الحيوانات في الفضاء
كانت الرحلات البشرية إلى الفضاء في الماضي غير واردة أصلاً وذلك لعدم توفر الأداة الناقلة التي تستطيع اختراق الآفاق وقد حاول البعض تقليد الطيور وتركيب الأجنحة والطيران والهبوط
ولما توفرت المركبات الفضائية والصواريخ والمكوكات الفضائية كان مما لابد منه هو التجربة بإرسال بعض الحيوانات للفضاء من اجل معرفة التأثير الذي يحصل عليها والمعوقات التي تكتنف عيشها في الفضاء ومعرفة المشاكل التي يمكن أن تحصل للكائنات الحية حين صعودها ودورانها في الفضاء ليتمكن العلماء من تلافيها حين ارسال البشر إلى الفضاء .
وتمت في هذا المجال ثلاثة تجارب الأولى كانت من جانب الاتحاد السوفيتي والأخريين كانت من جانب الولايات المتحدة الأمريكية فلنرى ماذا تم ّ :
في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني عام م1957 الإتحاد السوفيتي أطلق القمر الصناعي لها سبوتنيك 2. وكان وزنه 500 كغ ومداره على ارتفاع 1670كم ، وعليه الكلب الأنثى، كودر يافكا المشهورة باسم لايكا نسبة لفصيلتها التي تنتمي إليها، وختم عليها في حجرة مكيّفة إسطوانية والتي سجّلت نبضها ، وتنفسها ، وضغط دمّها ، ومخطط بياني لرسم نبضات القلب الكهربائية كهربائية القلب ( electrocardiograms). وارسلت معها عدّة آلات لدراسة الإشعاع الكوني ربطت بسبوتنيك 2 ومرسلات نقلا للبيانات إلى الأرض. الغذاء والماء زوّدا أيضا لرحلة لايكا الأحادية الإتجاه إلى الفضاء. حيث ماتت الكلبة لايكا قبل العودة للأرض وذلك عندما تمت استعادت القمر للأرض بواسطة مركز المراقبة الأرضية لم يتحمل درجات الحرارة اثناء احتكاكه بطبقات الغلاف الجوي الكثيفة فاخذ بالاحتراق والتوهج حيث ظهر لسكان بريطانيا في 12 /2 /1958 عند الغروب وكأنه نجم شديد اللمعان وبعد يومين مر على بحر الكاريبي وبعد أيام تجول إلى مذنب تناثرت شظاياه على شكل قوس وتمت استعادت بقايا القمر ومعه الكلبة لايكا والتي ماتت بسبب نفاذ الأوكسجين الذي زود به القمر قبل اطلاقه
في 18ديسمبر/كانون الأول عام م 1961ارسلت الولايات المتحدة الأمريكية الزئبق ووضعت في الكبسولة الخامسة من أطلس الزئبق الشمبانزي إنوس وقد ألبس بدلة فضائية وكمّن في أريكة طيرانه وحملت يديه وقد فضّلت الولايات المتّحدة استعمال طياري القرود على المواضيع الحيوانية الأخرى
في 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 1963 م ارسلت كذلك الولايات المتحدة الأمريكية الصاروخ جو 2 وارسلت معه قرد يسمى سام و غلّف في نموذج أريكة مخطط ألياف الزئبق الزجاجية لطيران على الصاروخ الصغير جو 2. ووضعت مجموعة من الآلات المتطورة لمراقبة التطورات الفيسولوجية والتأثير الحيوي لطيران الفضاء على القرد سام وتمّ استنباط هذه البيانات للتوقع كيف للبشر أن يتحملوا هذه البيئة الجديدة
في اليوم 19 من شهر آب لعام 1960م اطلق الإتحاد السوفييتي مركبة صغيرة حملت معها إلى مدار حول الأرض مجموعة من الحيوانات وهي اربعين فأر وجرذين وكلبين وقد تمت استعادة جميع هذه الحيوانات وكانت بحالة سليمة .
بعد هذه التجارب والتي تمثلت في ارسال هذه الكائنات إلى الفضاء ودراسة التطورات التي حدثت على هذه الكائنات والآثار الناجمة عن الحياة في الفضاء والتأثيرات التي يمكن أن تحدث للبشر عند السفر للفضاء قرر العلماء ارسال البشر في رحلات منظمة ومدروسة لاستكشاف الفضاء ودراسته فكان بداية لغزو البشر للفضاء بل تطور الأمر في عصرنا هذا إلى ازدياد الرحلات بقصد السياحة ليس إلا .
http://www.allsc.info/fada/say/space_ussr_laika.JPG