إســرائيل وتهويد البشر والشجر والحجــر
الأراضي المحتلة:خالد الأصمعي
ان إعلان نيتانياهو ضم الحرم الإبراهيمي ومحيط مسجد بلال بن رباح في بيت لحم واسوار القدس لقائمة المواقع التراثية اليهودية, إصرار من قبل الحكومة الإسرائيلية لتعطيل عملية السلام ودفع المنطقة نحو دوامة من العنف وانتهاك صارخ لحرية العبادة.
وضرب بعرض الحائط لكل الاعراف والمواثيق الدولية التي تفرض علي الاحتلال عدم تغيير الارث التاريخي للدولة المحتلة.
وفي المسجد الأقصي التقيت الشيخ عبدالعظيم سلهب رئيس الأوقاف الإسلامية بالقدس الذي تحدث عن محاولات إسرائيل إيجاد واقع جديد علي الأرض وتغيير الطابع العربي والإسلامي للمدينة وطمس هويتها من خلال اجراءات تهويد طالت البشر والشجر والحجر. وان اقتحام المسجد الأقصي والسماح للمتطرفين اليهود بالاحتفال بما يسمي عيد المساخر اليهودي وفي ظل الاستعدادات التي يجريها غلاة المتطرفين اليهود الناشطين في محاولات بناء الهيكل المزعوم السبب الرئيسي وراء اشتعال الأوضاع في القدس من خلال تعمد استفزاز الفلسطينيين وأوضح أن الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية تطول كل شيء في القدس سواء علي مستوي الحفريات المحيطة بالمسجد الأقصي المبارك التي تهدد أساساته أو الحفريات داخل البلدة القديمة, وهي مستمرة منذ بداية الاحتلال وحتي اليوم وتتم في سرية تامة ولا أحد يعرف من أين تبدأ وإلي أين تنتهي.
وقال ان إسرائيل لا تعترف بوجود الفلسطينيين في القدس أو بحقوقهم وتعطيهم في المقابل هوية' زرقاء' أو ما يشبه فيزا مفتوحة, ويستطيع وزير الداخلية الإسرائيلية إبعاد أي فلسطيني من أبناء المدينة إلي خارجها, مشيرا إلي أن سلطات الاحتلال أعلنت منذ عام1967 حظر البناء في معظم أراضي القدس. وحول تأثير ما يجري في حي سلوان علي المسجد الأقصي, قال سلهب إن ثبات المواطن ووجوده في هذه الأرض هو حجر الأساس في الدفاع عن المسجد الأقصي المبارك في وجه الهجمة الصهيونية الاستيطانية,وحي سلوان مجاور للمسجد الأقصي ويهب أهله للدفاع عنه ونجدته عند أي خطر يتهدده, ولدي بلدية الاحتلال في القدس خطط حاليا لهدم88 منزلا في الحي أقيمت قبل وجود الاحتلال وتضم مئات العائلات المقدسية بهدف إقامة حديقة توراتية عليها, حيث يزعم اليهود أن الملك داود كان يقيم في هذه المنطقة وتحيط به الحدائق. وأكد أن إسرائيل تتبع أساليب شيطانية لتهويد القدس منذ عام1967 بهدف طمس هويتها العربية والإسلامية وتفريغها من سكانها العرب وتقليل إعدادهم إلي نحو12% مقابل88% لليهود ولكي يكونوا بمثابة عمالة تمتهن المهن الدنيا التي لا يعمل فيها اليهود. وفي مدينة الخليل التقيت حسين الاعرج المحافظ وتوجهنا الي مسجد الخليل ابو الانبياء عليه السلام وتحدث المحافظ عن الاجراءات التعسفية التي تمارسها قوات الاحتلال بالمكان وكيف حولت دار عبادة يضم رفات الانبياء الي ثكنة عسكرية, الدخول اليها عبر بوابات الكترونية لفحص المصلين المسلمين بينما يدخل اليهود ويخرجون بغير ضوابط, ووصل بهم الأمر إلي قتل مصل كان يهرول ليلحق الإمام بعد إقامة الصلاه فأمطروه بوابل من الرصاص بدم بارد وكان الرجل لايحمل غير حذائه, وبعد التقسيم الذي أعقب مذبحة جولدشتاين التي راح ضحيتها29 فلسطينيا كانوا ساجدين كثفوا الاجراءات الأمنية وقسموا المسجد وكافأوا الجلاد وعاقبوا الضحية,ويضيف محافظ الخليل أن أهل مدينة الخليل ارتضوا التقسيم كأمر مؤقت حتي يأتي يوم ويعود الحق لأصحابه,ولكن ضم المسجد كاملا وحرمان المسلمين منه هو رغبه شيطانية وفتنة كبري أراد بها نيتانياهو عرقلة مسار المفاوضات ولكن لاندري إلي أين ستسير العواقب.
ثم إننا لسنا بصدد قضية دينية وإنما أمام قضية سيادة فإضفاء الطابع الديني كما زعم لا يمنح حقا, لأن السيادة علي هذا الجزء لأصحابه الأصليين, والحرم الإبراهيمي أرض محتلة ولايجوز لقوة الاحتلال اجراء اية تعديلات أو تغييرات علي الأراضي المحتلة طبقا للقانون الدولي الذي تعطله اسرائيل,ومحافظ الخليل يتساءل هل يستطيع أن يضم كنسا يهوديا في واشنطن ؟ وهل من حق أي مسلم أن يذهب إلي أسبانيا ويسيطر علي المساجد التاريخية التي اقامها المسلمون الأوائل في الاندلس ؟ وهل من حق الفلسطيني أن يمارس السيادة علي مسجد الجزار في عكا ؟ وهل الآثار البيزنطية التي تنتشر في أنحاء فلسطين تعطي إيطاليا الحق في أن تسيطر عليها وتمارس السيادة التي يسعي إليها اليمين الاسرائيلي ؟ إنما هي أطماع سياسية يريد أن يبررها بدعاوي دينية ونحن لا ننزلق معه الي هذا النفق الذي يريد أن يستدرجنا إليه بأن تحول قضية الأرض المحتلة إلي إثبات يهودية أو اسلامية هذه الأرض.
وفي مدينة بيت لحم التقيت المحافظ عبدالفتاح حمايل وسألته عن قبر راحيل ومسجد بلال ابن رباح وكيف سيتأثر أهل بيت لحم بقرار الضم, فاندهش المحافظ من تساؤلي وقال إن المكان تمت مصادرته من قوة الاحتلال منذ عام67 وأقاموا حوله جدارا مرتفعا ولا يدخله غير اليهود ولا أحد يعلم علي أي وضع صار المسجد الآن, أما ما أعلنت عنه القوات الاسرائيلية فهو محاولة لإضفاء الشرعية علي قرار الضم بالقوة,وتوجهنا مع المحافظ لمشاهدة قبة راحيل من داخل مقبرة لشهداء48 خارج جدار الفصل واستطرد المحافظ ان مقام قبة راحيل موجود منذ القدم ولم يمنع أي فلسطيني اليهود من زيارته بل علي العكس وفر الفلسطينيون والعرب الحماية له بدليل أنه موجود حتي يومنا هذا. ونفس القول ينطبق علي مقام أبي الأنبياء ابراهيم عليه السلام واسحاق ويعقوب وسارة بالحرم الابراهيمي في الخليل اما صاحبة المكان راحيل فهي عربية كنعانية من العراق وابنة خال سيدنا يعقوب أي ابنة شقيق السيدة سارة زوجة ابراهيم أبي الانبياء عليه السلام وهي الزوجة الثانية لنبي الله يعقوب وانجبت له يوسف الصديق وبنيامين وتوفيت في هذا المكان وهي في طريقها من بغداد الي القدس. ولكن نحن بصدد قضية سياسية ولسنا بصدد اثبات يهودية أو إسلامية هذا الموقع أو ذاك نحن أمام أرض احتلت ويجب أن ينسحب منها المحتل.