تستخدم الغازات الحربية في المراحل التالية:
أ- مرحلة التحضير للهجوم: وتعتبر فترة التمهيد النيراني للمدفعية والطيران من أهم الفترات في هذه المرحلة وتستخدم الغازات الحربية ذات التأثير السريع مثل الزارين ضد المناطق الدفاعية الأمامية للمدافعين كما تستخدم الغازات المستمرة ضد المناطق الدفاعية في العمق والمناطق والقواعد الإدارية، أما بالنسبة للاحتياطات القريبة للمدافعين فيفضل استخدام الغازات الحربية سريعة المفعول.
ب- أثناء سير العملية الهجومية: قد تستخدم الغازات المستمرة والغير مستمرة على السواء وتستخدم الغازات المستمرة مثل غاز المسترد وغاز VX، لتعطيل وعرقلة عمل احتياطي العدو ولمنعه من القيام بالهجوم المضاد وضد القوات الموجودة على أجناب القوات المهاجمة وذلك لوقاية أجنابها.
تستخدم الغازات الغير مستمرة سريعة المفعول عند صد الهجمات والضربات المضادة. مع الوضع في الاعتبار أن الغازات المستمرة تستخدم فقط بحيث لا تعرقل أعمال القوات المهاجمة.
5.استخدام الغازات الحربية في الدفاع :
أ- تستخدم الغازات الحربية في الدفاع لإضعاف الهجوم الرئيسي للعدو ولشل أنساقه الثانية واحتياطاته ومنعها من تطوير الهجوم ولمعاونة القوات المدافعة عند قيامها بالهجمات والضربات المضادة.
ب- تعتبر من أكثر المراحل مناسبة في استخدام الأسلحة الكيماوية بالنسبة للقوات المدافعة هي عند تنفيذ التمهيد النيراني المضاد وعند القيام بالهجمات أو الضربات المضادة.
ج- تستخدم الغازات المستمرة ضد القوات المهاجمة وهي في مناطق تجميعها أو أثناء تقدمها وهي في تشكيل ما قبل المعركة، أما عند الفتح إلى تشكيلات المعركة فقد تتعرض القوات المهاجمة إلى كل من الغازات المستمرة والغازات الغير مستمرة.
د- قد تستخدم أيضاً الموانع الهندسية الكيماوية على نطاق واسع أثناء تشكيل الدفاع الثابت والدفاع المتحرك، ويجب أن توضع نطاقات الموانع الهندسية الكيماوية بحيث تجبر المهاجم على مهاجمة القوات المدافعة في الاتجاه الذي يعتبر مناسباً للمدافع وبذا يمكن إدخال المهاجم في منطقة القتل حيث يتعرض لضربات مركزة ومنسقة من جانب القواتا لمدافعة وعند تنظيم الدفاع الثابت، فإن الموانع الهندسية الكيماوية، تنشأ بغرض تقوية بعض النقط الحيوية الهامة ومراكز المقاومة التي تنشأ خصيصاً للدفاع من جميع الجهات وأمام مراكز الموانع لقفل الطرق والممرات.
هـ - عند معاونة الهجوم المضاد أو الضربة المضادة، فإن الأسلحة الكيماوية تستخدم في شكلم وانع (حقول ألغام) مصحوبة بهجمات بالأسلحة الكيماوية في نفس الوقت ضد أهم التجمعات المعادية المخترقة. وكذا في معاونة القوات في الدفاع والمخصصة للقيام بالهجوم المضاد أو الضربة المضادة. تستخدم الغازات الغير مستمرة وسريعة المفعول ضد القوات الموجودة في اتجاه الهجوم المضاد بينما تستخدم الغازات المستمرة ضد قوات العدو الموجودة على أجناب قوات الهجوم المضاد وضد الأنساق الثابتة والاحتياطات للقوات المهاجمة.
6- حالات استخدام الغازات النفسية :
تستخدم الغازات النفسية في الحالات التي يكون الهدف فيها شل قدرة القوات وعدم تمكينها من تأدية مهامها القتالية لقترة من الزمن، وهو هدف لا توفره الذخائر التقليدية المدمرة أو الأسلحة الكيماوية القاتلة. ويمكن تلخيص استخداماتها في الآتي:
أ- شل قدرة المواقع الحصينة والاحتياطات في العمق عندما يكون من المرغوب فيه تأجيل التعامل معها لفترة تسمح للقوات بتنفيذ مهامها القتالية دون تدخل من جانب هذه الاحتياطات.
ب- عند التخطيط للاستيلاء على بعض المرافق الحيوية الهامة وأسر أفرادها.
ج- بغرض إشاعة الفوضى وإرباك القوات، وخاصة بمراكز القيادة والسيطرة وعقد المواصلات في مراحل المعركة المختلفة وبالذات أثناء المرحلة التحضيرية للهجوم أو في عمليات العبور.
د- عند الدفاع عن المواقع المنعزلة أو فك الحصار عنها.
رابعاً: أهم أوجه الاختلاف بين تأثير استخدام الأسلحة الكيماوية (الغازات الحربية) والأسلحة التقليدية
1.الأسلحة الكيماوية لا تؤدي غرضها بطريقة اصطدامها بالهدف ولكنها تطلق في الجو وتعتمد على الأحوال الجوية في حملها وتوصيلها إلي الهدف.
2.الأسلحة الكيماوية تؤثر على جميع الأفراد الموجودين في المنطقة المضروبة أو الملوثة ولكن الأسلحة المتفجرة لا تؤثر إلا على من توجه إليه مباشرة.
3.الأفراد المعرضون في المنطقة يمكنهم تفادي الأسلحة المتفجرة باستخدام طبيعة الأرض، أما في حالة استخدام الأسلحة الكيماوية فإنه يصل تأثيرها إلى جميع أجزاء المنطقة.
4.يستمر تأثير الأسلحة الكيماوية لمدة طويلة بعد الاستخدام ولكن تأثير الأسلحة المتفجرة وقتي أو لحظة الإصابة بها.
5.تحدث الأسلحة الكيماوية آثاراً نفسية بجانب التأثير الفسيولوجي الذي يحدث في أجهزة الجسم.
خامساً: أهم اتجاهات التطوير في الأسلحة الكيماوية ووسائل استخدامها
1- تطوير وسائل استخدام الأسلحة الكيماوية :
أ-إنتاج نظام المدفعية الصاروخية MLRS :
بدأ تصميم هذا النظام منذ عام 1973، ودخل الخدمة في القوات المسلحة الأمريكية في عام 1981، وتم تعميمه في دول حلف الناتو خلال الثمانينيات، وفيه يُحمل القاذف الصاروخي على هيكل (شاسية chassia) دبابة ويمكنه إطلاق الصواريخ فردياً أو مجمعاً (الرشقة 12 صاروخ).
ب- إنتاج ذخائر (قذائف) كيماوية متطورة لقطع المدفعية من عيار 175مم هاوتزر و 203مم هاوتزر وهذه القذائف تعبأ بغازات الزارين و(VX)، ومدى هذه الأسلحة من 20 : 30 كم.
2- تطوير الذخائر الكيماوية :
أ- الذخائر الكيماوية الثنائية Binary Ammunition :
أدى ظهور المقذوفات الموجهة إلى إيجاد وسيلة بديلة لنقل الغازات الحربية السائلة جواً باستخدام رؤوس متفجرة مصممة للانفجار على ارتفاع معين من سطح الأرض، وتضم هذه الرؤوس قنابل صغيرة معبأة بالغاز الحربي تنتشر تلقائياً بفضل زعانف خارجية تؤدي إلى دورانها حول محورها عند إسقاطها، ويؤدي ذلك إلى أن تأخذ شكلاً مخروطياً يزيد اتساعه في اتجاه الأرض. فينتشر السائل في منطقة واسعة، وبذلك يمكن تلويث مناطق كبيرة من الأرض بواسطة عدة انفجارات على ارتفاع كبير. ويمكن استخدام الذخائر من هذا النوع بفاعلية كبيرة في شن هجمات ضد مراكز التجمعات السكانية في حالة الحرب الشاملة. وقد بدأت مشكلة تخزين ونقل وتداول الذخائر الكيماوية تأخذ أبعاداً خطيرة نتيجة لتقادم الذخائر المعبأة بغازات الأعصاب مما يستدعي التخلص من آلاف القذائف المشكوك فيها والقذائف المصابة بخلل، وقد اختارت الولايات المتحدة لحل هذه المشكلة تطوير ذخائر كيماوية ثنائية تتم تعبئتها بسائلين غير سامين نسبياً وغير فعالين ما دام كل منهما على حدة لكنهما ينتجان مادة سامة عند امتزاجهما، وقد أُعد لهذا الغرض صمام زمني يضبط مقدماً ويبدأ تشغيل الصمام عند إطلاق الذخيرة بحيث يتم الخلط في لحظة محسوبة أثناء فترة تحليق القذيفة، وعلى الرغم من ثبوت إمكانية تطبيق هذه الطريقة على عدد من الغازات الحربية فقد تأكد نجاحه بوجه خاص بالنسبة لمجموعة غازات الأعصاب.وقد اتجهت الولايات المتحدة الأمريكية إلى التفكير في إنتاج الذخائر الكيماوية الثنائية لعدة أسباب أهمها:
(1)توفير الأمان عند تخزين الغازات الحربية وذلك لأن المخزون من هذه الغازات سوف يكون عبارة عن مركبات كيماوية ليس لها التأثير السام أو القاتل ومعزولة تماماً عن
بعضها.
(2)العمل على إطالة مده التخزين مع صلاحية المادة وفعاليتها، فالمعروف أن الفترة المحددة لتخزين الغازات الكيماوية التقليدية تتراوح ما بين 15 - 25 سنة.
(3)توفير إمكانيات وقدرات كبيرة تتحقق عن طريقها قوة كيماوية رادعة ومؤثرة عند استخدام غازات الأعصاب شديدة التأثير.
(4)محاولة اللحاق بالتفوق السوفيتي في مجال الأسلحة الكيماوية بل ومحاولة التغلب عليه بإنتاج الذخائر الكيماوية الثنائية.
وتعتبرالذخائر الثنائية آمنة في تعبئتها وتداولها، ويمكن التعامل مع مفرداتها دون مخاطر، كما أن تخزينها لا يشكل مخاطر كبيرة على البيئة شريطة ضمان عدم حدوث تفاعل بين المادتين أثناء التخزين، ونظراً للتصميم المعقد لنظام الخلط المستخدم ومع وجود الصمام الزمني فقد زاد حجم القذيفة الكيماوية ووزنها، لذلك يقتصر استخدام القذائف
الثنائية على قطع المدفعية الثقيلة وبوجه خاص ذات العيار 155 مم بينما تركت الرؤوس الحربية الأكبر للمقذوفات الموجهة أو للرش جواً من مستودعات.