الهيكل المزعوم.. ومخططات لاتنتهـــي
البحث عن الهيكل الإسرائيلي المزعوم ومحاولات إعادة بنائه هو دأب إسرائيل منذ أن احتلت القدس عام1967 وأكبر دليل علي ذلك تصريحات المسئولين الإسرائيليين منذ سنوات طويلة.
الهيكل المزعوم كما يتصوره اليهود
حيث تقدم دليلا واضحا علي تلك المخططات التي تهدف إلي تقويض دعائم الأقصي تمهيدا لإعادة بناء الهيكل المزعوم. ولابد أن نشير إلي أنه ليس هناك دليل علي المكان الذي بني فيه الهيكل المزعوم فهو حسب اعتقاد اليهود معبد يهودي. ويدعي اليهود أنه موجود تحت بيت المقدس ولهذا يسعي اليهود إلي هدم المسجد الأقصي للبحث تحته عن الهيكل.
وخطط هدم الأقصي وبناء الهيكل المزعوم بدأت منذ احتلال القدس حيث كان أول معلم وضعوا أيديهم عليه هو باب المغاربة الذي وقف عنده موشيه ديان ليعلن بداية المخطط. ويقال إن الإسرائيليين لديهم عشر خطط لبناء ذلك الهيكل فقد بدأوا في هدم باب المغاربة من خلال الحفريات التي يستمرون فيها حتي الآن. بالتالي فإن خططهم تسير علي قدم وساق.
وتشير المعلومات إلي أن ما يحدث في باب المغاربة سيمكنهم من هدم السور الغربي بأكمله الأمر الذي يجعل الجهة الغربية من الأقصي مفتوحة تماما علي المستوطنات وهذا يعني إدخال الجانب اليهودي إلي الحرم القدسي مباشرة.
وخطورة الأمر أن السور الغربي تحمله أبنية إسلامية من أوله إلي آخره وهي حاليا معرضة للخطر. وإذا انهارت هذه الأبنية بسبب الحفريات فسينهار السور معها. ويعني ذلك أن الخطر في الجانب الغربي كبير للغاية حيث إنه المنطقة المكتظة إسلاميا أما الجانب الشرقي فلا يوجد فيه أبنية وكذلك الجنوب. وخطورة الامر أنهم إذا تخلصوا من الغرب سيتجهون إلي الشمال. ويكفي أن نشير إلي أن إسرائيل أنشأت معهدا أطلقت عليه اسم معهد الهيكل تقوم عليه جماعات يهودية تتلقي الدعم من الحكومة الإسرائيلية وكل نشاطاته تتركز علي خطط بناء الهيكل وكيفية التخلص من المسجد الأقصي حتي يتسني بناء الهيكل المزعوم. وهذا المعهد تصرف عليه الحكومة الإسرائيلية ملايين الدولارات حتي يستمر في نشاطه.ومن التنظيمات الشهيرة في هذا المجال حركة صندوق الهيكل التي وضعت خرائط للهيكل المزعوم كما أن هناك معرضا سريا يتولي مسئوليته معهد أبحاث الهيكل يمنع الدخول إليه وتصوير محتوياته. و يضم مجسما للهيكل مكان المسجد الاقصي وكذلك الأدوات التي ستستخدم في بناء ذلك الهيكل المزعوم.
وقد وصلت خطورة الوضع إلي أن وسائل إعلام إسرائيلية أعدت دورات تدريبية في نحو مائتي موقع في إسرائيل عن الهيكل المزعوم والشعائر المتعلقة بدخوله وتبخيره وزي الكهنة بالإضافة إلي مشاهدة عروض عن الهيكل كخطوات عملية لقرب العمل فيه.
والأمر لم يتوقف علي ذلك حيث تقوم علي سبيل المثال جماعات يهودية بتوزيع ملصقات علي طلبة المدارس للتعريف بالهيكل المزعوم حتي تلصق ذلك الهيكل في وجدناهم وفي استطلاع أجرته صحيفة يديعوت أحرونوت أشار إلي أن64% من الإسرائيليين ينتظرون استكمال بناء الهيكل وأن هذا الامر لايقتصر علي اليهود المتدينين وإنما ينضم اليهم اليهود العلمانيون أيضا حيث إن نصفهم يريد بناء الهيكل. وهي احصائية تشير إلي مدي اهتمام الإسرائيليين بتلك القضية.
ومن أخطر ما يدل علي قرب الاستعدادات الإسرائيلية لبناء ذلك الهيكل المزعوم أن المحكمة العليا في إسرائيل سمحت لحركة تدعي أمناء جبل الهيكل بوضع حجر الأساس للهيكل قرب باب المغاربة في القدس القديمة وبطبيعة الحال ان خطوة كهذه تعني اقتراب تدمير أساسات المسجد الأقصي وقبة الصخرة معا.
http://www.ahram.org.eg/MediaFiles//mnlf4444_14_3_2010_40_20.jpg