نورهان نائب المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 12903 تاريخ التسجيل : 06/01/2010 العمر : 30
| موضوع: يدُ الخطوة.. والبياضُ الكاذب! الإثنين مارس 29 2010, 21:19 | |
| <table style="width: 100%;"><tr><td align="right">يدُ الخطوة.. والبياضُ الكاذب </td> </tr> <tr> <td align="right"> الاحد 12 ربيع الثاني 1431 الموافق 28 مارس 2010 </td> </tr> <tr> <td align="right"> </td> </tr> </table> | <table style="width: 100%;"> <tr> <td style="width: 100%;">
</td> </tr> </table> | أروى البراهيم
(1)
يدُ الخطوة؛ تلك التي تشبّثَتْ بها قبل أن تعقلها أو تتفحصَ فحواها, أخذتها إلى ما لا تريد بطبيعة الحال البشرية ! وهي التي تكره المفاجآت, ولا تضع في حسبانها ذرة من احتمالات سيئة !
كم هو مؤلم أن يعيش المرء حالة من السذاجة والغباء, والأشد إيلامًا أن يستحوذ الحرفُ الجميل على كل شيء فيطمسَ على قلبهِ وعقلهِ ويطبع نكتةً سوداء يراها بضوء عينيه الخادع مبهرة جميلة وهي في حقيقة الأمر غير ذلك, ثم لا يكاد يعي مجريات ما حوله من أحداث !
شاءت الأقدار, أن تعرفَ ما كان مجهولاً منذُ زمن !
وشاءت الأقدار, أن تتربع على عرشِ التكذيب لحقيقة كانت في مرأى عينيها أشبه بحلم شنيع !
وشاءت الأقدار, أن تنهار كل الأحلام والأماني في أقرب نصف لحظة من وقع أقدام الصاعقة !
قهقهة ساخرة يطلقها بعض الفارغين، لأنها لا تعدوا عن كونها في نظرهم سوى مفاجأة صغيرة ستمرُ مرور الكرام كغيرها من مفاجآت الزمان والمكان والبشر والأشياء!
من أجل هذا: تتألمُ وحدها.. تبكي وحدها.. وتصنعُ قرارات مؤجلة إلى أجلٍ غير معلوم ! أيضًا وحدها!
(2)
دمعة ملتهبة تعدم الرؤية أو تكاد, صوتٌ مرتعد وكلماتٌ تنطلق ببطء شديد أعيتها الشروخ, تنهيدة ثقيلة كحجم الطود العظيم, متقطعة كحبلٍ عتيق توارثته الأجيال..
صراع، وبحث مرهق عن خيط دقيق للجمع بين ضدين !
حروفٌ تعجُّ في صدرها, تحاولُ عبثًا أن تتهندم ! فتنتهي أخيرًا كما ابتدأت بالقرب من قارعة الكتمان !
خرق فكرية ممزقة ما تزال تحت مشنقة التعزير, لا ترتجي شيئًا سوى حكمة يلهمها رب السمــاء تصنعُ منها عقدا متينا يعيد بناء ما تهشّم من فؤادها المكلوم !
(3)
صافحتها خيوط راجفة مدتها لها أيدي الصباحات التي كانت مشرقة يوم أمس وأيام العقدِ القديم !؛ خيوط نسجت قصة خوف ومصير محتوم لكنه خفيٌ عنها وعنهم لا يعلمه سوى الحكيم الخبير !، كانت في سباقٍ محموم مع الدقيقة والثانية ونصف اللحظة. وبالكاد تمكنت من صعود درجات السلّم الذي بدا لها وكأنه (قمة إيفرست) !
أنفاسها تضيقُ عند كل عتبة صغيرة تمثلت لها وكأنها عقبة عظيمة تتساءل ولا مجال للسؤال: كيف أجتازها ؟! وثمة حقائب متخمة بأشياء لا تعرفُ ماهيتها, وجلّ ما تعرفه أنها رافقتها المسير الآن وحسب, من أين جاءت؟! وكيف جاءت؟! .. لا تدري !
شعرتْ ببياضٍ شديد يلتفُّ حولها، حال بينها وبين الرؤية أو يكاد، ولأول مرة في حياتها تصادفُ بياضًا كئيبًا !؛ قد تكونُ الأمنيات السعيدة، قد تكون الأحلام الوردية، قد يكون الأمل الكبير البعيد صارَ إلى بياض كاذب في لحظة قصيرة جدًا لكنها ازدحمتْ بآلام سنوات طوال فكأنّ تلك الآلام لم تخلقْ إلاّ للتو!!
تقطعتْ حبالها الصوتية بحدة الصمت الصارخ في جوفها، فارتمتْ هناك بالقرب من قارعة مشهد موجع!!
لم يتبقى سوى (لغة الإشارة) تعبّر بها عن كل ما يضعُ احتمالاً لبهجة تمسحُ آثار الحزن الوليد.. ولكن!
(4)
للمارقين من هنا وإلى كمثل هاهنا فقط..
للساكنين في أرضِ البنفسج بلا ارتحال..
للحاملينَ حقائبُ الفكر النديم, السائحون في مدائن الهموم بلا قيود !
للجائعين جوىً على الدوام بلا انعتاق!
دمتم.. ودامت (نشائدكم تصوغ فلسفة الجراح، يشدوا بها اللاهي ويشجي المؤلمِ) ع.البردوني !
|
|
| |
|