن حملة على مدى 48 ساعة تنفذها القوات الجوية والوحدات الخاصة ضد لبنان، ثم تبدأ بالإعداد لعملية جوية وبرية أوسع.


9. إيران تلعب ورقة النفط:

لأنها تعرف أن سلاحها الأخير يتمثل في قدرتها على رفع أسعار النفط بشكل كبير، تعمد إيران إلى ضرب الدمام وتلغيم مضيق هرمز. ولأن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل قطع إمدادات النفط وتهديد قواتها في المنطقة، تبدأ بعملية إعادة تعزيز واسعة لقواتها العسكرية في المنطقة.


10. الانعكاسات:

تنتهي اللعبة بعد ثمانية أيام من الضربة الأولى. ولكن من الواضح أن الولايات المتحدة كانت تسعى إلى تدمير القوات الإيرانية القريبة من مضيق هرمز، وأن القوات الإيرانية كانت على وشك الهزيمة. ويبدأ الجدل حول البرنامج النووي الإيراني ومدى الأضرار التي لحقت به، وإن كانت هناك منشآت خلفية سرية يمكن أن تعود إلى العمل.


1. من خلال الهجوم من دون موافقة أميركية، تكون إسرائيل استفادت من المفاجأة وزخم الضربة ليس تجاه إيران وحسب، وإنما تجاه الولايات المتحدة.

2. تمتد المعركة بسرعة لتشمل كل المنطقة ومعها واشنطن. وعلى الحكام العرب الذين يصفقون سراً للهجوم على إيران أن يشعروا بالقلق من ردة فعل الشارع. تتحول الحرب إلى دفاع عن المنشآت النفطية السعودية. واستخدام إيران لحلفائها يعني انخراط لاعبين إقليميين في هذه الحرب بسرعة.

3. ضرب المنشآت لا يعني ضرب المعرفة. لقد وزعت إيران منشآتها مثلما وزعت قياداتها العلمية والفنية في أماكن مختلفة على أمل العودة إلى البناء إذا ما ضُربت.


ليس هناك رابح، وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل يقيس النجاح بشكل مختلف عن الآخر. الأميركيون يعتقدون أن تأخير البرنامج النووي الإيراني لا يستحق كل هذا الجهد. أما في إسرائيل فإن تأخير بضع سنوات يبدو جديراً بما تم القيام به، كما أن إسرائيل تراهن على إسقاط هذا النظام الهش.لكن كثيرا من الأميركيين يعتقدون أن هذه مجرد أحلام يقظة.